«الخطوط السعودية» تفحص 40 طائرة من طراز «بوينغ 777»

في استجابة عاجلة لتحذيرات الشركة المصنعة

«الخطوط السعودية» تفحص 40 طائرة من طراز «بوينغ 777»
TT

«الخطوط السعودية» تفحص 40 طائرة من طراز «بوينغ 777»

«الخطوط السعودية» تفحص 40 طائرة من طراز «بوينغ 777»

بدأت «الخطوط السعودية» فحص 40 طائرة من طراز «بوينغ 777» استجابة للتحذيرات التي أطلقتها شركة «بوينغ» الأميركية المسؤولة عن صناعة وإنتاج هذا الطراز بعد سقوط قطعة معدنية من منظومة عجلات إحدى طائراتها التابعة للخطوط الفرنسية.
وقال عبد الرحمن الفهد مساعد المدير العام لـ«الخطوط السعودية» للعلاقات العامة والإعلام لـ«الشرق الأوسط»، إن «السعودية» استجابت لطلب شركة بوينج بفحص طائراتها من طراز 777، حيث تملك السعودية 40 طائرة من الطراز ذاته، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من الفحص المطلوب لتأكيد سلامة الطائرات، مؤكدا أن «السعودية» لا يمكن أن تسمح بتشغيل أي من طائراتها إلا وهي بكامل جاهزيتها تحقيقا لأعلى معايير السلامة الذي هو قاعدة أساسية في العمليات التشغيلية للمؤسسة.
ويأتي تحرك «الخطوط السعودية» بعد أن أطلقت المجموعة الأميركية لصناعة الطائرات «بوينغ» أول من أمس، مذكرة تتضمن إجراءات معالجة لمشكلة طرأت على إحدى طائراتها من طراز 777. وأطلقت «بوينغ» التحذير بشأن هذا الطراز بعد سقوط قطعة معدنية من الغطاء الخارجي لإحدى طائرات شركة «إير فرانس» في حادث لم ينجم عنه إصابات.
وقالت «بوينغ» إن القطعة المعدنية تزن 60 كلغ وقد سقطت الاثنين فوق ضاحية شنغهاي بعيد إقلاع طائرة تابعة لـ«إير فرانس» كانت تقوم بالرحلة 111 المتجهة من شنغهاي إلى باريس، مشددة على أن الحادث لم يؤدِّ إلى إصابات.
ووفقا لـ«بوينغ» فإن القطعة المعدنية سقطت من على ارتفاع 3700 متر واخترقت سقف مصنع، في حين أكملت الطائرة رحلتها وهبطت في باريس من دون مشكلات.
وقال كريس فيليرز، المتحدث باسم «بوينغ»، إن القطعة المعدنية التي سقطت من الطائرة ليست جزءا من منظومة العجلات بحد ذاتها، بل قطعة من الغطاء الخارجي للمنظومة يعمل بمثابة باب يفتح ويغلق عند دخول وخروج المنظومة، مشيرا إلى أن مكمن الخلل هو في قطعة مهمتها تثبيت هذا الباب.
وأضاف: «نحن نتعاون بشكل وثيق مع عملائنا وقد زودناهم بالإرشادات بشأن الصيانة اللازمة».
ولفت المتحدث إلى أن «بوينغ» عممت على شركات الطيران التي تستخدم طراز 777 مذكرة تتضمن الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذه المشكلة، مؤكدا أن الشركة أدخلت التعديلات اللازمة على الطائرات 777 التي لا تزال قيد التصنيع.
وهناك أكثر من 1100 طائرة «بوينغ 777» في الخدمة حاليا حول العالم تشغلها عشرات شركات الطيران.
وكانت السعودية بدأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، استخدام طائرات «بوينغ» DC - 3 لنقل الركاب والحمولات بين جدة والرياض والظهران. وبعد نجاح هذه المبادرة قام الملك عبد العزيز بإصدار أوامره بشراء طائرتين أخريين من طراز DC - 3، لتدخل السعودية بعد هذه الصفقة في عالم الطيران المدني. وشكلت الطائرة DC - 3 أساس الخطوط الجوية العربية السعودية في ذلك الحين. وفي عام 1961 أسهمت «بوينغ» في دخول المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من تاريخ طيرانها المدني، حين تسلمت «الخطوط السعودية» طائرة من طراز «بوينغ» 707، لتدخل بذلك عصر الطيران النفاث وتصبح أولى شركات الطيران في الشرق الأوسط التي تقوم بتشغيل طائرات نفاثة. وقد احتفلت «الخطوط السعودية» بذكرى التأسيس الـ65 في عام 2010، مما يضعها في مصاف أكثر الناقلات الجوية خبرة في العالم.
وتسلمت «الخطوط السعودية» من شركة «بوينغ» مجموعة مختلفة من الطائرات من طراز 737 و747 و777 وMD - 11Fs وMD90s. وتقوم «الخطوط السعودية» حاليا بتشغيل الكثير من طرز طائرات «بوينغ» بما فيها 747 - 400/ إس بي، و777 –200 إي آر، إضافة إلى طراز 777 - 300 إي آر الذي تسلمت أولى طائراته في فبراير (شباط) 2012. وفي عام 2010 طلبت «الخطوط السعودية» 20 طائرة من طراز 777 وثماني طائرات من طراز 787 دريملاينر.
وقامت الشركة بتسليم الكثير من طائرات «بوينغ» BBJ، الخاصة برجال الأعمال للكثير من العملاء من رجال الأعمال وكبار الشخصيات وغيرهم من الجهات الحكومية والخاصة في السعودية.



السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
TT

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال. فقد تفوقت في مؤشر الأمم المتحدة للأمن السيبراني لعام 2024، كما تسعى من خلال استضافة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة المصاعب المشتركة، لا سيما باتساع الفجوة الرقمية بين المنشآت.

وكانت السعودية برزت بشكل لافت في تقرير حديث للأمم المتحدة عن الأمن السيبراني، أظهر تحقيق المملكة نسبة 100 في المائة في جميع معايير المؤشر الذي شمل 83 مؤشراً فرعياً. وهو ما يضع البلاد في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، متفوقة على 190 دولة عضواً بالأمم المتحدة.

ويعود هذا التفوق إلى استراتيجية المملكة الشاملة للأمن السيبراني، التي ركزت على تحقيق التوازن بين الحوكمة المركزية والتشغيل اللامركزي. كما ساهمت الاستثمارات الكبيرة في بناء القدرات الوطنية وتطوير الكوادر المتخصصة في تعزيز الأمن السيبراني في السعودية.

وحسب الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، يعد هذا التصنيف امتداداً لموقع البلاد المتقدّم في عدد من المؤشرات الدولية، حيث حققت المملكة في يونيو (حزيران) الماضي المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني وفق الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الأمر الذي يؤكد نجاح نموذج السعودية في الأمن السيبراني، والذي يعتمد على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وتبادل المعلومات مع الشركاء الدوليين.

وتُعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية. وتعمل على تحفيز نمو القطاع وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، وإجراء الدراسات والبحوث والتطوير.

حجم القطاع

في نهاية عام 2023، بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في السعودية 13.3 مليار ريال (3.54 مليار دولار)، كما وصل إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 15.6 مليار ريال (4.15 مليار دولار)، وجاءت المشاركة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 0.81 في المائة.

وكان مجموع إنفاق الجهات الحكومية السعودية 4.1 مليار ريال (مليار دولار)، يشكّل 31 في المائة من حجم السوق. في حين أنفقت منشآت القطاع الخاص ما يقارب 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، وهو ما يمثّل 69 في المائة من الإجمالي.

وفي الفترة ذاتها، بلغ عدد كوادر الأمن السيبراني في المملكة 19.6 ألف مختص، وتمثّل المرأة فيه أكثر من 32 في المائة، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي لمشاركة المرأة بالعمل في قطاع الأمن السيبراني الذي يبلغ قرابة 25 في المائة.

المنتدى الدولي للأمن السيبراني

وتزامناً مع التحديات المختلفة التي يشهدها القطاع عالمياً، تستضيف الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتنظيم الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، النسخة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بتاريخ 2 و3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت شعار «تعظيم العمل المشترك في الفضاء السيبراني»، وذلك لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة القضايا المُلحّة في الفضاء السيبراني، بمشاركة أبرز الجهات الدولية ذات العلاقة.

وتناقش النسخة الرابعة من المنتدى 5 محاور رئيسية، وهي: تجاوز التباينات السيبرانية، وإسهام الاقتصاد السيبراني في التنمية الاقتصادية، من خلال تطوير الأسواق في قطاع الأمن السيبراني، والبنية الاجتماعية في الفضاء السيبراني، إلى جانب السلوكية السيبرانية، وآليات الاستفادة من التقنيات الصاعدة في دفع التقدم والابتكار.

ويتضمن المنتدى القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومعهد «دي كيو»، والتحالف العالمي «وي بروتيكت»؛ حيث تهدف إلى إرساء أُسس التعاون الدولي من أجل بناء فضاء سيبراني آمن ومُمكِّن للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وكان تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، أظهر وجود فجوة متزايدة في المرونة السيبرانية بين الشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة. فبينما تسعى الشركات الكبرى للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تعاني الشركات الأصغر من نقص في المهارات والموارد اللازمة لحماية أنظمتها، الأمر الذي يدعو إلى أهمية تكثيف الجهود العالمية لمعالجة هذه الفجوة الرقمية.