وزيرة الدفاع الألمانية تستقيل «من دون الاعتراف بأخطاء»

وجهت اللوم للإعلام بسبب تركيزه على شخصها

وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت (إ.ب.أ)
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت (إ.ب.أ)
TT

وزيرة الدفاع الألمانية تستقيل «من دون الاعتراف بأخطاء»

وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت (إ.ب.أ)
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت (إ.ب.أ)

أدخلت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت، حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس، في حالة من عدم اليقين بعد أن قدمت استقالتها من دون وجود بديل واضح لها. واستقالت لامبريشت بعد أشهر من الفضائح التي لحقتها منذ تعيينها في منصبها، دفعت بالمعارضة إلى الدعوة لاستبدالها بوزير «جدير» بالمنصب. وقدمت لامبريشت استقالتها لشولتز من دون الاعتراف بأي أخطاء، بل اختارت توجيه اللوم للإعلام بسبب تركيزه على شخصها.
وكتبت في رسالة الاستقالة التي تداولتها الصحف الألمانية: «تركيز الإعلام على شخصي لا يسمح بأن تكون هناك تغطية أو نقاش جاد حول الجيش الألماني أو القرارات المتعلقة بالوضع الأمني بما فيه صالح المواطنين». وأثارت الرسالة سخط الإعلام الألماني، وأبدت الكثير من الصحف استغرابها لتوجيه لامبريشت اللوم إليها عوضاً عن الاعتراف بأخطائها.
ومنذ تعيينها قبل نحو عام تقريباً عندما تسلم شولتز مهمته، اعتبرت لامبريشت الوزيرة الأضعف، وواجهت الامتحان الأول عندما بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حين خرجت لتعلن أن الجيش الألماني سيقدم للجيش الأوكراني 5 آلاف خوذة عسكرية. ووجهت بانتقادات لاذعة هزأت من إعلانها تقديم خوذ، فيما الجيش الأوكراني يدعو لتسليحه لكي يتمكن من مواجهة روسيا.
ومنذ البداية واجهت لامبريشت انتقادات بأنها عينت ليس لكفاءتها، بل لأن شولتز التزم بتعيين نساء بقدر الرجال داخل الحكومة. ولكن يبدو أن شولتز يعدها وفية، وهو ما دفعه للتمسك بها حتى لم يعد من الممكن ذلك. وتناقلت صحف ألمانية أن لامبريشت كانت تسمح للمستشار باتخاذ القرارات كافة المتعلقة بوزارتها، وأنها كانت هي فقط تنفذ، وأنها كانت تجلس في اجتماعات من دون أن تقول الكثير، بل كان مساعد شولتز ومستشاره السياسي يانس بلوتنر هو من يرسم السياسات الدفاعية. وواجهت لامبريشت انتقادات بأنها غير قادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للجيش بالسرعة المطلوبة، خصوصاً بعد أن أعلن شولتز عن تخصيص مبلغ 200 مليار يورو لإعادة تأهيل وتجديد الجيش بعيد الحرب في أوكرانيا.
وواجهت لامبريشت اتهامات باستخدام منصبها للمحسوبية، عندما تبين أن ابنها استخدم طائرة هليكوبتر تابعة للجيش للوصول إلى جزيرة سيلت لقضاء عطلة. وكان ظهورها في شريط مصور ليلة رأس السنة القشة الأخيرة التي تسببت بارتفاع الأصوات المطالبة بإقالتها. ونشرت على صفحتها الخاصة على «إنستغرام» شريطاً مصوراً بطريقة غير مهنية، تتحدث فيه من دون ميكروفون والمرافقات تحيط بها، وتقول بأنها «سعيدة بالمعارف التي حصدتها هذا العام» بعد أن كانت ذكرت أن «هناك حرباً دائرة في وسط أوروبا». ووجهت إليها انتقادات لاذعة من الإعلام والأحزاب المعارضة وحتى من مسؤولين من الأحزاب المنتمية للحكومة، فيما أبعدت وزارة الدفاع نفسها عن الشريط الذي قالت إن لامبشريت صورته ونشرته بمبادرتها الشخصية من دون الاستعانة بالفريق الإعلامي في الوزارة.
وقال المتحدث باسم الحكومة إن شولتز سيعين خليفة للامبرشيت قريباً، وسط تزايد الضغوط لتعيين بديل سريعاً، خصوصاً أن واشنطن دعت لاجتماع في نهاية الأسبوع في قاعدة رامشتاين العسكرية في ألمانيا لوزراء دفاع الدول الداعمة لأوكرانيا يرأسه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بهدف تنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا. ومن غير الواضح من سيحضر الاجتماع نيابة عن ألمانيا بعد استقالة وزيرة الدفاع، أو ما إذا كان سيعين خلفاً لها قبل الاجتماع.
والآن يواجه المشكلة نفسها في البحث عن بديل من حيث ملء مزايا معينة، إذ يتعين عليه البحث عن مرشح من حزبه (الاشتراكي الديمقراطي) للحفاظ على توازن الحكومة، وأيضاً أن يكون البديل سيدة للحفاظ على التوازن بين النساء والرجال. ولكن حتى الآن ليست هناك مرشحة واضحة يمكن استبدالها بلامبريشت، رغم أن هناك اسمين يتم تداولهما، الأولى إيفا هوغل نائبة عن الحزب الاشتراكي وتجلس في لجنة القوات المسلحة داخل البوندستاغ، ما يعني أن لديها خبرة عسكرية تخولها تسلم المنصب. ولكن حسب الصحف الألمانية، فإن شولتز لم يثق فيها سابقاً لتسليمها منصباً حكومياً. ومن السيدات المحتملات أيضاً داخل الحزب الاشتراكي، سيمتيا مولر نائبة ووزيرة صغيرة في وزارة الدفاع، لكنها أيضاً من المستبعد أن تحصل على ترقية بهذه السرعة.
وتداولت الصحف الألمانية بأن المرشح المفضل بالنسبة لشولتز هو الزعيم المشترك لحزبه لارس كليغبايل الذي كان والده عسكرياً وهو خبير في السياسة الأمنية. ولكن يبدو أن كلينغبايل نفسه غير مهتم بتسلم منصب حكومي ويفضل أن يبقى زعيم الحزب الذي يرسم السياسات العريضة لحكومة شولتز. ومن المرشحين كذلك وزير العمل الحالي هوبيرتوس هايلولكن، لكن هذا سيضع شولتز في مأزق آخر للبحث عن بديل يتسلم الوزارة التي سيتركها، كما أن من نقاط ضعفه عدم معرفته العميقة بالقوات المسلحة. ويتم تداول اسم مدير المستشارية فولفغانغ شميت، لكن تعيينه يعني أنه سيكون على شولز التخلي عن واحد من أهم العاملين الأساسيين لديه، الذي يعتمد عليه في الكثير من المهمات.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.