الرياض تحتضن مقتنيات «دار فان كليف أند آربلز»

معرض «الزمن... الطبيعة... الحب» يفتح أبوابه للزوار الخميس

يستقبل المعرض زواره خلال الفترة بين 19 يناير الجاري و15 أبريل المقبل (واس)
يستقبل المعرض زواره خلال الفترة بين 19 يناير الجاري و15 أبريل المقبل (واس)
TT

الرياض تحتضن مقتنيات «دار فان كليف أند آربلز»

يستقبل المعرض زواره خلال الفترة بين 19 يناير الجاري و15 أبريل المقبل (واس)
يستقبل المعرض زواره خلال الفترة بين 19 يناير الجاري و15 أبريل المقبل (واس)

شهد المتحف الوطني في الرياض، اليوم (الاثنين)، افتتاح معرض «الزمن... الطبيعة... الحب» لـ«دار فان كليف أند آربلز»، وذلك برعاية بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وحضور نائبه حامد بن فايز، ونيكولا بوس رئيس «فان كليف أند آربلز» ومديرها التنفيذي، وجمع من المثقفين والمهتمين، في حين سيبدأ الخميس المقبل استقبال حتى 15 أبريل (نيسان) المقبل.
ورحّب حامد بن فايز، نيابة عن وزير الثقافة، بالشراكة المثمرة بين الوزارة والدار، التي تمثلت بانطلاق المعرض، الأمر الذي «يؤكّد ما للمتاحف من أهمية معرفية وإنسانية بالغة، تُعزز من جوهر الشراكة مع دار المجوهرات العريقة، وتساعد على تطوير المحتوى المحلي، ودعم قطاع الحرف اليدوية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لجهات سعودية من أجل بناء شراكات مستقبلية، وتوفير فرص تعليمية وتطوعية واعدة».
من جانبه، قال نيكولا بوس: «نحن سعداء جدّاً لعلاقاتنا المستمرة مع المؤسّسات الثقافية السعودية على مرّ السنوات، ويسرّنا توطيد هذه العلاقة الطويلة واستضافتنا في المتحف الوطني السعودي»، مشيراً إلى أن هذا المعرض هو الأول من نوعه في السعودية، وسيتيح لهم هذا التعاون الدائم تبادل وجهات النظر القيّمة وإثراء النظرة إلى إبداعاتهم.
وشهد حفل الافتتاح عرضاً أوليّاً لمحتوى المعرض من المجوهرات والساعات والتحف الثمينة التي تعود إلى بدايات «دار فان كليف أند آربلز» عام 1906، إلى جانب 90 من الوثائق المؤرشفة والرسومات وتصاميم جواش، إضافة إلى قطع تعود ملكيّتها إلى إليزابيث تايلور، وغرايس كيلي، ونازلي ملكة مصر، ودوقة ويندسور، وفوزية أميرة مصر.
ويخصّص المعرض قسمه الأول للزمن، ويأتي في عشر غُرف تركّز جميعها على الجوانب الرمزية لهذه الفترة، إحداها مخصّصة لباريس، تليها غرفة خاصة بالمكان الآخر، ثم غرفة تُحاكي القيم الخمس التي يذكرها إيتالو كالفينو في كتابه «ست مذكرات للألفية القادمة»، وهي: «الخفة، والسرعة، والرؤية، والدقة، والتعددية، والتناسق»، بينما تسلّط الغرف التالية الضوء على التقاطع مع عوالم فنية أخرى وهي: «الرقص، والهندسة المعمارية، والأزياء الراقية».
وفي وسط المعرض، يقام القسم المخصّص للحب، الذي يستعرض رموزاً وهدايا تعبّر عن هذا الشعور، وتذكّر بأروع قصص الحب في القرن العشرين، فيما خُصّص القسم الثالث للطبيعة من خلال علم النبات والحيوان.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)
الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)
TT

تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)
الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)

أكدت مؤسسة «هيفولوشن»، في نسختها الثانية من «التقرير العالمي الصحي 2025» في الرياض أمس، أن العالم يشهد طلباً متزايداً على الشيخوخة الصحية، بينما ينتقل هذا المفهوم من نطاق النقاشات المتخصصة، إلى توقع عام يتشاركه المجتمع.

وتسعى شركة «هيفولوشن»، التي يقع مقرها الرئيسي في الرياض، إلى بناء منظومة عالمية تضم باحثين ورواد أعمال ومؤسسات، حيث تعد الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية في حجم الاستثمار في مجال «الشيخوخة الصحية».

من جهته، قال الدكتور محمود خان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «هيفولوشن»، لـ«الشرق الأوسط»: «ينصبّ تركيزنا على تسريع وتيرة الأبحاث المستقلة والابتكارات في مراحلها المبكرة في مجال بيولوجيا الشيخوخة، حيث ننظر إلى الشيخوخة ليس باعتبارها تدهوراً حتمياً، بل بوصفها عملية بيولوجية يمكن فهمها ومعالجتها بشكل أفضل من خلال العلم».

وأضاف خان: «خلال السنوات الثلاث الماضية، خصصت (هيفولوشن) نحو 400 مليون دولار، للنهوض بعلم الصحة الشاملة، ودعمت أكثر من 230 منحة بحثية تمثل نحو 200 جهة مستفيدة حول العالم، بالإضافة إلى 25 شراكة استراتيجية، وأربع شركات للتكنولوجيا الحيوية تتقدم نحو تطبيق نتائجها في التجارب السريرية على البشر».

وتابع خان: «اليوم، تُعدّ السعودية أكبر ممول خيري لعلم الصحة الشاملة في العالم، ولا تسبقها في التمويل الإجمالي سوى الولايات المتحدة، مما يؤكد (رؤية المملكة) وريادتها في هذا المجال على مستوى العالم».

وفي تعليقه، على النسخة الثانية من تقرير الصحة العالمية حول الشيخوخة، قال خان: «ما يلفت الانتباه هو سرعة انتقال مفهوم الصحة من الهامش إلى صلب الاهتمام. فمقارنة بنسختنا الأولى، تُظهر البيانات ارتفاعاً ملحوظاً في الوعي العام والتوقعات».

وزاد: «في 23 دولة، من بينها البحرين وقطر والإمارات والسعودية، أفاد ثلثا العاملين في مجال الرعاية الصحية أن المرضى يسألون عن التدخلات المتعلقة بالصحة شهرياً على الأقل. وهذا يُشير إلى تحول جذري. لم يعد الناس ينظرون إلى الشيخوخة على أنها تدهور حتمي، بل باتوا يرونها بشكل متزايد أمراً يُمكن للعلم والسياسات التأثير فيه بفعالية».

وأكد خان أن الجدوى الاقتصادية واضحة لا جدال فيها، حيث يُبين التقرير أن توسيع نطاق الصحة العامة يُمكن أن يُحقق مكاسب في الإنتاجية وتوفيراً في تكاليف الرعاية الصحية يصل إلى 220 مليار دولار سنوياً، في حين أن كل دولار يُستثمر في الوقاية يُمكن أن يُحقق عائداً يصل إلى 16 دولاراً.

وأضاف خان: «لم يعد مفهوم الصحة العامة مجرد نقاش حول الرعاية الصحية، بل أصبح يتعلق بمرونة القوى العاملة، والقدرة التنافسية الوطنية، والاستدامة المالية على المدى الطويل. الدول التي تُبادر بالتحرك ستكون في وضع أفضل بكثير لمواجهة التغيرات الديموغرافية».

الذكاء الاصطناعي

أوضح خان، أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تغيير الفهم للشيخوخة وإدارتها تغييراً جذرياً، حيث يعتقد ما يقرب من ثلاثة أرباع الخبراء أنه سيُحدث نقلة نوعية في البحث العلمي وتقديم الرعاية الصحية من خلال تمكين التشخيص المبكر والتدخلات الأكثر دقة.

وعند دمج ذلك مع التكنولوجيا الحيوية، وفق خان، فإنه يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في تحويل الأنظمة الصحية من علاج الأمراض في مراحلها المتأخرة إلى الحفاظ على الوظائف الحيوية في وقت مبكر، شريطة استخدامه بمسؤولية ضمن أطر أخلاقية وحوكمة قوية. وشدد على أهمية اكتشاف الأدوية وتطويرها وتوزيعها وتسويقها من خلال معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة غير مسبوقة، مبيناً أنه بفضل تشغيله المستمر وتقليل الأعباء الإدارية، يُتيح الذكاء الاصطناعي للباحثين والأطباء التركيز «على ما هو أهم؛ وهو تطوير العلوم».

موقع السعودية في المشهد العالمي

من جهتها، قالت الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر نائب الرئيس الأول للأبحاث لمؤسسة «هيفولوشن»، لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال مشروع (هيفولوشن)، تُسهم السعودية في صياغة أجندة البحث العالمية، مع بناء بيئات محلية تُفيد الأجيال القادمة. وتموّل المملكة أبحاث (مدى الصحة)، وتقود تحولاً عالمياً من الرعاية الصحية العلاجية إلى الوقاية والرفاه طويل الأمد».

وفي غضون 3 سنوات فقط، وفق الأمير هيا، فإن السعودية أصبحت رائداً معترفاً بها وموثوقاً في هذا المجال على مستوى العالم، فيما يُبرز التقرير المملكة باعتبارها مثالاً يُحتذى به في كيفية تضافر الاستثمار وإصلاح السياسات والرؤية طويلة الأمد.وتابعت: «نشهد تقدماً ملموساً. أكثر من 30 تجربة سريرية تستهدف بيولوجيا الشيخوخة جارية أو مكتملة، لا سيما في مجال العلاجات المُزيلة للخلايا الهرمة، وهي علاجات مصممة لإزالة الخلايا الهرمة بشكل انتقائي؛ وهي الخلايا التي تتراكم مع التقدم في السن وتُسبب الالتهابات، واختلال وظائف الأنسجة، والعديد من الأمراض المزمنة».

وزادت: «نشهد إنجازات في علاجات مثل مُحفزات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون - 1 (GLP - 1)، التي طُوّرت في الأصل لعلاج داء السكري، والتي أعادت تعريف الطب الوقائي وحققت قيمة سوقية تجاوزت تريليون دولار منذ عام 2021».

وفي الختام تقول الأميرة هيا: «لعلّ الأمر الأكثر تشجيعاً، هو أن 72 في المائة من العلماء الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الأبحاث الحالية ستُقدّم علاجات ذات جدوى سريرية تُطيل العمر الصحي خلال السنوات الخمس القادمة، وبينت أن هذا المستوى من الثقة يعكس نضجاً علمياً حقيقياً».


«الدارة» تعزز السردية الوطنية بإطلاق ملتقى التاريخ الشفوي ومشروع «رجالات المؤسس»

الأمير فيصل بن سلمان خلال رعاية الحفل بحضور الأمير عبد الله بن بندر (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن سلمان خلال رعاية الحفل بحضور الأمير عبد الله بن بندر (الشرق الأوسط)
TT

«الدارة» تعزز السردية الوطنية بإطلاق ملتقى التاريخ الشفوي ومشروع «رجالات المؤسس»

الأمير فيصل بن سلمان خلال رعاية الحفل بحضور الأمير عبد الله بن بندر (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن سلمان خلال رعاية الحفل بحضور الأمير عبد الله بن بندر (الشرق الأوسط)

دشّنت دارة الملك عبد العزيز النسخة الأولى من «ملتقى التاريخ الشفوي»، وأطلقت بالتزامن مشروع «رجالات الملك عبد العزيز»، في خطوة تعكس توجهاً مؤسسياً لتعزيز توثيق الذاكرة الوطنية بوصفها ركيزة من ركائز السردية التاريخية للدولة السعودية، برعاية الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، وبحضور الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني، وذلك في مركز الملك عبد العزيز التاريخي بمدينة الرياض.

ويكتسب الملتقى بعداً سياسياً وثقافياً لافتاً، إذ يندرج ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى صون التراث غير المادي، وتوثيق الروايات الشفوية التي أسهمت في تشكيل المجتمع السعودي، ومسيرة بناء الدولة، بما يعزّز حضور الذاكرة الوطنية في مواجهة تحديات التزييف، والانتقائية التاريخية.

وافتُتح الحفل بالسلام الملكي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها عرض تعريفي استعرض مسيرة دارة الملك عبد العزيز في مجال التاريخ الشفوي، ومنهجياتها العلمية في جمع الروايات، وتوثيقها وفق معايير بحثية معتمدة، تضمن موثوقية هذا النوع من المصادر التاريخية.

جانب من الحضور خلال عزف السلام الملكي (الشرق الأوسط)

وفي كلمته، استعرض الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، البدايات المؤسسية لنشاط التاريخ الشفوي في الدارة منذ عام 1416هـ، مشيراً إلى ما شهده من تطورٍ منهجي أسهم في ترسيخ الرواية الشفوية بوصفها مصدراً أصيلاً ومكمّلاً للوثائق المكتوبة، ورافداً مهماً لفهم التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ المملكة.

وعلى صعيد متصل، دشّن الأمير فيصل بن سلمان والأمير عبد الله بن بندر مشروع «رجالات الملك عبدالعزيز»، الذي يُنفَّذ بالتعاون بين دارة الملك عبد العزيز ووزارة الحرس الوطني، ويهدف إلى إبراز الأبعاد التاريخية المرتبطة بسيرة الملك المؤسس –رحمه الله– ورجاله، وتوثيق أدوارهم في تثبيت دعائم الدولة السعودية، وبناء مؤسساتها.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لدارة الملك عبد العزيز الأستاذ تركي بن محمد الشويعر أن انعقاد النسخة الأولى من «ملتقى التاريخ الشفوي» يمثل امتداداً لرسالة الدارة العلمية والمعرفية، ومظلة جامعة للمختصين والباحثين في هذا الحقل، بما يسهم في تطوير الممارسات البحثية والتطبيقية للتاريخ الشفهي.

وأشار الشويعر إلى أن مشروع «رجالات الملك عبد العزيز» يأتي ضمن حزمة مشاريع وطنية توثيقية تهدف إلى إبراز سير الرجال الذين أسهموا في بناء الدولة، وتسجيل أدوارهم من خلال الروايات الشفوية، والمصادر التاريخية المتعددة، بما يعزّز قراءة متوازنة وشاملة للتاريخ الوطني.

وأوضح أن مركز خدمات المستفيدين في الدارة يتيح حالياً أكثر من 1800 مقابلة شفوية ضمن برنامج التاريخ الشفوي، إضافة إلى أكثر من 45 مقابلة ضمن مشروع «رجالات الملك عبد العزيز»، في مؤشر على الجهد التراكمي الذي تبذله الدارة لإتاحة الذاكرة الوطنية للباحثين، والمهتمين.

وفي ختام حفل التدشين، قدّم الأمير فيصل بن سلمان درعاً تذكارية للأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، تقديراً لجهود وزارة الحرس الوطني في توثيق الروايات المرتبطة برجالات الملك عبد العزيز، وإبراز إسهاماتهم التاريخية.

جانب من الحضور (الشرق الأوسط)

عقب ذلك، انطلقت الجلسات العلمية للملتقى بمشاركة نخبة من المؤرخين والباحثين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، حيث تناولت الجلسة الأولى جهود المؤسسات في خدمة التاريخ الشفوي، فيما ركّزت الجلسة الثانية على مبادرات الأفراد، ودورهم في جمع الروايات، وحفظ الذاكرة الوطنية.

ويهدف «ملتقى التاريخ الشفوي» إلى إبراز الدور الريادي لدارة الملك عبد العزيز في هذا المجال على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وتوسيع نطاق إتاحة المصادر التاريخية رقمياً، بما يعزّز مكانة الدارة مرجعيةً وطنيةً في التوثيق الشفهي محلياً، ودولياً.

كما يُعدّ الملتقى باكورة سلسلة سنوية تطلقها الدارة ضمن استراتيجيتها لحفظ التراث غير المادي، ويمثل في الوقت ذاته انطلاقة الحملة الإعلامية الوطنية «معاً لنروي ذاكرة الوطن»، الهادفة إلى إشراك المجتمع بمختلف فئاته في صون الذاكرة الوطنية، وتعزيز الشراكات الأكاديمية والبحثية مع الجامعات والمؤسسات العلمية داخل المملكة، وخارجها.


الجمعيات المهنية ترسم ملامح صناعة ثقافية منظَّمة بالسعودية

من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)
من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)
TT

الجمعيات المهنية ترسم ملامح صناعة ثقافية منظَّمة بالسعودية

من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)
من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)

في القاعات الجانبية لمعرض «جدة للكتاب» 2025، لم يكن الحديث عن كتاب جديد أو تجربة إبداعية فردية، بل عن سؤال أكبر وأعمق: كيف تتحوَّل الثقافة من نشاط قائم على الموهبة والاجتهاد الشخصي إلى صناعة منظَّمة لها قواعدها وتشريعاتها ومساراتها المهنية؟ هذا السؤال شكّل محور جلسة «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية»، التي كشفت عن جانب من التحوّل الهادئ الذي يشهده المشهد الثقافي السعودي.

الجلسة، التي نظَّمتها «هيئة الأدب والنشر والترجمة»، عكست انتقال النقاش الثقافي من دائرة الإنتاج إلى دائرة التنظيم، ومن المنصات إلى البنية التحتية، إذ باتت الجمعيات المهنية لاعباً رئيسياً في إعادة تعريف علاقة المبدع بسوق العمل، والدولة، وحقوقه المهنية.

منذ البداية، وضع مدير الجلسة الدكتور محمد العقلا إطار النقاش، حين تحدَّث عن الجمعيات المهنية بوصفها روابط تجمع المحترفين في مجالات الثقافة والفنون، وتعمل على تطوير مهاراتهم، وتنظيم مصالحهم، وتوثيق منجزهم الإبداعي، تحت إشراف وزارة الثقافة. إن ما كشفته المداخلات لاحقاً هو أنّ دور هذه الجمعيات تجاوز التعريف النظري إلى الاشتباك المباشر مع ملفات التشريع والتصنيف والحوكمة.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ«جمعية الترجمة السعودية» عبد الرحمن السيد إلى أن الجمعيات المهنية الثقافية تُمثل تجربة حديثة نسبياً في السعودية، إذ جرى تأسيس 16 جمعية حتى اليوم، تغطّي طيفاً واسعاً من القطاعات الإبداعية ضمن مستهدفات «رؤية المملكة 2030». وأوضح أنّ هذه الجمعيات تعمل بوصفها صوتاً مهنياً للممارسين أمام الجهات الرسمية وسوق العمل، من خلال حصر المبدعين، ورفع وعيهم المهني، وتصنيفهم وفق قدراتهم، وبناء قواعد بيانات دقيقة تسهم في تنظيم القطاع.

لكن هذا الدور، وفق السيد، لا يمكن أن يتحقَّق من دون عمل مؤسَّسي صارم، مؤكداً أنّ الحوكمة والالتزام والشفافية المالية تُشكّل ركائز أساسية لنجاح الجمعيات، خصوصاً في قطاع يسعى إلى بناء ثقة طويلة الأمد مع السوق والمؤسّسات.

ومن زاوية أخرى، شدَّد المدير العام لـ«الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون» خالد الباز على أنّ الرهان الحقيقي لا يكمن في عدد الجمعيات، بل في جودة أدائها. ورأى أنّ إنشاء الجمعيات المهنية، بدعم مباشر من وزارة الثقافة، جاء بهدف إحداث نهضة ثقافية شاملة، وتوسيع دائرة المشاركة، إذ لا يبقى الحراك الثقافي حكراً على المؤسّسات الحكومية، بل يكون فضاءً مفتوحاً للممارسين أنفسهم. ولفت إلى أنّ صناعة المبدع تتطلَّب بيئة حاضنة، وتنظيماً واعياً، وقدرة على إزالة العوائق التي تعترض طريقه.

أما تجربة «جمعية الأزياء المهنية»، فقدَّمت مثالاً عملياً على ما يمكن أن تُحقّقه الجمعيات حين تنتقل من التأسيس إلى الفعل. وتحدَّثت الرئيسة التنفيذية للجمعية، لولوة الشقحاء، عن تحدّيات البدايات، وفي مقدّمتها صعوبة الوصول إلى الممارسين، وبناء قواعد بيانات، وتنظيم العمل المؤسَّسي. واستطاعت الجمعية، وفق حديثها، تجاوز هذه المرحلة لتضم اليوم نحو 6 آلاف عضو، يعملون ضمن منظومة تشمل تصنيف الخبرات، وتأهيل الأعضاء لسوق العمل، وتنظيم برامج تدريبية متخصّصة، وربط المنتجات الإبداعية بالمسارات السوقية.

وبيّن الدكتور محمد العقلا لـ«الشرق الأوسط» البُعد التشريعي لعمل الجمعيات، مؤكداً أنّ هدفها الأساسي يتمثَّل في تهيئة سوق عمل ثقافية «مهيّأة ومحوكمة وواعدة». وأوضح أنّ الجمعيات تضطلع بدور مؤثر في دراسة الأنظمة والتشريعات المرتبطة بالقطاع الثقافي، وتحليلها، ورفع التوصيات لتطويرها أو تعديلها. وقال إنّ غياب التصنيف المهني الدقيق للممارسين الثقافيين، من كاتب وروائي وشاعر، يُمثّل فجوة حقيقية تعمل الجمعيات على معالجتها عبر قراءة الواقع وصياغة تصنيفات مهنية تُرفع إلى الجهات المتخصّصة، سواء في الدليل المهني الموحَّد أو لدى الجهات المعنية بالموارد البشرية.

وفي ملف الحقوق الفكرية، شدَّد العقلا على أنّ الجمعيات تُمثّل صوت المهني نفسه، وأنّ رفع الوعي يُشكّل الخطوة الأولى في حفظ الحقوق، من خلال الحملات التوعوية وإصدار الأدلة المهنية التي باتت تُشكّل مرجعاً للممارس الثقافي. كما نفى وجود أي صراعات بين الجمعيات، مؤكداً أن العلاقة بينها تقوم على التكامُل وتبادل الخبرات، واصفاً التنافُس القائم بأنه «حميد»، خصوصاً في ظلّ عملها جميعاً تحت مظلّة واحدة تابعة لوزارة الثقافة.

ومن جهتها، أوضحت لولوة الشقحاء لـ«الشرق الأوسط» أنّ التحدّيات التي تُواجه الجمعيات اليوم لم تعد تأسيسية بقدر ما هي مرتبطة بالاستدامة وقياس الأثر. وأشارت إلى أنّ تنويع مصادر التمويل، ومواكبة المتطلّبات التنظيمية، وتوحيد الجهود ضمن أولويات واضحة، تُمثّل تحدّيات مشتركة يمكن تجاوزها عبر نماذج عمل متوازنة تقوم على الشراكات والخدمات المهنية، وبرامج طويلة المدى ذات مؤشّرات أداء قابلة للقياس. وأضافت أنّ الجمعيات، بحُكم قربها من الممارسين وحاجات السوق، تلعب دوراً محورياً في تأهيل الكفاءات وصناعة القيادات، عبر التدريب التطبيقي، والإرشاد المهني، وترسيخ المعايير وأخلاقيات الممارسة.

وما تكشفه هذه الجلسة هو أنّ التحول الثقافي في السعودية لا يُصاغ فقط على خشبات المسرح أو أغلفة الكتب، بل في التفاصيل التنظيمية التي قد لا يراها الجمهور: في التصنيفات، والأدلة المهنية، والتشريعات، وقواعد البيانات. هناك، حيث تعمل الجمعيات المهنية بهدوء، تُثبَّت الأسس لصناعة ثقافية أكثر نضجاً، تعيد تعريف الثقافة بوصفها مهنة، لا مجرّد موهبة.