دراسة ضخمة تثبت 4 نظم غذائية مرتبطة بانخفاض خطر الموت

دراسة ضخمة تثبت 4 نظم غذائية مرتبطة بانخفاض خطر الموت
TT

دراسة ضخمة تثبت 4 نظم غذائية مرتبطة بانخفاض خطر الموت

دراسة ضخمة تثبت 4 نظم غذائية مرتبطة بانخفاض خطر الموت

هناك الكثير من النصائح حول النظام الغذائي، لكن العلم الذي يربط بين الغذاء والصحة ليس دائمًا واضحًا. لذلك تعد دراسة جديدة حول هذا الموضوع واحدة من أكثر الدراسات شمولاً حتى الآن وقد حددت أربعة أنماط لتناول الطعام مرتبطة بانخفاض مخاطر الوفيات.
وبتحليل أنماط الأكل لـ119.315 شخصًا على مدى 36 عامًا، قارن الباحثون هذه الأنماط بأربع مجموعات من الأنظمة الغذائية الصحية المعترف بها (مؤشر الأكل الصحي والنظام الغذائي المتوسطي البديل ومؤشر النظام الغذائي الصحي النباتي ومؤشر الأكل الصحي البديل). وقد أظهرت الدراسة أن الالتزام بشكل وثيق بواحد على الأقل من هذه الأنماط يقلل من خطر الوفاة المبكرة لأي سبب وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي.
وعلى الرغم من اختلاف الأنظمة الغذائية، إلّا أنها تشمل جميعًا الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال فرانك هو عالم الأوبئة التغذوية بكلية «هارفارد تي إتش تشان» للصحة العامة في ماساتشوستس ان «المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين تهدف إلى تقديم المشورة الغذائية المستندة إلى العلم والتي تعزز الصحة الجيدة وتقلل من الأمراض المزمنة الرئيسية. وبالتالي، من الأهمية بمكان فحص الارتباطات بين الأنماط الغذائية الموصى بها من قبل DGA والنتائج الصحية طويلة الأجل، وخاصة الوفيات». وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن JAMA Internal Medicine.
ويوفر مؤشر الأكل الصحي، على سبيل المثال، الكميات الموصى بها عبر جميع مجموعات الطعام الرئيسية، بما في ذلك الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان. فيما تعتبر نتيجة النظام الغذائي المتوسطي البديل شاملة؛ حيث تتضمن بيانات عن الفواكه والأسماك والمكسرات والكحول وغير ذلك.
ثم هناك مؤشر النظام الغذائي الصحي القائم على النبات، والذي يصنف الأطعمة النباتية الصحية (مثل الخضروات والحبوب الكاملة) ضد الأطعمة النباتية غير الصحية (مثل الحبوب المكررة والأطعمة الغنية بالسكر) والأطعمة الحيوانية.
وأخيرًا، يشمل مؤشر الأكل الصحي البديل كل شيء من الخضروات إلى المشروبات السكرية، ويرتبط هذا بشكل أساسي بالأمراض المزمنة.
ووفقًا لنتائج هذه الدراسة الأخيرة، فمن الجيد البدء باتباع أحد هذه الأساليب على الأقل «من المهم تقييم الالتزام بأنماط الأكل التي أوصت بها DGA والنتائج الصحية، بما في ذلك الوفيات، بحيث يمكن إجراء التحديثات في الوقت المناسب»، وفق هو.
وفي حين أن البحث لا يمكن أن يقول بشكل قاطع إن هذه العادات الغذائية المحددة تسبب حياة أطول (وهي تعتمد على البيانات المبلغ عنها ذاتيًا بدلاً من أي شيء مسجل علميًا) فإن الارتباط واضح بما يكفي لإثبات الفوائد الصحية للأكل الصحي.
كما أشارت المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين، الى ان 6 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة يعيشون مع مرض مزمن واحد على الأقل مرتبط بنظامهم الغذائي. في غضون ذلك، لم يتحسن الالتزام بهذه الإرشادات كثيرًا خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا الاطار، لا يوجد نقص في الدراسات التي تبحث في النظام الغذائي والصحة، على الرغم من أن التوصيات يمكن أن تختلف تبعًا للعمر وكيفية بنائنا.
وبينما يوصى غالبًا بالبقوليات والحبوب الكاملة والخضروات، يفضل تناول الأسماك والبيض ومنتجات الألبان باعتدال، وفقًا للخبراء. لكن، ما هو واضح هو مدى أهمية الالتزام بنظام غذائي صحي طوال حياتنا إذا أردنا أن تستمر هذه الحياة لأطول فترة ممكنة. هذا جزء من مهمة المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين والتي من المقرر تحديثها في المستقبل القريب.
ويبيّن هو «ستكون النتائج التي توصلنا إليها ذات قيمة بالنسبة للجنة الاستشارية للمبادئ التوجيهية الغذائية لعام 2025-2030، والتي يتم تشكيلها لتقييم الأدلة الحالية المحيطة بأنماط الأكل المختلفة والنتائج الصحية».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».