كيف تتصدى لـ«اكتئاب الشتاء»؟

مع مرور العالم اليوم بما يُعرف باسم «الاثنين الأزرق»

الخبراء يقولون إن الاكتئاب يزيد بشكل عام في فصل الشتاء (رويترز)
الخبراء يقولون إن الاكتئاب يزيد بشكل عام في فصل الشتاء (رويترز)
TT
20

كيف تتصدى لـ«اكتئاب الشتاء»؟

الخبراء يقولون إن الاكتئاب يزيد بشكل عام في فصل الشتاء (رويترز)
الخبراء يقولون إن الاكتئاب يزيد بشكل عام في فصل الشتاء (رويترز)

يمر العالم اليوم بما يعرف باسم «الاثنين الأزرق»، الذي يُعرف بأنه أشد أيام السنة كآبة وإحباطاً.
وكان أستاذ علم النفس في جامعة كارديف البريطانية، كليف أرنال، هو أول من أطلق مصطلح «الاثنين الأزرق» على الاثنين الثالث من شهر يناير (كانون الثاني)، وذلك في عام 2005.
ووفقاً لأرنال، يعود اختيار هذا اليوم تحديداً، ووصفه بأنه «أكثر أيام السنة كآبة»، إلى عدة عوامل، من بينها: تراكم الديون بعد احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، وشعور الأشخاص في هذا الوقت من السنة بالفشل في تحقيق أهدافهم في السنة الماضية، هذا بالإضافة إلى الطقس؛ حيث يرى أرنال أن الناس في هذا اليوم يكونون أكثر تأثراً بطقس الشتاء القاتم.
ويقول بعض الخبراء إن مصطلح «الاثنين الأزرق» هو مجرد حيلة دعائية، تهدف إلى تشجيع الناس على حجز الرحلات في ذلك اليوم للترفيه عن النفس.
وفي هذا السياق، قال الدكتور رافي شاه، الطبيب النفسي في مركز «إيرفينغ» الطبي بجامعة كولومبيا، في مدينة نيويورك، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «يزيد الاكتئاب بشكل عام في فصل الشتاء. لذلك بدلاً من ربط الكآبة بيوم واحد محدد، أعتقد أن السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو: ما هي الأشياء التي تؤثر على مزاجنا في فصل الشتاء؟ وكيف نتصدى لها؟».
وأضاف شاه: «الاكتئاب ليس ظاهرة تحدث لمدة يوم واحد فقط. الاكتئاب هو متلازمة سريرية يجب أن تستمر لمدة أسبوعين على الأقل».
ولفت شاه إلى أن اكتئاب الشتاء يحدث بسبب خلل كيميائي حيوي في الدماغ، ناتج عن ساعات النهار الأقصر وضوء الشمس الأقل في هذا الفصل. هذا بالإضافة لتغير الساعة البيولوجية الداخلية للجسم مع تغير الفصول، الأمر الذي يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية.
وتشمل أعراض اكتئاب الشتاء: التعب، على الرغم من الحصول على قدر كافٍ من النوم، وزيادة الوزن المرتبطة بالإفراط في تناول الطعام، والرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات.
وقد تتطور الأعراض مع بعض الأشخاص لتصل إلى الشعور بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يتمتعون بها من قبل، والشعور بعدم القيمة، أو الإحساس بالذنب بشكل مستمر، وصعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى التفكير في الانتحار.

كيف تتصدى لاكتئاب الشتاء؟
* التعرض لضوء الشمس:
قال شاه إن أسهل طريقة لبدء اتخاذ إجراءات ضد اكتئاب الشتاء، هي التركيز على التعرض لضوء الشمس لمدة لا تقل عن 20 دقيقة في اليوم.
* الاهتمام بصحتك:
يمكن أن يساعدك الاهتمام الشامل بصحتك أيضاً على التصدي لاكتئاب الشتاء.
يتضمن ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
* التواصل مع العائلة والأصدقاء:
أكد شاه أن التواصل وجهاً لوجه مع العائلة والأصدقاء من شأنه التقليل من نوبات الاكتئاب المرتبطة بفصل الشتاء بشكل كبير.
* راقب نفسك:
أكد شاه ضرورة أن يلاحظ الشخص أي تغير في سلوكه أو نفسيته أو نمط نومه، أو في طريقة تناوله للطعام، وأن يحصل على المساعدة الطبية اللازمة لتجاوز هذا الأمر قبل أن يتفاقم.


مقالات ذات صلة

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

صحتك بعض الأطعمة قد تساعدك على العيش لفترة أطول (رويترز)

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

تحدثت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مع عدد من خبراء الصحة عن اقتراحاتهم لأطعمة يمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مرض باركنسون هو حالة تنكس عصبي تتضمن أعراضها التصلب والرعشة وبطء الحركة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش

كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بمرض باركنسون «الشلل الرعاش» أعلى مرتين عند الرجال منه عند النساء، لافتة إلى سبب محتمل لذلك؛ وهو بروتين حميد في المخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟

كشفت دراسة جديدة عن سبب علمي محتمل وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور، وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن، حيث أشارت إلى أن السبب في ذلك قد يرجع للكروموسوم «إكس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.