استدعاء السفير الإيراني في برلين بعد إعدام أكبري

أكبري يتحدث خلال مراسم لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران أكتوبر 2008 (أ.ب)
أكبري يتحدث خلال مراسم لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران أكتوبر 2008 (أ.ب)
TT

استدعاء السفير الإيراني في برلين بعد إعدام أكبري

أكبري يتحدث خلال مراسم لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران أكتوبر 2008 (أ.ب)
أكبري يتحدث خلال مراسم لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران أكتوبر 2008 (أ.ب)

استدعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الاثنين، السفير الإيراني في برلين للمرة الثانية خلال أسبوع، في أعقاب تنفيذ طهران عددا من الإعدامات، آخرها بحق المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري، بعد ثلاثة أيام من الكشف عن إدانته بالتجسس لصالح المملكة المتحدة التي يحمل جنسيتها.
ونفّذ القضاء الإيراني، أول من أمس، حكم الإعدام الصادر بحق أكبري. وأفادت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية بأنّ حكم الإعدام بحق أكبري نفّذ شنقاً بعد إدانته بـ«الإفساد في الأرض والمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد عبر نقل معلومات استخباراتية».
وأشارت إلى أن «نشاطات جهاز الاستخبارات البريطاني في هذه القضية أظهرت قيمة المدان، وأهمية الاطلاع الذي كان يتمتع به وثقة العدو به».
ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في تغريدة، إعدام أكبري بـ«المروّع»، معتبراً أنه «عمل قاسٍ وجبان نفذه نظام همجي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه».
https://twitter.com/RishiSunak/status/1614162464895115264?s=20&t=ahqtbVdD_2LF-3iaTCEKSA
كذلك، أكد وزير خارجيته جيمس كليفرلي أن «هذا العمل الهمجي يستحقّ الإدانة بأشد العبارات. لن يمر بلا رد».
وأعلن لاحقاً فرض عقوبات على المدّعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، من دون تحديد طبيعة هذه العقوبات. وقال: «نطالب بمحاسبة النظام (الإيراني) على انتهاكاته المروّعة لحقوق الإنسان».
بدورها، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير البريطاني في طهران للتنديد بـ«الدعم المخادع» الذي قدّمته لندن لـ«عميل التجسّس». وقالت إنّ على حكومة المملكة المتحدة «تحمّل مسؤولية إجراء اتصالات غير تقليدية تستهدف الأمن القومي لإيران».
وكانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة قد حضّتا إيران على عدم تنفيذ حكم الإعدام بحق أكبري.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة إن «إعدام علي رضا أكبري عمل شائن وهمجي»، مبديا تضامنه مع المملكة المتحدة والشعب الإيراني.
https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1614287623383822336?s=20&t=ahqtbVdD_2LF-3iaTCEKSA
واستدعت فرنسا القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية.
وعبّرت الولايات المتحدة السبت عن «صدمتها» من تنفيذ إيران حكم الإعدام بحق أكبري. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «نحن نحزن مع أحبّائه، وسنُواصل محاسبة إيران على محاكماتها الصوريّة وعمليّات الإعدام المُسيّسة».



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».