رجال أعمال إسبان يضغطون على حكومتهم للعدول عن موقفها من نزاع الصحراء

أكدوا أن الأزمة مع الجزائر كبدتهم خسائر بـ 1.4 مليار يورو

رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)
رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)
TT
20

رجال أعمال إسبان يضغطون على حكومتهم للعدول عن موقفها من نزاع الصحراء

رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)
رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)

أظهر رجال أعمال إسبان خلال اجتماعهم أول من أمس بوزير الصناعة «قلقاً بالغاً» من تكبدهم خسائر كبيرة جراء توقف التجارة مع الجزائر، والتي فاقت 1.4 مليار يورو خلال الستة أشهر الماضية، حسب الصحافة المحلية، وجاء هذا اللقاء في سياق الضغوط التي يمارسها منذ فترة عدد من رجال الأعمال على الحكومة الإسبانية للعدول عن موقفها من نزاع الصحراء.
وعلقت الجزائر معاملاتها الاقتصادية مع الجار المتوسطي، باستثناء الغاز والنفط، كرد فعل على انحياز مدريد لموقف المغرب من نزاع الصحراء.
وقالت صحيفة «إندبندنتي» الإسبانية إن مجموعة من رجال الأعمال بحثوا مع عضو حكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز: «نتائج الأزمة مع الجزائر بهدف التوصل إلى حل فعال للمشاكل التي تعصف بـ600 مؤسسة إسبانية»، تبيع وتشتري مع الجزائر، بحسب ذات الصحيفة، التي أوضحت أن أرباب العمل الإسبان يصفون الحالة التي آلت إليها أعمالهم، بـ«الميؤوس منها»، بسبب طول مدة المقاطعة الجزائرية لمنتجاتهم.
ونقلت الصحيفة عنهم استياءهم من «غموض تام»، بخصوص تسيير الأزمة من طرف الحكومة. كما انتقدوا، حسبها، «عدم وفاء السلطات بتعهداتها» بشأن تقديم دعم مالي لهم، تعويضاً عن الخسائر التي تحمَلتها مؤسساتهم جراء تعليق العمليات التجارية مع الجزائر، والتي وصت 1.4 مليار يورو منذ الثامن من يونيو (حزيران) الماضي، تاريخ قرار الجزائر تعليق «معاهدة الصداقة وحسن الجوار» (2002) التي تحدد مجالات التعاون مع إسبانيا، رداً على خروج مدريد عن حيادها إزاء قضية الصحراء. كما نقلت «إندبندنتي» عن رجل أعمال حضر الاجتماع أن 90 في المائة من رقم أعمال شركته المتخصصة في الأشغال العامة يتوقف على تعاملاتها مع الجزائر، حيث تم إطلاق شركة مختلطة مع مؤسسة حكومية جزائرية.
وقال إنه لا يتوقع حلاً في 2023 بحجة أنه «لا يبدو في الأفق أن الجزائريين سيتخذون موقفاً مغايراً»، وفق الصحيفة ذاتها، التي أبرزت أن شركته أحصت خسائر تقدر بـ2 مليون يورو في 2022. وتوقع مالكها اتساع حجم الخسائر إلى 12 مليون يورو.
وأوقفت الجزائر استيراد عدة منتجات إسبانية، أهمها الحديد والصلب والآلات ومنتجات ورقية، فيما أبقت على عقود الغاز والنفط طويلة وقصيرة المدى على حالها، بحكم أن إحداث تعديل بها سيكون له تبعات مالية. ومطلع العام الجديد، صرح خوسيه مانويل ألباريس لوكالة الأنباء الإسبانية أن «بعض العلاقات التجارية بين البلدين ما زالت معطلة، وإسبانيا لم تفعل ما يبرر تعطيل العمليات التجارية». وقال إن حكومته طلبت مساعدة أوروبية لحل الأزمة مع الجزائر، وإنه سبق أن حدثت اتصالات بين المفوضية الأوروبية والسلطات الجزائرية بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة الدبلوماسية».
وأكد ألباريس «تمسك إسبانيا بسياسة اليد الممدودة مع الجزائر. وفي وقت سابق، صرح نفس المسؤول الإسباني أن بلاده «سيدة في قراراتها»، في سياق حديثه عن الأزمة مع الجزائر، مما أوحى بأنها لن تتراجع عن قرارها دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.
يشار إلى أن الجزائر تؤيد طرح «بوليساريو» تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الإقليم الذي استعمرته إسبانيا.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».