أول لقاح لـ«كوفيد-19» يحمي الدماغ من تبعات الإصابة

التجارب قبل السريرية حققت نجاحاً

خلايا عصبية مصابة في الصورتين (A) و(B) وخلايا في الصورة (C) حماها اللقاح من الإصابة (الفريق البحثي)
خلايا عصبية مصابة في الصورتين (A) و(B) وخلايا في الصورة (C) حماها اللقاح من الإصابة (الفريق البحثي)
TT

أول لقاح لـ«كوفيد-19» يحمي الدماغ من تبعات الإصابة

خلايا عصبية مصابة في الصورتين (A) و(B) وخلايا في الصورة (C) حماها اللقاح من الإصابة (الفريق البحثي)
خلايا عصبية مصابة في الصورتين (A) و(B) وخلايا في الصورة (C) حماها اللقاح من الإصابة (الفريق البحثي)

بعد مرور 3 سنوات على جائحة «كوفيد-19»، لم يكتفِ العالم بما أصبح متوفراً في صندوق أدوات مواجهة الفيروس، إذ يواصل الباحثون جهودهم نحو مزيد من المستهدفات التي من بينها توفير «لقاح حماية المخ من الفيروس»، والذي تم الإعلان عنه، الاثنين، في دراسة نشرتها دورية «نيتشر نيروساينس».
وتدور الدراسة حول تمكن فريق بحثي إسباني من إنتاج لقاح يحمي من الأعراض العصبية للفيروس، مثل: فقدان الشم، والصداع، والشعور بالضيق، وفقدان الإدراك، واعتلال الدماغ.
ويقول الباحثون في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة إشبيلية الإسبانية، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن لقاحهم الذي سمُّوه «MVA-CoV2-S»، كان فعالاً في «منع الإصابات العصبية بفئران التجارب التي تمت إصابتها بالفيروس».
وخلال الدراسة درس الباحثون تطور العدوى الفيروسية في مناطق الدماغ المختلفة، ووجدوا أن «تكاثر الفيروس يحدث بشكل رئيسي في الخلايا العصبية، ما يُنتج تغيرات عصبية مرضية، مثل فقدان الخلايا العصبية، وتنشيط الخلايا الدبقية، وتلف الأوعية الدموية».
ويوضح خافيير فيلاديجو، الباحث الرئيسي في الدراسة: «لقد أجرينا دراسة تشريحية مرضية وجزيئية مفصلة للغاية لمناطق الدماغ وأنواع الخلايا المصابة بالفيروس، وحددنا كيف يصيب الفيروس مناطق مختلفة، وخصوصاً الخلايا العصبية».
ويضيف: «بمجرد تحديد نمط العدوى في الدماغ بواسطة الفيروس، قمنا بتقييم فعالية اللقاح الذي طورناه في حماية الدماغ؛ حيث حصّنّا الفئران بجرعة واحدة أو جرعتين من اللقاح قبل إصابة الفئران بالفيروس، وحللنا قدرته على الحماية من العدوى والأضرار التي تلحق بالدماغ، وكانت النتائج التي تم الحصول عليها مذهلة».
ووفق النتائج التي أوردها الفريق البحثي في دراسته، فقد وجدوا أن «إعطاء جرعة واحدة من اللقاح يمنع تماماً العدوى في جميع مناطق الدماغ التي تمت دراستها، ويمنع تلف الدماغ بعد الإصابة بالفيروس»، وهذا يوضح الفعالية الكبيرة والقوة المناعية للقاح الذي يحفز مناعة التعقيم في الدماغ.
ويقول خوان جارسيا أريازا، الباحث المشارك في الدراسة: «عملنا هو أول دراسة للقاح فعال بنسبة 100 في المائة ضد تلف الدماغ الناجم عن الإصابة بالفيروس. وتشير النتائج التي تم الحصول عليها بقوة إلى أن اللقاح يمكن أن يمنع استمرار الفيروس الذي لوحظ في كثير من الأشخاص المصابين».
ومن جانبه، يرى محمد الشربيني، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، أن النشاط البحثي المستمر لإضافة أدوات جديدة لصندوق أدوات مكافحة «كورونا»، هو أحد الدروس المستفادة من الجائحة؛ بل إننا نحتاج دائماً لإضافة المزيد.
ويقول الشربيني لـ«الشرق الأوسط»: «يجب على الأنظمة الصحية أن تسبق دائماً الفيروس بخطوة، ومن ثم فإن توفير حلول دوائية ولقاحات تحقق مزايا لا تحققها الحلول المتوافرة حالياً، هو توجه غاية في الأهمية».
ويصف الشربيني التوجه لتوفير لقاح لحماية المخ بـ«المهم»؛ لكونه «يتعامل مع مشكلة أصبحت واضحة، وهي التي تعرف بـ(كوفيد- 19 طويل الأمد)، والتي تعني استمرار تأثيرات الفيروس عند بعض المرضى، على الرغم من أن التحليلات تظهر تخلصهم منه. والسبب في هذه التأثيرات أن الفيروس لم يكتفِ بالتأثير على الجهاز التنفسي؛ لكنه أضر الجهاز العصبي أيضاً، ليسبب أعراضاً عصبية مهمة، مثل: فقدان الشم، والصداع، والشعور بالضيق، وفقدان الإدراك، واعتلال الدماغ.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.