فنانون محليون ودوليون يزينون الرياض بـ«ملتقى طويق للنحت»

30 مشاركاً من 20 دولة يساهمون في تحويل العاصمة إلى معرض فني مفتوح

فنانون ينطلقون في رحلتهم الإبداعية بالنحت الحي في «طويق للنحت»... (واس)
فنانون ينطلقون في رحلتهم الإبداعية بالنحت الحي في «طويق للنحت»... (واس)
TT

فنانون محليون ودوليون يزينون الرياض بـ«ملتقى طويق للنحت»

فنانون ينطلقون في رحلتهم الإبداعية بالنحت الحي في «طويق للنحت»... (واس)
فنانون ينطلقون في رحلتهم الإبداعية بالنحت الحي في «طويق للنحت»... (واس)

انطلقت في ضاحية «درة الرياض»، بالعاصمة السعودية الرياض، فعاليات النسخة الرابعة من «ملتقى طويق للنحت» التي تمتد على مدار 34 يوماً خلال الفترة من 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، حتى 10 فبراير (شباط) المقبل، تحت شعار «مدى الانسجام» بمشاركة 30 نحاتاً من داخل البلاد وخارجها، يقدّمون إبداعاتهم في بيئة نحت حيّة.
ويعدّ «ملتقى طويق للنحت» منصة يلتقي فيها الفنانون المحليون والدوليون، لصناعة أعمال فنية إلهامية، كما يتيح لزوّاره مشاهدة الرحلة الإبداعية لإنشاء المنحوتات، والمشاركة في ورشات العمل التفاعلية، والحوارات حول تاريخ ومستقبل الفن العام، مما يساهم بشكل فعال في إثراء المشهد الثقافي في البلاد.

أحد مشروعات الرياض الأربعة الكبرى

ويندرج «ملتقى طويق للنحت» ضمن برامج مشروع «الرياض آرت»، الذي يعد واحداً من مشروعات الرياض الأربعة الكبرى، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في مارس (آذار) عام 2019، بقيادة وإشراف من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بهدف تحويل العاصمة السعودية إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة.
ويعد «طويق للنحت» حدثاً سنوياً مهماً في مشهد النحت العالمي منذ انطلاقته في شتاء عام 2019 بمشاركة 60 نحاتاً محليّاً ودوليّاً وآلاف الزوار، ويشتمل على معرض للمنحوتات بعد اكتمال صورتها الإلهامية، ويهدف في الوقت ذاته إلى إلهام جيل فني جديد من خلال استكشاف تاريخ النحت المحلي والدولي، مع بناء جسر مباشر للتواصل مع أهم فناني النحت في السعودية ومختلف دول العالم.

رسم الخريطة الفنية

ووفقاً للقائمين على «ملتقى طويق للنحت»؛ فإنه يساهم في رسم الخريطة الفنية للرياض، تماشياً مع هدف «الرياض آرت» المتمثل في «تكليف» ألف عمل فني عام في جميع أنحاء مدينة الرياض، وبعد كل نسخة يجري نقل المنحوتات النهائية لتصبح جزءاً من النسيج الحضري للرياض بشكلٍ دائم.
وطبقاً للجنة الخبراء في «ملتقى طويق للنحت»؛ فقد تم تقييم أعمال ما يزيد على 650 فناناً من 61 دولة، تقدموا بطلب المشاركة في النسخة الحالية من الملتقى لعام 2023، ليجري اختيار 30 فناناً منهم يمثلون 20 دولة.

بناء الجسور وتبادل الخبرات

وفي تصريح صحافي، أوضح المدير التنفيذي لمشروع «الرياض آرت»، المهندس خالد الهزاني، أن الملتقى «يساهم في بناء جسور فنية لتبادل الخبرات المحلية والعالمية في مجال النحت، الذي يعدّ أحد الفنون العالمية العريقة، انطلاقاً من أهداف برامج ومبادرات مشروع (الرياض آرت)، التي تسعى إلى دعم وتمكين المواهب الوطنية والعالمية على أرض الرياض».
وأضاف الهزاني أن تقدم فنانين من 61 دولة حول العالم للمشاركة في النسخة الحالية من الملتقى، «يؤكد أهمية مكانة مدينة الرياض على خريطة العالم الفنية والثقافية»، منوّهاً بأن مبادرات وبرامج مشروع «الرياض آرت» ستواصل تحقيق رؤيتها أن تكون الوجهة الأولى لكل فناني العالم.

عرض دائم في الساحات والمناطق العامة

وكشف القائمون على الملتقى عن أنه بعد الانتهاء من عملية النحت المباشر، سيجري عرض جميع المنحوتات في معرضٍ مصاحب خلال الفترة من 5 إلى 10 من الشهر المقبل، على أن تُعرض هذه المنحوتات والأعمال الفنية لاحقاً بشكل دائم في الساحات والمناطق العامة في مختلف أرجاء مدينة الرياض.
يذكر أن «ملتقى طويق للنحت» بنسخته الحالية يضم أكثر من 65 فعالية، مثل عقد ورشات عمل تفاعلية، وحلقات نقاش تتناول عناصر العمارة والنحت والفن والتصميم، فضلاً عن برنامج للشراكة المجتمعية، وتنظيم زيارات مدرسية. وتتوزع فعاليات الملتقى بين ضاحية «درة الرياض» وحي «جاكس» في الدرعية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».