مصر لتحقيق أقصى استفادة من ثرواتها التعدينية في «المثلث الذهبي»

هيئة قناة السويس تتعامل بـ«احترافية» مع عطل مفاجئ في السفينة «جلوري»

جانب من المناقشات بين الوزارات المعنية لتطوير منطقة المثلث الذهبي في مصر (الشرق الأوسط)
جانب من المناقشات بين الوزارات المعنية لتطوير منطقة المثلث الذهبي في مصر (الشرق الأوسط)
TT

مصر لتحقيق أقصى استفادة من ثرواتها التعدينية في «المثلث الذهبي»

جانب من المناقشات بين الوزارات المعنية لتطوير منطقة المثلث الذهبي في مصر (الشرق الأوسط)
جانب من المناقشات بين الوزارات المعنية لتطوير منطقة المثلث الذهبي في مصر (الشرق الأوسط)

قال وزير البترول المصري طارق الملا، إن تنمية منطقة المثلث الذهبي تحتاج إلى مشاركة جهات وقطاعات الدولة كافة، لتسريع اتخاذ خطوات تنفيذية تجذب استثمارات أجنبية ومحلية لبدء التنمية، في ظل ما يتوافر من دعم لهذا المشروع.
يعد مشروع المثلث الذهبي من المشروعات التعدينية الكبرى، والمخصص إقامته بين مدن قنا وسفاجا والقصير، وتبلغ مساحته نحو 7 آلاف كيلومتر مربع، يشمل مشروعات سياحية وتعدينية وزراعية وصناعية وتجارية، وسط توقعات بتوفير نحو نصف مليون فرصة عمل، وسيتم تنفيذه على 6 مراحل كل مرحلة تستغرق 5 سنوات.
تمثل نسبة المصادر التعدينية في منطقة المثلث الذهب، نحو 75% من الموارد التعدينية في مصر، حيث تشمل المعادن الفلزية وغير الفلزية، بما في ذلك الحديد، والنحاس، والذهب، والفضة، والغرانيت، والفوسفات.
وأكد الوزير، خلال التنسيق بين قطاعي التعدين والصناعة لبحث الفرص الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، «أهمية العمل لزيادة كفاءة البنية الأساسية، وتحقيق أقصى استفادة من الثروات التعدينية التي تزخر بها المنطقة، والتي يمكن أن تكون مصدراً رئيسياً ضمن مصادر تحقيق القيمة المضافة في الاقتصاد القومي المصري».
يحظى المثلث الذهبي في المنطقة الاقتصادية بعناية خاصة من القيادة السياسية والحكومة، ويتم العمل حالياً على تحديد أولويات الاستثمار في كل منطقة من مناطقه في ضوء المقومات المتوفرة ومتطلبات التنمية.
وتم خلال الاجتماع، استعراض استراتيجية قطاع التعدين المصري، والخريطة الاستثمارية لقطاع التعدين حتى عام 2040، ورؤية الوزارة لدورها في تنمية منطقة المثلث الذهبي وخطتها في تعظيم الإيرادات واستمرارها في إطلاق المزايدات العالمية وسياسات تحقيق القيمة المضافة ومذكرات التفاهم التي توضح دور كل جهة في التنمية، ودور هيئة الثروة المعدنية وعملها على تأكيد الاحتياطيات التعدينية في المنطقة.
شهد الاجتماع التأكيد أن خطوة تقييم وتأكيد الاحتياطيات التعدينية في البلاد هي إحدى النقاط المهمة في خطة الترويج للمنطقة في ظل توافر الثروات التعدينية فيها، وأن المزايدات العالمية التي طرحتها وزارة البترول والثروة المعدنية خلال الفترة الأخيرة أوجدت نشاطاً وحيوية في مجال البحث والاستكشاف عن الثروات المعدنية بهذه المنطقة الواعدة.
وفى نهاية الاجتماع، أكد الملا أهمية الانفتاح على الأفكار القابلة للتطبيق والتنفيذ والاتفاق على خريطة طريق لتنمية المثلث الذهبي وتوفير جميع مقومات الاستدامة والمرونة مع مراعاة أن تتضمن خطة التنمية عناية خاصة بتوفير الكوادر البشرية وبناء قدراتها الثقافية والتعليمية والمهارية بما يمكّنها من أن تكون عناصر فاعلة يمكن البناء عليها في جذب الاستثمارات، كما لفت لأهمية مشاركة وزارة البيئة في الحوار القائم حول تنمية منطقة المثلث الذهبي في ظل الدور المهم للتوافق البيئي في جذب الاستثمارات، موجهاً بالعمل على حوار بنّاء على نقاط القوة التي تتميز بها المنطقة للإسراع بوضع مخرجات تمكّن من استدامة العمل والتنمية، مشيراً إلى أهمية التركيز على إقامة منطقة صناعية للتعدين تكون نموذجاً لإقامة مناطق صناعية أخرى وفقاً للخامات التعدينية المتاحة.
على صعيد آخر، قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن فريق الإنقاذ البحري للهيئة تعامل باحترافية مع عطل فني مفاجئ لماكينات سفينة الصب «جلوري» في الكيلومتر 38، العابرة ضمن قافلة الشمال في رحلتها قادمةً من تركيا ومتجهةً إلى الصين، حيث يجري العمل الآن على قطر السفينة العاطلة، للكيلومتر 51 ترقيم القناة.
ووجه الفريق أسامة ربيع في بيان أمس، رسالة طمأنة بشأن انتظام حركة الملاحة بالقناة حيث انتظمت عملية دخول 26 سفينة من قافلة الجنوب، كما سيجري عبور قافلة الشمال بعد استئناف السفينة «جلوري» عبورها بالقناة بمساعدة قاطرات الهيئة. وأكد امتلاك الهيئة خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحي والفني اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة.


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.