موسكو: تزويد كييف بمدرّعات لن يغير نتيجة الحرب

دبابة «ليوبارد 2» خلال تدريب للجيش الألماني (د.ب.أ)
دبابة «ليوبارد 2» خلال تدريب للجيش الألماني (د.ب.أ)
TT

موسكو: تزويد كييف بمدرّعات لن يغير نتيجة الحرب

دبابة «ليوبارد 2» خلال تدريب للجيش الألماني (د.ب.أ)
دبابة «ليوبارد 2» خلال تدريب للجيش الألماني (د.ب.أ)

أكد الكرملين أمس (الاثنين)، أن تسليم أوكرانيا مدرّعات غربية وأسلحة أُخرى أُعلن عنها الأسبوع الماضي، لن يفعل سوى «إطالة أمد معاناة الشعب الأوكراني» و«لن يغيّر» نتيجة الحرب.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافة: «بشكل أساسي، لا يمكن لعمليات تسليم (المدرّعات والأسلحة) تغيير أي شيء، ولن تغيّر شيئاً (...) لن تفعل عمليات التسليم سوى إطالة أمد معاناة الشعب الأوكراني».
ويأتي تقييم بيسكوف، في الوقت الذي قالت فيه بولندا إنها ترغب في الانضمام إلى دول أخرى من أجل تشكيل تحالف واسع لمناقشة إرسال دبابات قتالية حديثة، مثل الدبابات طراز «ليوبارد»، إلى أوكرانيا.
وقال الكرملين، الذي حاول التقليل من أهمية مشكلاته العسكرية في أوكرانيا، إن الحكومة الروسية ليست قلقة بشأن احتمال تسليم أوكرانيا معدات عسكرية أكثر تطوراً. وأوضح بيسكوف، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية: «من حيث المبدأ، لا ولن يمكن لهذه الشحنات أن تغير أي شيء في أوكرانيا». وأوضح بيسكوف أن الأمر لا يتعلق فقط بالدبابات الفرنسية الخفيفة من طراز «إيه إم إكس 10- آر سي»، بل يتعلق بجميع إمدادات الأسلحة الغربية.
كما نقلت شبكة «سكاي نيوز» أمس (الاثنين)، عن مصدر غربي، أن بريطانيا تدرس هي الأخرى تزويد أوكرانيا بدبابات. وقالت الشبكة الإخبارية، إن المناقشات جارية «منذ أسابيع قليلة» حول تسليم الدبابة القتالية الرئيسية للجيش البريطاني «تشالنجر 2» إلى أوكرانيا.
وتعتبر شحنات الدبابات حتى الآن مسألة حساسة بين القوى الغربية، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى تصعيد وتوسيع الصراع.
وإلى جانب فرنسا، تعهدت ألمانيا والولايات المتحدة في الوقت الراهن لأوكرانيا بتزويدها بناقلات جند مدرعة.
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، باول جابلونسكي، ومسؤولون آخرون، للإذاعة العامة البولندية، أمس (الاثنين)، إن بولندا تدعو دولاً أخرى إلى تشكيل تحالف واسع لتزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية الحديثة، مثل الدبابات طراز «ليوبارد». وقال جاكوب كوموتش، المستشار الأمني للرئيس البولندي، أندريه دودا، لراديو «زي إيه تي» البولندي، إن بلاده يمكن أن تكون جزءاً من مثل هذا التحالف، لكنها لن تتخذ خطوة بمفردها؛ لأنها ليست في وضع يمكنها من القيام بذلك.
وعقب قرار الحكومة الألمانية تزويد أوكرانيا بنحو 40 مركبة مشاة قتالية من طراز «ماردير»، يواصل المسؤولون أيضاً مناقشة ما إذا كان سيتم توفير دبابات قتالية أم لا.
وأرسل الألمان مركبات مشاة قتالية من طراز «ماردير»، وبطارية صواريخ «باتريوت» بعد أن أمضوا شهوراً يرفضون طلب كييف. وجاء الإعلان الأسبوع الماضي في بيان مشترك مع الولايات المتحدة، بعد أن تحدث شولتس مع الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن شولتس لم يتعهد بتقديم دبابات «ليوبارد» القوية، حتى مع قيام بعض أعضاء حكومته الائتلافية بتكثيف الضغط عليه في هذا الشأن. وكشف استطلاع أجراه معهد استطلاعات الرأي «إنسا» لصالح صحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار، أن 49 في المائة من المشاركين في الاستطلاع يعارضون قرار تزويد أوكرانيا بمركبات مشاة قتالية من طراز «ماردير»، في حين يؤيد 40 في المائة ذلك.


مقالات ذات صلة

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي أشخاص ورجال إنقاذ سوريون يقفون بالقرب من أنقاض مبنى في موقع غارة جوية على حي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شمال سوريا، 2 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحمّل روسيا وإيران مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا

قالت أوكرانيا، الاثنين، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا، حيث سيطرت «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها على مساحات واسعة من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف في صورة مع أحد الجنود الأوكرانيين الذين أصيبوا في الحرب (د.ب.أ)

شولتس في كييف بعد طول غياب... واتهامات باستغلاله الزيارة لأغراض انتخابية

زار المستشار الألماني أوكرانيا بعد عامين ونصف العام من الغياب وفي وقت تستعد فيه بلاده لانتخاب عامة مبكرة، واتهمته المعارضة باستغلال الزيارة لأغراض انتخابية.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس لدى وصوله إلى أوكرانيا (حسابه عبر منصة إكس)

شولتس في زيارة مفاجئة لأوكرانيا... ويعلن عن مساعدات عسكرية جديدة

وصل المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أوكرانيا، الاثنين، في زيارة لم تكن معلنة مسبقاً للتأكيد على دعم برلين لكييف في حربها ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».