مرضى الضغط... دراسة: فنجانان من القهوة يوميا يزيد خطر الوفاة

مرضى الضغط... دراسة: فنجانان من القهوة يوميا يزيد خطر الوفاة
TT

مرضى الضغط... دراسة: فنجانان من القهوة يوميا يزيد خطر الوفاة

مرضى الضغط... دراسة: فنجانان من القهوة يوميا يزيد خطر الوفاة

لا يمكن للقهوة أن توقظك وتجعلك تتحرك في الصباح فحسب، بل يمكنها أيضًا أن تقدم لك العديد من الفوائد الصحية. لكن من ناحية أخرى، يمكن للقهوة في بعض الأحيان أن تضر أكثر مما تنفع إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم؛ فقد وجدت دراسة جديدة أنه بالنسبة لهؤلاء الأشخاص بعينهم، فإن شرب كوبين أو أكثر كل يوم يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الموت.
وشملت الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة «جمعية القلب الأميركية» أكثر من 18570 مشاركًا في اليابان (أكثر من 6570 رجلاً و 12000 امرأة) تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 عامًا.
وخلال الدراسة، خضع كل مشارك لفحوصات تتعلق بصحته وأجاب على الاستبيانات التي غطت أي حالات أو مشاكل صحية سابقة بالإضافة إلى نمط حياتهم ونظامهم الغذائي.
وبعد المتابعة على مدى 19 عامًا، وجد أن 842 مشاركًا ماتوا لأسباب تتعلق بالقلب والأوعية الدموية. علاوة على ذلك، لاحظ مؤلفو الدراسة أنه في حين أن شرب كوب واحد من القهوة كل يوم لا يبدو أنه يزيد من خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية للمشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فإن شرب كوبين أو أكثر من القهوة كل يوم كانت له نتائج مختلفة بشكل كبير؛ ففي هذه الحالة، ضاعف من خطر الموت المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا القهوة، وذلك وفق ما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.
وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور هيروياسو إيزو في بيان للجمعية «قد تدعم هذه النتائج التأكيد على أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد يجب أن يتجنبوا الإفراط في شرب القهوة».
وإيزو مدير معهد أبحاث السياسات الصحية العالمية ومكتب التعاون الصحي الدولي والمركز الوطني للصحة العالمية والطب في طوكيو أستاذ فخري بجامعة أوساكا.
وتابع إيزو «لأن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد هم أكثر عرضة لتأثيرات الكافيين، فإن آثار الكافيين الضارة قد تفوق آثاره الوقائية وقد تزيد من خطر الوفاة».
من جانبها، تقول الدكتورة ميشيل روثنشتاين اختصاصية تغذية صحة القلب بـ«EntirelyNourished.com» «تؤكد هذه الدراسة على الحاجة إلى تقييم جميع المشروبات والأطعمة التي يستهلكها شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم من أجل إدارة مستويات ضغط الدم على النحو الأمثل... ليس هذا فحسب؛ ففي ممارستي، لدي أفراد يقيمون استجابة أجسامهم للكافيين، وخاصة القهوة؛ فإذا زادت قيم ضغط الدم لديهم في غضون ثلاث ساعات من الاستهلاك، فإننا نخفض إلى الجرعة المناسبة أو نختار المزيد من المشروبات المثالية لصحة الأوعية الدموية». مضيفة «عندما يتعلق الأمر بالسبب المحتمل أن يؤدي فنجانان أو أكثر من القهوة يوميًا إلى نتائج سلبية لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد فأن القهوة يمكن أن تزيد من ضغط الدم لمدة تصل إلى ثلاث ساعات بعد الاستهلاك لدى أفراد معينين؛ وعندما يرتفع ضغط الدم لدى الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم الشديد، يمكن أن يتسبب في المزيد من الأحداث التي تهدد الحياة مثل السكتة الدماغية أو النوبات القلبية أو تمدد الأوعية الدموية الأبهرية».
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة وجدت أن شرب كوب واحد من القهوة يوميًا لم يكن له نفس النتائج، إلا أن روثنشتاين لا تزال تحذر من الاستهلاك المفرط للقهوة لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.
وفي الأخير تنصح روثنشتاين «من المهم مراقبة ضغط الدم استجابة لاستهلاك القهوة لدى جميع الأفراد، وخاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد غير المنضبط. فإذا كان هناك ارتفاع في ضغط الدم بعد تناول فنجان واحد من القهوة؛ فمن الأفضل تجنب ذلك تمامًا».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».