جسدك في الصيف يصنعه طعامك في الشتاء

وصفات صحية بديلة للأكل الدسم

طبق خفيف من الجمبري والخضراوات  -  شيف ميدو برسوم
طبق خفيف من الجمبري والخضراوات - شيف ميدو برسوم
TT

جسدك في الصيف يصنعه طعامك في الشتاء

طبق خفيف من الجمبري والخضراوات  -  شيف ميدو برسوم
طبق خفيف من الجمبري والخضراوات - شيف ميدو برسوم

قد يلجأ البعض في فصل الشتاء إلى تناول الحساء أو البطاطا الحلوة أو اليقطين، للحصول على الدفء، لكن الشيف المصري ميدو برسوم، يضعك أمام خيارات وبدائل متعددة، لمزيد من السعادة وعدم الاستيقاظ من النوم ليلاً لتناول الطعام.
ويعرض برسوم مجموعة من الأفكار لوجبة العشاء يعتمد فيها أولاً على الحفاظ على الصحة، فيرى أنه يمكن الاستبدال بالبيتزا والبرغر والسجق التي يميل إليها البعض أطباق الأرز بالأناناس، والروبيان بزيت الزيتون، وفيما قال إن قائمة الوصفات طويلة، أوصى الدكتور أحمد علاء اختصاصي التغذية، بتناول الطعام بالشكل الذي يحافظ على الصحة.
وقال علاء لـ«الشرق الأوسط»: «جسدك في الصيف يصنعه طعامك في الشتاء؛ ومن هنا عليك أن تعرف كيف تكبح جماح شهيتك وتحافظ على لياقتك»، لافتاً إلى أن «القليل هم من يقبلون على تناول شرائح الخيار والجزر، أو خبز القمح الكامل أو الشوفان أو أي طعام صحي في الأمسيات الشتوية».
ويرى شيف ميدو برسوم، أنه يمكنك السيطرة بقليل من التخطيط لنظامك الغذائي والكثير من الوصفات الشهية الصحية التي لا تُقاوم، وذلك من خلال «وضع خطة لإجمالي عدد السعرات الحرارية التي نتناولها على مدار اليوم، بحيث نبقي بعضها للأمسيات الباردة، التي قد يصعب أن نمتنع فيها عن تناول أطباق تشبعنا، وفي الوقت نفسه تكون مُعدة بمكونات لا تؤثر سلباً على صحتنا».

الأرز بالأناناس والروبيان وزيت الزيتون (إعداد شيف ميدو)  -  وصفات عديدة من ثمرة القشطة

ويقترح قائمة طويلة، بجانب تناول الأرز بالأناناس والروبيان بزيت الزيتون، منها السلطات ذات التتبيلة المبتكرة، والإضافات المتنوعة مثل الفواكه المجففة وقطع السلمون والدجاج والجمبري والأناناس وصوص الروكفور، ويرشح ميدو أيضاً إعداد الأطباق المكونة من البيض المسلوق والخضراوات، بجانب سمك السلمون مع «ميسو غليز» وعصير البرتقال جنباً إلى جنب مع سلطة أعشاب بحرية خضراء مغطاة برقائق التوفو المدخن.
وهنا يتحدث الشيف أحمد القاضي، عن «تتعدد أفكار الوجبات الخفيفة الشتوية الدافئة والصحية التي تواجه بها جوعك من دون أن تكتسب وزناً زائداً»، و«بالنسبة للوجبات الخفيفة للطقس البارد المصنوعة من الفاكهة، يمكنك إعداد (الكومبوت) بمزج بعض الفاكهة الطازجة أو المجمدة في مقلاة صغيرة مع تدفئتها على الموقد، ويمكنك أيضا وضعها في كوب لاستخدام الميكروويف، وإضافة قليل من الزبادي للحصول على مزيج مليء بالبروتين».
ولفت القاضي إلى أنه يمكن تسخين شرائح التفاح أو أي فاكهة أخرى باستخدام طريقتك المفضلة (مقلاة هوائية أو ميكروويف أو في الفرن أو المقلاة) مع خلطها مع الجبن قليل الدسم، ويرشح لك القاضي طبقاً لذيذاً مكوناً من شرائح الأناناس الساخنة المضاف إليها القرفة أو مسحوق الفلفل الحار.
أما عن الخضراوات فيرى القاضي، أنه من المفيد في الطقس البارد تناولها بطرق غير معتادة، ومن ذلك الفطر المحشو بالخضراوات وتستطيع إضافة قطعة صغيرة من الجبن إلى الخضار للحصول على حشوة كريمية.
أيضا بحسب وصفة القاضي، «قم بتقطيع حبات الطماطم إلى نصفين واسحبها من الداخل لعمل ثقب صغير، املأ الطماطم ببرغر مشوي أو شريحة سمك أو ديك رومي وجبن أو القليل من التونة، أو قم بحشو صدور الدجاج بالخضار والجبن والصلصات، أما إذا كنت تريد مقداراً أكبر من اللحوم، فإن فطر بورتوبيللو المشوي المحشو بالدجاج المشوي والموزاريلا وأوراق الريحان يمكن أن يكون خياراً رائعاً لك في هذه الحالة».

خرشوف بالثوم والليمون والشمندر  -  حساء البازلاء

وإذا كنت تشتهي البطاطس ولكنك ترغب في تقليل الدهون، فجرب المطهوة بالفرن أو المقلاة الهوائية، وأيضا قم بتحميص مكعبات قرع الجوز المجمدة مع القليل من البهارات، أما البطاطا الحلوة فهي مثالية لتحميصها في يوم بارد، ضع عليها القرفة أو القليل من زبدة الفول السوداني الطبيعية. ويعتبر القاضي بعض الأطباق المدخنة حلا استثنائيا لمواجهة الإحساس بالجوع والبرد معاً؛ لأنها وجبة مشبعة تبعث الدفء على حد تعبيره، ويقول: «من الوصفات الرائعة في هذا المجال حساء السمك المدخن الاسكوتلندي المليء بالبطاطس والبصل الحلو، والمحتوي على سمكة مدخنة من اختيارك». وينصح بهرس البطاطس في الحساء لزيادة سماكة المرق، لإنتاج ملمس كلاسيكي رائع مع قطع البطاطس الطرية، لا سيما عند إضافة القليل من الكريمة التي تثري الحساء قليلاً من دون أن تجعله دسماً، وتمنح بساطة هذا الطبق بالنكهة المميزة للأسماك المدخنة عقب تناولها نوما هنيئا.


مقالات ذات صلة

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه لـ«الشرق الأوسط»: العرب يتمتعون بالروح الكريمة للضيافة

بيير هيرميه، حائز لقب «أفضل طاهي حلويات في العالم» عام 2016، ويمتلك خبرةً احترافيةً جعلت منه فناناً مبدعاً في إعداد «الماكارون» الفرنسيّة.

جوسلين إيليا (لندن )

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
TT

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»، فيروّج لها أصحاب المحلات الذين يبيعونها، كما اختصاصيو التغذية ومستهلكوها في آن. ويحاول هؤلاء تقديم صورة إيجابية عن طعمها ومذاقها، ويضعون هذه المكونات على لائحة أفضل الأكلات التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من الوزن. وضمن فيديوهات قصيرة تنتشر هنا وهناك يتابعها المشاهدون بشهية مفتوحة. فالمروجون لهذه الفواكه والخضراوات يفتحون العلب أو الأكياس التي تحفظ فيها، يختارون عدة أصناف من الفاكهة أو الخضراوات ويأخذون في تذوقها. يسيل لعاب مشاهدها وهو يسمع صوت قرمشتها، مما يدفعه للاتصال بأصحاب هذه المحلات للحصول عليها «أونلاين». ومرات لا يتوانى المستهلكون عن التوجه إلى محمصة أو محل تجاري يبيع هذه المنتجات. فبذلك يستطلعون أصنافاً منها، سيما وأن بعض أصحاب تلك المحلات لا يبخلون على زوارهم بتذوقها.

خضار مقرمشة متنوعة (الشرق الاوسط)

تختلف أنواع هذه المنتجات ما بين مقلية ومشوية ومفرّزة. وعادة ما تفضّل الغالبية شراء المشوية أو المفرّزة. فكما المانجو والفراولة والتفاح والمشمش والموز نجد أيضاً الـ«بابايا» والكيوي والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها.

ومن ناحية الخضراوات، تحضر بغالبيتها من خيار وكوسة وبندورة وأفوكادو وفول أخضر وجزر وبامية وفطر وغيرها.

وينقسم الناس بين مؤيد وممانع لهذه الظاهرة. ويعدّها بعضهم موجة مؤقتة لا بد أن تنتهي سريعاً، فتناول الأطعمة الطازجة يبقى الأفضل. فيما ترى شريحة أخرى أن هذه المكونات المجففة والمقرمشة، يسهل حملها معنا أينما كنا. كما أن عمرها الاستهلاكي طويل الأمد عكس الطازجة، التي نضطر إلى التخلص منها بعد وقت قليل من شرائها لأنها تصاب بالعفن أو الذبول.

ولكن السؤال الذي يطرح حول هذا الموضوع، هو مدى سلامة هذه المنتجات على الصحة العامة. وهل ينصح اختصاصيو التغذية بتناولها؟

تردّ الاختصاصية الغذائية عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الفواكه والخضراوات المقرمشة تعدّ من المكونات التي ينصح بتناولها. ولكن شرط ألا تكون مقلية. فالمفّرزة أو المجففة منها هي الأفضل، وكذلك المشوية. هذه المكونات تحافظ على المعادن والفيتامينات المفيدة للصحة. والبعض يأكلها كـ(سناك) كي يشعر بالشبع. ولذلك ينصح بتناولها لمن يقومون بحمية غذائية. فسعراتها الحرارية قليلة فيما لو لم تتم إضافة السكر والملح إليها».

يتم عرض هذه المكونات في محلات بيع المكسرات. والإعلانات التي تروّج لها تظهرها طازجة ولذيذة ومحافظة على لونها. بعض المحلات تتضمن إعلاناتها التجارية التوصيل المجاني إلى أي عنوان. وأحياناً يتم خلطها مع مكسّرات نيئة مثل اللوز والكاجو والبندق. وبذلك تكون الوجبة الغذائية التي يتناولها الشخص غنية بمعادن وفيتامينات عدّة.

فواكه وخضار طازجة (الشرق الاوسط)

وتوضح عبير أبو رجيلي: «كوب واحد من الخضراوات المجففة والمقرمشة يحتوي على ألياف تسهم في عدم تلف خلايا الجسم. وبحسب دراسات أجريت في هذا الخصوص فإنها تسهم في الوقاية من أمراض القلب والشرايين».

يحبّذ خبراء التغذية تناول الخضراوات والفواكه الطازجة لأن فوائدها تكون كاملة في محتواها. ولكن تقول عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن تناولنا خضراوات وفواكه طازجة ينعكس إيجاباً على صحتنا، ولكن المجففة تملك نفس الخصائص ولو خسرت نسبة قليلة من الفيتامينات».

تقسّم عبير أبو رجيلي هذه المكونات إلى نوعين: الفواكه والخضراوات. وتشير إلى أن الأخيرة هي المفضّل تناولها. «نقول ذلك لأنها تتمتع بنفس القيمة الغذائية الأصلية. بعضهم يقدمها كضيافة وبعضهم الآخر يحملها معه إلى مكتبه. فهي خفيفة الوزن وتكافح الجوع بأقل تكلفة سلبية على صحتنا».

وبالنسبة للفواكه المجففة تقول: «هناك النوع الذي نعرفه منذ زمن ألا وهو الطري والليّن. طعمه لذيذ ولكن يجب التنبّه لعدم الإكثار من تناوله، لأنه يزيد من نسبة السكر في الدم. أما الرقائق المجففة والمقرمشة منه، فننصح بتناولها لمن يعانون من حالات الإمساك. وهذه المكونات كما أصنافها الأخرى تكون مفرّغة من المياه ويتم تجفيفها بواسطة أشعة الشمس أو بالهواء».

بعض هذه المكونات، والمستوردة بكميات كبيرة من الصين يتم تجفيفها في ماكينات كهربائية. فتنتج أضعاف الكميات التي تجفف في الهواء الطلق أو تحت أشعة الشمس. وهو ما يفسّر أسعارها المقبولة والمتاحة للجميع.

في الماضي كان أجدادنا يقومون بتجفيف أنواع خضراوات عدّة كي يخزنونها كمونة لفصل الشتاء. فمن منّا لا يتذكر الخيطان والحبال الطويلة من أوراق الملوخية وحبات البندورة والبامية المعلّقة تحت أشعة الشمس ليتم تجفيفها والاحتفاظ بها؟

وتنصح عبير أبو رجيلي بالاعتدال في تناول هذه الأصناف من فاكهة وخضراوات مجففة. «إنها كأي مكوّن آخر، يمكن أن ينعكس سلباً على صحتنا عامة».