وديع وسوف خانه «قلبه الكبير».. وتوقّف

رحيله هزّ الوسط الفني وخلّف حالة حزن كبيرة

يكن أبو وديع لابنه البكر محبة كبيرة (إنستغرام)
يكن أبو وديع لابنه البكر محبة كبيرة (إنستغرام)
TT

وديع وسوف خانه «قلبه الكبير».. وتوقّف

يكن أبو وديع لابنه البكر محبة كبيرة (إنستغرام)
يكن أبو وديع لابنه البكر محبة كبيرة (إنستغرام)

لم تكد تمضي أيام قليلة على بداية العام الجديد 2023 حتى راحت الأخبار الحزينة تتصدرها، بمقدمها رحيل وديع ابن المطرب جورج وسوف.
فقد اهتز الوسط الفني بخبر وفاته، وانشغلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بتداوله حتى ساعات فجر الأول من أمس.
فوديع الذي أجرى عملية جراحية لتكميم المعدة في 27 ديسمبر (كانون الأول) الفائت حصلت معه مضاعفات صحية بعد نحو أسبوع، ما دفع والدته شاليمار إلى مطالبته بإجراء فحوصات مخبرية دقيقة في المستشفى. ومع شقيقيه حاتم وجورج جونيور تم أخذه إلى أحد مستشفيات بيروت حيث فارق الحياة في اليوم التالي.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكدت محامية جورج وسوف والوكيلة القانونية عن عائلته مايا مطر، أن وديع أصيب بمضاعفات صحية أدت إلى وفاته. وأوضحت في سياق حديثها أنه شعر الخميس الفائت بعارض صحي فنقل إلى المستشفى، وهناك أصيب بنوبة قلبية تجاوزها بعد إسعافه من قبل الفريق الطبي. وتتابع: «بعدها أصيب بنزيف حاد وتدهورت صحته فجأة وفارق الحياة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة 6 يناير الحالي».
لم يتطرق أحد من الذين كانوا يرافقون وديع في رحلته الأخيرة إلى المستشفى عما إذا كانت وفاته قد حصلت قضاء وقدراً، أم أنها تصب في خانة الخطأ الطبي. وهنا توضح المحامية مطر في سياق حديثها: «لم يهتم أحد بالتحدث في هذا الموضوع كون المصاب كبيراً ووقعه قاسياً على الجميع. حتى أنه يمكن القول بأن الوقت لا يزال مبكراً للتكلم في حقيقة ما حصل مع وديع. فكل ما نتمناه اليوم هو أن يكون رب العالمين مع والدي وديع في الكارثة التي أصابتهما».

وديع مع والده الذي كان يعده أعز أصدقائه (إنستغرام)

وكانت أخبار كثيرة قد تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إثر انتشار خبر وفاة وديع وسوف، وبينها ما يفيد بأن الراحل لم يلتزم بالنصائح التي طلبها منه طبيبه. فيما تحدث آخرون عن دخول جورج وسوف إلى قسم الطوارئ إثر تلقيه خبر وفاة ابنه.
وهنا توضح المحامية مطر لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما تم تداوله في هذا الخصوص هو غير صحيح. لا شك أن وقع الخبر على جورج وسوف كان أليماً، كما أي أب يفقد ابنه. فعندما أخبره حاتم وجورج جونيور بالأمر كان يجلس في منزله محاطاً بالأصدقاء والأحبة. فحزن حزناً عميقاً، ولكنه بقي قوياً ومتماسكاً، ولم يتم نقله أبداً إلى المستشفى كما تحدث البعض. حتى أني عندما قرأت هذا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي تفاجأت، لأني كنت موجودة في منزل أبو وديع طيلة الوقت».
لم يغمض جفن لكل من رافق جورج وسوف في رحلة العذاب هذه التي يعيشها مع فقدان ابنه البكر الأعز إلى قلبه. فكما متعهد حفلاته ورفيق دربه ميشال حايك، كذلك سهر الأصدقاء المقربون منه معه، واصلين ليلهم بنهارهم. وعندما حاولنا الاتصال بحايك، اعتذر عن الكلام لأنه كان منشغلاً في تنظيم برنامج جنازة وديع وسوف، وكل ما يلزم الأمر من تدابير. فهو الذي أشرف على كتابة نعوة وفاته، واهتم بكل تفاصيل مراسيم جنازة وديع التي ستدور بين بيروت وبلدته الأم السورية كفرون.
وعما إذا صحيح ما تم تداوله بأن وديع وسوف لم يلتزم بنصائح طبيبه الذي أجرى له عملية تكميم المعدة، أوضحت مايا مطر لـ«الشرق الأوسط»، «وهذه أيضاً واحدة من الأخبار الزائفة التي انتشرت عن الراحل، إذ علمنا بأنه كان ملتزماً بما طلب منه. ولكن في المقابل لا أحد في هذه اللحظات يفكر في محاسبة أو رمي اللوم على أحد في هذا الموضوع». وختمت مطر متأثرة: «لم نصدق ما حصل لوديع بظرف 24 ساعة فقط. فهو صاحب القلب الكبير والطيب، الذي أحبه كل من تعرف إليه. إننا جميعاً نشعر بصدمة كبيرة. فلقد خانه قلبه الكبير هذا وتوقف عن النبض، ولم نستطع استيعاب ما حصل حتى الساعة».
«هيدا دمعة عيني وحبيب القلب من جوا، أنا مسميه (جيزيس وودي) عالتلفون، هوي الحنين هيدا الغالي واقلب الصفحة»، بهذه الكلمات كان الفنان جورج وسوف قد وصف علاقته بابنه البكر وديع رداً على سؤال طرح عليه في إحدى المقابلات التلفزيونية. ويردد أصدقاء «أبو وديع» بأنهم اليوم منشغلون بأوضاع جورج وسوف ويراقبونه عن كثب بسبب خوفهم من تداعيات هذه الحادثة على صحته.

وديع مع والده الذي كان يعده أعز أصدقائه (إنستغرام)

وكان وديع وسوف وقبل دخوله لإجراء عملية تصغير المعدة قد نشر على حسابه عبر موقع «إنستغرام» صورة مع والده احتفاء بعيد ميلاد الأخير الواقع في 23 ديسمبر (كانون الأول). وقد أرفقها بتعليق كتبه بالإنجليزية بما معناه «عيد ميلاد سعيد إلى أبي وأخي وأعز صديق عندي وسندي، أحبك».
وفور الإعلان عن دخول وديع وسوف المستشفى، وانتشار خبر وضعه الصحي الخطر واحتياجه لدم من فئة «O»، تكررت دعوات عدد كبير من الفنانين لتأمين كميات الدم التي يحتاجها. وإثر وفاته تصدر الخبر المحزن وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن راح نجوم الفن من لبنان وخارجه ينعونه بأسى وحزن.
ونشر شقيقه جورج جونيور صباح أمس السبت النعوة الخاصة بوديع، التي ورد فيها موعد الاحتفال بالصلاة على نفسه الساعة 11 من صباح اليوم الأحد. ومن ثم سيتم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه كفرون في سوريا، حيث يوارى الثرى في الخامسة بعد الظهر.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».