أوكرانيا: اشتداد «حرب البنى التحتية»... ومحكمة لاهاي لا تخيف الروس

آثار القصف الروسي على البنى التحتية الأوكرانية
آثار القصف الروسي على البنى التحتية الأوكرانية
TT

أوكرانيا: اشتداد «حرب البنى التحتية»... ومحكمة لاهاي لا تخيف الروس

آثار القصف الروسي على البنى التحتية الأوكرانية
آثار القصف الروسي على البنى التحتية الأوكرانية

قد يكون السجال حول تشكيل محكمة دولية لجرائم الحرب في أوكرانيا، هو الأبرز خلال الأيام الأخيرة بالتوازي مع الرفض الروسي لـ«خطة السلام» التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
موسكو ترفض تشكيل أي هيئة دولية من دون موافقة مجلس الأمن، ورأت الخارجية الروسية أن المحاولات الأوروبية في هذا الشأن «سخيفة» و«ليست ذات جدوى».
وكان السجال قد احتدم على خلفية الاتهامات الغربية لموسكو بارتكاب انتهاكات فادحة خلال عمليات القصف المركز التي استهدفت البنى التحتية المدنية الأوكرانية وأسفرت خلال الأيام الأخيرة عن غرق عشرات المدن في الظلام، فضلاً عن انقطاع مياه الشرب وإصابة شبكات النقل والاتصالات بالشلل في عدد كبير من المدن.

     سيمونيان

إلا أن موسكو، التي شكل استهداف البنى التحتية عنواناً لاستراتيجيتها العسكرية الجديدة بعد تعيين الجنرال سوروفيكين قائداً لقواتها في أوكرانيا، ترى أن حلف شمال الأطلسي «ناتو» كان سباقاً في هذا الشأن. إذ ذكرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أخيراً، بقصف قوات «ناتو» لمنشآت البنية التحتية للطاقة في يوغوسلافيا السابقة عام 1999، في معرض تعليقها على تصريحات رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل والأمين العام لـ«ناتو» ينس ستولتنبرغ، ضد التصرفات الروسية في أوكرانيا.
زاخاروفا استشهدت بمقتطفات من إفادة الناطق باسم «ناتو» جيمي شي في 1999، عندما قال: «لسوء الحظ، تعتمد أنظمة القيادة والتحكم أيضاً على الكهرباء. وإذا كان (الرئيس الصربي السابق سلوبودان) ميلوشيفيتش يريد حقاً أن يحصل مواطنوه على الماء والكهرباء، فكل ما عليه فعله هو قبول شروط ناتو، وسنوقف هذه الحملة».

     زاخاروفا

هكذا وضعت موسكو تصورها للآلية المقبولة لوقف هجماتها المركزة على المدن. أما الحديث عن محاكمة موسكو المحتملة، فهو أمر «لا يخيف الروس» وفقاً لمسؤولين، بل إن قادة الحرب الإعلامية الروسية يحرضون بشكل يومي في وسائل الإعلام على تعزيز الهجمات على المرافق المدنية. وقبل أسابيع، حضت مارغريتا سيمونيان رئيسة شبكة «روسيا اليوم» في لقاء تلفزيوني صراحة على تكثيف الضربات. وأعربت عن استغرابها «لوداعة بعض من ينتقدون الهجمات»، قبل أن تضيف: «يحضر الأوكرانيون للاستيلاء على أراضينا في شبه جزيرة القرم، لم يعد أمامنا سوى القصف. نحن نقصف كل يوم».
ثم خاطبت سيمونيان منتقدي الهجمات داخل روسيا بالقول: «علينا ألا نخاف (لاهاي)، بل الخوف من الخسارة، والخوف من الفضيحة. وإذا حدث أن خسرنا، فإن محكمة لاهاي ستلاحق حتى عامل النظافة خلف جدار الكرملين». كذلك أشارت سيمونيان إلى أن حقيقة أن «منطقة أخرى في أوكرانيا ستبقى بدون كهرباء لن تغير من حجم الكارثة التي يمكن أن تحدث حال وقع المستحيل وخسرت روسيا الحرب (...) وعلى من يخاف من محكمة لاهاي ألا يدخل الغابة».


مقالات ذات صلة

موسكو تعلن إحباط هجوم «ضخم» بمسيّرات في غرب روسيا

أوروبا صورة نشرها حساب حاكم منطقة ساراتوف لمبنى تضرر إثر هجوم بمسيرات أوكرانية الاثنين الماضي (إ.ب.أ)

موسكو تعلن إحباط هجوم «ضخم» بمسيّرات في غرب روسيا

أعلنت روسيا، صباح اليوم، أنها أحبطت هجمات ليلية جديدة بطائرات من دون طيار، بينها هجوم «ضخم» في منطقة بريانسك المتاخمة للحدود مع أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا روسيا تواصل هجومها على خاركيف (إ.ب.أ)

مقتل اثنين في هجوم روسي بالقنابل على منطقة خاركيف الأوكرانية

قال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية إن مدنيين قتلا وأصيب 8 آخرون، اليوم (السبت)، في هجوم روسي بالقنابل على إحدى قرى المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)

موقع مستقل يُحدد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا في أوكرانيا

أعلن موقع روسي مستقل، السبت، أنه تمكّن من تحديد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية تظهر مروحية عسكرية من طراز «مي - 35» قرب الحدود مع أوكرانيا

روسيا: مقتل نحو 400 عسكري أوكراني في كورسك خلال 24 ساعة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 400 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي قتلى القوات الأوكرانية إلى 8200 عسكري.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

معظم رؤساء الحكومات التونسية ولدوا في منطقة «الساحل»

الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)
الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)
TT

معظم رؤساء الحكومات التونسية ولدوا في منطقة «الساحل»

الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)
الحبيب الصيد (الشرق الاوسط)

يتحدّر أغلب رؤساء الحكومات في تونس منذ أواسط خمسينات القرن الماضي من منطقة «الساحل» (وسط الشاطئ الشرقي لتونس)، موطن الرئيسين الأسبقين الحبيب بورقيبة (1957 - 1987) وزين العابدين بن علي (1987 - 2011) وكبار المسؤولين في الدولة. وفي المقابل، جاء 3 منهم فقط من مواليد العاصمة تونس، هم الباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد وإلياس الفخفاخ.

الرئيس السابق الراحل الباجي قائد السبسي، سياسي مخضرم تولّى رئاسة الحكومة عام 2011 في عهد «الرئيس المؤقت» رئيس البرلمان السابق فؤاد المبزّع ثم انتخب رئيساً للجمهورية لمرحلة ما بين 2014 و2019. وفي حين ترأس يوسف الشاهد الحكومة من صيف 2016 إلى أوائل 2020، تولّى إلياس الفخفاخ المنصب عندما ترأس الحكومة الأولى في عهد قيس سعيّد لمدة 6 أشهر في 2020، وهو بالمناسبة، وإن كان من مواليد تونس العاصمة فإنه أصلاً من صفاقس، العاصمة الصناعية والتجارية في الساحل الشرقي الجنوبي للبلاد.

محمد الغنوشي (آ ف ب)

هيمنة «الساحل»

بما يخصّ منطقة «الساحل» الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة، وكبرى مدنها مدينة سوسة، فقد تعاقب منها على رئاسة الحكومة نخبة من كبار رجال السياسة في البلاد، هم على التوالي:

الحبيب بورقيبة، من مدينة المنستير (1955 - 1957)، وتولّى عملياً رئاسة الحكومة حتى 1969. وللعلم، رسمياً كان المنصب شاغراً (بين 25 يوليو - تموز 1957 و7 نوفمبر - تشرين الثاني 1969)، إذ في مطلع النظام الجمهوري تولى الرئيس إدارة الحكومة، وبعدها تعاقب «فعلياً» على المنصب كل من:

الباهي الأدغم، بلدة منزل النور المجاورة لمدينة المنستير، (1969 - 1970)

أحمد بن صالح، مدينة المكنين، (1960 - 1970)

الهادي نويرة، المنستير، (1970 - 1980) – أول رئيس حكومة يحمل المسمّى رسمياً.

محمد مزالي، المنستير، (1980 - 1986)

رشيد صفر، من المهدية، (1986 - 1987)

زين العابدين بن علي، مدينة حمام سوسة، (1987)

الهادي البكّوش، حمام سوسة، (1987 - 1989)

حامد القَروي، مدينة سوسة، ( 1989 - 1999 )

محمد الغنّوشي، سوسة، (1999 - 2011)

حمّادي الجبالي، سوسة، (2012 - 2013)

المهدي جمعة، المهدية، (2014)

الحبيب الصيد، سوسة، (2015 - 2016).

حامد القروي (الشرق الاوسط)

في المقابل، من خارج منطقة «الساحل» وتونس العاصمة، تولّى المهندس علي العريّض، القيادي السابق في حزب حركة النهضة رئاسة الحكومة في عام 2013، فكان السياسي الوحيد الذي يصل إلى هذا المنصب من «الجهات المهمشة» في أقصى الجنوب الشرقي الصحراوي، وهو من مواليد مدينة مدنين.

كذلك، تولّى وزير الداخلية السابق هشام المشيشي رئاسة الحكومة بين سبتمبر (أيلول) 2020 و25 يوليو 2021، فكان أول رئيس للحكومة من مدينة بوسالم في محافظة جندوبة في الشمال الغربي الزراعي و«المهمّش».

وبين 2021 و2023 صارت الدكتورة نجلاء بودن، من مواليد مدينة القيروان، أول سيدة تشغل منصب رئاسة الحكومة في تونس.

أخيراً، ما يستحق الذكر أن الدكتور محمد المنصف المرزوقي، ابن الجنوب الصحراوي التونسي، صار بين عامي 2012 و2014 الشخصية الوحيدة التي تولت رئاسة الدولة (رئاسة الجمهورية) من غير أبناء «الساحل» وتونس العاصمة.