كندة علوش: توقعات النجاح والفشل تعطل مسيرة الممثل

كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن اتجاهها للكوميديا لأول مرة

لقطة من فيلم نزوح
لقطة من فيلم نزوح
TT

كندة علوش: توقعات النجاح والفشل تعطل مسيرة الممثل

لقطة من فيلم نزوح
لقطة من فيلم نزوح

قالت الفنانة السورية كندة علوش إنها تدين لعام 2022 بلحظات من السعادة والنجاح، بقدوم مولودها الثاني «كريم»، ونجاح فيلميها «نزوح» و«السباحتان»، مؤكدة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن زوجها الفنان عمرو يوسف هو شريك نجاحها وأن تشجيعه لها يضاعف من سعادتها بالنجاح، مشيرة إلى أنها تستعد لتصوير فيلم كوميدي جديد يعد نوعية مختلفة كانت تتوق لها.
وحظيت كندة مؤخراً بتكريم مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، مؤكدة سعادتها به خاصة أنها قدمت أفلاماً قصيرة خلال بدايتها الفنية التي تعتبرها بداية الحلم، معبرة عن اعتزازها بالتكريم الذي جمعها والمخرج الكبير يسري نصر الله والمنتجة ماريان خوري.
وتضيف: أعمل طوال الوقت على قضايا اللاجئين، وأؤمن بالإشارات، مثلما يعمل الإنسان خيراً فيجد مثله في انتظاره، ليأتي فناً أحبه دون سعي مني، ويصبح كل تركيزي في شغلي وأن أؤدي دوري بشكل جيد، فلم أتوقع أن يشارك فيلم «نزوح» في مهرجان فينسيا ويحصل على جائزة الجمهور كأول فيلم عربي يفوز بها، ولا أن يأتي عرضه العربي الأول بمهرجان البحر الأحمر السعودي، ولا كنت متوقعة أن «السباحتان» سيكون الأول عالمياً في نسب المشاهدة على منصة «نتفليكس»، وهو أول فيلم موضوعه وقضيته عربية يحظى بذلك، كما كان أول فيلم عربي يفتتح مهرجان «تورنتو»، وعرض بشكل رائع بمهرجان القاهرة السينمائي... أعتبر ذلك مكافأة من رب العالمين.
النجاح كالحب له فرحة لا يمكن أن تخفيها، تلحظها بسهولة في عيون صاحبتها، وقد بدت كندة في سعادة وفخر وهي تستقبل ردود الفعل حول الفيلمين: «النجاح غير المتوقع له إحساس جميل، فهو بمثابة مكافأة قدرية، وقد شعرت بالامتنان الشديد لهذا الحصاد لأنني تعبت خلال تصويرهما، وأصبت أثناء تصوير أحدهما بفيروس كورونا، فشعرت أن الله يكافئني على ما بذلته من جهد».

كندة علوش خلال تكريمها بمهرجان الفيلم القصير بالقاهرة

قد يؤدي النجاح الكبير إلى قلق كبير أيضاً، بشأن الخطوة التي تليها، لكن كندة تأخذ الأمور بشكل أبسط: «لا يشغلني هذا الأمر ولا يستحوذ على تفكيري، قد أشارك في فيلم وينجح بشكل كبير، وبعده قد أقدم فيلماً لا يحقق النجاح نفسه، فمن يضمن أن يستمر على مستواه نفسه، لو نظرنا لمسيرة أكبر فناني العالم سنجد بها صعوداً وهبوطاً، هذه هي المسيرة الطبيعية، عمل ناجح وآخر أقل نجاحاً، توقعات النجاح والفشل قد تعيق عمل الفنان لذا لا أضع توقعات، وفيلمي القادم سيكون كوميدياً، وهذا أمر رائع، لأنني كنت أتمنى تقديم هذا اللون ووجدت نصاً جعلني متحمسة له».
جسدت كندة في كل من «نزوح» و«السباحتان» دور أم سورية لأبناء كبار ولم تكن مساحة دورها تشغلها فيهما، وهو ما توضحه قائلة: في «(السباحتان) لم يكن يعنيني حجم الدور لأنه فيلم كبير وضخم وإنتاج عالمي وعن قضية تهمني، لكن في (نزوح) الوضع مختلف لأن أحداث الفيلم تدور من خلال ثلاث أو أربع شخصيات، ومساحة الدور كانت جيدة، كما أن الأم في الفيلمين كانت في الواقع صغيرة، لذا لم نلجأ لوضع ماكياج يكبر من شكلنا».
بالمصادفة أيضاً فإن الفيلمين قاما على أكتاف مخرجتين هما المصرية البريطانية سالي الحسيني، والسورية سؤدد كعدان، وهو ما اعتبرته كندة توفيقاً آخر: «مثلما وفقت في موضوعات مهمة، فقد وفقت أيضاً في العمل مع مخرجتين شديدتي الموهبة والحساسية، المرأة كمخرجة تلتقط كل التفاصيل، وحساسة وناعمة، لكن اللغة السينمائية لدى سؤدد مختلفة عن سالي، سؤدد أبسط، والفيلم كان قليل التكلفة، وسالي لديها جرأة ومشاهد صعبة قد لا يجرؤ عليها مخرجون رجال، وقد تعلمت من كل منهما أشياء جديدة».

الفنانة السورية كندة علوش

ولقي عرض فيلم «نزوح» بمهرجان البحر الأحمر السعودي صدى واسعاً فوجئت به كندة وأسرة الفيلم: «حينما عرض الفيلم في (تورنتو) ظل الجمهور الأوروبي منصتاً وهو يتابعه لكن الجمهور العربي الذي ضم خليطاً من جمهور سعودي وسوري ومصري كان متعاطفاً ومنفعلاً مع الأحداث ومعلقاً عليها، وكنت أسمع تعليقاته، وهذا كان ممتعاً بالنسبة لي فقد شعرت بتفاعله الشديد مع مشاهد الفيلم».
تعتبر كندة زوجها الفنان عمرو يوسف ليس فقط شريك حياة، بل شريك النجاح أيضاً: «عمرو يشاركني الاختيار، وخصوصاً في هذه الأفلام التي كان بها سفر لفترات طويلة، ولولا تشجيعه لم أكن أستطيع السفر، وحينما تحقق النجاح كان سعيداً جداً كأنه نجاح له هو، وكان داعماً لي سواء بحضوره معي مهرجان فينسيا، أو بمتابعتي في مهرجان القاهرة والبحر الأحمر، ولا شك أن دعمه يضاعف سعادتي بالنجاح». وبشأن مدى رغبتهما في المشاركة بعمل فني واحد تقول كندة: «هذه الفكرة ليست مرفوضة لأنه جمعتنا أعمال تلفزيونية وسينمائية قبل زواجنا، لكن يجب أن يكون عملنا الجديد مناسباً، بحيث لا تستغل علاقتنا تجارياً».
لا تدعي الفنانة السورية كندة علوش أنها أم مثالية، فلا يمكن أن تكمل مكالمة معها إلا وهي تتابع بقلق طفليها، وتقوم بكل مهامها بنفسها رغم وجود من يساعدها، قائلة: «لا أرى أنني مثالية، لكن أدرك أن الحياة خيارات، وطالما اخترت أن أكون أُمّاً فليس الأمر مجرد الإنجاب ثم أتركهما لغيري، بل هي مسؤولية كبيرة جداً ليس بمعناها السلبي، فأنا لا أشكو منها بل أؤديها باستمتاع، وهي تتطلب تواجداً واهتماماً وتربية ورعاية مستمرة، ورغم أن ابنتي حياة قد التحقت بالمدرسة لكنني أقرأ لها بعض الكتب، أما كريم فلا يزال رضيعاً وقد عشنا فترة صعبة بعد ولادته مبكراً في الشهر السابع، ويحتاج رعاية دائمة لذا لا أغيب عنه أبداً».


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

تطلب «سلمى» التي تجسد دورها هنا الزاهد من زوجها الذي يلعب دوره الفنان أحمد حاتم الطلاق، لكنه يصطحبها لقضاء الليلة الأخيرة لهما بأحد الفنادق لعلها تعيد النظر في قراراها، يُلح عليها ويعترف لها بخطئه في غيرته المجنونة عليها، تُصر على قرارها ما يدفعه للقفز أمامها من ارتفاع شاهق، تنتهي التحقيقات إلى أنه «حادث انتحار».

وتشعر سلمى بمسؤوليتها عن انتحاره وتعيش حالة صدمة وحزن، تستعيد مشاهد من قصة حبهما وزواجهما على وقع إصرار صديقتها دينا «ثراء جبيل» لإخراجها من حالة الحزن بعد 3 أشهر من الحادث.

وتلجأ لطبيبة نفسية «الدكتورة عايدة» التي تجسد دورها الفنانة صابرين، تروي لها حكاية مغايرة عن قصتها مع زوجها وأنها هي من دفعته بيديها من أعلى المبنى، يتكرر نفس الحوار الذي جاء في مشهد يجمعها وزوجها قبل انتحاره، لكن هذه المرة يرفض هو استمرار حياته معها، ويكتنف الغموض تصرفات «سلمى»، فيما تقرر الطبيبة تسجيل اعترافها بدفع زوجها للانتحار وتكتشف «سلمى» الأمر.

فيما تعيش «الدكتورة عايدة» أزمة مع ابنها موسى بطل السباحة «محمد الشرنوبي» الذي تخفي عنه أن والده على قيد الحياة. تتصارع الأحداث وتنبئ بأن «سلمى» ستصبح مصدر خطر يهدد الطبيبة.

الزاهد تقدم دوراً جديداً عليها (الشركة المنتجة)

المسلسل الذي يعرض عبر منصة «Watch It» من تأليف أحمد عادل وإخراج أحمد سمير فرج ويشارك في بطولته محمد الدسوقي، جالا هشام، أحمد والي، مع ظهور خاص لعايدة رياض، وأحمد حاتم كضيفي شرف، وخضع العمل لمراجعة طبية من د. مينا إيميل، وتدور أحداثه في 10 حلقات تُعرض كل أربعاء بواقع حلقتين أسبوعياً.

مؤلف المسلسل أحمد عادل له باع طويل في كتابة دراما الإثارة والغموض عبر مسلسلات عدة من بينها «خيانة عهد»، «حرب أهلية»، «أزمة منتصف العمر»، والمسلسل السعودي اللبناني «كسرة قلب» الذي عرضته منصة «نتفليكس»، كما يشارك المؤلف أيضاً في إنتاج المسلسل مع كل من عامر الصباح وشريف زلط.

وحول تفضيله لدراما الجريمة والإثارة يقول أحمد عادل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه يكتب الدراما التي تستهويه مشاهدتها والتي تجعله كمشاهد لا يستطيع أن يرفع عينيه من على الشاشة طوال مشاهدة الحلقة، وأنه يضع المشاهد في هذه الحالة عبر أعماله الدرامية.

صابرين تجسد دور طبيبة نفسية بالمسلسل (الشركة المنتجة)

ويفسر عادل أسباب تزايد إنتاج هذه النوعية من المسلسلات في السنوات الأخيرة إلى ظهور المنصات التي أتاحت تقديم القصة في 10 حلقات مكثفة، معتمدة على الإيقاع السريع.

ويؤكد المؤلف أنه لا يحاول إثارة الغموض بدليل أنه كشف في الحلقة الثانية عن أن «سلمي» هي من قتلت زوجها، مؤكداً أن هناك كثيرات مثل «سلمى» في الحياة، مشيداً بتعاونه الأول مع المخرج أحمد سمير فرج الذي يصفه بأنه من أكثر الناس المريحة نفسياً وقد أضاف كثيراً للسيناريو.

ويؤكد أحمد عادل الذي عمل 15 عاماً بمجال الإنتاج مع شركة «العدل غروب» أنه يكتب أعماله أولاً ثم يقرر إذا كان يمكنه إنتاجها بعد ذلك أم لا، لأن كلاً من الكتابة والإنتاج يتطلب تفرغاً.

وأفاد بأن عنوان المسلسل «إقامة جبرية» سيتكشف مع توالي حلقات العمل.

وبحسب الناقد أحمد سعد الدين فإن المسلسل صدم مشاهديه من أول مشهد بحادث الانتحار ما يجذبهم لمشاهدته لافتاً إلى ما ذكره الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة من أن «الحلقة الأولى إما تنجح في جذب المشاهد لاستكمال حلقاته أو التوقف عن مشاهدته»، مؤكداً أن «المسلسل نجح في الاستحواذ على المشاهد من اللقطات الأولى».

لقطة من العمل (الشركة المنتجة)

ويلفت سعد الدين إلى أن مسلسلات الجريمة والغموض تحقق تشويقاً كبيراً للمشاهد خاصة مع ظهور المنصات التي دفعت لإنتاجها وعرضها فترة «الأوف سيزون» بعيداً عن موسم رمضان، ودفعت لموسم موازٍ بأعمال مختلفة ومثيرة.

ويشير الناقد المصري إلى أن أحداث الحلقات الأولى كشفت أيضاً عن أزمة تعيشها الطبيبة النفسية لأن الطبيب النفسي إنسان أيضاً ولديه همومه ومشكلاته.

فيما ذكرت هنا الزاهد في تصريحات صحافية إلى حماسها الكبير لهذا المسلسل الذي تقدم من خلاله دوراً جديداً تماماً عليها، وأنها تراهن على هذا الاختلاف.