لجنة تصفية نظام «البشير» تبدأ ورشة لتقييم وتقويم تجربتها السابقة

تحضيراً لانعقاد مؤتمر يناقش القضايا الخلافية تمهيداً لإكمال «الاتفاق الإطاري»

TT

لجنة تصفية نظام «البشير» تبدأ ورشة لتقييم وتقويم تجربتها السابقة

انطلقت للجنة الخاصة بتصفية نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، بالخرطوم أمس، ورشة تحضيرية أولى لها، لتقييم وتقويم تجربتها السابقة، تمهيداً لعقد مؤتمر عام في الفترة من 9 إلى 12 يناير (كانون الثاني) الحالي. وتعكف اللجنة على وضع خطة عمل لاستئناف عملها، عقب توقيع الأطراف السياسية السودانية على الاتفاق النهائي.
ويُعد ملف تفكيك النظام المعزول، من القضايا التي لم يتم حسم أمرها في الاتفاق السياسي الإطاري الموقع بين قادة الجيش، وقوى «الحرية والتغيير» والقوى الداعمة للانتقال، في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لإجراء المزيد من النقاشات حولها في المرحلة الثانية والنهائية من العملية السياسية.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، جمّد عمل اللجنة، بالإجراءات العسكرية في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وأعاد تشكيلها من أشخاص محسوبين على النظام المعزول.
وشكلت اللجنة مصدر قلق كبير لمنسوبي وأعوان النظام المعزول، من خلال استردادها ملايين الدولارات، عبارة عن شركات وأصول وعقارات وأراضٍ تم الاستيلاء عليها بطرق غير قانونية وعمليات فساد.
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق، الرئيس المناوب للجنة التفكيك، محمد الفكي سليمان، إن هدف الورشة التحضيرية مناقشة نقاط القوة والضعف والمقترحات والتدابير المطلوبة وتقوية الأداء.
وأضاف أن لجنة تصفية النظام المعزول، واجهت حرباً شرسة منذ تشكيلها، لحلها وتعطيل قيام لجنة الاستئناف حتى لا تكتمل دائرة عملها، بجانب الحرب المالية لحرمان اللجنة من استقطاب كوادر فنية متخصصة.
وأشار إلى أن واحدة من آليات الحرب على اللجنة، تعطيل الاستفادة من الأصول المستردة.
وقال الفكي، إن اللجنة ظلت تحظى بثقة كبيرة من السودانيين، وكانت تمثل حائط الدفاع الأول عن الثورة، وعندما استولى الجيش على السلطة بانقلاب عسكري على الحكومة المدنية، مثلت اللجنة ملاذاً للسودانيين للدفاع عن ثورتهم.
ومن جانبه، قال المجلس المركزي لقوى «الحرية والتغيير»، خالد عمر، إن مؤتمر تجديد عملية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، يمثل إحدى القضايا «الخمس» المتبقية في العملية السياسية، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين الأطراف الموقعة والآلية الثلاثية، والتي تشمل تفكيك النظام المعزول، والإصلاح الأمني والعسكري، والعدالة الانتقالية، وتقييم اتفاقية جوبا للسلام، بجانب معالجة الأزمة في شرق السودان.
وأضاف أن مؤتمر تقييم وتقويم لجنة التفكيك يناقش التمكين بأبعاده السياسية والمعايير الدولية والمبادئ الحاكمة والخيارات لإجراء عمليات التفكيك وفقاً لإطار قانوني، والتجارب الدولية المقارنة في استرداد الأصول والأموال المنهوبة.
وكانت القوى السياسية الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، أعلنت تدشين المرحلة النهائية للعملية السياسية في الثامن من يناير الحالي، بعقد مؤتمر لمناقشة القضايا الخمس المتبقية، ومن بينها تفكيك نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، بهدف الوصول إلى الاتفاق النهائي لتشكيل هياكل السلطة المدنية لبدء مرحلة انتقالية جديدة في البلاد.
وعقب استيلاء الجيش على السلطة في 25 من أكتوبر 2021، أعادت المحكمة العليا المئات من منسوبي النظام السابق إلى الخدمة المدنية، بعد إبعادهم من قبل لجنة التفكيك لحصولهم على الوظائف عبر المحسوبية والانتماء السياسي.
كما أعادت المحكمة أموالاً ضخمة وعقارات وأصولاً لنافذين من الإسلاميين قادة النظام المعزول، كانت قد استردتها اللجنة عقب إجراءات قانونية.
ويُتوقع إعادة تشكيل لجنة تصفية وإزالة تمكين النظام المعزول، وفقاً لإجراءات قانونية جديدة يُتفق عليها.
وفي الخامس من ديسمبر الماضي وقّع قادة الجيش السوداني وتحالف قوى «الحرية والتغيير» (المجلس المركزي) وقوى سياسية أخرى داعمة للانتقال، على «اتفاق إطاري» حسم الكثير من الملفات المتعلقة بهياكل وأجهزة السلطة الانتقالية المدنية المقبلة.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

صحيفة سودانية: «الدعم السريع» تشكل سلطة مدنية لإدارة ولاية الخرطوم

عناصر من «قوات الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قوات الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT

صحيفة سودانية: «الدعم السريع» تشكل سلطة مدنية لإدارة ولاية الخرطوم

عناصر من «قوات الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قوات الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أفادت صحيفة «سودان تريبيون»، اليوم (الجمعة)، بأن «قوات الدعم السريع» أعلنت تشكيل سلطة مدنية لإدارة ولاية الخرطوم.

ونقلت الصحيفة عن بيان لـ«الدعم السريع» أن «مجلس التأسيس المدني بولاية الخرطوم انتخب في جلسة إجرائية نايل بابكر نايل رئيساً للمجلس، وعبد اللطيف الأمين الحسن رئيساً للإدارة المدنية بالولاية».

وبعد اندلاع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش السوداني، في أبريل (نيسان) 2023، سيطرت «قوات الدعم السريع» على مناطق كبيرة من ولاية الخرطوم، لكن الجيش حقّق انتصارات في الآونة الأخيرة، واستعاد سيطرته على بعض مناطق شمال الخرطوم بحري والمقرن وأم درمان.