عقبات تواجه المعارضة التركية في معركة الرئاسة ضد إردوغان

صورة لحشود مؤيدة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المعارض لإردوغان في إسطنبول بتركيا في 27 يونيو 2019 (رويترز)
صورة لحشود مؤيدة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المعارض لإردوغان في إسطنبول بتركيا في 27 يونيو 2019 (رويترز)
TT

عقبات تواجه المعارضة التركية في معركة الرئاسة ضد إردوغان

صورة لحشود مؤيدة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المعارض لإردوغان في إسطنبول بتركيا في 27 يونيو 2019 (رويترز)
صورة لحشود مؤيدة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المعارض لإردوغان في إسطنبول بتركيا في 27 يونيو 2019 (رويترز)

قد تبدو اللحظة مناسِبة للمعارضة التركية لمواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران)، بينما يجهد للجم التضخم المتنامي ويعاني من تراجع في شعبيته، لكن المعركة أمام المعارضين تعتريها رغم ذلك عقبات لا سابق لها.
يرى دبلوماسي غربي، تحدّث مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن «المعارضة تبدو غير منظّمة بشكل كبير»، متسائلاً: «ما برنامجها؟»، في إشارة إلى تحالف «طاولة الستة»، الاسم الذي أُطلق على تحالف ستة أحزاب تركية تسعى لقطع طريق الرئاسة أمام إردوغان، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ويستغرب الباحث كمال كيرسجي، من مركز الأبحاث «بروكينغز إنستيوشن» الأميركي، أن تكون المعارضة «مجردة وبعيدة عن الناخبين، لا سيما في بلد يخضع فيه الإعلام بشدّة لسيطرة الحكومة، ما لا يسمح بنقاش مفتوح».
وكان إردوغان الموجود في السلطة منذ 2003 كرئيس وزراء ثمّ كرئيس للجمهورية، يعتمد في نجاحه حتى الآن، على قدرته على حشد ما يكفي من الناخبين، إن كانوا علمانيين أو متدينين، أو أتراكاً أو أكراداً وقوميين وليبراليين.
وساعد إردوغان في نجاحه هذا كذلك الازدهار الاقتصادي القوي في العقد الأول من حكمه. لكنَّ الغضب الذي وُلد بعد القمع الذي تلا محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، والأزمة الاقتصادية التي تبعته، وضع حداً لهذا الزخم.
وتمكنت المعارضة في عام 2019 بعدما جمعت قواها، من الفوز برئاسة بلدية كل من أنقرة وإسطنبول، واضعةً حداً لأسطورة الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) الذي لا يُقهر.
لكن هل يمكن تحقيق فوز جديد مماثل في الربيع؟
يعكس المصير المتقلّب لرئيس بلدية إسطنبول صاحب الشعبية أكرم إمام أوغلو، أحد معارضي إردوغان الأكثر ظهوراً في الإعلام، حجم العقبات التي تنتظر المعارضة.
ففي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، حُكم على إمام أوغلو بالسجن سنتين ونصف السنة، وبالمنع من العمل السياسي، بسبب وصفه بـ«الأغبياء» مَن أبطلوا انتخابه رئيساً لبلدية إسطنبول في ربيع العام 2019، رداً على إهانة وُجِّهت إليه من وزير الداخلية.
ويمكن لإمام أوغلو الذي تولى رئاسة البلدية أخيراً في صيف العام 2019 بعد جولة انتخابية ثانية، الاحتفاظ بمنصبه حتى الساعة، مع وقف تنفيذ الحكم بعد استئناف قدّمه محاموه. لكنَّ تحقيقاً آخر بشأن تُهم «إرهاب» يستهدف بلدية إسطنبول، يلقي بظلاله كذلك على إمام أوغلو.
وتجعل هاتان القضيتان من ترشيح إمام أوغلو أمراً شديد المخاطرة بالنسبة للمعارضة، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تضعه فائزاً في جولة ثانية أمام الرئيس إردوغان. ويرى المحلل آرون شتاين أن القضيتين المذكورتين تُظهران كذلك «إلى أي حدّ إردوغان مستعد أن يذهب ليضمن أنه لن يُهزم».
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت المعارك القضائية ضدّ إمام أوغلو، العضو في حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة، إلى أي مدى تمزّق الخصومات تحالف «طاولة الستة».
ويوم خضوع إمام أوغلو للمحاكمة في قضية «الإهانة»، كان كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، في برلين لحشد الدعم لترشيحه. وكان على الأخير، الذي يجهد في جمع المعارضة من حوله، اختصار رحلته والعودة إلى تركيا لدعم رئيس بلدية إسطنبول.
في الأثناء، كانت ميرال أكشينير، زعيمة حزب «إيي» القومي، وشخصية بارزة أخرى في تحالف «طاولة الستة»، تقف إلى جانب إمام أوغلو خلال تجمع عفوي لدعمه، بل إنها قامت برفع يد رئيس البلدية بعلامة النصر.
وحسب المُحاضر في جامعة «سابانجي» في إسطنبول بيرك إيسين، فإنّ تلك اللحظات «حرّكت المعارضة لفترة وجيزة»، لكنَّ ذلك لم يستمر طويلاً، على حدّ قوله.
وأزعج الدعم الذي أظهرته ميرال أكشينير لرئيس بلدية إسطنبول، كمال كيليتشدار أوغلو، الذي نظّم لقاءً ثنائياً معها بعد ذلك بأسبوعين بهدف تسوية خلافاتهما.
ويقول بيرك إيسين: «ضيّعت المعارضة وقتاً ثميناً بتأجيلها الإعلان عن اسم مرشح مشترك»، لا سيما أن أصواتاً عدة، حتى في صفوف الغالبية، تتحدث عن إمكان إجراء انتخابات مبكرة.
وقال كيليتشدار أوغلو إن أحزاب المعارضة الستة ستعلن عن مرشح مشترك حينما يتمّ تحديد موعد رسمي للانتخابات.
ويخشى إنيس بربر أوغلو، النائب عن إسطنبول في حزب الشعب الجمهوري، أن ذلك لن يعطي وقتاً كافياً للمعارضة لتوصل رسالتها.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «للأسف، إن جزءاً صغيراً مما نقوله يصل إلى الرأي العام»، في إشارة إلى هيمنة الحكومة على وسائل الإعلام. ويضيف: «يمكننا الظهور عبر بضع قنوات تلفزيونية، لكن هذا كل شيء».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.