تطوير ألواح شمسية ذات كفاءة عالية لتوفير هيدروجين رخيص ومستدام

أكفأ بـ10 مرات من سابقاتها وتعدّ قفزة تكنولوجية كبيرة

تطوير ألواح شمسية ذات كفاءة عالية لتوفير هيدروجين رخيص ومستدام
TT

تطوير ألواح شمسية ذات كفاءة عالية لتوفير هيدروجين رخيص ومستدام

تطوير ألواح شمسية ذات كفاءة عالية لتوفير هيدروجين رخيص ومستدام

حقق نوع جديد من الألواح الشمسية تم تطويره بجامعة ميتشيغان كفاءة بنسبة 9 % في تحويل المياه إلى هيدروجين وأكسجين (محاكية خطوة حاسمة في عملية التمثيل الضوئي الطبيعي في الهواء الطلق) يمثل قفزة كبيرة في التكنولوجيا، ما يقرب من 10 مرات أكثر كفاءة من تجارب فصل المياه بالطاقة الشمسية من نوعها.
لكن الفائدة الأكبر هي خفض تكلفة الهيدروجين المستدام. إذ يتم تمكين ذلك عن طريق تقليص أشباه الموصلات، وعادةً ما يكون الجزء الأغلى في الجهاز؛ حيث تقاوم أشباه الموصلات ذاتية الشفاء الخاصة بالفريق ضوءًا مركّزًا يعادل 160 شمسًا.
وحاليًا، ينتج البشر الهيدروجين من ميثان الوقود الأحفوري باستخدام قدر كبير من الطاقة الأحفورية في هذه العملية. ومع ذلك، تحصد النباتات ذرات الهيدروجين من الماء باستخدام ضوء الشمس.
وبينما تحاول البشرية تقليل انبعاثات الكربون، فإن الهيدروجين جذاب كوقود قائم بذاته وكمكون في الوقود المستدام المصنوع من ثاني أكسيد الكربون المعاد تدويره. وبالمثل، فهو ضروري للعديد من العمليات الكيميائية مثل إنتاج الأسمدة.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، يقول الدكتور زيتيان مي أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات بجامعة U-M الذي قاد الدراسة «في النهاية، نعتقد أن أجهزة التمثيل الضوئي الصناعي ستكون أكثر فاعلية بكثير من التمثيل الضوئي الطبيعي، والتي ستوفر طريقًا نحو حيادية الكربون»، وفق ما نشرت مجلة «نيتشر» العلمية ونقلها موقع «phys.org» العلمي المتخصص.
ووفق الدكتور بينج زو زميل أبحاث U-M في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر المؤلف الأول للدراسة «النتيجة المتميزة تأتي من تقدمين؛ الأول هو القدرة على تركيز ضوء الشمس دون تدمير أشباه الموصلات التي تسخر الضوء... فلقد قللنا حجم أشباه الموصلات بأكثر من 100 مرة مقارنة ببعض أشباه الموصلات التي تعمل فقط في شدة الإضاءة المنخفضة. وان الهيدروجين الذي تنتجه تقنيتنا قد يكون رخيصًا للغاية... والثاني هو استخدام جزء الطاقة الأعلى من الطيف الشمسي لتقسيم الماء والجزء السفلي من الطيف لتوفير الحرارة التي تشجع التفاعل. حيث يتم تمكين هذا من خلال محفز أشباه الموصلات الذي يحسّن نفسه مع الاستخدام ويقاوم التدهور الذي تتعرض له هذه المحفزات عادةً عندما تسخر ضوء الشمس لتحريك التفاعلات الكيميائية... بالإضافة إلى التعامل مع شدة الإضاءة العالية، يمكن أن تعمل درجات الحرارة المرتفعة على تسريع عملية تقسيم الماء، كما تشجع الحرارة الزائدة على بقاء الهيدروجين والأكسجين منفصلين بدلاً من تجديد روابطهما وتشكيل الماء مرة أخرى. وكلاهما ساعد الفريق على حصاد المزيد من الهيدروجين».
أما بالنسبة للتجربة الخارجية، فقد قام زو بإعداد عدسة حول حجم نافذة المنزل لتركيز ضوء الشمس على لوحة تجريبية لا يتجاوز عرضها بضع بوصات. وداخل تلك اللوحة تمت تغطية محفز أشباه الموصلات بطبقة من الماء مع فقاعات مع غازي الهيدروجين والأكسجين التي انفصلت عنها. علما أن المحفز مصنوع من هياكل نانوية (نيتريد الغاليوم الإنديوم) نمت على سطح السيليكون، فيما تلتقط رقاقة أشباه الموصلات الضوء وتحوله إلى إلكترونات وثقوب حرة؛ وتتخلل الهياكل النانوية كرات معدنية نانوية قطرها 1/2000 جزء من المليمتر تستخدم تلك الإلكترونات والثقوب للمساعدة في توجيه التفاعل.
وفي الأخير تحافظ الطبقة العازلة البسيطة الموجودة أعلى اللوحة على درجة حرارة دافئة 75 درجة مئوية أو 167 درجة فهرنهايت دافئة بدرجة كافية للمساعدة في تشجيع التفاعل مع كونها باردة بدرجة كافية حتى يعمل محفز أشباه الموصلات بشكل جيد.
أما النسخة الخارجية من التجربة؛ فمع ضوء الشمس ودرجة الحرارة الأقل موثوقية حققت كفاءة بنسبة 6.1 % في تحويل الطاقة من الشمس إلى وقود هيدروجين. ومع ذلك، حقق النظام في الداخل كفاءة بنسبة 9 %.
وتتمثل التحديات التالية التي يعتزم الفريق معالجتها في زيادة تحسين الكفاءة وتحقيق الهيدروجين عالي النقاء الذي يمكن تغذيته مباشرة في خلايا الوقود.


مقالات ذات صلة

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)

ستارمر يدفع من الرياض بالاستثمارات إلى المدن والمناطق في المملكة المتحدة

يُجري رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، محادثات رسمية في السعودية، اليوم، تتعلق بتوسيع الشراكات القائمة بين البلدين خصوصاً التجارية عبر زيادة الاستثمار.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» على خزان نفط في مستودع وقود تابع للشركة في مارديك - فرنسا (رويترز)

«توتال» تستحوذ على «في إس بي» الألمانية لتطوير الطاقة المتجددة مقابل 1.65 مليار دولار

وافقت شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» على شراء مجموعة «في إس بي» VSB الألمانية لتطوير الطاقة المتجددة مقابل 1.57 مليار يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي (أرامكو)

«أرامكو» و«توتال» و«السعودية لإعادة التدوير» تقيّم تطوير معمل لإنتاج وقود الطيران المستدام في السعودية

أعلنت «أرامكو» و«توتال» و«السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير» توقيع اتفاقية مشتركة لتقييم تطوير محتمل لمعمل وقود طيران مستدام في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي (واس)

وزراء سعوديون: المملكة تواصل دفع الجهود نحو استدامة البيئة والاقتصاد

أكد وزراء سعوديون أن المملكة تحقق تقدماً ملحوظاً في مجالات التحول نحو الطاقة المتجددة، في وقت يواجه فيه العالم تحديات بيئية كبيرة، مثل التصحر وتدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض)

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».