هاري يتهم شقيقه ويليام بالاعتداء عليه جسدياً عام 2019

قال إنه وصف ميغان بأنها «صعبة المراس» و«وقحة»

الأمير هاري وشقيقه الأمير ويليام (رويترز)
الأمير هاري وشقيقه الأمير ويليام (رويترز)
TT

هاري يتهم شقيقه ويليام بالاعتداء عليه جسدياً عام 2019

الأمير هاري وشقيقه الأمير ويليام (رويترز)
الأمير هاري وشقيقه الأمير ويليام (رويترز)

في ظل البرودة في العلاقة مع العائلة الملكية البريطانية، يتهم الأمير هاري شقيقه ويليام بأنه أسقطه أرضاً خلال مشادة في عام 2019. بحسب مقتطفات حصلت عليها صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس (الأربعاء) من كتاب مذكراته الذي سيصدر قريباً.
وكان هاري وزوجته ميغان قد انسحبا من العائلة الملكية وسط ضجة كبيرة عام 2020. وانتقد الزوجان اللذان يعيشان حالياً في الولايات المتحدة، العائلة الملكية علناً في مناسبات ومقابلات عدة، وأيضاً في فيلم وثائقي طرحته «نتفليكس» أخيراً.
وفي كتابه «Spare» الذي يُنشر في العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي، قال هاري إنه تعرض لاعتداء جسدي من شقيقه الأكبر ويليام خلال مشادة في لندن في عام 2019. بحسب «الغارديان».

وخلال هذه المشادة، اتهم الأمير البالغ 38 عاماً شقيقه ويليام بأنه وصف ميغان بأنها «صعبة المراس» و«وقحة»، قبل أن تتوتر الأجواء أكثر مع تبادل للشتائم، وفق الصحيفة البريطانية.
وبعد حوار محتدم بين الشقيقين، قال هاري إن شقيقه ويليام «أمسك بي من الياقة، ومزق قلادتي، وطرحني أرضاً». وأضاف: «سقطتُ على وعاء طعام الكلب الذي انكسر تحت ظهري وأصابتني شظاياه»، مشيراً إلى أنه ظل على الأرض «مذهولاً» قبل أن يطلب من شقيقه المغادرة.
وأوضح هاري أن شقيقه ويليام «اعتذر» في وقت لاحق عن تصرفه. وبحسب صحيفة «الغارديان»، كان يمكن لهذه المشاجرة أن تتسبب في إصابة هاري بـ«خدوش وكدمات». وقال الأمير هاري إنه يريد «إعادة التواصل» مع والده الملك تشارلز الثالث وشقيقه ويليام الذي كان يبدو في السابق قريباً جداً منه، وفق ما ورد في مقتطف من مقابلة عُرضت الاثنين.
لكن العلاقة تبدو متوترة، ففي وثائقي طرحته «نتفليكس» الشهر الماضي، اتّهم هاري وميغان العائلة الملكية بالكذب وبالتقصير في حمايتهما. كما حمل هاري على شقيقه ويليام، قائلاً إنه «صرخ» في وجهه خلال لقاء عائلي عام 2020 حضرته الملكة إليزابيث الثانية.
ويتهم دوق ودوقة ساسكس الأمير ويليام وزوجته كيت بالتسبب في التغطية الصحافية السلبية ضدهما ظناً أنهما «يسرقان الأضواء» من سائر أفراد العائلة. وفي مارس (آذار) 2021. اتهم هاري وميغان في مقابلة صادمة على التلفزيون الأميركي، العائلة الملكية بالعنصرية. وتعيش العائلة الملكية البريطانية حالياً فترة انتقالية، بعد اعتلاء تشارلز الثالث العرش عقب وفاة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.