أدى الاستخدام المتزايد للطائرات من دون طيار في حرب أوكرانيا إلى ارتفاع المخاوف بشأن ظهور «الروبوتات القاتلة» ذاتية التحكم في ساحة المعركة، لتوجيه الحرب إلى مسار جديد تماماً نتائجه غير مضمونة.
ووفقاً لما قاله محللون عسكريون ومقاتلون وباحثون في مجال الذكاء الصناعي، لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فكلما طالت مدة الحرب، زاد احتمال استخدام الروبوتات ذاتية التحكم؛ وهي عبارة عن طائرات من دون طيار تحدد الأهداف وتهاجمها بمفردها دون مساعدة من البشر.
ومن شأن ذلك أن يمثل ثورة عميقة في التكنولوجيا العسكرية.
ولدى أوكرانيا بالفعل طائرات مسيّرة هجومية شبه مستقلة مثل طائرتي Switchblade 600 وPolish Warmate الأميركيتين، وكلتاهما تتطلب من الإنسان اختيار الأهداف بنفسه خلال بث فيديو مباشر.
لكن كييف تسعى لاستخدام الطائرات التي تعتمد على الذكاء الصناعي الذي سينهي تدخل الإنسان تماماً ويشن ضربات سريعة للأهداف.
وتدّعي روسيا أيضاً أنها تمتلك أسلحة ذكاء صناعي، على الرغم من أن المزاعم غير مثبتة.
ويقول الخبراء إن الأمر قد يكون مجرد مسألة وقت قبل أن تنشرها روسيا أو أوكرانيا أو كلتاهما.
وقال زاكاري كالينبورن، الخبير في مجال ابتكار الأسلحة بجامعة جورج ميسون الأميركية: «يقوم عدد من الدول بالعمل على تطوير هذه التكنولوجيا. من الواضح أن الأمر ليس بهذه الصعوبة».
من جهته قال وزير التحول الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف، إن الروبوتات أو الطائرات القاتلة ذاتية التحكم هي «خطوة تالية منطقية وحتمية» في تطوير الأسلحة.
وأضاف فيدوروف أن أوكرانيا تقوم «بالكثير من البحث والتطوير في هذا الاتجاه»، مشيراً إلى أنه يعتقد أن ذلك قد يحدث في الأشهر الـ6 المقبلة.
أما اللفتنانت كولونيل الأوكراني ياروسلاف هونشار، قائد المجموعة القاتلة «آيروروزفيدكا» التي تصنع طائرات هجومية من دون طيار، فقد قال، في مقابلة أجريت مؤخراً بالقرب من جبهة القتال، إن «الجنود والمقاتلين لا يمكنهم ببساطة معالجة المعلومات واتخاذ القرارات بسرعة مثل الآلات». وأكد أن القادة العسكريين الأوكرانيين يحظرون حالياً استخدام الأسلحة الفتاكة ذاتية التحكم تماماً، رغم أن ذلك قد يتغير. وأضاف: «لم نتجاوز هذا الخط حتى الآن. وأقول: حتى الآن؛ لأنني لا أعرف ما سيحدث في المستقبل».
ويعتقد هونشار أن روسيا، التي لم تُظهر هجماتُها على المدنيين الأوكرانيين أي اهتمام بالقانون الدولي، كانت ستستخدم هذه الروبوتات القاتلة إذا كان «الكرملين» يمتلكها.
ويمكن لروسيا الحصول على أسلحة ذكاء صناعي ذاتية التحكم من إيران أو أي مكان آخر. وتسببت طائرات «شاهد-136» طويلة المدى المتفجرة التي زوَّدت إيران موسكو بها، بالشلل في محطات توليد الطاقة الأوكرانية وأرعبت المدنيين، لكنها ليست ذكية بشكل خاص.
إلا أن طهران لديها طائرات من دون طيار أخرى في ترسانتها المتطورة تقول إنها تتميز بالذكاء الصناعي.
ويمكن للطائرات من دون طيار بالفعل التعرف على أهداف مثل المركبات المدرعة باستخدام الصور المدرجة في قاعدة البيانات الخاصة بها، لكن هناك خلافاً حول ما إذا كانت التكنولوجيا موثوقة بدرجة كافية لضمان عدم ارتكاب الآلات الخطأ والتسبب في إزهاق أرواح غير المقاتلين.
ويشعر العلماء بالقلق أيضاً من إعادة استخدام أسلحة الذكاء الصناعي من قِبل الإرهابيين، الذين قد يسرقونها أو ينسخون برمجياتها.
ولا توجد حالات مؤكدة عن قيام دولةٍ ما باستخدام روبوتات قتالية ذاتية التحكم تماماً في ساحات المعركة.
إلا أنه، وفقاً لتقرير غير مؤكّد للأمم المتحدة، فقد ظهرت هذه الروبوتات لأول مرة في الصراع الداخلي الليبي في عام 2020، عندما قتلت طائرات من دون طيار تركية الصنع من طراز «Kargu-2» عدداً غير محدد من المقاتلين.
وقال متحدث باسم «STM» الشركة المصنِّعة للطائرة التركية، إن تقرير الأمم المتحدة استند إلى معلومات «متضاربة لم يجرِ التحقق منها» و«ينبغي ألا تؤخذ على محمل الجِد».
وأخبر المتحدث وكالة «أسوشيتد برس» بأن صاروخ Kargu-2 لا يمكنه مهاجمة هدف بمفرده، دون أن يطلب منه المشغل القيام بذلك.
هل تظهر «الروبوتات القاتلة» قريباً في حرب أوكرانيا؟
هل تظهر «الروبوتات القاتلة» قريباً في حرب أوكرانيا؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة