مصر تُجابه إشكالية الدروس الخصوصية بـ«مجموعات الدعم»

وزارة التعليم أعلنت عن مشروع يتضمن حوافز للمعلمين

وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي في مؤتمر صحافي لإعلان برنامج «مجموعات الدعم» (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي في مؤتمر صحافي لإعلان برنامج «مجموعات الدعم» (وزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

مصر تُجابه إشكالية الدروس الخصوصية بـ«مجموعات الدعم»

وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي في مؤتمر صحافي لإعلان برنامج «مجموعات الدعم» (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي في مؤتمر صحافي لإعلان برنامج «مجموعات الدعم» (وزارة التربية والتعليم المصرية)

في إطار جهودها لمجابهة إشكالية الدروس الخصوصية، وافقت الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي، على مقترح مُقدم من وزارة التربية والتعليم، بشأن إطلاق «مجموعات الدعم» في المدارس، بهدف جذب الطلاب وتعزيز مهاراتهم التعليمية.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني رضا حجازي، إن «الوزارة بصدد تجهيز قاعات خاصة داخل بعض المدارس، لتقديم محاضرات إضافية للتلاميذ بحسب حاجاتهم». وأضاف، في مؤتمر صحافي بتقنية «الفيديو كونفرانس»، إن «مهمة إدارة هذه المجموعات ستوكل إلى مجموعة مُختارة من هيئة التدريس بغرض تقديم تجربة تعليمية مُمتعة تتماشى مع خطة الوزارة». وأشار إلى أنه «المُعلم سيُمنح مقابلا ماديا عن كل حصة دراسية ضمن (مجموعات الدعم) فور انتهائه من تقديمها».
من جانبه، يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم شادي زلطة إن «نموذج (مجموعات الدعم) هو تطوير لفكرة (مجموعات التقوية) المعمول بها منذ سنوات». ويضيف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المنظومة التعليمية الجديدة في مصر تعتمد نموذج مُتعة التعلم الذي يرتكز على تنمية مهارات الطلاب، من ثم، فإن (مجموعات الدعم) ليست للطلاب الذين يعانون من ضعف المستوى التعليمي فحسب، بل سيتم تخصيص محاضرات للطلاب المتميزين بغرض استكشاف مناطق القوة، ودعمها، وتعزيز مساحات التميز المختلفة، سواء في ما يخص المهارات الأكاديمية أو القدرات الأخرى».
ويشير المتحدث الرسمي إلى أن «هذا الاتجاه من شأنه دعم الطالب والمعلم»، ويقول إنه «في حين ستوفر الوزارة قاعات مجهزة داخل بعض المدارس في كل إدارة تعليمية، تسمح بتجربة تعلم مبتكرة تحقق استفادة فعلية للطالب، فإن هذا الاتجاه يُعد فرصة لرفع كفاءة المعلمين ودعمهم اقتصاديًا، لاسيما مع تحصيل المقابل المادي بشكل آني». ولفت إلى أن «الوزارة ستقدم (مجموعات الدعم) مقابل أسعار رمزية على شاكلة (مجموعات التقوية) الموجودة حاليا».
وكان وزير التربية والتعليم قد قدم مقترحًا لمواجهة أزمة الدروس الخصوصية، وقال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «الوزارة تعتزم تقنين المراكز المُخصصة للدروس الخصوصية وتحصيل ضرائب منها»، وأشار إلى أن «هذا النشاط غير الرسمي يتحرك تحت غطاء مالي يصل إلى قرابة 47 مليار جنيه من دخل الأسر المصرية (الدولار بـ26.19 جنيه)».
غير أن مقترح حجازي قُوبل بقلق من أولياء الأمور، كما أثار موجة غضب داخل مجلس النواب.
وفيما يشير خبراء إلى أن خطوة «مجموعات الدعم» من شأنها مجابهة ظاهرة الدروس الخصوصية، يرى آخرون أنها «تعزيز لثقافة الحصص الإضافية». وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، والباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، إن «هذا القرار لن يؤثر على إشكالية الدروس الخصوصية»، مضيفا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من المفترض أن تعمل الوزارة على تحسين التجربة التعليمية داخل المدارس وخلال ساعات التعلم الرسمية، لاسيما أن أي نموذج لساعات إضافية يشكل عبئا على الطالب وذويه».
ويشير مغيث إلى أن «ساعات التعلم داخل المدرسة ليس الغرض منها تحصيل الدرجات فحسب، (...) لأن التعليم يشمل اكتشاف المهارات وتعزيز سمات التواصل، وإذابة الفروق، وهذا لن يتحقق إلا بدعم المدارس من النواحي الأكاديمية واللوجستية والفكرية».
في خطوة تجريبية، انطلقت المحاضرات المجانية ومراجعة ليلة الامتحان لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بمقر المركز الاستكشافي للعلوم في مدينة الخارجة، بمحافظة الوادي الجديد، وحسب تصريحات صحافية أدلى بها وصفي حسن، مدير إدارة الخارجة التعليمية في الوادي الجديد، «شهدت المحاضرات إقبالًا كبيرَا من الطلاب، وشاركت فيها مجموعة من المعلمين المشهود لهم بالخبرة».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

حل مستدام لتربية أبقار صديقة للبيئة

الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)
الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)
TT

حل مستدام لتربية أبقار صديقة للبيئة

الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)
الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)

كشفت دراسة أميركية أن إطعام الأبقار التي ترعى في المراعي الطبيعية مكملات غذائية تحتوي على أعشاب بحرية يمكن أن يقلل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عنها، دون التأثير على صحتها أو وزنها.

وأوضح باحثون في جامعة كاليفورنيا أن هذه الدراسة تُعد الأولى عالمياً التي تطبق مكملات الأعشاب البحرية على أبقار الرعي الطبيعي، بعد نجاحات سابقة في الأبقار الحلوب والمزارع المكثفة، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «PNAS».

وتُعد الأبقار من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان، وهو غاز دفيء قوي يسهم بشكل كبير في تغير المناخ. وتنتج الثروة الحيوانية نحو 14.5 في المائة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، مع إطلاق الميثان بشكل أساسي أثناء عملية الهضم، حيث تعمل البكتيريا على تخمير الألياف الغذائية التي تتناولها الأبقار، ما يؤدي إلى إنتاج الميثان الذي يتم إطلاقه مع التجشؤ. وتكون انبعاثات الميثان أعلى لدى الأبقار التي تعتمد على الرعي الطبيعي بسبب تناولها كميات كبيرة من الأعشاب الغنية بالألياف.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأعشاب البحرية خفضت انبعاثات الميثان بنسبة 82 في المائة في أبقار المزارع، وبأكثر من 50 في المائة لدى الأبقار الحلوب.

وفي الدراسة الجديدة، قُسّمت 24 بقرة في المراعي الطبيعية إلى مجموعتين؛ الأولى تلقت مكملات غذائية تحتوي على أعشاب بحرية، والأخرى لم تتلقَّ أي مكملات.

أُجري الاختبار على مدار 10 أسابيع في ولاية مونتانا الأميركية؛ حيث أظهرت النتائج أن الأبقار التي تناولت المكملات انخفضت انبعاثاتها من الميثان بنسبة 40 في المائة.

ووفق الباحثين، تُصنع هذه المكملات من أعشاب بحرية، مثل «Asparagopsis» وتعمل المواد الفعالة فيها كـ«البروموفورم» على تقليل نشاط البكتيريا المنتجة للميثان في المعدة دون التأثير على عملية الهضم.

وأشار البروفسور إرمياس كيبريب، الباحث الرئيس في قسم علوم الحيوان بجامعة كاليفورنيا، إلى أهمية توفير هذه المكملات لتحسين استدامة الزراعة الرعوية وتلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم مع تقليل الأثر البيئي.

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن «تقديم هذه المكملات للأبقار في نظم الرعي المفتوحة؛ خصوصاً خلال فصل الشتاء أو عند ندرة الأعشاب، يمكن أن يكون حلاً عملياً يُسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً».