«تحرير الشام» تتوعد النظام السوري... وتحذّر من التطبيع معه

على ضوء الانعطافة السياسية التركية المفاجئة تجاه النظام السوري، وخطوات التقارب والتطبيع معه، بعد قطيعة استمرت 11 عاماً، عقد أبو محمد الجولاني، زعيم «هيئة تحرير الشام»، صاحبة النفوذ العسكري الأكبر في شمال غربي سوريا، اجتماعاً، مساء أول من أمس الاثنين، مع عدد من النشطاء والسياسيين المعارضين، في مدينة إدلب، تحدث فيه عن التقارب التركي مع النظام السوري، معلناً رفضه له واعتبره «انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة السورية».
وقال الجولاني في الاجتماع: «نرى استحالة تنفيذ المسار السياسي (في إشارة إلى المسار الذي تقوده تركيا وروسيا باتجاه المصالحة بين المعارضة والنظام السوري)، فهو منطقياً سيضر بمن يريد إعادة تعويم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وسيكون سبباً لتدفق ملايين الناس باتجاه تركيا وأوروبا هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لو أراد أحد المصالحة مع النظام، فلن ينجح في ذلك، فالأرض لأهلها والكلمة لهم، وقد أعددنا العدة».
وتحدث عن عمل المؤسسات المدنية والإدارية في إدلب، قائلاً: «إن الإدارة المؤسساتية العاملة في المنطقة ليست مجرد مؤسسات تعمل دون أهداف، بل هي وسائل توفر للناس الخدمات وتقوم بالواجبات تجاههم، وإنها تتطور باستمرار، وبالمحصلة ستكون نموذجاً للحكم، وعندما ندخل حلب سيسهل علينا إدارتها. كما أنه يجري إنفاق 75 في المائة من الموارد على الإعداد العسكري والمجال الحربي، فهذا أمر متأصل في عقيدتنا وفي نفوسنا، وما نسيناه ولن ننساه، ولا نتحدث للاستهلاك الإعلامي».
وتابع: «نعد العدة العسكرية ونحصّن الجبهات، ونعد الخطط الهجومية وندرب القوات على أشكال وأنواع الحرب كافة، ولقد قمنا مؤخرا بإجراء مناورات حية في الميدان، واستطاعت القوات العسكرية اختراق صفوف العدو (قوات النظام على خطوط التماس) في مواضع عدة (...) كما قمنا باختبار قوة العدو، فالحرب خيارنا ولن تتوقف عن كونها كذلك في يوم من الأيام».
وخُتم اللقاء بكلمة للجولاني في تسجيل مصور أعلن فيه رفضه التقارب بين تركيا والنظام السوري، واعتبر المحادثات الثلاثية بين روسيا وتركيا وسوريا «انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة السورية».
ولفت في التسجيل الذي بثته مؤسسة «أمجاد» التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) إلى أن مساعي التطبيع مع دمشق هي مكافأة «للنظام السوري» على انتهاكات كثيرة بحق السوريين، مشدداً على رفضهم الوقوف إلى جانب من وصفهم بـ«القتلة».
وقال إن «الشعب السوري اختار طريقة لعيش حياته بعزة وكرامة».
وأشار إلى أن معركتهم ليست معركة سياسية من أجل المناصب وليست حرباً أهلية، بل هي معركة بين «الحق والباطل». وحذّر من أن «كل من يعادي هذه المعركة سيخسر، ومصيره الهلاك»، متحدثاً عن «إعداد العدة لأيام عظيمة مقبلة». وشدد على مواصلة العمل «حتى الوصول إلى دمشق» وإسقاط «النظام».
ووجه الجولاني كلامه إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلاً: «لا تفرح بما يجري، فإن ما مضى أكثر بكثير مما بقي، فقد اقتربت ساعتك».

تحرك ضد المصالحة

وفي سياق ردود الفعل، يشهد عديد من المناطق في شمال غربي سوريا، منذ يوم الجمعة الماضي، مظاهرات شعبية ووقفات وفعاليات للتنديد بتغيّر الموقف السياسي التركي تجاه النظام، وسعي الحكومة التركية إلى المصالحة بين المعارضة السورية والنظام في دمشق.
وأقام «مجلس القبائل والعشائر السورية»، الأحد، فعالية على مدرج «حديقة التحرير» في مدينة إدلب بعنوان «حفظاً للتضحيات ورفضاً للمصالحات»، أكد فيها ممثلون لعشائر وقبائل تمسكهم بأهداف وثوابت الثورة، والمطالبة بإسقاط النظام.
وفي ظل دعوات من تركيا لمصالحة النظام السوري، وإيجاد حل سياسي بين المعارضة والنظام، وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى ديارهم، حذرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» المواطنين، من التوجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بعد توثيقها وفاة أحد المواطنين من مدينة عفرين تحت التعذيب بعد اعتقاله لدى فرع المخابرات الجوية التابع للنظام، بعدما ذهب من عفرين إلى مدينة حلب لتلقي العلاج من داء السكري المزمن، في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022.