المغرب: المعارضة تنسحب من جلسة التصويت على قانون السلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة

وزير العدل يوافق على تعديل يقضي بتقديم الوكيل العام لمحكمة النقض تقريرًا سنويًا حول السياسة الجنائية

المغرب: المعارضة تنسحب من جلسة التصويت على قانون السلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة
TT

المغرب: المعارضة تنسحب من جلسة التصويت على قانون السلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة

المغرب: المعارضة تنسحب من جلسة التصويت على قانون السلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة

انسحب نواب أحزاب المعارضة المكونة من الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري، من اجتماع لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) الذي كان مخصصًا للتصويت على مشروعي القانونين التنظيميين المتعلقين بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة.
واضطر نواب الأغلبية، منتصف الليلة قبل الماضية، إلى التصويت بالإجماع على المشروعين في غياب المعارضة التي فضلت الانسحاب من الاجتماع بعد رفض مطالبها بتوقيف أعمال اللجنة «لأداء صلاة التراويح»، بالإضافة إلى «عدم توفر الشروط الملائمة لظروف الاشتغال».
واندلعت مشادات كلامية حادة بين النائب محمد الزردالي رئيس لجنة العدل والتشريع المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري المعارض ونواب الأغلبية بسبب إعلان تضامنه مع المعارضة، وإعلانه بعد تلقيه اتصالات من قيادته السياسية قرار تعليق الاجتماع إلى أجل غير مسمى.
ولم يستسغ نواب الغالبية قرار رئيس اللجنة بفض الاجتماع، حيث اتهموا الزردالي بالسعي إلى إفشال الجلسة البرلمانية وتغليبه لانتمائه السياسي للمعارضة بدل الانحياز للموضوعية والنظام الداخلي لمجلس النواب، الذي يفرض على اللجان البرلمانية وضعًا اعتباريًا خاصًا.
واضطر مجلس النواب بعد حادثة انسحاب المعارضة ورئيس لجنة العدل والتشريع إلى استكمال جلسة التصويت على المشروعين تحت رئاسة النائبة رشيدة الطاهري القيادية بحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقًا) المشارك في الائتلاف الحكومي.
في ارتباط بذلك، جرى تأجيل المصادقة النهائية على المشروعين خلال الجلسة العامة لمجلس النواب التي انعقدت، صباح أمس، والتي اكتفت بالمصادقة على سبع اتفاقيات دولية بعدما كان المشروعان مبرمجين ضمن جدول أعمال الجلسة.
وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن وزير العدل طلب سحبهما في آخر لحظة، من أجل فتح قنوات الحوار مع المعارضة، والتوصل إلى توافق قبل عرضهما على الجلسة العامة للمصادقة.
في السياق ذاته، سحبت الغالبية جميع مقترحاتها المطالبة بإبقاء النيابة العامة تحت سلطة وزير العدل والحريات حيث جرى التصويت لصالح تبعية الادعاء العام للوكيل العام لدى محكمة النقض. في المقابل، حصلت الغالبية على موافقة مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات بشأن تعديل تقدمت به يقضي بتقديم الوكيل العام لتقرير سنوي حول تنفيذ السياسة الجنائية، وسير النيابة العامة أمام اللجنتين البرلمانيتين، المكلفتين بالتشريع في مجلسي البرلمان يكون متبوعًا بمناقشة لمضامينه، بيد أن مصادر مطلعة كشفت أن هذا التعديل لن ينال موافقة المحكمة الدستورية بمناسبة إحالة المشروع القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية على أنظارها للنظر في مدى مطابقته للدستور. وأضافت المصادر ذاتها أن المسؤولين المخولين بعرض التقارير السنوية على أنظار البرلمان محددون في الدستور على وجه الحصر، ولا يوجد ضمنهم الوكيل العام لمحكمة النقض.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.