نائب رئيس «السيادي» السوداني: التدخلات الأجنبية تمت بإرادتنا

{حميدتي} جدد تأييده لـ«الاتفاق الإطاري»

جانب من احتجاجات الخرطوم في ذكرى إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم في ذكرى إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

نائب رئيس «السيادي» السوداني: التدخلات الأجنبية تمت بإرادتنا

جانب من احتجاجات الخرطوم في ذكرى إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم في ذكرى إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير 19 ديسمبر (أ.ف.ب)

اعترف نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ«حميدتي»، بوجود تدخلات أجنبية في الشأن الداخلي للبلاد، بيد أنه أكد أنها تمت بإرادتهم واختيارهم، مجدداً المضي قدماً في الاتفاق السياسي الإطاري الموقع بين قادة الجيش والقوى المدنية للخروج من الأزمة الحالية. وقال لدى مخاطبته جموعاً من المواطنين بمنطقة التعايشة بمحلية نتيقا في ولاية جنوب دارفور، «الأجانب موجودون، وصحيح هنالك تدخلات في البلاد، وإذا قلنا لا توجد تدخلات كذبنا، لكنها بإرادتنا وطوعنا واختيارنا، ونحن مؤيدون للاتفاق (الإطاري) الحالي، وسنمضي فيه إلى النهاية للخروج من هذه الورطة». وأضاف: «إذا وضعنا أيادينا مع بعض واتفقنا، فلن يوجد من يستعمرنا، لكن بطريقتنا هذه سيعود الاستعمار مرة أخرى، لكن سيجدنا تحت الأرض وليس فوقها».
ولم يوضح حميدتي خلال حديثه شكل التدخل الأجنبي، أو يسمي دولة أجنبية بعينها، لكن سبق له وأن عبّر عن رفضه التدخل في شؤون البلاد، إبان طرح الأمم المتحدة مبادرتها لحل الأزمة السياسية التي خلفتها إجراءات 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم موافقته عليها. وأكد حينها عدم معاداتهم أو رفضهم للمجتمع الدولي، وإنما رفضهم للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وقادت دول نافذة في الإقليم والمجتمع الدولي وساطات بين الفرقاء السودانيين من قادة الجيش وتحالف المعارضة «الحرية والتغيير» أفضت إلى التوقيع على الاتفاق السياسي الإطاري في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويمهد الاتفاق لسد الفراغ السياسي في البلاد بتشكيل حكومة بقيادة مدنية. وكان حميدتي الذي يتزعم قوات «الدعم السريع»، ثاني أكبر قوة عسكرية في البلاد بعد الجيش، قد أكد التزامه بنأي قواته عن العمل السياسي لإفساح المجال للقوى المدنية لقيادة الدولة. كما دعا نائب رئيس مجلس السيادة إلى الابتعاد عن المتاجرة بالدين، قائلاً «دعونا نمضي إلى الأمام لتنمية بلادنا».
وتوعد حميدتي الموجود بإقليم دارفور منذ الأسبوع الماضي، بوضع حد للفوضى، وملاحقة كل المتفلتين والخارجين عن القانون والمتورطين في الأحداث المؤسفة التي شهدتها محلية بليل بجنوب دارفور، وخلفت العشرات من القتلى والجرحى. وقال بلهجة حاسمة إن الدولة ستلاحق تلك المجموعات والقبض عليها، داعياً للتعاون مع الأجهزة الأمنية لحسم الفوضى الأمنية وعدم الإفلات من العقاب، وللكشف عن المعتدين الذي ارتكبوا فظائع في هذه المناطق.

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني «حميدتي» وسط أتباعه في 2019 (غيتي)

وشدد حميدتي على أهمية تنفيذ «اتفاق جوبا للسلام» الذي نص على إحلال السلام في كل ولايات دارفور، قائلاً «رغم توقيع هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، إلا أن هنالك بعض التفلتات الأمنية التي تضر بعملية السلام»، ودعا للتمسك بالاتفاقية باعتبارها ركيزة التنمية والاستقرار والأمن. وتعهد حميدتي بعدم تكرار هذه الأحداث، مشيراً إلى أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لعودة الحياة في تلك المناطق إلى طبيعتها، بوضع خريطة طريق سياسية أمنية محكمة لوضع حد لهذه التفلتات عبر إنشاء ارتكازات شرطية لحماية المواطنين.
على صعيد آخر، أعلن المعلمون في السودان تجديد الإضراب الشامل في جميع المدراس، اعتباراً من أمس إلى نهاية الأسبوع الحالي، ومقاطعة الامتحانات المقرر لها منتصف الشهر الحالي. وتعد مدة الإضراب الأطول منذ بدء احتجاجات المعلمين على تدني الأجور وبيئة التعليم في عموم البلاد، فيما لم يصدر أي تعليق من وزارة التربية والتعليم أو أي جهة رسمية في السلطة. ويشمل الإضراب جميع المراحل التعليمية في المدارس الحكومية، فيما ظل المعلمون في المدارس الخاصة ولم تدخل المدارس الخاصة في الإضراب.
وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين، سامي الباقر، لـ«الشرق الأوسط»، إن جميع المدارس الحكومية أغلقت بالكامل في العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من محليات ولايات البلاد الأخرى.
وأضاف أن بعض الولايات أعلنت إجازة للطلاب إلى حين التوصل إلى حل بشأن مطالبات المعلمين. وعقدت اللجنة العليا للإضراب يوم الخميس اجتماعاً قررت فيه مواصلة الإضراب الشامل لمدة 4 أيام، يبدأ من أمس الاثنين، وينتهي الخميس المقبل. كما أعلنت مقاطعة الامتحانات الموحدة في جميع المدارس المقررة في 15 من يناير (كانون الثاني) الحالي، ووصفتها بأنها وسيلة «خبيثة» لكسر الإضراب وتفتيت وحدة المعلمين.
وحذرت من الأضرار الوخيمة على العملية التعليمية بحرمان المعلم من قياس مستوى الطلاب وتقويمهم، كما أنها تفقد المعلم فرصة التدريب على وضع الامتحانات. ولوحت اللجنة حال تعنت السلطات بالترتيب لتنظيم مظاهرة تتجه إلى مقر وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي يجري تحديدها في وقت لاحق. وتعهد المعلمون أيضاً بتعويض الطلاب عن كل الدروس خلال فترة تعطل الدراسة بعد استجابة الدولة للمطالب ورفع الإضراب.
ونفذ المعلمون الأسبوع الماضي إضراباً شاملاً عن العمل بين يومي الثلاثاء والخميس، أدى إلى شلل قطاع التعليم بنسبة كبيرة في غالبية ولايات البلاد. وتتهم لجنة المعلمين «غير الحكومية» السلطة الحاكمة في البلاد بكل مستوياتها بتجاهل مطالبهم. يضرب المعلمون في جميع أنحاء السودان منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويطالبون بتطبيق الحد الأدنى للأجور والحصول على بدلات وعلاوات لمدة 3 أشهر، بالإضافة إلى توفير ظروف تعليمية أفضل للطلاب في المدارس الحكومية التي تعاني من نقص وتدهور كبير.
كان وزير المالية جبريل إبراهيم، اجتمع بشكل غير رسمي بلجنة المعلمين، وأقر بعدالة مطالبهم، واعداً بحلها مع الإدارات المختصة بالتعليم في البلاد. ومضى أسبوعان منذ لقاء الوزير باللجنة، لكنها لم تتلق حتى الآن إفادات رسمية بشأن معالجة المشكلة. ويطالب المعلمون برفع الحد الأدنى للأجور إلى 69 ألف جنيه، ما يعادل 120 دولاراً، وزيادة الإنفاق على التعليم بنسبة لا تقل عن 20 في المائة من الميزانية العامة للدولة، وزيادة علاوة القيمة الثابتة. وتتمسك لجنة المعلمين بتنفيذ كل القرارات الصادرة في حق المعلمين من مجلس الوزراء، التي تشمل كل العاملين بالتعليم من عمال وموظفين، وتعديل علاوات القيم الثابتة بما يتماشى مع الوضع الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.