انهيار في صفوف الحوثيين وقوات صالح بعد انتصارات عدن

إعلام المتمردين يتهم «إسرائيل وأميركا بإرسال مرتزقة» إلى الجنوب اليمني

يمنيون يتسوقون في صنعاء استعداداً لعيد الفطر المبارك (ا.ف.ب)
يمنيون يتسوقون في صنعاء استعداداً لعيد الفطر المبارك (ا.ف.ب)
TT

انهيار في صفوف الحوثيين وقوات صالح بعد انتصارات عدن

يمنيون يتسوقون في صنعاء استعداداً لعيد الفطر المبارك (ا.ف.ب)
يمنيون يتسوقون في صنعاء استعداداً لعيد الفطر المبارك (ا.ف.ب)

أكدت مصادر سياسية وميدانية يمنية، أمس، أن ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، باتت تعاني من حالة انهيار كبير في صفوفها، وذلك بعد النتائج الميدانية المبهرة التي حققتها القوات العسكرية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، في غضون الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن النتائج العسكرية الميدانية في عدن التي باتت شبه محررة من قوات الحوثيين وصالح، أدت إلى فرار معظم القيادات العسكرية الميدانية، سواء في أوساط الميليشيات الحوثية أو القوات الموالية للرئيس المخلوع، من جبهات القتال في عدن، في الوقت الذي تبقت فيه العناصر المقاتلة في الجبهات، وهي عناصر غير عقائدية وأقرب إلى «المرتزقة»، حيث تتسلم مبالغ مالية، يوميا، للقتال والصمود. وتشير المعلومات إلى أن هذه العناصر باتت مفككة الأوصال، إثر الهزائم المتلاحقة وانعدام الدعم اللوجيستي، هذا عوضا عن فرار القيادات البارزة.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين وصالح «لم يضعوا خطة انسحاب من عدن وكانوا يعتقدون أنهم سوف يظلون في المدينة لوقت طويل وأن عدن سوف تكون أحد ملفات التفاوض في أي مفاوضات مقبلة».
وبحسب المصادر الميدانية، فقد بدأ المسلحون الحوثيون في الانسحاب من كثير من المواقع، ومنها محافظة شبوة، وذلك تحت تأثير جملة من الأسباب، في مقدمتها الهزيمة التي تلقتها تلك الميليشيات والقوات المتمردة على الشرعية، في عدن على يد القوات الموالية لهادي والمقاومة الشعبية وبدعم كبير من قوات التحالف، إضافة إلى المقاومة الشرسة التي يلاقونها في الجنوب ووجودهم في محيط يرفض وجودهم، في ظل شح الدعم الذي يتلقونه من قياداتهم العليا، التي باتت مشتتة ومقطعة الأوصال جراء الغارات الجوية وقطع معظم طرق وخطوط الاتصال فيما بينها، كما تؤكد المعلومات.
وفي ردود فعل الحوثيين على اندحارهم في عدن، نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي تخضع لسيطرة الحوثيين ما وصفته ببيان صادر عن أهالي عدن وعناصر «الحراك الوطني الجنوبي»، و«لقاءات التصالح والتسامح الجنوبية»، واتهمت فيه إسرائيل والولايات المتحدة بإرسال «مرتزقة» إلى عدن، على حد تعبير النداء، الذي دعا اليمنيين قاطبة بعد أن استحثهم بأسماء وألقاب تاريخية، كما دعا «آل البيت»، إلى «الزحف» نحو عدن لتحريرها من «الغزاة الأجانب من المرتزقة المحترفين»، بحسب وصف النداء. وفي الوقت الذي احتفلت عدن وبقية المدن والمناطق التي لا تخضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، بالنصر الذي تحقق في عدن، عبر مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن فرحتهم بالهزيمة القاسية للميليشيات في عدن، وأكدوا أن ظروف سيطرت الميليشيات على العاصمة تمنعهم من التعبير عن فرحتهم «على الطريقة اليمنية»، أي بإطلاق الأعيرة النارية في السماء.
ورغم الوقائع على الأرض، فإن الحوثيين يزعمون أنهم يحققون انتصارات، وقال محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، في اتصال مع السفير الصيني باليمن والموجود في سلطنة عمان حاليا، إن «زمام الأمور بأيدي الجيش واللجان الشعبية وأنهم يحققون الانتصارات المتتالية»، على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي بدأت الشرعية تعود إلى عدن، شددت سلطات الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء إجراءاتها الأمنية، وذلك بعد مقتل عدد من المسلحين الحوثيين في هجوم مسلح، أول من أمس، وقد تبنت المقاومة الشعبية فيما يعرف بـ«إقليم آزال»، الهجوم وسلسلة هجمات مماثلة في ضواحي العاصمة وفي محافظتي عمران وذمار المجاورتين من الشمال والجنوب لصنعاء. واعتبر مراقبون تنفيذ الهجوم في قلب العاصمة، تطورًا نوعيًا في عمل المقاومة والجماعات المناوئة لاغتصاب الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح للسلطة. ونشر الحوثيون المزيد من القوات الأمنية في مداخل العاصمة وفي شوارعها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.