تسارع وتيرة هيمنة أثرياء الهند على قطاع الإعلام

معظمهم مقرّبون سياسياً من رئيس الحكومة اليميني

غواتام أداني مع مودي
غواتام أداني مع مودي
TT

تسارع وتيرة هيمنة أثرياء الهند على قطاع الإعلام

غواتام أداني مع مودي
غواتام أداني مع مودي

أبرزت عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الهندية أخيراً أنباء استحواذ مجموعة «أداني غروب» على شبكة «نيودلهي تليفيجن» الإعلامية البارزة التي يمتلكها الملياردير غواتام أداني، الذي يعد ثالث أغنى شخص في العالم. وكان قد لوحظ في الآونة الأخيرة أن العديد من كيانات الأعمال التجارية الكبيرة في الهند باتت تشق طريقها إلى الفضاء الإعلامي. واليوم سيساعد استحواذ أداني على شبكة «نيودلهي تليفيجن»، التي أسست قبل 34 سنة على دخول «نادي» كبار رجال الأعمال العالميين في مجال الإعلام.

سوباش تشاندرا

الواقع أن خلف الاستحواذ هذا قصة مثيرة. إذ كان مؤسسو «نيودلهي تليفيجن» قد حصلوا على قرض من شركة «في سي بي إل» الهندية العاملة بصناعة أكياس وأقمشة التغليف، التي انتقلت ملكيتها إلى مجموعة شركات أداني، «أداني غروب» لأول مرة. ولقد استحوذت المجموعة على «في سي بي إل» وحوّلت الديون غير المسددة إلى حصة 29.18 في المائة في «نيودلهي تليفيجن». ومن ثم، قدّمت المجموعة عرضاً مفتوحاً لشراء حصة إضافية بنسبة 26 في المائة من حصة الجمهور بما يتماشى مع قواعد الاستحواذ في الهند.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مجموعة أداني كانت قد اقتحمت أصلاً عالم الإعلام من خلال الاستثمار في شركة «كوينتيليون بيرنس ميديا برايفت ليمتد»، التي تمتلك وسائل إعلامية مثل «بي كيو برايم». أما «نيودلهي تليفيجن غراميديا»، فهي أول وأكبر شبكة خاصة في الهند، وهي تنتج الأخبار وتغطي الأحداث الجارية وتقدم محتوى ترفيهياً للجمهور الهندي باللغة بالإنجليزية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وفي هذا السياق صرح أبوفرا تشاندرا، سكرتير وزارة الإعلام والإذاعة الهندية، أن «صناعة الإعلام والترفيه الهندية تعد واحدة من أسرع الصناعات الإعلامية نمواً في العالم، حيث تقدر قيمتها بنحو 28 مليار دولار أميركي وتنمو بمعدل نمو تراكمي يبلغ 12 في المائة ومن المتوقع أن تصل إلى 100 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030».

أداني: إنها مسؤولية لا فرصة
أداني، المقرّب من رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي، قال أخيراً في تصريح إن «الاستحواذ على نيودلهي تليفيجن ليس فرصة بقدر ما هو مسؤولية». وأردف: «استقلالية وسائل الإعلام تعني أنه إذا ارتكبت الحكومة خطأ ما، فعليك أن تقول إنه خطأ. ولكن في الوقت ذاته، عليك أيضاً أن تتحلى بالشجاعة عندما تفعل الحكومة الصحيح... فتبرز ذلك أيضاً».
وبالمناسبة، في عام 2014. أقدم موكيش أمباني، وهو ملياردير آخر من أصدقاء مودي، على خطوة مماثلة عندما استحوذ على شركة «نيتوورك 18»، التي تعد إحدى كبريات شركات الإعلام في الهند، إذ تضم قنوات «سي إن إن - إي بي إن» الإخبارية، و«سي إن بي سي - تي في 18»، و«إي بي إن - لوكمات»، و«إي بي إن 7» الإخبارية الهندية، و«فوربز إنديا»، مع مؤسسات ومواقع أخرى. ومع مرور السنين، حازت شركة «ريالاينس»، التابعة لأمباني، على حصص في شركات «بالاجي تيليفيلمز» و«إيروز إنترناشيونال»، وكذلك في تطبيق «سافن» للبث الموسيقي، وهي تضم أيضاً العديد من القنوات غير الإخبارية، مثل «هوم شوب 18»، وموقع «بوك ماي شو. دوت كوم».
في تعليق على اتجاه الأمور، قال كبير محرري شبكة «إنديا أهيد»، مانيش شيبر، إن «شبكات التلفزيون توسّعت بسرعة خلال سنوات الازدهار التي شهدتها الهند في بداية الألفية الحالية، إلا أن الإيرادات تضررت بشدة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية وبدأت الشركات الضعيفة مالياً في البحث عن مستثمرين جدد. وهكذا، قامت شركة «ريالاينس» باستثمار كبير في مجموعة «نيتوورك 18» عندما واجهت المجموعة الإعلامية مشكلات مالية خطيرة، وهو ما وفّر أموالاً ضخمة كانت «نيتوورك 18» في أمس الحاجة إليها.
وبالمثل، يمتلك رجل الأعمال الثري سوباش تشاندرا مجموعة «إيسيل غروب»، التي تدير واحدة من أقدم وأكبر شبكات التلفزيون في الهند، ولديها 14 قناة إخبارية ناطقة بثماني لغات، و35 قناة ترفيهية تنطق 19 لغة مختلفة. وراهناً، تسيطر المجموعة على 17 في المائة من سوق الإعلام والترفيه الهندي، وتصل إلى أكثر من 600 مليون شخص. كذلك تمتلك المجموعة شركة «زي»، التي لديها بدورها مكتبة واسعة من المحتوى باللغة المحلية يعود تاريخها إلى تسعينيات القرن الماضي، وتعد أصولاً مربحة وسط سوق البث العالمي متعدد الثقافات. وتعد منصة البث الخاصة بشركة «زي» منصة رائدة محلياً، حيث تتعامل مع ما يقرب من 73 مليون مستخدم نشط شهرياً.
الجدير بالذكر أن شركات تشاندرا محسوبة على خط حكومة مودي فيما يخص المحتوى الإخباري.
ومن ناحية ثانية، استحوذت «إيسيل غروب» أيضاً على «سيرينا ميدل إيست»، وهي شركة إعلامية مرموقة مقرها دبيّ، واشتهرت «سيرينا» بإبداعاتها ومهاراتها التكنولوجية، وعملت مع بعض من أكبر الأسماء في هذه الصناعة.

نهاية الإعلام المستقل
يرى خبراء أن هيمنة المال على قطاع الإعلام في الهند تمثل نهاية اللعبة لوسائل الإعلام المستقلة في الهند. والمهم في الموضوع هو وضع القنوات الإخبارية التلفزيونية الكبرى في البلاد في أيدي المليارديرات المرتبطين بعلاقات وثيقة بالحكومة القومية الهندية اليمينية بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
لقد كانت «نيودلهي تليفيجن»، قد اعتبرت خلال السنوات الأخيرة إحدى آخر معاقل الصحافة المستقلة بين وسائل الإعلام النافذة في الهند، والتي تعرضت بشكل متزايد لضغوط من أجل مواكبة الخط الحكومي في ظل حكم مودي، الذي وصل إلى السلطة في عام 2014. وصراحة يقول سوهاس تشاكما، مدير «مجموعة تحليل الحقوق والمخاطر» في العاصمة نيودلهي: «برزت قناة نيودلهي تليفيجن كآخر القنوات التي سعت إلى الحفاظ على استقلاليتها في ظل هذه الحكومة». وبالتالي، يتساءل كثيرون الآن عن الشكل الذي قد تبدو عليه رؤية أداني - مالكها الجديد - لاستقلال وسائل الإعلام، مع الأخذ في الاعتبار دعمه الصريح لمودي. بل إن أداني مقرّب جداً من الحكومة الحالية وكان من كبار المؤيدين لمودي منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي. وعليه، قد لا يكون استحواذ أداني على «نيودلهي تليفيجن» خطوة منطقية من الناحية الاقتصادية، إلا أنه قد يقرّبه أكثر من الحكومة، وهو الرأي الذي يتفق معه العديد من المحررين الصحافيين، إذ يرى سيفانتي نينان، مؤسس ورئيس تحرير موقع «ذا هووت»، المهتم بحماية استقلالية وسائل الإعلام في الهند: «لا يمكن لأحد أن يمارس الاحتكار في بلد فيه الكثير من وسائل الإعلام... إن ما يحدث يشكّل تهديداً حقيقياً لصدقية وسائل الإعلام».

رجال الأعمال والإعلام
ولكن، لماذا يهتم جميع كبار رجال الأعمال بشركات الإعلام؟
قد يكون أحد الأسباب هو تلميع صورة العلامة التجارية. فالتكتلات الكبيرة التي تمتلك دوراً إعلامية تمارس السيطرة على تلك الدور، وتملي عليها ما يخرج عنها من أخبار. هذه الشركات بشكل عام تستغل الأخبار لرسم صورة جيدة لعلاماتها التجارية.
وبهذا المعنى، رأى براديب تشوبرا، الذي يعد أحد علامات الصناعة الرقمية منذ عام 2000. إنه «اليوم، بعد سنوات طوال، وجدت الشركات طريقة جديدة للرد على قنوات التسويق المزدحمة من خلال شراء شركات الوسائط الإعلامية ومواقع المدونين لعمل علامة تجارية للمحتوى». وأردف: «هذا الاتجاه منطقي لأن بناء نظام للمحتوى من الصفر يتطلب وقتاً وتركيزاً وصبراً. وهذه أمور ليست ضمن قدرات ولا نهج غالبية العلامات التجارية. فالعلامات التجارية تنمو فقط عندما يعلم المستهلكون بوجودها، واكتساب شركات الوسائط يعني الوصول المباشر إلى منصات المحتوى الخاصة بها وإلى قاعدة العملاء الموجودة بالفعل، وبالتالي يعلم بها المستهلكون». ويضيف: «من أبرز مزايا الاستحواذ على شركة إعلامية هو تغيير سيناريو تحقيق الدخل. وبدلاً من اشتراط زيادة مبيعات وإعلانات المحتوى المدفوع، يمكن للشركة المستحوذة النظر في طرق أخرى مختلفة لاستثمار المنصة».
وفي اتجاه موازٍ، أدى ظهور الأخبار الرقمية إلى إقدام العديد من الشركات الهندية على شركات إنشاء محتوى. ففي العام الماضي، استحوذت مجموعة «ذي غود غلام» المعنية بالمحتوى التجاري، على شركة «ميس ماليني إنترتينمنت» الإعلامية الترفيهية مقابل مبلغ لم يكشف عنه. كذلك دفعت شركة «هب سبوت» 27 مليون دولار لشراء شركة «ذي هسل»، التي أسسها سام بار في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 للعمل كدار الإعلامية لبث المحتوى الإخباري.


مقالات ذات صلة

«دبي للإعلام» تطلق خطة تطوير شاملة لمختلف قطاعاتها الصحافية والتلفزيونية والرقمية

إعلام جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته «دبي للإعلام» على هامش منتدى الإعلام العربي. (الشرق الأوسط)

«دبي للإعلام» تطلق خطة تطوير شاملة لمختلف قطاعاتها الصحافية والتلفزيونية والرقمية

كشفت «دبي للإعلام» عن تفاصيل خطة تطوير المؤسسة خلال المرحلة المقبلة، وذلك ضمن مساعي مستهدفات استراتيجيتها الجديدة لتطوير مختلف قطاعات المؤسسة سواء الصحافية أو…

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام مع الفائزين بجوائز الصحافة العربية (الشرق الأوسط) play-circle 01:24

«الشرق الأوسط» تتوج بثلاث جوائز في «الإعلام العربي»... والرميحي شخصية العام

توجت صحيفة «الشرق الأوسط» بجائزة الصحافة الاستقصائية للصحافي جمال جوهر وجائزة أفضل كاتب عمود صحافي للكاتبة سوسن الأبطح وذلك في حفل جائزة الإعلام العربي 2023.

«الشرق الأوسط» (دبي)
شمال افريقيا مجموعة من «شباب الإخوان» خلال تجمع لهم بتركيا في وقت سابق (صفحات على «فيسبوك» و«تلغرام»)

ما دلالة عودة إعلامي موالٍ لـ«الإخوان» في تركيا إلى مصر؟

كانت تركيا قد اتخذت مجموعة من الإجراءات ضد إعلاميين محسوبين على «الإخوان» كان من بينها ترحيل الغمري من أراضيها في فبراير (شباط) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق استوديوهات «أم تي في» تفتح أبوابها لطلاب الأكاديمية (أم تي في)

«أكاديمية إم تي في»... أسرار المهنة بين يديك

تحذو قناة «إم تي في» اللبنانية حذو قنوات أجنبية وعربية تسهم اليوم في تخريج جيل إعلامي مصقولة مواهبه بالعلم والمعرفة والعمل التطبيقي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جانب من المنتدى الإعلامي للشباب المصاحب لمنتدى الإعلام العربي (الشرق الأوسط)

منتدى الإعلام العربي ينطلق اليوم ويناقش «الذكاء الاصطناعي» و«الإنتاج الدرامي والسينمائي»

تسلط الدورة الحادية والعشرون من منتدى الإعلام العربي -التي تنطلق اليوم- الضوء على محورين أساسيين، يؤثران على قطاع الإعلام بشكل مباشر أو غير مباشر.

مساعد الزياني (دبي)

«دبي للإعلام» تطلق خطة تطوير شاملة لمختلف قطاعاتها الصحافية والتلفزيونية والرقمية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته «دبي للإعلام» على هامش منتدى الإعلام العربي. (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته «دبي للإعلام» على هامش منتدى الإعلام العربي. (الشرق الأوسط)
TT

«دبي للإعلام» تطلق خطة تطوير شاملة لمختلف قطاعاتها الصحافية والتلفزيونية والرقمية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته «دبي للإعلام» على هامش منتدى الإعلام العربي. (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقدته «دبي للإعلام» على هامش منتدى الإعلام العربي. (الشرق الأوسط)

كشفت «دبي للإعلام» عن تفاصيل خطة تطوير المؤسسة خلال المرحلة المقبلة، وذلك ضمن مساعي مستهدفات استراتيجيتها الجديدة لتطوير مختلف قطاعات المؤسسة سواء الصحافية أو التلفزيونية وكذلك الرقمية.

وقال محمد الملّا، الرئيس التنفيذي لدبي للإعلام، إن المبادرات روعي فيها تحقيق رؤية وتوجيهات الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، لمستقبل الإعلام والصورة التي يجب أن يكون عليها من تطور ومواكبة للمتغيرات العالمية المحيطة، وحرصه على تعزيز الاستثمار في تطوير الكادر البشري، ووضع تمكين شباب الإعلاميين في مقدمة الأولويات، وتأكيد الحضور المؤثر للإعلامي الإماراتي الشاب في مسيرة التطوير، التي تتضمن كذلك تحديث البنية التحتية بما يتناسب مع التقدم التكنولوجي الكبير المؤثر في تشكيل صورة إعلام المستقبل.

إعلام منافس وقوي

وقال الملا إن الهدف أن يكون إعلام دبي قوياً ومنافساً على أسس مهنية رفيعة، بما يكفل استعادة المؤسسة مكانتها كإحدى أهم المؤسسات الإعلامية العربية، مؤكداً أن أحد الأهداف الرئيسية التي ستركز عليها المبادرات الجديدة، زيادة مشاركة الشباب في صنع إعلام المستقبل، ومنحهم أدواراً أكبر وأعمق تأثيراً في هذا المجال، وأن تسهم المؤسسة بصورة ملموسة في نقل دبي وأخبارها إلى العالم.

وأوضح أن عملية التطوير الشاملة ستطال كل الأذرع الصحافية والتلفزيونية والإذاعية وكذلك المنصات الرقمية، مع التركيز على محتوى قوي وتنافسي.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس التنفيذي لـ«دبي للإعلام» عن إطلاق «أكاديمية دبي للإعلام»، التي تأتي برؤية جديدة تستند إلى تطوير المهارات وتوجيه المواهب الشابة نحو مستقبل مشرق في مجال الإعلام، حيث تركز فكرة الأكاديمية على جملة من الأهداف المهمة في مقدمتها لارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وتأهيل خريجي الإعلام للحياة العملية، والاستثمار في تأهيل نخبة من أفضل الكفاءات الإعلامية الأكاديمية الوطنية والمتخصصة.

استوديوهات دبي

وكشف محمد الملا عن مبادرة «استوديوهات دبي للإعلام - للإنتاج الفني والإبداعي» التي ستكون شركة إنتاج حديثة وستتبنى المواهب الناشئة وصناع المحتوى، حيث يمكن للفنانين والكتّاب والمخرجين والموسيقيين التعاون وتحقيق رؤاهم، كما ستطلق دبي للإعلام الخدمات الإعلامية للراغبين بالاستفادة من التكنولوجيا والإمكانات المتوفرة لدى المؤسسة على أسس تجارية تنافسية، وستشمل مجموعة واسعة من الخدمات والتقنيات والاستراتيجيات المصممة لمعالجة التحديات والمتطلبات المختلفة في صناعة وسائل الإعلام.

شركة فعاليات

وكشف الرئيس التنفيذي لدبي للإعلام خلال المؤتمر الصحافي عن مبادرة تأسيس شركة فعاليات فنية لتحويل البرامج الفنية والغنائية إلى فعاليات جماهيرية، بهدف تعزيز الثقافة الفنية والإبداعية في المجتمع، وستشمل خدماتها شراء حقوق البث للفعاليات لبثها على شبكة قنوات المؤسسة مع تنظيم الحفلات الموسيقية والغنائية للجمهور ضمن أجندة دبي السياحية، فضلاً عن اكتشاف المواهب الفنية والغنائية عبر برامجها المنوعة.

صناعة المحتوى

من جهته، قال سالم باليوحه، المدير التنفيذي للمحتوى الإعلامي في دبي للإعلام: «ستشهد المرحلة المقبلة اهتمام مؤسسة دبي للإعلام بتطوير المحتوى المبدع لتكون دبي أهم صُنّاعه على المستوى العربي»، موضحاً أن مرحلة التطوير في المؤسسة ستشهد التركيز على المحتوى الاقتصادي، وبما يواكب مكانة دبي كمركز مالي واقتصادي عالمي.

القدرات الرقمية

إلى ذلك، قالت خديجة المرزوقي، مدير الإعلام الرقمي: «نعمل على تنويع المحتوى بشكل يعكس التنوع والتميز الثقافي والاجتماعي لمجتمع دبي الحديث. سنركز على تقديم محتوى قيّم يعكس الدور الريادي لدبي كمدينة عالمية، ونسعى أيضاً لتأكيد مكانتها كوجهة سياحية عالمية».

وتابعت المرزوقي: «نؤمن بأهمية تطوير القدرات الرقمية في فريقنا، لنكون عند المستوى المطلوب لمواكبة التحول الرقمي السريع. سنعمل بشكل مستمر على تحسين وتطوير العمليات واستخدام التكنولوجيا بشكل فعال لتحقيق أهدافنا بنجاح».

تطوير الشاشة

وقالت سارة الجرمن، رئيس القنوات التلفزيونية والإذاعية في دبي للإعلام: ستشهد «دبي للإعلام» انضمام وجوه إعلامية جديدة للقنوات التلفزيونية التابعة للمؤسسة، في الوقت الذي أكد أحمد عبد الله، مدير أول البرامج في تلفزيون دبي، أن عملية تطوير الشاشة ستشهد إضافة وجوه إعلامية جديدة ومتميزة.

صحافة دبي

وتطرق سعود الدربي، رئيس تحرير صحيفة «البيان»، حول رؤية التطوير الشاملة لدبي للإعلام في إطارها الصحافي، وقال إن الهدف هو استعادة صحافة دبي لمكانتها وتنافسيتها، من خلال الأهداف التي رسمتها الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة، حيث قدم نظرة شاملة حول أوجه التحديث التي ستطال القطاع الصحافي في دبي للإعلام.


«الدفاع السعودية» توثّق إجلاء رعايا العالم من السودان بعمل مرئيّ

«الدفاع السعودية» توثّق إجلاء رعايا العالم من السودان بعمل مرئيّ
TT

«الدفاع السعودية» توثّق إجلاء رعايا العالم من السودان بعمل مرئيّ

«الدفاع السعودية» توثّق إجلاء رعايا العالم من السودان بعمل مرئيّ

وثّقت وزارة الدفاع السعودية عملية إجلاء المواطنين ورعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من بورتسودان إلى جدة في عمل مرئيّ في مشاهد أبرزت دور السعودية الإنساني الذي اتّسمت به خلال مسيرتها الطويلة تجاه أشقائها وأصدقائها من كل العالم.

ولقي العمل المرئي الذي نُشر تزامناً مع اليوم الوطني الثالث والتسعين، تفاعلاً واسعاً على حسابات الوزارة في منصات التواصل الاجتماعي الاجتماعية عبر وسم «لأن الإنسان أولاً»، والذي يُظهر كيف استجابت السعودية لنداءات مواطنة عالقة في جمهورية السودان بعد تردي الوضع الأمني فيها جراء النزاع المسلح.

حرصت السعودية على توفير كامل الاحتياجات الأساسية للرعايا الأجانب (الشرق الأوسط)

ويُبرز العمل بطريقة إبداعية، مشاهد تحريك سفن وزوارق القوات البحرية الملكية السعودية بإسناد من أفرع القوات المسلحة، لعملية الإجلاء التي لقيت صدى عالمياً وواكبتها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية بكثافة وسط حضور دبلوماسي وممثلي الكثير من الدول الذين حرصوا على استقبال مواطنيهم والإشادة بالعمل الإنساني المقدَّم من السعودية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات في السودان. وحقق العمل أكثر من مائتي ألف تفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، وتجاوزت عدد مشاهداته أكثر من 17 مليون مشاهدة، إضافةً إلى أكثر من 6 آلاف إعادة تغريد، وأكثر من 15 ألف إعجاب، فضلاً عن التفاعل الكبير الذي حظي به من الجمهور.

مجنّدة سعودية من منسوبات وزارة الدفاع وهي تحتضن طفلاً صغيراً قادماً على متن سفينة الإجلاء السعودية من السودان إلى جدة (واس)

وعدّ مدير عام الإدارة العامة للتواصل الاستراتيجي عبد الرحمن بن سلطان السلطان، العمل الذي أنتجته وزارة الدفاع فرصة لبعث رسالة جليّة إلى العالم أجمع، بما توليه السعودية للجوانب الإنسانية، وأنها لا تتوانى في مد يد العون وإغاثة الملهوفين والمتضررين في جميع أنحاء العالم، وأضاف: «العمل يُظهر الكفاءة والجاهزية التي تتمتع بها القوات المسلحة السعودية وقدرتها على التعامل مع أي طارئ وفق أعلى معايير الدقة والسلامة».

القوات السعودية التي تعمل على مد يد العون وإغاثة الملهوفين والمتضررين (الشرق الأوسط)

يشار إلى أن عمليات الإجلاء الإنسانية التي نفّذتها السعودية، شملت 8455 شخصاً (404 مواطنين، و8051 شخصاً ينتمون إلى 110 جنسيات)، تم إجلاؤهم في 21 رحلة بحرية و6 رحلات جوية نفّذتها سفن القوات البحرية وطائرات القوات الجوية.


الإعلام الروسي في أفريقيا... تكثيف للحضور وتوسيع النفوذ بالدعاية

الإعلام الروسي في أفريقيا... تكثيف للحضور وتوسيع النفوذ بالدعاية
TT

الإعلام الروسي في أفريقيا... تكثيف للحضور وتوسيع النفوذ بالدعاية

الإعلام الروسي في أفريقيا... تكثيف للحضور وتوسيع النفوذ بالدعاية

تسعى روسيا من أجل تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية إلى استخدام طرق شتى، منها تكثيف حضور إعلامها الخارجي عبر شبكاتها الخارجية «أر تي»، و«سبوتنيك»، وعقد شراكات جديدة، وتنظيم حملات دعائية تخدم مصالحها وتظهرها بصورة إيجابية في نظر الرأي العام الأفريقي. كذلك تعتمد على وسائل إعلام محلية ومؤثرين لدعم خطاب الكرملين الذي يستغل تزايد مشاعر المعاداة باتجاه القوات الاستعمارية السابقة لتوسيع نفوذه.

 

تكثيف باتجاه أفريقيا

عقب قرار الاتحاد الأوروبي حظر بث قناتَي «سبوتنيك» و«روسيا اليوم» - أو «أر تي» - بما في ذلك فرع «أرتي» فرنسا - اعتباراً من الثاني من مارس (آذار) الماضي، على التلفزيون وكذا شبكة الإنترنت، بعد اعتبار هذه الوسائل الإعلامية أدوات «تضليل إعلامي» للكرملين، بدأ الإعلام الروسي يركز جهوده الموجهة للخارج على أفريقيا. ولقد تجلّت أهمية هذه الاستراتيجية في البيان الختامي للقمة الروسية الأفريقية التي عقدت يومي 27 و28 يوليو (تموز) المنصرم، والذي نصّ على تطوير التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات وتوسيع «حضور اللغة الروسية في أفريقيا».

وبالفعل، شبكة «أر تي»، الدولية المدعومة من موسكو، موجودة اليوم في عدة دول أفريقية فرنكوفونية، منها: كوت ديفوار وبوركينا فاسو والسنغال والكاميرون، وقد وقعت أخيراً عقود تعاون جديدة في كل من المالي والنيجر. وأيضاً خلال يناير (كانون الثاني) 2023 جرى توقيع عقد شراكة بين هذه الشبكة الدولية وقناة «أفريك ميديا» ومقرها في دوالا، كبرى مدن الكاميرون، تحت شعار «محاربة البروباغندا الغربية الكاذبة».

الطموح نفسه نجده عند زميلتها «سبوتنيك» التي لجأت، بعدما تعرّضت لتصفية قضائية على إثر تجميد أصولها خلال يوليو (تموز) 2022 في أوروبا، إلى فتح منصّة فرنكوفونية أُطلق عليها اسم «سبوتنيك أفريقيا». وهي توفر حالياً تغطية واسعة للأحداث في القارة، وبالأخّص، في المغرب العربي وفي دول الساحل الأفريقي.

أفريقيا الوسطى... مختبر النفوذ

موقع «دويتشه فيله» التلفزيوني الإخباري الألماني، كشف في تقرير بعنوان «النفوذ الروسي في أفريقيا» أن عدداً من وسائل الإعلام الأفريقية، منها محطات إذاعية وصحف، تتلقى الآن تمويلاً مباشراً من موسكو، أهمها إذاعة «لونغو سونغو» التي بدأت نشاطها عام 2018، وهي تبثّ من بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، ومحيطها بلهجة السانغو واللغة الفرنسية. وإضافة إلى أنها أهم إذاعة في المنطقة فهي معروفة أيضاً بصفتها «إذاعة الروس». وهنا تذكر المجلة الفرنسية المتخصصة «لا روفو دي ميديا» أن خطاب الإذاعة ينحاز إلى الحلفاء الجدّد بصفة واضحة، ولقد لفتت هذه الإذاعة الانتباه بتغطيتها الكاملة للأحداث المعادية لفرنسا والمؤيدة للحضور الروسي في أفريقيا الوسطى، كما منحت الكلمة في عدة مناسبات لمسؤولين روس كالجنرال ألكسندر إيفانوف، المسؤول عن التكوين العسكري للجنود الأفارقة، والسفير الروسي في أفريقيا الوسطى، وكذا الجنرال فاليري زاخاروف مستشار الرئيس فوستان أرشانج تواديرا (والمرشح الأوفر حظاً لخلافة بريكوجين على رأس ميليشيا «فاغنر»).

«لا روفو دي ميديا» اعتبرت أفريقيا الوسطى «مختبراً للنفوذ الإعلامي الروسي في أفريقيا»، فقد نقلت المجلة معلومات عن القسم الناطق بالروسية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تفيد بأن إذاعة «لونغو سونغو» حصّلت لانطلاقها على تمويل من موسكو وصل إلى 10 آلاف دولار، وأن الراعي الوحيد لها حالياً هو المجموعة الإعلامية الروسية «ميديا باترويت». وتتطرق المجلة الفرنسية إلى مثال آخر من الصحافة المكتوبة هو يومية «نجوني سونغو» التي تتبنى السياسة التحريرية ذاتها وتتلقى تمويلاً حسب المصدر الفرنسي نفسه من شركة «لوبي إينفست» التي تستثمر مناجم الألماس والذهب في أفريقيا الوسطى والتابعة لمجموعة «فاغنر».

وفيما يتعلق بالقنوات التلفزيونية، تعد قناة «أفريك ميديا» أهم المنابر الإعلامية المؤيدة للحضور الروسي في أفريقيا. وهي تبّث من مدينة دوالا بالكاميرون باللّغتين السواحلية والهوسا بجانب الفرنسية والإنجليزية، ويستقبل برامجها أكثر من أكثر من 220 ألف بيت في غرب أفريقيا، إضافة إلى أنها تضم أكثر من 870 ألف متابع على منصّة «فيسبوك» و670 ألف على «يوتيوب»، بنسب مشاهدة في ارتفاع مستمر منذ خريف 2022. ويتجلى تأييد هذه القناة لخطاب موسكو في المواضيع المطروحة للمناقشة في صفحتها الرسمية على منصة «فيسبوك»، حيث نقرأ مثلاً العناوين التالية: «مشاريع الغرب لاغتيال القادة الأفارقة»، أو «محاولة اغتيال بوتين، أو ما هي حدود الغرب؟». ويدير القناة جوستان تاغوه، القريب من الدوائر الرسمية السياسية، وهو - حسب مجلة «جون أفريك» التي خصّصت له مقال بعنوان: «جاستان تاغوه، صوت روسيا» - قريب من بعض الرسميين الروس، وسبق له أن استقبله في موسكو كل من الرئيس فلاديمير لوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، حسب المجلة نفسها.

«الكارتونز» بخدمة «فاغنر»

من جهة أخرى، لإذكاء المشاعر المُعادية للدول الغربية وبالأخص فرنسا، تستخدم شركات إنتاج تُنسب لجهات روسية رسوماً متحركة من نوع خاص. وهذه تحظى باستقبال كبير في وسائل التواصل مثل «فيسبوك» و«واتساب» و«تويتر» و«تيك توك» و«تلغرام»، وتظهر فيها فرنسا بصورة سلبية. فهي تارة جرذ كبير اسمه «إيمانويل» يتسلّل إلى بيت أحد الأهالي ليسرق ذخائره، ومرة في صورة ثعبان خطير بألوان العلم الفرنسي يعيث فساداً معلناً أنه يريد إعادة احتلال أفريقيا. وفي كل مرة يتكرر «السيناريو» ذاته حين يهبّ جنود ذوو بشرة بيضاء (يضعون شارة ميليشيا «فاغنر») لإنقاذ الأهالي ودحر المستعمر القديم.

مثل هذه المقاطع الكارتونية القصيرة، حسب ديميتري زوفيري، الباحث في منظمة «العيون على فاغنر» أو (أول آيز أون فاغنر) تشكل وسيلة دعاية واضحة، فهي تنسب إلى «فاغنر» صفات الشجاعة والعدالة والطيبة، وإلى فرنسا والغرب عامة الطمع والخبث والجبن. ويضيف الباحث: «مثل هذه الإنتاجات مُوجهة إلى جمهور الأطفال والناشئة، وهي تستهدف رسائل معينة، وإن لم يعلن صراحةً عن الجهة التي أنتجتها؛ إذ إن تقارير كثيرة كشفت عن تمويلها، الروسي المصدر». أما الباحث الفرنسي ماكسيم أوديني من معهد البحوث الاستراتيجية للمدرسة العسكرية (أرسام) فيُذكر بأنها ليست المرة الأولى التي تنتج فيها رسوم كارتونية بغرض الدعاية، فقد أُنتِج عام 2019 شريط كارتوني قصير (يمكن مشاهدته في يوتيوب الأطفال) حول إيجابيات الحضور الروسي في أفريقيا الوسطى، في شكل قصّة قصيرة حول فيل كبير تهاجمه مجموعة ضباع لتسرق حصيلة أرضه، ولكن يهّب إلى نجدته دب من بلاد بعيدة تسمى «روسيا»، وبالتعاون مع أسد أفريقيا الوسطى يستطيع الاثنان التغلب على الضباع المتوحشة ونشر السلام والطمأنينة في غابة السافانا.

هذا الشريط القصير من ثلاث دقائق، وحسب الباحث الفرنسي، وخلافاً للأشرطة الأخرى، «ليس مجهول المصدر»، بل إن حقوقه منسوبة لشركة «لوباي إينفست» التي تملك امتيازات منجمية في أفريقيا الوسطى التابعة لـ«فاغنر».

 

أصوات بوتين في أفريقيا

وفي سياق موازٍ، أخذ الخطاب المؤيد للحضور الروسي في أفريقيا يظهر بقوة في السنوات الأخيرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي مع بعض المؤثرين الأفارقة الذين يتمتعون بنفوذ كبير بين أوساط الشباب.

بعض هؤلاء ذائع الصيت مثل كيمي سيبا، وهو ناشط سياسي، عمل محلّلاً جيوسياسياً في العديد من وسائل الإعلام الغرب أفريقية. وانتخب «أفضل شخصية أفريقية» لعام 2017 من قبل الخدمة الإخبارية «أفريكا نيوز»، وصار معروفاً بعدما أحرق في العاصمة داكار ورقة نقدية لـ0 5000 فرنك (سي إف أ) تنديد بهذه العملة التي فرضتها فرنسا على مستعمراتها القديمة في أفريقيا الفرنكوفونية. يقدم كامي سيبا نفسه اليوم على أنه معاد للإمبريالية ومعاد للصهيونية. ومنذ 2008 تبنى هذا «المؤثر» الأفريقي قناعات «بان أفريكانية»، وأقام في عدة دول أفريقية كالسنغال وكوت ديفوار وغينيا. ولقد أكسبه نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي شعبية لدى الشباب، فحسابه على «فيسبوك» يضم أكثر من مليون متابع ونحو 250 ألفاً في «إنستغرام» و«تويتر»، وكان كامي سيبا قد قال عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي: «بوتين يحاول استعادة أراضيه، ويداه ليستا ملطختين بدماء العبودية والاستعمار... أنا أفضل بوتين على كل القادة الغربيين والرؤساء الأفارقة الملعونين الذين يخضعون لأسيادهم في الغرب».

وضمن مجموعة المؤثرين الذين يحملون الخطاب ذاته، الناشطة ناتالي يامب التي يلقبها الإعلام الفرنسي بـ«صوت بوتين في أفريقيا»، وهي ناشطة كاميرونية سويسرية، بدأت نشاطها في كوت ديفوار مستشارةً خاصة للمعارض السياسي مامادو كوليبالي قبل طردها. وتحظى يامب أيضاً بشعبية كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي حيث يبلغ عدد متابعيها على «فيسبوك» 500 ألف، إضافة إلى 250 ألفاً على قناة «يوتيوب» وفي «تيك توك». وهي تدعو في تداخلاتها إلى تكثيف التعاون مع روسيا «التي تتمتع بتقليد قديم في مناصرة الدول المستعمَرة»، وهي «ليست إمبريالية كباقي الدول الغربية» كما تقول. هذا، وقد كانت الإدارة الأميركية قد اعتبرت كلاً من سيبا ويامب من «الحلقات الأساسية في شبكة فاغنر»، وهذا بعدما شاركا في عدة نشاطات من تنظيم مؤسسة «أفريك» التابعة لـ«فاغنر»، والمهتمة بتوسيع النفوذ الروسي في أفريقيا.

 


اتجاه أميركي لحظر «تيك توك»... منافسة أم حماية للخصوصية؟

اتجاه أميركي لحظر «تيك توك»... منافسة أم حماية للخصوصية؟
TT

اتجاه أميركي لحظر «تيك توك»... منافسة أم حماية للخصوصية؟

اتجاه أميركي لحظر «تيك توك»... منافسة أم حماية للخصوصية؟

تجدد الجدل بشأن مصير تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة، مع اتجاه ولايات عدة لحظر التطبيق بحجة «حماية الخصوصية»، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاتجاه، وما إذا كانت حماية البيانات الشخصية، هي «مبرر الحظر»، أم هناك دوافع أخرى، من بينها المنافسة المحتدمة بين «تيك توك» الصيني، وتطبيقات التواصل الاجتماعي الأميركية.

كذلك يرى بعض الخبراء أن القرار «صعب التطبيق» من الناحية العملية، ويجزم بعضهم بأن المنافسة -سواء كانت سياسية أو تجارية- هي الدافع الرئيسي وراء مساعي الحظر.

الجدل أثير أخيراً مع إعلان مجموعة من 18 مدعياً عاماً بالولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، دعمهم جهود ولاية مونتانا لحظر «تيك توك»، وحثوا القضاء على «رفض الطعون المقدمة في هذا الشأن، قبل تاريخ سريان الحظر المقرر في أول يناير (كانون الثاني) المقبل»، حسبما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ويمثل المدعون العامون كلاً من ولايات: فيرجينيا، وجورجيا، وألاسكا، ويوتاه، وإنديانا، ونبراسكا، وإنديانا، وأيوا، وكنتاكي، وساوث داكوتا. وحسب وكالة «رويترز»، يطلب هؤلاء «رفض الطعون المقدمة من (تيك توك)»؛ لأن التطبيق «ينخرط عمداً في ممارسات تجارية خادعة، تُحفز الأفراد على مشاركة معلومات شخصية حساسة، تمكّن الصين من الوصول إليها بسهولة، إضافة إلى إضرار التطبيق بالأطفال في مونتانا».

وما يستحق الإشارة، أنه في مايو (أيار) الماضي، أصبحت مونتانا أول ولاية أميركية تفرض حظراً على «تيك توك»، المملوك لشركة «بايت دانس» الصينية.

وخلال الشهر الماضي، عدَّ المدعي العام الأميركي الجمهوري في الولاية، أوستن كنودسن، قرار المجلس التشريعي لولاية مونتانا حظر التطبيق «صحيحاً». ورداً على قرار الحظر، رفع «تيك توك» دعوى قضائية، بهدف وقف تنفيذ قرار الحظر، بحجة «انتهاكه للتعديل الأول من الدستور الأميركي، بشأن حرية التعبير». ومن المقرر الآن عقد جلسة استماع بهذا الشأن في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ولا يفرض قانون مونتانا عقوبات على المستخدمين الأفراد؛ لكنه قد يفرض غرامة قدرها 10 آلاف دولار على كل انتهاك من جانب «تيك توك»، بينما تشير تقديرات «تيك توك» إلى أن «380 ألف شخص في مونتانا يستخدمون خدمة الفيديو».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال لـ«الشرق الأوسط» خلال لقاء معه، إن «محاولات حظر تطبيق (تيك توك) ليست جديدة... والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي حاولوا في وقت سابق حظر التطبيق، ومنعه من الانتشار. وبالفعل تم منع فئات معينة من الموظفين الحكوميين في بعض الدول من استعمال (تيك توك)». وأردف: «إن تبريرات المنع غالباً ما كانت غامضة؛ لكن من الواضح أن المنع يخفي وراءه نزاعاً غربياً- صينياً، لم يتوقف عند (تيك توك)؛ بل حصل أيضاً مع (هواوي)، وكذلك أشباه الموصلات (الشرائح) التي تنتجها الصين وتايوان، وتستعملها أميركا وأوروبا في صناعة منتجاتها».

وفي منتصف الشهر الجاري، أعلن مفوض حماية البيانات في آيرلندا، الجهة التنظيمية الرئيسية للاتحاد الأوروبي المتخصصة في التعامل مع شركات التكنولوجيا الكبرى، فرض غرامة قيمتها 345 مليون يورو على «تيك توك»، لـ«انتهاكه قوانين الخصوصية في التعامل مع البيانات الشخصية للقُصّر في الاتحاد الأوروبي».

ثمة دوافع عدة وراء هذا الخلاف، لخَّصها كيالي بقوله، إن «الدول الغربية تدَّعي أن الصين تعمل على تجميع واستعمال كل المعلومات الموجودة في التطبيق لأغراض استهداف الأمن القومي»، موضحاً أن «الصين بدأت تسيطر بشكل واضح على أسواق التكنولوجيا الحديثة في كل العالم، وهذا يضر بمصلحة الشركات التكنولوجية الغربية، وبالأخص الأميركية».

وحول تأثير مثل هذه القرارات على تطبيقات التواصل الاجتماعي. قال كيالي: «عندما دخل (تيك توك) سوق تطبيقات التواصل الاجتماعي، اهتز عرش التطبيقات الأميركية، وكبَّدها خسائر مالية كبيرة... وشركات مثل (ميتا)، و(يوتيوب) و(إكس) أخذت تعدل استراتيجياتها كل فترة، بإضافة ميزات منافسة ومشابهة للتطبيق الصيني».

وللعلم، يستخدم تطبيق «تيك توك» اليوم نحو 150 مليون شخص في الولايات المتحدة، وفقاً للإحصائيات الرسمية المعلنة.

من جهة ثانية، أفاد محمد فتحي، الصحافي المصري المتخصص في الإعلام الرقمي، «الشرق الأوسط»، بأن «جمع تطبيق (تيك توك) بيانات أكثر من 150 مليون مواطن أميركي يثير مخاوف من قدرة الحكومة الصينية على الوصول إلى هذه البيانات». ويشير إلى أن «حظر التطبيق يُمكن أن يتحقق عبر مطالبة الشركتين الأميركيتين المالكتين للمتاجر الإلكترونية (ألفا) و(آبل) بحذف التطبيق من متاجرها»؛ لكنه يوضح أنه «من الناحية العملية من الصعب تنفيذ الحظر بشكل كلي؛ لأنه يُمكن للمستخدمين الوصول إليه عبر دول أخرى، عن طريق تغيير الموقع الجغرافي».

ويشرح بأن «الدوافع الأميركية معروفة في إطار المنافسة اقتصادياً بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ يمثل (تيك توك) تهديداً للشركات الأميركية التي تعمل في المجال نفسه، مثل (ميتا)»، لافتاً إلى أن «دعوات الحظر داخل الولايات المتحدة ليست وليدة الساعة؛ بل تعود إلى سنوات مضت، تزامنت مع أزمات شركات صينية أخرى، مثل (هواوي)، وجميعها تتعلق بالاتهامات ذاتها... أي التجسس واستغلال البيانات لأغراض غير معلنة».

ثم يدلل على أن المنافسة هي الدافع الرئيس وراء «مطالبة الولايات المتحدة شركة (بايت دانس)، مالكة تطبيق (تيك توك)، ببيع عملياتها داخل أميركا لشركة أميركية، لمراقبة وتتبع مسألة البيانات تحديداً، في حين تصر (بايت دانس) على أن نظام عملها لا يختلف عن بقية تطبيقات التواصل، وأنها لا تنقل البيانات للصين».

أخيراً، تجدر الإشارة إلى أنه في مارس (آذار) الماضي، اتهم مشرعون أميركيون تطبيق «تيك توك» بـ«تقديم محتوى ضار، والتسبب في اضطراب عاطفي للمستخدمين الشباب»؛ إلا أن «تيك توك» نفى أكثر من مرة «مشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية». وأكد التطبيق «اتخاذ إجراءات لحماية الخصوصية».


«منتدى الإعلام العربي» يناقش تأثير المتغيرات العالمية على القطاع

يعقد منتدى الإعلام العربي في مدينة دبي الإماراتية نهاية سبتمبر الحالي (الشرق الأوسط)
يعقد منتدى الإعلام العربي في مدينة دبي الإماراتية نهاية سبتمبر الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«منتدى الإعلام العربي» يناقش تأثير المتغيرات العالمية على القطاع

يعقد منتدى الإعلام العربي في مدينة دبي الإماراتية نهاية سبتمبر الحالي (الشرق الأوسط)
يعقد منتدى الإعلام العربي في مدينة دبي الإماراتية نهاية سبتمبر الحالي (الشرق الأوسط)

كشفت اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي عن تفاصيل الدورة الحادية والعشرين للمنتدى، حيث يشارك كل من: جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، والشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وعدد من المسؤولين ووزراء إعلام عرب. ويعقد المنتدى خلال الفترة من 26-27 سبتمبر (أيلول) الحالي، ويتضمن الدورة الأولى من «المنتدى الإعلامي للشباب» وستُعقد جلساته قبل يوم واحد من انعقاد منتدى الإعلام العربي. وتناول لقاء إعلامي عقد اليوم ما سيضمه منتدى الإعلام العربي من جلسات، وما سيدور حوله من محاور رئيسية، وكذلك الضيوف والمتحدثون الرئيسيون، حيث يشارك نحو 3 آلاف شخصية من أبرز الوجوه الإعلامية في المنطقة والعالم، والوزراء ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، إلى جانب عدد من الكُتَّاب والمفكرين وممثلي كبرى وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ضمن التجمع السنوي.

أجندة مكثفة

وأكدت منى المرّي، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي، أن حجم المشاركة هذا العام يعكس رسوخ ثقة المجتمع الإعلامي العربي في قيمة المنتدى بوصفه أهم لقاء يجمع قيادات العمل الإعلامي وصُنّاع الإعلام بمختلف قطاعاته في مكان واحد وهو دبي التي تواصل تأكيد دورها باعتبارها محرك دفع رئيسياً للتطوير الإعلامي من خلال تحفيز حوار يواكب المستجدات في القطاع، وكذلك التحولات المحيطة المؤثرة في مسيرته، بما يسهم في تحديد متطلبات التطوير من كافة جوانبه سواء على صعيد الكادر البشري وأساليب العمل أو على مستوى البنية التحتية والتجهيزات التقنية.

الذكاء الاصطناعي والإنتاج الدرامي والسينمائي

وقالت المرّي: «نقاشات المنتدى في هذه الدورة تواكب أهم المتغيرات العالمية؛ كونها وثيقة الصلة بقطاع الإعلام الذي يعد النافذة التي تنقل إلى الناس تفاصيل تلك المتغيرات وتأثيراتها على حياتهم.. كذلك يناقش المنتدى أثر التكنولوجيا في مستقبل الإعلام، خاصة مع التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يعد من أهم التطورات التي ستغير شكل الإعلام كما عهدناه على مدار عقود طويلة». وتناولت الخطوط العريضة لمختلف الجوانب التنظيمية والتي روعي فيها أن يكون المنتدى شاملاً لأهم الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام ودوره في المجتمع، وقالت المري: «سيتطرق المنتدى هذا العام كذلك إلى دور السينما والدراما باعتبارهما قوة ناعمة تتكامل مع الإعلام في تأثيرها في المجتمعات، وسيشارك في الحوار ضمن هذا المحور عدد من نجوم المنطقة والعالم، كما سيتناول موضوع الاستدامة، لا سيما أن دولة الإمارات أعلنت عام 2023 عاماً للاستدامة، ومع قرب استضافة الدولة في دبي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب28».

أجندة المنتدى

من جانبها، تطرقت الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، إلى مجموعة من النقاط المتعلقة بدورة هذا العام من منتدى الإعلام العربي، وقالت: «حرصاً على مبدأ أن يكون الحوار متجدداً ومواكباً لما يحيط بالمنطقة من متغيرات، فقد عملت اللجنة التنظيمية على أن يكون الحدث معبراً عن المحاور الرئيسية المختارة لهذه الدورة، فضلاً عن القيمة الكبيرة للمتحدثين انطلاقاً من مواقع مسؤولياتهم المؤثرة في تلك المحاور، كذلك أهمية الموضوعات المطروحة للنقاش، والتي تشكل البنيان الرئيس لتلك المحاور».

وأضافت بوحميد: «روعي في تصميم مقر المنتدى أن يكون معبراً عن الأفكار الرئيسية المطروحة هذا العام والمرتبطة بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وقضية الاستدامة والحفاظ على البيئة وتنميتها، وأيضاً الموضوع الجديد الذي يتطرق له المنتدى هذا العام وهو الإنتاج السينمائي والدرامي، حيث سيضم مقر المنتدى ملامح تعكس كل ما تقدم من أجل اكتمال المفهوم المقصود للأجواء التي سيدور فيها النقاش».

مستقبل الإعلام

ويُسلط منتدى الإعلام العربي، المُقام هذا العام تحت شعار «مستقبل الإعلام العربي»، الضوء على واقع الإعلام العربي ومدى تأثره بالاتجاهات الإعلامية الحديثة، لا سيما تلك المتعلقة بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخولها في صلب العمل الإعلامي العربي، وكيفية تعزيز الإسهام الإيجابي للإعلام العربي في صنع مستقبل أفضل لعالمنا العربي. ويضم منتدى الإعلام العربي هذا العام أكثر من 75 جلسة، وبمشاركة 130 متحدثاً، و160 مؤسسة إعلامية، يشاركون جميعاً في رسم مستقبل الإعلام العربي، بهدف عرض التجارب الملهمة وطرح الرؤى حول مستقبل الإعلام، وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب التي تسهم في استشراف مستقبل الإعلام العربي، وذلك من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من ورش العمل والجلسات النقاشية والفعاليات التي تركز على أحدث الاتجاهات الإعلامية، من أجل تقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية.


اليوسي: «الشرق الوثائقية» ستكون أول مصدر للأفلام العالية الجودة

اليوسي: «الشرق الوثائقية» ستكون أول مصدر للأفلام العالية الجودة
TT

اليوسي: «الشرق الوثائقية» ستكون أول مصدر للأفلام العالية الجودة

اليوسي: «الشرق الوثائقية» ستكون أول مصدر للأفلام العالية الجودة

شبكة «الشرق الإخبارية» بثت خلال السنتين الماضيتين ما يقارب 400 ساعة أفلام وثائقية، وسجلت مشاهدات عالية

يعتقد محمد اليوسي، مدير قناة «الشرق الوثائقية» أن خطط إطلاق القناة جاءت لتغطية نقص المحتوى الوثائقي العالي الجودة في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، مشيراً إلى أنها تأتي أيضاً في سياق استراتيجية «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» للتوسع والنمو.

اليوسي بيّن أن أحد أهداف الاستراتيجية هو «التوسع في خدمات المنصات الإعلامية للمجموعة ككل، وهي التي تعتبر الأساس لإطلاق (الشرق الوثائقية)؛ كونها تندرج تحت أحد أهم الأهداف في عملية التوسع بالمنصات للمجموعة».

وشدّد على أن دراسة أجرتها المجموعة أن 80 في المائة من الناس الذين استفتوا في المنطقة كانوا يبحثون عن محتوى وثائقي عالي الجودة، موضحاً: «استندنا إلى هذه المعلومات والتفاصيل في عملية انطلاق المشروع، إذ بدأنا العمل على (الشرق الوثائقية) من أشهر تقريباً».

الهدف الرئيس

وأكد اليوسي في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن الهدف الرئيس لقناة «الشرق الوثائقية» أن تكون «المصدر الأول للإعمال والأفلام الوثائقية عالية الجودة»، لافتاً إلى أن شعار القناة يتمحور حول «القصة وراء الخبر». وتابع أنه «دائماً ما يوجد الخبر والأخبار العاجلة والعناوين في القنوات الإخبارية... إلا أننا نبحث عما وراء هذه العناوين، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو في الأوضاع الراهنة بالمنطقة أو في العالم».

ومن ثم، لفت إلى أنهم يستندون إلى تلك القصص، وهو ما نتج من خلال بداية عمل القناة، مشدداً في الوقت ذاته على أنها ليست مجرد قناة «بل مؤسسة تعمل وفق مفهوم تعدد المنصات... إن القناة الفضائية موجودة، ولكن المحتوى موجود على عدد من المنصات من ضمنها (الشرق ناو)، التي تتضمن مكتبة ضخمة من الأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى محتوى القنوات الأخرى التابعة لشبكة قناة (الشرق) من الأخبار الحائزة على جوائز دولية».

400 ساعة

وتطرق مدير «الشرق الوثائقية» إلى أن «شبكة الشرق الإخبارية بثت خلال السنتين الماضيتين ما يقارب 400 ساعة أفلام وثائقية، وسجلت مشاهدات عالية، وهو ما كان مؤشراً لنا بالتوسع بشكل أكبر ومنفصل. وأردف: «اليوم الشرق الوثائقية تجدها في مختلف المنصات على التلفزيون وعلى الهواتف المحمولة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وعلى الأصعدة كافة وفي الوقت نفسه». وذكر أن ما يبث من أفلام وثائقية في القناة الرئيسة يكون موجوداً في الوقت عينه على منصة «الشرق ناو».

مكتبة ضخمة

بعدها، أشار اليوسي إلى أن لدى «الشرق الوثائقية» مكتبة ضخمة جداً، وأن مصدر الأفلام التي ستظهر على «الشرق الوثائقية» يأتي من خلال أربعة مجالات، هي: «أولاً الإنتاج المستحوذ عليه دولياً من خلال الحصول على رخصة للبث في المنطقة بالكامل بشكل حصري، وثانياً المحتوى الذي نحصل عليه من خلال شركات الإنتاج والذي يُنتَج بشكل خاص لقناة (الشرق الوثائقية)».

ثم حدد المجال الثالث من خلال المحتوى الذي سيصار إلى إنتاجه داخلياً في القناة بهمة فريق موجود في «الشرق الوثائقية» سيعمل على إنتاج أفلام خاصة، وتبث على «الشرق»، وأما المجال الرابع فيتمثّل في الأفلام التي تُكلَّف بها شركات الإنتاج، كمثال شركة دولية موجودة تنتج أفلاماً وثائقية عالية جودة، نكلفهم مباشرة لإنتاج هذا الفيلم، وهو ينتج لـ«الشرق الأوسط» بشكل كامل، وهذه المجالات التي تستند إليها «الشرق الوثائقية» لإنتاج الأفلام.

فرصة للموهوبين

وعرّج اليوسي على أن القناة ستفتح المجال، وستمنح الفرصة للمخرجين في المنطقة والموهوبين للعمل على إنتاج أفلام وثائقية عالية الجودة، وبالتالي «سيكون هناك انعكاس على رفع مستوى صناعة الأفلام الوثائقية في السعودية بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام».

مجالات وأفلام «الشرق الوثائقية»

ومن ثم حدّد المجالات التي تركز عليها القناة والمتمثلة في المجال السياسي، ومجال الاقتصاد والمال والأعمال، والأفلام التاريخية، إضافة إلى مجالات أخرى. وأوضح: «يوجد في منصة (الشرق ناو) الكثير من التصنيفات، كالطاقة والصحة، الغذاء الرياضة والبيئة ومختلف المجالات التي يبحث عنها المشاهد... بمعنى أنها مكتبة متكاملة يجري تحديثها بشكل يومي، وتتضمن عناوين حصرية، وأفلاماً ضخمة جداً عالية الجودة تعرض على (الشرق الوثائقية)».

وتابع: «بعض العناوين المهمة هو فيلم (أفغانستان بين واشنطن وطالبان). وهو فيلم وثائقي من ثلاثة أجزاء يركز على الوجود الأميركي داخل أفغانستان طوال عشرين سنة، ويتضمن مقابلات حصرية مع أبرز قيادات حركة (طالبان) وأبرز المسؤولين في الإدارة الأميركية منذ بداية ذلك الوجود حتى اليوم، كما يتضمن لقطات تعرض لأول مرة».

وزاد اليوسي: «أيضاً، تتضمن العناوين مقابلات تظهر لمسؤولين لأول مرة، خاصة من حركة (طالبان)، وسيجد المشاهد في هذا العنوان تفاصيل جديدة لم يسبق أن عرضت، عن الأوضاع التي حصلت داخل أفغانستان طوال السنوات العشرين الماضية».

وأفاد اليوسي بأن المكتبة تتضمن أيضاً فيلماً ثانياً بعنوان «الطاقة النووية وتغير المناخ»، وهو من إنتاج المخرج العالمي أوليفر ستون، الحائز على جائزة أوسكار. وقال: «هذا الفيلم يعرض حصرياً على قناة (الشرق الوثائقية)، وأيضاً على المنصات المتعددة التابعة لشبكة (الشرق للأخبار)، وهو يشرح قدرات الطاقة النووية، وكيف يمكن أن تكون هي المصدر الأول للطاقة، وأنها غير مضرة للإنسان والبيئة».

ثم أوضح أن فيلم «نفايات الفضاء» يتطرق لكل رحلات الفضاء، كونه يشرح وضع المخلفات في الفضاء ويستعرض حلول التعامل معها. وأضاف أن أحد أهم الأفلام الموجودة في قناة «الشرق» هو فيلم من ستة أجزاء عن فريق كرة القدم في نادي ريال مدريد، وقال: «هذا فيلم يتطرق لقصة النادي الأشهر عالمياً، من خلال مقابلات حصرية من أساطير ومسؤولين عن النادي، داخل أروقة النادي، وتصوير عالي الجودة، وهو فيلم أنتج بميزانية ضخمة».

وفي مجال المال والاقتصاد قال اليوسي: «لدينا لمتابعي الاقتصاد والمهتمين بالمال والأعمال بعنوان (حرب الرقائق الإلكترونية) ونقصد فيها أشباه الموصلات... حيث هناك حرب بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى فيلم (فك التشفير)، وهو يتحدث عن العملات الرقمية، وقصتها... لماذا ظهرت؟ وكيف تتعامل معها الدول والشركات والبنوك؟»، موضحاً وجود عشرات العناوين ومئات الساعات التي يستطيع المشاهد الاطلاع عليها في مكتبة «الشرق ناو» ضمن «الشرق الوثائقية»، وهي خدمة مجانية باللغة العربية.

القيمة الإضافية للقناة

وفي هذا السياق، قال مدير «الشرق الوثائقية» إن «اللمسة الخاصة بالقناة ممكن أن تكون المصدر الأول لأي شخص يرغب بمشاهدة فيلم وثائقي، حيث يوجد في القناة، المجالات المتنوعة مع أفلام تغطي ما يهم المشاهد من مختلف الفئات العمرية، وكل مهتم بالأمور السياسية أو الشباب، أو بالتقنية أو التخصصات الاقتصادية، ذلك أن القناة حريصة على إرضاء كافة الأذواق... إن القناة تتميز بأن الأفلام المعروضة عليها أفلام عالية الجودة وليست إنتاجات عادية».

ومن ثم، شدد على أن العاملين في «الشرق الوثائقية» أشخاص مؤهلين جداً ويتمتعون بخبرات كبيرة جداً في صناعة الأفلام الوثائقية، لافتاً: «اليوم، حتى تصنع فيلماً وثائقياً جيداً تحتاج إلى صحافيين وباحثين وتقنيين ممتازين جداً، ولديهم أيضاً خبرات كبيرة جداً».

وهنا لفت اليوسي إلى أن «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» بقيادة الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد، «منذ البداية كانت لها توجيهات واضحة جداً بتوفير كل التسهيلات سواءً كانت مالية أو إدارية. اليوم، لدينا كل الأدوات، وبناءً عليه، فإن خيارنا الوحيد أن نكون القناة الوثائقية على مستوى المنطقة، كما أن هدفنا أن نكون المصدر الأول... فنكسر احتكارات كانت موجودة أصلاً من عشرات السنين. ونحن متأكدون اليوم من أن التجربة ستمتع المشاهد أو الزائر للمنصة، حيث سيعيش تجربة لم يسبق أن عاشها في أي منصة أفلام».

تحديات

وعن التحديات، قال اليوسي إن التحديات التي تواجه صناعة أي فيلم وثائقي تكمن في الوصول إلى القصة والمصادر، شارحاً: «إذا كنت ترغب في عمل فيلم وثائقي سياسي، فعادةً القصة ستكون في الخبر اليومي، حيث تكون الإضافة في الكشف عن مواضيع لم تظهر مسبقاً في الخبر». وتابع أن الوصول إلى المعلومة هدف أساسي للقناة، بالإضافة إلى ما وراء المعلومة وتفاصليها وتاريخها وحتى ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، وأضاف معلّقاً: «التحدي ضخم في توثيق وعرض كل المواضيع التي تهم الناس بجودة عالية، إلا أننا قادرون على تحقيق هذا الشيء».

منافسة المنصات العالمية

ومن ثم، تطرق إلى بعض الدول المتقدمة في صناعة الأفلام الوثائقية، سواءً على مستوى المخرجين أو المنتجين وغيرهم، فقال: «نحن نهدف إلى أن تكون في نفس المستوى والأداء والأدوات التي يمتلكونها، على أساس أن ننهض بالصناعة ونصل بها إلى مستوى عالٍ جداً».

واختتم اليوسي بالقول إن مواكبة المتغيرات التي يشهدها قطاع الإعلام تُعد هدفاً رئيساً، مستطرداً: «شخصياً، عملت في قطاع التلفزيون لفترة طويلة، لكن نظرات المشاهدين والناس إلى التلفزيون اختلفت الآن... لقد أضحت متوجهة إلى المنصات المتعددة. وكلما واكبنا هذه التقنيات والوسائل الجديدة التي تعرض... فبلا شك ستكون الريادة دائماً لدينا. وهذا الأمر هدف رئيس، وتعليمات لنا واضحة من البداية من الرئيس التنفيذي للمجموعة جمانا الراشد، على أن نكون مواكبين لأحدث المنصات الموجودة، ونحن نمضي على هذا الخط الاستراتيجي نفسه».


هل تدفع منصات التواصل صُناع الأخبار إلى «القوالب التفاعلية»؟

هل تدفع منصات التواصل صُناع الأخبار إلى «القوالب التفاعلية»؟
TT

هل تدفع منصات التواصل صُناع الأخبار إلى «القوالب التفاعلية»؟

هل تدفع منصات التواصل صُناع الأخبار إلى «القوالب التفاعلية»؟

منذ إعلان شركة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» تراجعها عن دعم الأخبار، والحديث لا ينقطع في الأوساط الإعلامية عن مستقبل الإعلام الرقمي وشكل الأخبار التي يُمكن أن تستمر على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن هذه المنصات باتت الصلة الراسخة بين غُرف الأخبار والأجيال الشابة.

توصيات لمؤتمر «مستقبل تكنولوجيا الإعلام» الذي عقد في لندن أخيراً، أشارت إلى أن على صُناع الأخبار استلهام مسارات المستقبل من تجربة منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما «تيك توك»، الذي بات يستحوذ على المستخدم لمدة تصل إلى 95 دقيقة يومياً.

ودفعت نقاشات المؤتمر إلى تساؤلات حول كيفية تكيف غُرف الأخبار مع التحول من الخبر الكلاسيكي إلى التفاعلي. ويرى مات بايتون، مسؤول القراء في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن «على الناشرين التخلي عن هدف استقطاب الجمهور لدخول الموقع الإلكتروني من خلال منصات التواصل». وقال خلال مشاركته في نقاشات المؤتمر: «علينا أن نستهدف تحقيق احتياجات القارئ وفقاً لسلوكه وبالنمط الذي يفضله، حتى إن كان يفضل البقاء على منصة التواصل الاجتماعي دون النقر على رابط الخبر».

أسامة عصام الدين، خبير تطوير منصات التواصل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية، يعد في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن منصات التواصل الاجتماعي فرضت نمطاً جديداً لاستهلاك القارئ للأخبار؛ هو «المشاهدة والتفاعلية». وأردف أن «منصات الفيديو القصيرة تحديداً اعتمدت على فكرة الدخول مباشرة في صلب الموضوع من دون مقدمات طويلة... والأخبار يُمكنها استلهام ذلك أيضاً، سواء كنا نتحدث على صعيد سرد وعرض القصة نفسها، أو حتى استخدام تقنيات المونتاج السريعة والمؤثرات البصرية لجذب الانتباه، إلى جانب إضافة حس فكاهي أو طريقة عرض مميزة تقلل من الجدية المفرطة التي قد يشعر بها مستهلك الأخبار التقليدي».

غير أن عصام الدين لا يتوقع أن يلغي هذا الاتجاه «أهمية الخبر حتى إن كان بنمطه الكلاسيكي... فلكل محتوى جمهوره، بغض النظر عن مدى حجم الاهتمام الذي أتوقع أنه سيقل تدريجياً، خصوصاً عند الحديث عن الأجيال الجديدة؛ لكن الأخبار المكتوبة قد تصبح جزءاً من محتوى يشمل الفيديو والصوت والصورة». وللعلم، ظلت الصحف بعيدة عن تطبيق «تيك توك» في بداياته، غير أن العام الأخير ربما يكون قد غيّر الموازين.

ووفق بحث أجراه معهد «رويترز لدراسة الصحافة»، مطلع العام الحالي، «يحصل عدد أكبر من الشباب على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما يحصلون عليه من منصات الصحف نفسها». وبحسب بيانات نشرتها «Ofcom» الهيئة التنظيمية المعتمدة من الحكومة البريطانية لقطاعات البث والاتصالات، «يستخدم واحد من كل 3 أشخاص ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة في بريطانيا تطبيق (تيك توك) للوصول إلى الأخبار»، وهو ما عدّه خبراء «فرصة للناشرين لترسيخ وجودهم على منصات التواصل». وهنا يستشهد عصام الدين بتجربة صحيفة «واشنطن بوست» على «تيك توك». ويؤكد البيان أن «الصحيفة استطاعت أن تعيد تقديم نفسها لجيل زي بطريقة مبتكرة موجهة بالأساس لهذا الجيل حسب اهتماماته وخبرته»، موضحاً: «اعتمدت الصحيفة على مقاطع تمثيلية ممتعة تضمن بقاء المستخدم لبعض الوقت، وفي النهاية تحقق الهدف من نقل المعلومة أو الخبر». وهنا قال عصام الدين إنه «لا يوجد نمط أو أداة تضمن تحقيق الهدف. وجميع منصات التواصل وأدواتها التي تتغير بين ليلة وضحاها، مسخرة لخدمة صانع المحتوى، سواء كان فرداً أو مؤسسة». وعدّ أن «تحقيق شرط التفاعلية مع الجمهور المستهدف من شأنه أن يحد من تبعات أزمة تراجع منصات التواصل عن دعم الأخبار». وأشار إلى أن «تقديم محتوى تفاعلي سيجذب جمهوراً جديداً، وهو الجمهور الذي تسعى له منصات التواصل قبل الناشرين أنفسهم، لكن الأمر يحتاج إلى متابعة وتحليل بيانات خاص لفهم احتياجات وتفضيلات الجمهور».

من جهة ثانية، وبحسب تيم بيرسون، مسؤول الإيرادات الخاص بموقع «Ladbible» البريطاني، فإن الموقع شهد نمواً في حركة المرور على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الشهور الماضية، بما في ذلك «فيسبوك». وقال بيرسون خلال فعاليات المؤتمر: «ما زلنا في العصر الذهبي لوسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من الطبيعة المتقلبة للمنصات وعلاقاتها مع الناشرين». وهنا يرى فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي والمحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن «الاتجاه المقبل جميعه نحو الفيديو القصير الرأسي، بما في ذلك الأخبار... إن الأجيال الشابة تتعامل مع الهاتف أكثر من أجهزة الحاسوب أو الورق. ومن ثم على الناشرين أن يتكيفوا مع هذا الواقع، وكذلك الرهان على التكثيف والمتعة، من خلال نقل نص مدعم بصورة وفيديو من قلب الحدث».

ويعدّ رمزي منصة «تيك توك» تحديداً، «مصدر إلهام لصناع الأخبار، ليس فيما يخص الشكل فحسب»، بينما «اختلفت اهتمامات القراء، وباتت أكثر تشعباً، كما أننا أمام جمهور مُطلع أمامه مئات الاختيارات من مصادر المعلومات... وكل هذا على الناشرين أن يضعوه في اعتبارات التطوير». ويتابع: «المنتجات الرقمية باتت متعددة... وثمة مصادر عدة أمام الصحف لتحقيق الأرباح، بداية من النشرات البريدية، والنسخة الرقمية للصحيفة، بالإضافة إلى الحسابات المتعددة على منصات التواصل الاجتماعي، والأساس هو الموقع الإلكتروني أو التطبيق».

ثم يضيف أن «كل شكل يسمح بنمط من التفاعل حسب الأداة، ومن ثم يحقق تواصلاً من نوع خاص مع القارئ يتوقف على اهتماماته وخصائصه الديموغرافية». أيضاً، يشير رمزي إلى أهمية تحديد أنماط «الصحافة التفاعلية»، فيقول: «أصبحت الصحافة التفاعلية علماً قائماً بذاته بسبب أهميتها. ويُمكن القول إن أبسط أشكالها المقالة التفاعلية التي لا تقتصر على كلمات مكتوبة، بينما توفر للقارئ تجربة مدعمة بالوسائط المتعددة... كذلك تطبيقات الواقع المعزز باتت توفر تجربة صحافية ممتعة وأكثر تفاعلية، فحتى الألعاب بات يُستعان بها داخل الخدمات الصحافية».

ويتوقع رمزي أن يزدهر المحتوى الصحافي في المرحلة المقبلة ليشمل أنماطاً عدة، من حيث مجالات التغطية أو شكل العرض ونموذج التفاعل مع القارئ، قائلاً: «كل هذا يصب في صالح تلبية احتياجات القارئ من جانب، واستمرار صناعة الصحافة من جانب آخر».


قناة «السعودية الآن»... مرآة للأحداث الرسمية والترفيهية

تنقل «السعودية الآن» التطور المتسارع وحجم المناسبات الهائل الذي تشهده البلاد (واس)
تنقل «السعودية الآن» التطور المتسارع وحجم المناسبات الهائل الذي تشهده البلاد (واس)
TT

قناة «السعودية الآن»... مرآة للأحداث الرسمية والترفيهية

تنقل «السعودية الآن» التطور المتسارع وحجم المناسبات الهائل الذي تشهده البلاد (واس)
تنقل «السعودية الآن» التطور المتسارع وحجم المناسبات الهائل الذي تشهده البلاد (واس)

أعلن سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الأربعاء، عن إطلاق قناة «السعودية الآن» ضمن باقة قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون، لتكون المنصة الرسمية لنقل الأحداث والفعاليات الرسمية والترفيهية كافة، وذلك بالتزامن مع اليوم الوطني الثالث والتسعين للبلاد.

وتستهدف «السعودية الآن» نقل التطور الذي تعيشه المملكة حالياً في تنظيم واستضافة مختلف الفعاليات، والمؤتمرات، المحلية والإقليمية والدولية، في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والترفيهية كافة، إذ تضع القناة بين يدي المشاهد الأحداث التي تعكس التطور المتسارع، وحجم المناسبات الهائل الذي تشهده البلاد في سباقها مع المستقبل نحو «رؤية 2030».

وثمّن الدوسري الدعم السخي واللامحدود الذي توليه القيادة لقطاع الإعلام السعودي، واهتمامها المستمر بتطويره، لضمان مساهمته الفاعلة في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، مقدّراً لجميع الجهات الحكومية والخاصة التي تعمل بتناغم وانسجام تام لاستكمال الاستعدادات لإطلاق هذه القناة بصورة مشرفة تعكس المكانة البارزة للبلاد على خريطة الفعاليات والمؤتمرات الكبرى.

وأكد أهمية مواكبة الإعلام للحراك التنموي والتطور الملموس على مختلف الأصعدة، بوصفه أحد المؤشرات التي تعكس حجمه، المتمثل في زخم الفعاليات والأنشطة والمناسبات والمؤتمرات التي تشهدها السعودية، ويكتمل بالأدوار الإعلامية التي تُعد مرآة عاكسة للأحداث، وضمن إطار القوى الناعمة التي تتبعها المملكة لعكس الصورة الوطنية لدى العالم أجمع، مبيناً أن هذه «الخطوة ما هي إلا جزء بسيط من الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة الإذاعة والتلفزيون بوصفها جزءا من استراتيجيتها في تعزيز المحتوى المحلي وتحقيق برنامج التحول».

وفي هذا السياق، كشف محمد الحارثي، الرئيس التنفيذي الهيئة، عن إكمالهم جميع الاستعدادات لإطلاق القناة، التي تأتي انطلاقاً من أدوارهم للمساهمة في تطوير القطاعات كافة، والتكامل مع الجهات الشريكة. وقال إنها «ستخصص مساحة وقتية لتغطية الفعاليات بشكل مباشر، وستتكامل مع منصات شبكات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر شريحة وصنع التفاعل مع الجمهور»، مشيراً إلى شراكات مع جهات مختلفة لتعزيز محتوى القناة، وتقديم خدمات عالية الجودة.

ويأتي تدشين القناة في ظل ازدياد الطلب على تغطية المناسبات والفعاليات والمعارض والمؤتمرات التي تستضيفها مناطق السعودية كافة، لاسيما في ظل ازدياد عددها، إذ ارتفع عدد تراخيصها إلى 5650 ترخيصا خلال عام 2022، بزيادة قدرها 367 في المائة مقارنة بعام 2021؛ فضلاً عن دور القناة في تحقيق استراتيجية الشركات والمؤسسات التي تسعى إلى الوصول لشريحة كبيرة ومتنوعة من الجمهور.


«سناب شات» تؤسس مرافق مخصّصة لصنّاع المحتوى في السعودية

حسين فريجه (الشرق الأوسط)
حسين فريجه (الشرق الأوسط)
TT

«سناب شات» تؤسس مرافق مخصّصة لصنّاع المحتوى في السعودية

حسين فريجه (الشرق الأوسط)
حسين فريجه (الشرق الأوسط)

حرصت «سناب شات» منذ انطلاقها على أن تكون لديها رؤية واضحة بإنشاء تطبيق يعنى ويهتم بالعلاقات الاجتماعية قبل أي شيء

قال حسين فريجة، المدير العام لشركة «سناب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» إن تنامي مستخدمي تطبيق التواصل الاجتماعي «سناب شات» في منطقة الخليج يعود إلى أن الثقافة الخليجية تولي العائلة والمجتمع اهتماماً كبيراً، ذلك أن الفرد جزء من العائلة ودائرة الأصدقاء والمجتمع، وهذا يُعزز إحساسه بالارتباط والانتماء.

فريجة ذكر خلال حوار مع «الشرق الأوسط» أنه بحكم طبيعة منصة «سناب شات» وتصميمها الذي يركّز على بناء العلاقات الحقيقية، فإنها «تشكل امتداداً لهذا التواصل الاجتماعي ومكاناً يجتمع فيه مستخدمو المنصة التي أصبحت بمثابة مجلس رقمي تقريباً، لتعزيز تفاعلهم وتطوير علاقاتهم والاستمتاع بمنصة توفر لمستخدميها أجواء تجسد بشكل كبير حياتهم الواقعية وتعكس تفاصيلها».

شعار "سناب تشات" (رويترز)

عقد من الزمان

بيّن فريجة أن منصة «سناب شات» منذ انطلاقها حرصت على أن تكون لديها رؤية واضحة بإنشاء تطبيق يعنى ويهتم بالعلاقات الاجتماعية قبل أي شيء، وقال «بحكم ريادتنا في مجال تقنية الواقع المعزز، فقد حرصنا على أن يكون استخدام (سناب شات) يجعلنا أقرب وأكثر تواصلا مع العائلة والأصدقاء والمجتمع من حولنا. ولهذا السبب قدمنا طريقة جديدة ومرئية وسريعة للتواصل. وحقاً، أتاح (سناب شات) للمستخدمين الفرصة للتعبير بشكل عفوي وغير متكلف، ولهذا السبب ينطلق التطبيق دائماً بواجهة كاميرا جاهزة لتسجيل وتصوير تفاعلهم المباشر ووجهات نظرهم».

تصنيف المحتوى ورقابته

وحول تصنيف المحتوى ورقابته، أكد حسين فريجة أنه من أجل الحضور على منصة «سناب شات» يجب ألا يقل عمر المستخدم عن 13 سنة، وأردف «نحن لا نسوّق منصتنا لدى الأطفال بتاتاً، ولا يتوافر التطبيق في قسمي (الأطفال) أو (العائلة) في أي متجر تطبيقات. وفي المقابل يُصنف تطبيقنا للفئة العمرية 12 أو للمراهقين في متجري التطبيقات (أبل) و(أندرويد)...»... واستطرد شارحاً «تولي (سناب شات) الخصوصية والأمان أهمية قصوى، وهما محل اعتبار في جميع أعمالنا. وهذا الاهتمام يحظى بتقدير واسع من قبل جمهورنا في المنطقة. وفي هذا الإطار، أطلقنا أخيراً ميزة (مركز العائلة) في السعودية، بالتعاون مع (الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع) كي يتاح المجال أمام الآباء للاطلاع على حياة أبنائهم المراهقين على الإنترنت... ومعرفة من يتكلم معهم على (سناب شات)، من دون انتهاك خصوصيتهم وسلامتهم».

ثم أوضح: «يخضع محتوى الفيديو على منصتنا للإشراف المسبق، ويُبث وفق توجيهات معينة، إذ تختار المنصة العروض التي يصار إلى تشغيلها في خاصية (القصص)، ما يوفر لمجتمعنا معلومات آمنة وموثوقة ودقيقة من شركاء مختارين. وهنا نشير إلى أنه لا توجد لدينا واجهة عرض أخبار أو محتوى مفتوحة تُوصي بمحتوى غير مرغوب فيه أو مثير أو ضار، بينما تتوافر إرشادات جديدة متعلقة بالمحتوى والأهلية من (سناب شات)، كلها تهدف إلى جعل المنصة مكاناً أفضل وأكثر أماناً لمستخدميها».

 

المعلومات الكاذبة والحد من الشائعات

وحول التحكم في نشر المعلومات الكاذبة والحد من الشائعات، قال فريجة: «نبذل في (سناب شات) مجهوداً كبيراً في هذا الشأن، إذ نطوّر باستمرار خوارزميات الرصد للمحتوى قبل نشره على خاصية (سبوت لايت Spotlight)»، لافتا إلى أنه فيما يخصّ البرامج على «ديسكوفر Discover» فإنه يُراجَع بشرياً ورقمياً قبل اعتماده ونشره، الأمر الذي يسهم في الحد من المعلومات المضللة... وعلى فكرة، تحتل منصة «سناب شات» المرتبة الدنيا عالمياً لجهة تعرض مستخدميها لمحتوى مزيف أو مريب.

القيمة الإضافية

من ناحية أخرى، شدد المدير العام لـ«سناب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» على أن الشركة «تؤمن بأهمية الكاميرا ودورها في الارتقاء بأسلوب حياة الناس وطرق تواصلهم»، وتابع «هذا ما نقوم به من خلال مساعدتهم على التعبير عن أنفسهم والاستمتاع بكل لحظة في حياتهم واكتشاف العالم من حولهم، إذ تعمل (سناب شات) على بناء علاقات حقيقية وتسليط الضوء على اللحظات الممتعة التي نعيشها في عالمنا الواقعي، بدلاً من إبعاد الناس عنها».

ثم لفت إلى أن المنصة توفّر «طريقة سلسة وصادقة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة بشكل بسيط وعفوي ومن دون تكلّف. وهذا هو السبب وراء اكتسابها هذه الشهرة الواسعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم، إذ جرى تصنيفها كأفضل منصة في السعودية، بعدما وصلت نسبة مستخدميها في المملكة إلى 90 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و34 سنة». وما يستحق الإشارة أيضاً أن عدد المستخدمين النشطين على الصعيد الدولي يومياً وصل إلى 397 مليون في الربع الثاني من عام 2023، بزيادة قدرها 50 مليونا أو 14 في المائة على أساس سنوي.

 

مصادر الدخل

وحول مصادر الدخل الرئيسية لمنصة «سناب تشات» حالياً -في الوقت الذي أظهرت فيه النتائج المالية الأخيرة أن الإيرادات غير كافية لتغطية التكاليف، ما أدى إلى زيادة الضغط على المنصة-، قال فريجة «تنظر الشركات والعلامات التجارية إلى (سناب شات) أنها منصة زاخرة بالفرص ومكان لنسج علاقات حقيقية تستطيع من خلالها تحقيق نتائج إيجابية لأعمالها... وتشير تجاربنا إلى أن الشركاء يطمحون إلى إيجاد أماكن تتعزّز فيها المشاركة الإيجابية والسعيدة والآمنة للعلامة التجارية، والقصد أماكن يكون فيها الجمهور متقبلاً ومتفاعلاً».

وأضاف «نحن في (سناب شات) نعطي هذه القيم أولويتنا، وتُعد جزءاً أساسياً من مبدأ عمل منصتنا، وتنسجم مع الفرص القيّمة المُتاحة للوصول إلى جمهور محلي واسع». ثم لفت إلى أنهم يسعون دائماً للاستثمار في أدوات قياس ورصد البيانات، وسواءً أطلقت العلامات التجارية إعلانات فيديو، أو حملة قائمة على الواقع المعزز، أو كلتيهما، فإنها ستحقق على «سناب تشات» نتائج مثمرة تنسجم وأهدافها في زيادة المبيعات أو بناء علامتها التجارية. وزاد «تُدرك شركة (سناب) أهمية الإعلان كمصدر رئيسي للإيرادات، إلا أننا نعمل أيضاً على ابتكار نماذج جديدة لتوليد عائدات تحقق قيمة إضافية لشركائنا ومجتمعنا... وفي مثال آخر على تنويع مصادر الإيرادات، أطلقت الشركة خدمة الاشتراك في (سناب شات بلس)، التي تقدم خصائص حصرية وتجريبية ومزايا ما قبل الإصدار إلى أكثر من 4 ملايين مشترك في الربع الثاني من عام 2023، بعد عام واحد فقط من إطلاقها».

 

«الواقع المعزّز»

وحول تقنية «الواقع المعزّز»، شدد فريجة على أن «التقنية بدأت كأداة مسلّية وممتعة للتعبير عن الذات، غير أن تكنولوجيا اليوم يجري استثمارها على نحو فاعل لتعود بالنفع على حياة الناس... وشركاؤنا من العلامات التجارية يدركون أهمية الاستثمار في هذا المجال نظراً لما يزخر به من فرص». وأضاف «على سبيل المثال، لدى 80 في المائة من المستهلكين في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة رغبة وتوقع باستخدام الواقع المعزز (كأداة) عملية في حياتهم اليومية، كذلك وجدنا أن تفاعل المستهلك مع منتجات لديها تجارب مع الواقع المعزز يؤدي إلى معدل تحويل أعلى (من زوار إلى مشترين) بنسبة 94 في المائة».

ثم واصل «كذلك أبدى ما يزيد على 80 في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع اهتمامهم باستخدام (الواقع المعزّز) للتفاعل مع أحد المنتجات قبل شرائه. ونجحت الكثير من الشركات العالمية والمحلية على اختلاف فئاتها في زيادة مبيعاتها وتعزيز مشاركتها من خلال معارض (الواقع المعزز) وتجريب المنتجات افتراضياً وتجارب أخرى قائمة على هذه التقنية».

 

«استوديو صناع المحتوى» في المملكة العربية السعودية

المدير العام لـ«سناب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» ذكر، من جهة ثانية، أن السعودية ستصبح المحطة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تفتتح استوديو تابعا للشركة لصناع المحتوى، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تجسّد التزامهم بخدمة مجتمعات «سناب» الأكثر مشاركةً وتفاعلاً في عدد من كبرى أسواق الشركة في العالم. وأردف «اليوم صار لتقنياتنا ومنتجاتنا وخدماتنا دور تطويري فاعل في كيفية تعامل الناس في المملكة مع العالم من حولهم، سواءً عبر الإنترنت أو في العالم المادي المحسوس، الأمر الذي أسهم في ازدهار مجتمع مبدعي المحتوى في البلاد، وأثرى منصة (سناب شات) بتجارب جديدة. وسيعمل (استوديو صُناع المحتوى) الجديد لدينا على دعم منظومة صنّاع المحتوى المتنامية في المملكة وتمكينهم من خدمة المجتمع على نحو أفضل».

وتابع «سيسمح لنا (استوديو صُناع المحتوى المعزز) تقديم الدعم للجيل القادم من المبدعين والارتقاء بثقافتهم وتحفيزهم على استخدام إمكانيات كاميرا (سناب) عبر قطاعات متنوعة مثل الفنون، والتعليم، والإعلام، والثقافة».

واختتم «نحن على ثقة بأن (استوديو صُناع المحتوى) سيعود بالنفع الكبير على مجتمع (سناب شات) بأكمله في السعودية، بدءاً من مُبدعي (الواقع المعزز) إلى (نجوم سناب) وشركاء الإعلام المحليين وكذلك جميع مستخدمي المنصة. وسيسهم الاستوديو أيضاً في تنمية الاقتصاد الرقمي في السعودية اتساقا مع (رؤية 2030)...».

 


ترند: ماذا يعني قرار «ميتا» حذف «فيسبوك نيوز»؟

ترند: ماذا يعني قرار «ميتا» حذف «فيسبوك نيوز»؟
TT

ترند: ماذا يعني قرار «ميتا» حذف «فيسبوك نيوز»؟

ترند: ماذا يعني قرار «ميتا» حذف «فيسبوك نيوز»؟

يبدو أن شركة «ميتا» بدأت تتجه خطوة بعد خطوة بعيداً عن الأخبار، لا سيما مع إعلانها أخيراً حذف تبويب الأخبار «فيسبوك نيوز» من منصة «فيسبوك» في كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، بدءاً من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

يرى خبراء أن هذا القرار يبدو «منطقياً» في ضوء اتجاه «ميتا» للابتعاد عن الأخبار، لكنهم توقعوا أن يؤثر «سلباً» على وسائل الإعلام التي تعتمد على «فيسبوك» في الترويج لما تنتجه من محتوى.

للعلم، يعود تاريخ إطلاق علامة تبويب الأخبار «فيسبوك نيوز» إلى عام 2019، وكان هدفها «توفير مصدر موثوق للأخبار على المنصة»، بحسب ما أعلنته شركة «ميتا» وقتها. ولقد تزامن إطلاق هذا التبويب مع إعلان «ميتا» عن شراكات مع عدد من وسائل الإعلام، في إطار محاولات «فيسبوك» الرد على اتهامات حمّلتها مسؤولية «ترويج الأخبار الزائفة»، مع السعي لأن تكون «المصدر الرئيسي للأخبار».

ولكن يبدو أن رغبة «ميتا» في أن تكون مصدراً رئيسياً للأخبار «تغيّرت مع تراجع التفاعل مع الأخبار، مقابل زيادة الاهتمام بالفيديوهات القصيرة». ووفق إعلان «ميتا» قرار حذف تبويب الأخبار، فإن «القرار يأتي في سياق جهودها المستمرة لمواءمة استثماراتها بشكل أفضل مع منتجاتها وخدماتها التي تحظى بأهمية أكبر لدى المستخدم». وأوضح الإعلان أن الشركة «تسعى لتركيز وقتها ومواردها على ما يرغب المستخدم في مشاهدته على المنصة، بما في ذلك مقاطع الفيديو القصيرة». وأضاف البيان أن «المستخدمين لا يأتون إلى (فيسبوك) من أجل الحصول على الأخبار والمحتوى السياسي، بل للتواصل مع الناس واكتشاف فرص جديدة»، وذكر أن «الأخبار تُشكل ما نسبته 3 في المائة من المحتوى الذي يتابعه المستخدمون على (فيسبوك)».

الدكتور أشرف الراعي، الكاتب الصحافي الأردني والاختصاصي في القانون الجزائي والتشريعات الإعلامية والإلكترونية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار «فيسبوك» حذف تبويب الأخبار «سيؤثر سلباً على التفاعل الإيجابي مع الأخبار، لا سيما أن الإعلام انتقل من شكله التقليدي إلى شكله الحديث المعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، وكيانات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الحوسبة السحابية وغيرها». وأردف أن «علامة تبويب أخبار (فيسبوك) التي ظهرت في الأصل عام 2019، مصدر أكثر موثوقية لمحتوى الأخبار في التطبيق... وهذا بحد ذاته يكشف مدى اهتمام الناس بتناقل الأفكار، والآراء من خلال المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي».

وأشار الراعي إلى أن «شطب المحتوى الإخباري، سيكون له تأثيره السلبي على وسائل الإعلام المختلفة، التي أصبحت تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان والترويج». ومن ثم، أرجع قرار «ميتا» حذف تبويب الأخبار إلى «أمور مالية وسياسية»، قائلاً: «هناك اتجاه لدى (ميتا) بالابتعاد عن مصادر الأخبار التي قد تُسبب بعض التوتر للجمهور». وما يستحق الإشارة هنا، أنه خلال عام 2021، أفادت شركة «ميتا» بأن «كثيراً من مستخدمي (فيسبوك) أبدوا رغبتهم في تغييب المحتوى السياسي عن المنصة»، وتابعت أنها «عملت على تقليل هذا النوع من المحتوى بشكل مطّرد».

وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلنت «ميتا» عن اعتماد تحديثات جديدة تضمنت تغيير علامة التبويب «مشاهدة» إلى فيديو، إلى جانب توسيع نطاق الوصول إلى أدوات تحرير فيديوهات الـ«ريلز»، ما يسهل على المستخدم نشر الفيديو وتحريره. وهي تحديثات رأى مراقبون أنها تأتي في إطار «سعي (ميتا) للتركيز على المحتوى الترفيهي وتقليل المحتوى الإخباري».

من جهة أخرى، في لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي والمحاضر بالجامعة الأميركية بالقاهرة، إن قرار حذف تبويب الأخبار من «فيسبوك» قرار «منطقي» يأتي في ضوء التطورات الأخيرة التي تمر بها شركة «ميتا». وأضاف أن «(ميتا) تعاني من عدة مشاكل مع (فيسبوك) في الفترة الأخيرة، إذ تتعرض المنصة لخسائر منذ بدء جائحة (كوفيد - 19)، وانتشار الأخبار الزائفة، بينما يعد تطبيق (إنستغرام) الحصان الرابح للشركة».

وبالفعل، أظهرت دراسات انتشار «المعلومات المضللة» على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الأزمات، أنه خلال سبتمبر (أيلول) 2020، «جرى تداول أكثر من مليون منشور على منصات التواصل تتضمن معلومات غير دقيقة ومضللة عن جائحة (كوفيد - 19)»، وفق تقرير منظمة «اليونيسكو» حول الإعلام الصادر في مارس (آذار) 2022. وهنا أشار رمزي إلى أن «شركة ميتا استثمرت كثيراً في الميتافيرس، لكن بعد ظهور تشات جي بي تي، وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تغيّرت الأمور». وأضاف أن «تقرير أداء منصة (فيسبوك) ربع السنوي أظهر خسارتها عدداً كبيراً من المستخدمين بالولايات المتحدة في بداية عام 2023». وأوضح أن «هذه الخسائر إضافة إلى المشاكل السابق ذكرها، دفعت (فيسبوك) إلى إعادة هيكلة فريقها التقني، والتركيز على اتجاهات تدرّ أرباحاً مقابل الاستغناء عن أخرى». وشرح أنه «في هذا الإطار ألغيت خدمة المقالات الفورية على (فيسبوك)... واليوم حذف تبويب الأخبار، مع التركيز بشكل أكبر على محتوى الفيديوهات القصيرة التي تزيد التواصل بين المستخدمين». وعلى هذا علّق بالقول إن «على (فيسبوك) البحث عن وسائل جذب جماهيري حتى تستطيع منافسة (تيك توك) و(يوتيوب)».

وفي سياق متصل، تفيد «ميتا» بأن المحتوى الإخباري لا يشكل سوى جزء صغير من التفاعل داخل التطبيق، في حين تعد الفيديوهات القصيرة (ريلز) المحرك الأساسي لتفاعلات الجمهور. ويرى مراقبون أنه مع تعرّض «ميتا» لانتقادات متعددة بشأن المحتوى السياسي وما يسببه من انقسام مجتمعي، فمن الطبيعي أن تعمل على التقليل من، أو ربما حذف، المحتوى الإخباري والسياسي بالكامل. وكان تقرير نشرته شركة الاستشارات الاقتصادية «نيرا» في أبريل (نيسان) الماضي، قد أظهر تراجعاً في القصص الإخبارية لتمثل أقل من 3 في المائة فقط من المحتوى المتداول على «فيسبوك». وفي حينه، قالت «ميتا» إن «الأخبار تلعب دوراً اقتصادياً محدوداً، ومن المتوقع أن يتراجع بمرور الوقت»، عادة نشر القصص الإخبارية «بلا جدوى». وفي إطار تقليص المحتوى الإخباري، أبلغت شركة «ميتا» العام الماضي، عدداً من ناشري الأخبار في الولايات المتحدة، بأنها لن تواصل دفع مقابل مالي لنشر الأخبار ضمن باب الأخبار على «فيسبوك». كذلك أوقفت «ميتا» دعم المقالات الفورية على «فيسبوك» في أبريل الماضي، وبررت القرار، بحسب ما نقله موقع «اندجيت» عن متحدث باسم الشركة، بأن الشركة ستعيد توجيه مواردها نحو منتجات أخرى، لا سيما مقاطع الفيديو القصيرة (ريلز).