ملحم الرياشي: لدينا خطة «ب» رئاسية قد نعلن عنها أواخر يناير

عبّر لـ«الشرق الأوسط» عن خشيته من الوضع الأمني وعودة الاغتيالات

ملحم الرياشي (القوات اللبنانية)
ملحم الرياشي (القوات اللبنانية)
TT

ملحم الرياشي: لدينا خطة «ب» رئاسية قد نعلن عنها أواخر يناير

ملحم الرياشي (القوات اللبنانية)
ملحم الرياشي (القوات اللبنانية)

يبدو واضحاً أن قوى المعارضة المتمثلة اليوم بـ«القوات اللبنانية»، والحزب «التقدمي الاشتراكي»، وحزب «الكتائب اللبنانية» ونواب مستقلين آخرين، يستعدون، مطلع عام 2023، للسير بخطة جديدة للتعامل مع الأزمة الرئاسية بعد فشل البرلمان اللبناني خلال 10 جلسات متتالية جرت الدعوة إليها بانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس ميشال عون الذي انتهت ولايته نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويؤكد النائب في تكتل «الجمهورية القوية» ملحم الرياشي وجود خطة «ب» رئاسية قد يجري الإعلان عنها أواخر شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، لافتاً إلى أنه «يجري العمل عليها مع النائب ميشال معوض وباقي القوى الحليفة بالملف الرئاسي، لكن لم يحِن وقت الإفصاح عن أي تفصيل مرتبط بها».
ونجح القسم الأكبر من قوى المعارضة في خوض الاستحقاق الرئاسي حتى الساعة بمرشح موحد هو رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض، لكن هذه القوى لم تتمكن من تأمين الأصوات النيابية اللازمة التي تؤمّن فوزه.
ويشير الرياشي، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن نواب تكتل «الجمهورية القوية» سيظلون يشاركون في الجلسات التي قد يدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد الأعياد رغم اعتبار كثيرين أنها باتت عبارة عن «مسرحيات مُملة»، مشدداً على «وجوب الاستمرار بممارسة واجباتنا كنواب أياً كانت الظروف والمعطيات».
وينفي الرياشي علم «القوات» بخلفيات وأهداف حراك رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والذي لحظ مؤخراً لقاء جمعه برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط المتحالف مع «القوات»، رافضاً التعليق عليه ومؤكداً أن لا حوار مع «الوطني الحر» في هذه المرحلة.
أما عن الخشية من «استدارة سياسية جنبلاطية» فيقول الرياشي: «هناك شراكة استثنائية تجمعنا، اليوم، بالحزب التقدمي الاشتراكي، واتفاقنا معه قائم على ثوابت، بخلاف الزمن الماضي. أضف إلى ذلك أن التواصل والتنسيق بيننا شبه يومي، خصوصاً بين النائب وائل أبو فاعور وبيني بالملف الرئاسي».
وأدى مؤخراً رفض «القوات» و«التيار» المشاركة بحوار حول الأزمة الرئاسية، دعا إليه الرئيس بري لانتهاء هذه المحاولة في مهدها. ففي حين يأتي رفض «التيار» نتيجة الخلافات المتفاقمة مع بري، يؤكد الرياشي «أن لا علاقة برفض المشاركة بالحوار حول الرئاسة بشخص الرئيس بري الذي تجمعنا به مودة رغم الاختلاف السياسي»، شارحاً أن «مشكلتنا ليست بمبدأ الحوار، إنما بموضوعه، إذ كنا ولا نزال نفضل أن يكون الحوار من خلال الاقتراع لرئيس للبلاد».
وعن العلاقة بالبطريركية المارونية يشدد الرياشي على وجود تواصل يومي مع بكركي (مقر البطريركية)، وعلى أن «العلاقة مع البطريرك بشارة الراعي من أحسن ما يكون»، مضيفاً، رداً على سؤال «الطابة الرئاسية يجب أن تكون اليوم بملعب الرئيس بري؛ أي في مجلس النواب وليس في بكركي، وإذا كان التفاهم قد جرى في عام 2016 على أن يكون بوقتها رئيس الجمهورية أحد الأقطاب المسيحيين أي رئيساً قوياً، فأنا شخصياً أعتبر اليوم أن المرشح الرئاسي القوي بالمفهوم الذي أرساه الرئيس السابق ميشال عون قبل أكثر من 10 سنوات، هو سمير جعجع. أنا أعتبر- ومن دون قصد الإساءة إلى معوض أو سواه- أنه إذا أردنا إنقاذ الجمهورية فالحريّ بنا انتخاب سمير جعحع رئيساً».
ولا يخفي الرياشي خشيته على الوضع الأمني، معتبراً أن «الوضع الاقتصادي يتدهور بسرعة، والدولة تتحلل، كما أننا عاجزون عن انتخاب رئيس للبلاد بسبب الاستقطاب الحاد حول الرئاسة». ويضيف: «لا أعتقد أنه يمكن تحسين شروط أي مرشح رئاسي عبر اللعب بالأمن والعودة إلى الاغتيالات، لكننا نخشى ذلك».
وعما يحكى عن مبادرات دولية قد تنتج رئيساً للجمهورية، مطلع العام، يقول الرياشي: «لا شك أن هناك اهتماماً دولياً بلبنان، لكن لا مبادرة حقيقية تجاهه حتى الساعة. ما نحن مقتنعون به أن للدول الصديقة وغير الصديقة مصالحها وحساباتها التي قد تلتقي أحياناً مع حسابات ومصالح لبنان، وقد لا تلتقي، لكن على اللبنانيين أن يقوموا بحساباتهم بأنفسهم كي لا تأتي حسابات الدول على حسابهم». وتمنّى الرياشي «أن تحذو كل الدول حذو المملكة العربية السعودية في تعاملها مع الملف اللبناني؛ لأنه الموقف الأكثر تمسكاً بالسيادة اللبنانية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.