بعد توقف استمر عامين انطلقت الدورة الخامسة والثلاثون من المؤتمر العام لأدباء مصر بمحافظة الوادي الجديد (جنوب غربي مصر)، تحت عنوان «الفعل الثقافي ومشكلة المعنى»، وذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، وتحمل الدورة اسم الناقد والمفكر الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، ويرأسها الكاتب محمد سلماوي، ويتولى أمانتها العامة الدكتور حمدي سليمان.
يشارك في جلسات وفعاليات المؤتمر المستمر على مدى 4 أيام والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة أكثر من 350 أديباً وباحثاً وإعلامياً وعدد من الشخصيات العامة وممثلي أندية الأدب وغيرهم.
وترأس المؤتمر على مدار الدورات الـ34 السابقة قامات كبيرة في الأدب والثقافة، فجاءت دورته الأولى عام 1984 تحت رئاسة الأديب الراحل الدكتور شوقي ضيف، وخرج المؤتمر بتوصيات مهمة منها حرية الأديب في التعبير عن فكره، ومساندة القضية الفلسطينية، ومن ثم تلته في الرئاسة رموز مصرية مثل شكري عياد، وبهاء طاهر، وعبد الوهاب المسيري، وصنع الله إبراهيم، وخيري شلبي والفنان التشكيلي عز الدين نجيب.
وقال محمد سلماوي لـ«الشرق الأوسط»: إن «عودة المؤتمر بعد سنتين من التوقف هي في حد ذاتها إنجاز مهم للغاية؛ لأن هذا المؤتمر له طبيعة خاصة من عدة نواحٍ». وأوضح: «هو مؤتمر شامل وجامع لكل أدباء مصر، وليس مخصصاً لمحافظة ما أو مجال بعينه؛ وكان غيابه عن الساحة سنتين بسبب الجائحة يمثل عواراً للمشهد الثقافي المصري». وأضاف: «إلى جانب ذلك هو يقوم على الانتخاب المباشر بمعنى أن الأمانة العامة له هي أمانة مُنتخبة من الأدباء ولم تعيّنها الوزارة؛ ومن ثم تعبر بصدق عن موقف ورأي ورؤية أدباء مصر بشكل مباشر».
حول انعقاده في «الوادي الجديد». قال سلماوي: «هذه خطوة جديدة مهمة في الحركة الثقافية؛ لأنه لأول مرة يتم كسر المركزية الشديدة التي اتسمت بها أنشطتنا الثقافية على مدى سنوات طويلة؛ إذ كان كل شيء مُركزاً في العاصمة أو حولها أو قريباً منها؛ فأن تنطلق فعالية ثقافية بحجم هذا المؤتمر في الوادي الجديد فهو أمر جيد للغاية». وأضاف: «أن تبدأ مدينة الخارجة، عاصمة محافظة الوادي الجديد، و(عاصمة الثقافة المصرية لعام 2023)، العام الجديد بعقد هذا المؤتمر العريق على أرضها هو فاتحة جيدة لها».
ولفت إلى أن «كل دورة من دورات المؤتمر تُسمى باسم علم ثقافي كبير تكريماً له، ويسعدني أن أترأس الدورة التي تحمل اسم الدكتور شاكر عبد الحميد؛ فقد كان عالماً فاضلاً يتمتع بتواضع العلماء، وشخصية ثقافية متفردة؛ باعتباره رائد تخصص دقيق وهو (علم نفس الإبداع) ونال رسالتي الماجستير والدكتوراه فيها، وتنبع أهمية تكريمه الآن لأننا نمر بفترة نتطلع فيها إلى إعادة بناء الإنسان المصري بعد عمليات البناء والتشييد في الناحية العمرانية، ما يتطلب تخصص علم النفس وسيكولوجية الوجدان الشعبي».
من جهته أكد الشاعر عبده الزراع، رئيس الإدارة العامة للثقافة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤتمر يضم 4 محاور رئيسية، (مشكلة المعنى)، و(المبدع بين المعنى واللامعنى)، و(جماعات المعنى والواقع الثقافي الجديد)، و(الفعل الإبداعي في المحافظة المضيفة)».
وتقام مجموعة كبيرة من الفعاليات الثقافية والفنية على هامش جلسات المؤتمر ومنها تكريم عدد من الأدباء والنقاد، بجانب إقامة معارض للكتاب والحرف البيئية والتراثية، وحفلات للفرق الفنية الفلكلورية بالواحة الخارجة والداخلة ومعارض إصدارات كتب وحرف بيئة.
مؤتمر «أدباء مصر» يكسر «مركزية الثقافة» بالتئامه في الوادي الجديد
الدورة الـ35 من المؤتمر تناقش محاور متنوعة
مؤتمر «أدباء مصر» يكسر «مركزية الثقافة» بالتئامه في الوادي الجديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة