رحيل «الملك» بيليه يثير موجة من ردود الفعل حول العالم

رحيل «الملك» بيليه يثير موجة من ردود الفعل حول العالم
TT

رحيل «الملك» بيليه يثير موجة من ردود الفعل حول العالم

رحيل «الملك» بيليه يثير موجة من ردود الفعل حول العالم

أثار رحيل «الملك» بيليه أسطورة كرة القدم العالمية عن عمر يناهز 82 عاماً، يوم امس (الخميس)، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، موجة من ردود الفعل حول العالم.
وكتبت ابنة البرازيلي كيلي ناسيمنتو على «انستغرام» من مستشفى ألبرت أينشتاين حيث كان يعالج بيليه من مرض السرطان منذ شهر: «نشكرك. نحبك بلا حدود. ارقد بسلام».
بيليه «جعل كرة القدم فنًا»، كتب على إنستغرام المهاجم نيمار، وريثه في المنتخب البرازيلي.
واضاف: «قبل بيليه، كانت كرة القدم مجرد رياضة. لقد غيّر بيليه كل شيء، وجعل كرة القدم فنًا (...)، ومنح صوتاً للفقراء ولأصحاب البشرة السوداء وفوق كل شيء: أعطى رؤية للبرازيل».
وأرفق مهاجم باريس سان جرمان رسالته بصورة «ملك» كرة القدم وهو يرتدي التاج.
وبدوره كتب بطل العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي على «انستغرام»: «ارقد بسلام»، في إشارة إلى رحيل بيليه.

وأرفق ميسي رسالته بثلاث صور، إثنتان منها ظهر فيهما مع بيليه، وثالثة للملك كلاعب.
من ناحيته، أشاد زميل نيمار وميسي في سان جرمان مهاجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي بأسطورة كرة القدم مؤكداً أن «إرثه لن ينسى أبدا».
وكتب مبابي باللغة الانكليزية على «تويتر» معلقاً على صورة بالأبيض والأسود تظهره إلى جانب بيليه: «لقد تركنا ملك كرة القدم، لكن إرثه لن يُنسى أبداً، ارقد بسلام أيها الملك».

وغالباً ما يُقارن مبابي الذي توج بطلاً للعالم في 2018، ووصيف مونديال قطر 2022 بعد هزيمة فرنسا أمام الأرجنتين، منذ ظهوره على أعلى مستوى ببيليه.
وكتب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عبر حسابه على «نستغرام»: «مصدر إلهام للعديد من الملايين» و«مرجع في الأمس، واليوم وغداً»، معبراً عن «الألم الذي يعاني منه الجميع في كرة القدم حالياً».

وتابع الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات: «العاطفة التي لطالما أبدتها تجاهي كانت ترد بالمثل في جميع الأوقات، حتى من مسافة بعيدة».
ونوه المهاجم الانكليزي جيف هيرست الفائز بكأس العالم 1966 التي استضافتها بلاده ببيليه، بأنه «الأعظم على الإطلاق».
ولعب هيرست ضد بيليه في مونديال 1970 في المكسيك وصنف المهاجم بأنه الأفضل الذي واجهه على الإطلاق. حينها فازت البرازيل 1-صفر في طريقها لرفع كأس العالم حيث توج «الملك» بيليه بالكأس للمرة الثالثة والأخيرة.
وغرّد هيرست قائلاً: «لديّ الكثير من الذكريات عن بيليه، وبدون أدنى شك أفضل لاعب لعبت ضده (مع بوبي مور أفضل لاعب كرة قدم لعبت بجانبه)».
وتابع: «بالنسبة لي يظل بيليه الأعظم على الإطلاق وأنا فخور بأن أكون معه على أرض الملعب. ارقد في سلام بيليه وشكراً لك».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إرث بيليه على «تويتر»: «اللعبة. الملك. الخلود».
https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1608543357130924032
وكتب الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري سيب بلاتر: «إنها أخبار محزنة للغاية، لقد رحل بيليه. العالم ينعي أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ وشخص رائع. لقد احتفل بكرة القدم بشكل لا مثيل له».
وأكد نادي نيويورك كوزموس الأميركي الذي دافع عن ألوانه بيليه في السبعينات، أن الراحل جلب «اللعبة الجميلة» إلى الولايات المتحدة، واصفاً إياه باللاعب «العبقري» الذي أحدث تحولاً في هذه الرياضة.
وقال في بيان نُشر على موقعه الرسمي: «اسم بيليه سيكون إلى الأبد مرادفاً للفن الرياضي والعبقرية».
واضاف: «تأثيره الدائم على رياضة كرة القدم لا يقدر بثمن. ارقد بسلام يا ري».
ولعب بيليه مع كوزموس بين عامي 1975 و1977 بعد مسيرة ملحمية مع سانتوس.
وفي رسالة مؤثرة، ودّع الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أسطورة بلاده، قائلاً على «تويتر»: «لم يكن هناك رقم 10 مثله».
https://twitter.com/LulaOficial/status/1608560073047158784
وتابع لولا الذي يتسلّم مهمّاته الرئاسية الأحد: «قلّة من البرازيليين حملت اسم بلدنا إلى أبعد الحدود بقدر ما فعل... لم يلعب فحسب بل قدّم عرضاً شاملاً»، مؤكداً أنه استمتع بامتياز مشاهدة بيليه وهو يلعب مباشرة.
وأضاف: «شكرا لك بيليه».
بدوره، قال الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو إنّ بيليه «حمل اسم البرازيل في العالم أجمع. لقد حوّل كرة القدم إلى فنّ وفرح». وأعلن بولسونارو الحداد الرسمي لثلاثة أيام في مرسوم نشرته الجريدة الرسمية.
https://twitter.com/jairbolsonaro/status/1608594778979184640
وجاء في المرسوم، أن «الحداد الرسمي قد أُعلِن في كل أنحاء البلاد (...) في بادرة تكريمية بعد وفاة إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، بيليه».
وكتب المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي عبر موقعه على «فايسبوك»: «ارقد بسلام أيها البطل».
وأضاف مهاجم برشلونة الاسباني باللغة بالإنكليزية مرفقاً رسالته بصورة للبرازيلي باللونين الأبيض والأسود: «السماء لها نجم جديد حيث فقد عالم كرة القدم بطلاً«.
وخصص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موقعه الرسمي على الإنترنت لذكرى البرازيلي بيليه «الخالد معنا إلى الأبد»
وكان فيفا كرّس بيليه «لاعب القرن العشرين».
وغرّد المهاجم الدولي السابق الأرجنتيني غابريال باتيستوتا بعد خبر وفاة بيليه: «شكراً على كل ما قدمته لعالم كرة القدم. ارقد بسلام ايها الاسطورة».
وبمجرد انتشار نبأ وفاة «الملك» بيليه، تذكر العديد من الأرجنتينيين رسالته عندما توفي أسطورة كرة القدم العالمية دييغو مارادونا عن عمر يناهز 60 عاماً في أواخر عام 2020.
حينها كتب بيليه: «فقدت صديقي العزيز والعالم أسطورة. أتمنى أن نلعب كرة القدم في يوم من الأيام معاً في الجنة».
أما الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديس المعروف بأنه من كبار مشجعي كرة القدم، فكتب: «لقد رحل عنا أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. سنتذكر دائماً تلك السنوات التي أبهر فيها بيليه العالم بموهبته».
كما أعربت أندية كرة القدم الأرجنتينية عن تعازيها، بما في ذلك بوكا جونيورز، وريفر بلايت.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ: «مع وفاة بيليه، فقد العالم رمزاً كبيراً للرياضة. وكما اختبرت بنفسي، فقد كان مؤمناً حقيقياً بالقيم الأولمبية وحمل الشعلة الأولمبية بفخر (خلال دورة ألعاب ريو في عام 2016). كان شرفاً منحه الوسام الأولمبي».
وكتب النجم الدولي السابق والمدرب الحالي الفرنسي زين الدين زيدان على «إنستغرام»: «الملك الأبدي بيليه».
واعتبر الالماني فرانتس بكنباور، الفائز بكأس العالم كلاعب وكمدرب، أن «كرة القدم خسرت اليوم الأعظم في تاريخها».
وتأسف نادي برشلونة الاسباني عبر موقعه على تويتر «بشدة لوفاة +الملك+ بيليه أحد أفضل اللاعبين في كل العصور. معه، أصبحت كرة القدم أكبر. ارقد بسلام».
أما غريمه الأبدي ريال مدريد فأكد بدوره على «تويتر»: أن «الأسطورة بيليه سيبقى في الذاكرة إلى الأبد من قبل كل محبي الرياضة وإرثه يجعله أحد أساطير كرة القدم العالمية».
وقال الدولي السابق البرازيلي رونالدو الملقب بـ «الظاهرة» بطل العالم 2002 على عن مواطنه: «فريد. متألق. فني. مبدع. مثالي. لا مثيل له (...) الأفضل على الإطلاق. العالم في حداد».
واضاف: «هو مزيج من الحزن والفخر الهائل للتاريخ الذي كتبه. يا له من امتياز أني أتيت من بعدك يا صديقي. إرثه يتجاوز الأجيال».
واشاد ماريو زاغالو الذي لعب إلى جانب بيليه خلال التكريس العالمي للبرازيل عامي 1958 و1962 قبل أن يقوده خلال التتويج الثالث عام 1970 على «إنستغرام» بذكرى «الأعظم على الإطلاق».
وكتب زاغالو، البالغ 91 عاماً وهو واحد من ثلاثة فقط فازوا بكأس العالم كلاعب ومدرب مع الألماني بيكنباور والفرنسي ديدييه ديشان: «صديقي، الذي تشاركت معه العديد من القصص والانتصارات والألقاب، يترك إرثاً أبدياً لا يُنسى».


مقالات ذات صلة

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

الرياضة رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

يُطلق نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو دوريا مخصصا لكرة قدم الشارع في جميع أنحاء العالم، وذلك لمنح اللاعبين الشباب الموهوبين فرصة لإظهار مهاراتهم واتباع نفس المسار نحو النجومية مثل لاعب برشلونة السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». قال المنظمون اليوم (السبت) إن دوري رونالدينيو العالمي لكرة قدم الشارع سيبدأ في «أواخر عام 2023»، وسيتضمن في البداية عملية اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للاعبي كرة القدم في الشوارع من جميع الأعمار تحميل أفضل مهاراتهم وحيلهم في محاولة للانضمام إلى أحد فرق المسابقة. ستقام المباريات وجهاً لوجه في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، وستتنافس الفرق في الدور

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء في مدريد أن «تحديد الطرف الم»" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا «لا يفيد في شي»، مؤكدا أن مفاوضات السلام لها الاولوية. وقال الرئيس البرازيلي الذي يزور اسبانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز «لا يفيد أبدا تحديد الطرف المحق والطرف الخاطئ (...). ما يجب القيام به هو إنهاء هذه الحرب»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أميركا اللاتينية لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

يعود لويس إينياسيو لولا إلى أوروبا، لكن رئيساً للبرازيل هذه المرة، بعد أن أثارت مواقفه وتصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا موجة من الاستغراب والاستياء في العديد من البلدان الغربية لاعتبارها منحازة إلى موسكو وبعيدة حتى عن موقف الأمم المتحدة. وكان لولا قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة البرتغالية، لشبونة، التي هي عادة البوابة التي يدخل منها البرازيليون إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن ينتقل غداً إلى مدريد التي تستعد منذ فترة لتحضير القمة المنتظرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من هذه السنة. وسيحاول الرئيس البرازيلي في محادثاته مع رئ

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم (السبت)، رفضه «المشاركة» في النزاع بشأن أوكرانيا، ورغبته في المساهمة بإيجاد «حل تفاوضي» بين كييف وموسكو، بعدما انتقد الغربيون تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح لولا للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أنه «في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
أميركا اللاتينية بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بدأ الطوق القضائي يضيق حول الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، تمهيداً لإقصائه فترة طويلة عن العمل السياسي، بعد أن وجهت النيابة العامة الانتخابية طلباً إلى المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، لمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة. وكان بولسونارو قد انتقد النظام الانتخابي الإلكتروني، وشكّك في نزاهته خلال اجتماع مع السفراء الأجانب العام الماضي عندما كان لا يزال رئيساً. وتعود تلك التصريحات لبولسونارو إلى مطلع الصيف الماضي، عندما كانت البرازيل في بداية حملة الانتخابات الرئاسية.

شوقي الريّس (مدريد)

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

TT

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)
الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

افتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قمة «مجموعة العشرين»، الاثنين، بإطلاق تحالف عالمي ضد الجوع والفقر «للقضاء على هذه الآفة التي تمثل عاراً على الإنسانية».

وانطلقت القمة وسط أوضاع عالمية صعبة تخيم عليها صعوبات التوصل إلى تسوية حول المناخ والخلافات الكبيرة في وجهات النظر حول أوكرانيا والشرق الأوسط، وترقب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وقال الرئيس البرازيلي وهو عامل سابق نشأ في الفقر بشمال شرقي البلاد، إن هذا التحالف الذي يضم 81 دولة «ينشأ في قمة مجموعة العشرين، لكنه عالمي. فلتكن لدى هذه القمة الشجاعة للتحرك». ورأت منظمة «أوكسفام» الخيرية أن هذا التحالف العالمي «يمكن أن يكون نقطة تحول في المعركة ضد الجوع والفقر المدقع، لكنها حضت المبادرة على الذهاب إلى أبعد من ذلك من خلال إدخال تغييرات في الزراعة ودعم حقوق الأراضي» ومواجهة «استخدام الجوع سلاحاً».

ويحظى التحالف العالمي ضد الجوع والفقر بدعم منظمات دولية مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ـ وكلاهما عضو في مجموعة العشرين ـ وكذلك من مؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية، ما يرفع العدد الإجمالي للموقعين على التحالف إلى 147. وهدف المبادرة طموح؛ وهو الحد من الجوع في العالم الذي أثر على 733 مليون شخص في العام الماضي ـ أي ما يعادل 9 في المائة من سكان العالم، بحسب الأمم المتحدة.

تحدي التغير المناخي

ويسعى رؤساء دول وحكومات القوى الاقتصادية الكبرى المتطورة والناشئة، وفي طليعتهم الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر ولايته ونظيره الصيني شي جينبينغ، لإحراز تقدم حول مسألة تمويل سبل التصدي للتغير المناخي.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، قادة الدول العشرين إلى الاضطلاع بدورهم «القيادي» والقيام بـ«تسويات» تسمح بتحقيق «نتيجة إيجابية في مؤتمر (كوب 29)» حول المناخ المنعقد في باكو وحيث المفاوضات حول هذه المسألة متعثرة منذ أسبوع.

 

المستشار الألماني أولاف شولتس لدى وصوله للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

انقسامات

تنعقد القمة في وقت تشهد فيه الأسرة الدولية انقسامات حول مسألتي الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب إسرائيل مع حركة «حماس» في قطاع غزة و«حزب الله» في لبنان. وأقر مصدر حكومي ألماني قبل القمة بأن «المفاوضات حول أوكرانيا والشرق الأوسط... هي الأكثر صعوبة. سنرى إلى أين يمكننا المضي في البيان، سيكون هذا تحدياً». وأوضح مسؤول آخر أنه بينما تقف الصين في صف روسيا فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، تعتقد ألمانيا أن بكين ستجد صعوبة أكبر في البقاء على هذا الموقف مع تحول الصراع إلى «عالمي» مع نشر روسيا قوات كورية شمالية.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

ووجهت الرئاسة الفرنسية تحذيراً بشأن أوكرانيا التي تعرضت للتو لواحدة من أضخم الهجمات الروسية منذ أشهر، قائلة: «سنعارض بحزم أي تراجع في الخطاب».

وسيكون الرئيس فلاديمير بوتين الغائب الأكبر عن القمة، بعدما تَغَيَّبَ عن الاجتماعات الأخيرة، غير أن الحرب في أوكرانيا وصلت إلى لحظة استراتيجية؛ إذ أعلنت واشنطن الأحد أنها أجازت لكييف استخدام صواريخ بعيدة المدى سلمتها إياها لضرب عمق الأراضي الروسية.

غموض بشأن موقف ميلي

فهل تتوصل مجموعة العشرين إلى التفاهم على بيان ختامي بحلول نهاية القمة، الثلاثاء؟

واقترنت الخلافات حول النزاعات الكبرى الجارية خلال الأيام الأخيرة بغموض حول الموقف الذي سيعتمده الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الليبرالي المتطرف والمشكك في حقيقة التغير المناخي. وقال رئيس الوفد الأرجنتيني إلى القمة فيديريكو بينييدو إن بوينوس أيريس قدمت بعض الاعتراضات، ولن توقع «بالضرورة» النص، دون الخوض في التفاصيل.

ويأمل الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يستضيف القمة أن يسجل نقاطاً في الملفات الاجتماعية، وهو المروج لمفهوم «الجنوب الشامل» والمدافع عن الطبقات الأكثر فقراً. وحذر لولا مساء الأحد في مقابلة أجرتها معه شبكة «غلوبو نيوز» البرازيلية بأنه يعتزم طرح النزاعات جانباً «وإلا فلن نناقش المسائل الأخرى التي تهم... الفقراء المنسيين في العالم».

والرئيس البرازيلي، وهو نفسه عامل سابق ومتحدر من عائلة فقيرة، مصمِّم على تحقيق إنجاز كبير مع إطلاق «تحالف عالمي ضد الجوع والفقر»، صباح الاثنين.

وسيجمع هذا التحالف دولاً من العالم بأسره ومؤسسات دولية سعياً لإيجاد وسائل مالية ودعم المبادرات التي تحقق نتائج محلياً. كما يدفع لولا باتجاه فرض ضرائب على الأكثر ثراءً، بعدما تعهد وزراء مالية «مجموعة العشرين» بـ«التعاون» في هذه المسألة خلال اجتماعاتهم في ريو دي جانيرو في يوليو (تموز) وفي واشنطن في أكتوبر (تشرين الأول).

شرذمة

يخيم ظل ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، مطلع العام المقبل، على اجتماع ريو، لا سيما بعدما زاره ميلي في مقره في فلوريدا قبل بضعة أيام. ووجه بايدن رسالة إلى خلفه خلال زيارة قام بها لمنطقة الأمازون البرازيلية، إذ أكد أنه «لا أحد يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء» في ما يتعلق بـ»ثورة الطاقة النظيفة». ودافع في قلب الغابة الاستوائية في ماناوس عن حصيلته في مكافحة الاحتباس الحراري، مؤكدا أن هذه الظاهرة «ربما تكون التهديد الوجودي الوحيد لكل دولنا وللبشرية جمعاء».

وعند أبواب الولاية الجديدة للرئيس الأميركي الجمهوري المؤيد للطاقات الأحفورية والمعارض للنهج التعددي، تتصاعد المخاوف من تراجع مكافحة الاحتباس الحراري، وازدياد شرذمة الأسرة الدولية.

وقال أوليفر ستونكل أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة «جيتوليو فارغاس» في ساو باولو: «ندخل بالتأكيد سيناريو عالمياً تزداد صعوبة التكهن بالمنحى الذي سيتخذه، غير أنه يترك هامشاً أكبر بكثير لدول الجنوب، للصين وسواها... لوضع رؤيتها الخاصة؛ لأن النظام القديم على وشك الانهيار».

 

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل اجتماعهما على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

في هذا السياق، يعتزم شي جينبينغ الذي وصل، الأحد، إلى ريو دي جانيرو قادماً من ليما؛ حيث شارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، عقد لقاءات ثنائية مع كثير من القادة. وأفادت وسائل إعلام صينية بأن من المقرر أن يجري الرئيس شي محادثات شاملة مع نظيره البرازيلي، تتطرق إلى «تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر».