موجة جديدة تنتقد هوليوود وتواسيها

أحدثها «بابيلون» ومن بينها «بلوند»

يوسف شاهين الذاتي في «إسكندرية كمان وكمان»
يوسف شاهين الذاتي في «إسكندرية كمان وكمان»
TT

موجة جديدة تنتقد هوليوود وتواسيها

يوسف شاهين الذاتي في «إسكندرية كمان وكمان»
يوسف شاهين الذاتي في «إسكندرية كمان وكمان»

احتوى فيلم يوسف شاهين «الإسكندرية كمان وكمان» (1989) حكاية مخرج (شاهين نفسه) وهو يحاول الإقلاع بمشروعه ماراً بالتجارب المختلفة الموزّعة بين فنانيه وفنييه، وكذلك تلك التي يمر بها في كل مرّة يقف وراء الكاميرا لتحقيق نفسه سينمائياً. على عكس فيلمه الآخر «حدوتة مصرية» (1982) الذي منح نور الشريف فرصة تمثيل شخصية شاهينية، قام يوسف شاهين ببطولة «الإسكندرية كمان وكمان».
شاهين (1926 - 2008) طالما غازل نفسه عبر أفلامه («الإسكندرية - نيويورك» أيضاً)، أو على الأقل، عبر عناوين بعضها («القاهرة كما يراها شاهين»)، لكنه كان يلتزم بمبدأ ما يعرضه عن نفسه وتجربته ونظرته إلى ما يسرده من مواقف (هذا بعد استثناء أفلام البدايات الأولى). بذلك دارت أفلامه حول نفسه أكثر مما دارت حول أزمات محددة حتى عندما تعرّض لمواقف سياسية («الاختيار»، 1971. و«العصفور» 1972) هي، في طرحها، استمراراً لمنهجه الفني والذاتي أكثر مما هي أي شيء آخر.
حتى في «الإسكندرية، كمان وكمان» و- إلى حد - في «سكوت ح نصوّر» (2001) كان في وارد الحديث عن تجربته وليس عن السينما بذاتها والموضوعات المتعددة التي كان يمكن طرحها في هذا النطاق.
غاية القول إن المخرج (وهذا ليس للتقييم) وسواه من المخرجين العرب قلّما عاينوا متاعب العمل السينمائي أو عالجوا الأزمات والأحداث التي تقع داخل الصناعة نفسها.
ما يتداوله النقاد والإعلام عموماً حول «أزمات الفيلم العربي» و«السينما العربية»، لا تعكسه معظم الإنتاجات العربية. آخر المحاولات كانت قبل نحو سنة عبر فيلم إيلي خليفة «قلتلك خلص»، حيث يحاول المخرج - الممثل، إقناع المنتجين بمشروعه المقبل ليجد أنهم يريدون فرض أفكارهم عليه.

براد بيت كما يظهر في «بابيلون»

موجة جديدة
مع خروج فيلم «بابيلون» (Babylon) جديد داميان شازِل إلى العروض السينمائية، تكتمل موجة حديثة من الأفلام الأميركية التي تتداول النظرة إلى تاريخ السينما في هوليوود عبر أعين مخرجيها. هي ليست المرّة الأولى في تاريخ هوليوود التي طُرحت خلالها هوليوود كقضية على الشاشة. فيلم «سنست بوليفارد» لبيلي وايلدر (1950)، و«السكين الكبير» (The Big Knife) لروبرت ألدريتش (1955)، من بين أمثلة متعددة لكيف اشتغلت بعض أفلام هوليود على موضوعها الشائك.
يُستبعد كذلك، الأفلام، من فترات متعددة، التي تناولت حكاياتها مواضيع حول سينمائيين يحاولون دخول هوليوود أو الحكايات التي تتخذ عاصمة السينما مكاناً لأحداثها مثل «The Big Picture» («الفيلم الكبير»، لكريستوفر غست، 1989)، و«Get Shorty» («اقبض على شورتي» لباري سوننفلد، 1995) أو حتى «مولهولاند درايف” (ديفيد لينش، 2001).
الموجة الجديدة تلقي نظرة فاحصة (قد لا تكون برّاقة) على هوليوود المخفية وراء هوليوود التي نعرفها. نتحدث عن «هايل سيزار» لجووَل وإيثان كووَن (2016)، و«مانك» لديفيد فينشر (2020)، و«ذات مرّة في هوليوود» لكونتِن تارنتينو (2019)، و«بلوند» لأندرو دومينيك (2022)، و«بابيلون» لداميان شازل (2022).
الحقب مختلفة لكنها، بالنسبة لهذه النماذج المساقة، تاريخية كما لو أن مخرجي هذه الأفلام وجدوا في الماضي ما يتلألأ تحت الرماد، أو، في المقابل، ما لا يُثير الاهتمام إذا ما كان الحديث عن هوليوود اليوم. هذا ربما موعده بعد بضعة عقود من اليوم.
هوليوود، بحد ذاتها، مثيرة للحبكات المختلفة. تستطيع أن تكتب حكاية بوليسية تقع أحداثها فيها أو كوميدية أو عاطفية أو تتخذها كموقع كارثة طبيعية. تستطيع أن تُمحور موضوعك حول شخصية محددة فيها، قد تكون شخصية مخرج أو كاتب أو ممثل. لكن ما يجمع الأفلام الواردة هي أن هوليوود التي نراها في هذه الأفلام هي المقصودة بذاتها حتى وإن بدا «بلوند» حديثاً عن مارلين مونرو كما أدّتها الكوبية آنا دي أرماس.

مارغوت روبي لعبت دور شارون تايت في «ذات مرة في هوليوود»

سقوط
هذا لأن حكاية مارلين مونرو هي نفسها حكايتها مع هوليوود وحكاية هوليوود معها، تماماً كما كان الحال في الفيلم المنسي «فرانسيس» لغرايم كليفورد (1982) الذي قصّة حياة ممثلة موهوبة قضت على مستقبلها الإشاعات والضغائن وعوملت بقسوة بالغة ليس من هوليوود وأركانها فقط، بل - ومثل حال مارلين مونرو - من والدتها، مما أدّى إلى إدخالها، عنوة، لمصح نفسي قضت فيه سنوات من شبابها وطموحاتها.
في «بلوند» لم يكترث المخرج دومينيك لسرد حكاية مارلين مونرو بمنأى عن محيطها الفني. سبق لأفلام ومسلسلات تلفزيونية أن قامت بهذه المهمّة متناولة حياتها الفنية ومتاهات حياتها الشخصية. دومينيك هو من ربط، أكثر من سواه وبوضوح لم يجرؤ عليه أحد ممن سردوا حكاية الممثلة الشقراء، بين متاعبها وبين الطريقة التي عاملت هوليوود هذه الموهبة كدمية أنثوية مثيرة. يذكر، بالأسماء، من اغتصبها ومن استغلّها ورئيس الجمهورية الذي كان يطلبها لكي تلبي رغبته الجنسية بينما يتحدّث في السياسة على الهاتف.
هوليوود ملتصقة بحياة مونرو على نحو موحٍ لحكايات كثيرة من المنوال نفسه ولمستوى من العلاقات التي خيّمت على مدينة الأحلام في ماضيها.
مثله، يلقى «بابيلون» لداميان شازل، نظرة فاحصة على تلك المدينة المزدحمة بالنوايا والثغرات التي تنسل منها النواحي والجوانب الإنسانية لتبدو المدينة كما لو أنها النموذج الحاضر لما يعرف بسدوم وعموره، المدينتين الوارد ذكرهما بالاسم في الإنجيل (وبالإيحاء في القرآن الكريم) كمثال على الفساد والسقوط الأخلاقي.
الفترة التي اختارها شازل هي نهاية العشرينات ومطلع الثلاثينات عندما تهاوت أحلام ممثلين وممثلات فشلوا في الوثوب من السينما الصامتة إلى الناطقة. ليس هذا موضوعه الوحيد، بل يشغل نفسه بمواضيع عدّة تحت سقف واحد: هوليوود التي كانت، في ذلك الحين، مرتع الشهوات وتداول المنافع الشخصية وانحداراتها ما بين الإدمان على الكحول والإدمان على المخدرات والجنس.
أشباح الموت
لا نجد في «مانك» لديفيد فينشر الحديث نفسه، لكن هذا لا يعني أنه لم يتطرّق لتاريخ هوليوودي شائك.
تقع أحداث هذا الفيلم في الأربعينات عندما كان المخرج أورسن وَلز على أهبة تحقيق فيلمه الروائي الطويل الأول «المواطن كاين». مفتاح الفيلم هو ركوب موجة الادعاء بأن هرمان مانكيفيتز، هو الذي كتب ذلك الفيلم الرائع وليس مخرجه. لكن معظم الفيلم استعادات لمرحلة حياة الكاتب في تلك الفترة، ومن خلالها يوجهنا المخرج فينشر لمعاينة هوليوود كما كانت ولطرح مشاكل التبعيات الدينية (هوليوود واليهود)، والسياسية كالانتخابات وصراع اليسار واليمين وسطوع شمس النازية في ألمانيا وكيف سكت رؤساء الاستوديوهات اليهود على ما كان يصيب يهود ألمانيا حتى لا يخسروا السوق الألمانية حينها (سبق لهذه الصفحة أن تناولت سياسة غض النظر الهوليوودية حيال النازية في الثلاثينات). يقدّم لنا الفيلم مانك وسط هذا التجاذب. هو كان مجهولاً لدى أرباب هوليوود ويُنظر إليه بهزء (في أحد المشاهد يناديه أحدهم بـ«مونكي ويتز»).
ينجح الفيلم في توظيف مشاهد الفلاشباك، لكنه يفقد قدراً من أهميّته قبيل النهاية. هو فيلم ضروري أكثر مما هو فيلم جيّد، لكن في مقابل كل تقصير هناك حسنات تُعين الفيلم على التحكم بمستواه. ولا ينفع كثيراً أن أولدمن، رغم تمثيله الجيد، أكبر سناً من الشخصية التي يؤديها بنحو 20 سنة.
أما فيلم «ذات مرّة في هوليوود» (Once Upon a Time in Hollywood) لكونتن تارنتينو فيستدير صوب فترة أخرى منتقلاً إلى الستينات مع أفول نجومية ممثلي أفلام الوسترن في الحقبة السابقة واضطرارهم للتوجه إما لمسلسلات تلفزيونية أميركية أو لبطولة أفلام سباغيتي وسترنز في إيطاليا.
بتناول ثلاثة محاور مختلفة ومتوازية، اثنان منها يدوران حول ممثل و«دوبليره» (ليوناردو دي كابريو وبراد بيت)، والثالث يدور حول الممثلة شارون تايت (مارغوت روبي) التي أجهضت أحلامها قبل أوانها بفعل المجزرة الشهيرة التي وقعت ضحية لها.
في محصلته هو عن أشباح موت متعددة المصادر والرؤوس: موت النجومية، وموت فترة من الحياة التي لا تعود، وموت شارون تيت، ومن ثَم الموت الأكبر الذي تجسده هوليوود كما كانت وكما لن تعود.
وكان الأخوان جووَل وإيتان كووَن حققا فيلماً في الفترة نفسها التي انطلق منها فيلم أندرو دومينيك «بلوند» وانطلق منها كونتن تارنتينو في «ذات مرّة في هوليوود». في ذلك الفيلم اختارا الخمسينات لعرض حكاية رئيس الإنتاج في أحد استوديوهات (جوش برولن) يواجه عدة مشكلات: بطل الفيلم التاريخي الذي تنتجه شركته (جورج كلوني) يتعرض لعملية خطف مقابل فدية. وهناك ممثل آخر، في فيلم آخر (شانينغ تاتوم) يخطط للجوء إلى الاتحاد السوفياتي. هذا لجانب مشكلات أخرى على رئيس الشركة مواجهتها.
لا بأس بالمنظور العام كون الفيلم يسبر جوانب تلك الفترة ويتعرض بالنقد الساخر إلى مسائل بعضها (كالخلاف بين يساريي هوليوود ويمينييها) كان موجوداً بحق.
ما هو مناقض للواقع شخصية مانيكس- برولن الناصعة على نحو شبه منفرد، إذ إن الشخصيات الأخرى تتبدّى سلبية كما حال الشخصية التي لعبتها سكارلت جوهانسن (ممثلة أنانية وعدائية)، وتلك التي أدّاها كلوني (ساذج وجبان)، وتاتوم (خائن لبلاده) ... إلخ.
للتذكير فقط، سبق للأخوين كووَن أن تعرّضا لهوليوود وبعض عناصر حياتها في «بارتون فينك» (1991) عن ذلك الكاتب النيويوركي الذي انتقل للعمل في هوليوود فوجد نفسه مثل سمكة خارج الماء.



اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.