المشهد : شائعات

TT

المشهد : شائعات

> يلاحظ اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن الإعلام بات لديه خيارات كثيرة تعفيه عن مجرد ملاحقة أخبار النجوم ونشر فضائحهم. نعم ما زال هذا الأمر موجوداً في كل مكان (ليس في أفغانستان أو كوريا الشمالية مثلاً، ولكن في معظم أنحاء العالم)، لكن منصّات المواقع الإعلامية لديها منافذ أخرى لكي تكبّر حجم كل شيء وتجعل منه قضية.
> في الأسبوع الماضي اضطرت الممثلة جايمي لي كيرتس التصدّي لأقوال انتقدت حضور الممثلين والممثلات اللذين «وصلوا إلى الشهرة على حساب شهرة آبائهم» (Nepotism). قالت إن هذا مقصود به الأذى. والحق معها، لكن مثل هذا الاتهام، لم يكن لينتشر سابقاً إلا على صفحات مجلة مثل «National Enquirer» أو «In Touch Weekly».
> إعلام الإنترنت يرفع كذلك من الجدال بين الفرقاء. محنة فيلم «Trust» الذي قُتلت فيه مديرة تصويره بفعل خطأ في المسدس الذي لم يكن جاهزاً للاستعمال الآمن، مضت لأسابيع طويلة قبل أن تهدأ (أو تفتر على الأقل).
> حالياً هناك قضية الممثلة ووبي غولدبيرغ، التي كانت طرحت ذات مرّة موضوع الهولوكوست وأن ما حدث لليهود على أيدي النازية لم يكن تصفية عرقية. طبعاً هي على خطأ في هذا الاعتبار. لكن الجدال حول ما قالت قبل عدة أشهر، وما تردد أنها قالت لصحيفة بريطانية قبل أيام لم يهدأ رغم اعتذارها.
> على الإنترنت كل واحد في العالم معرّض لأن يكون موضوع مشاهدة أو معارضة أو نقاش أو سخرية أو تندّر. رجل يجتاز الشارع المزدحم هرباً من كلب يطارده يصوّره آخر ويبعث به إلى النت. آخر يقف أمام الكاميرا وهو يرفع بأصبعه صحناً من السباغيتّي ينام على شهرة تنتهي قبل استيقاظه في اليوم التالي.
> عدا محو الخصوصية (التي تشارك بها الهواتف والكومبيوترات والكاميرات وكل شيء تقني) يسهل تداول الشائعات والأقاويل وتغييب الحقيقة الأم.
م. ر



«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
TT

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)

لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها، ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي «وين صرنا؟» الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، والذي لفت الأنظار خلال العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأمتين وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية، حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات، ثم رفح.

وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها، يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.

ويظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف الجوال وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.

وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دُمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: «يا الله... وين كنا ووين صرنا؟!».

وقالت الممثلة درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول، أمس (الجمعة)، في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان: «أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين... كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها».

وأضافت حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر؛ لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير، وشعب عظيم».

وينافس الفيلم ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني).