إضراب المعلمين يشل التعليم في السودان

المدارس تغلق أبوابها بكل أنحاء البلاد

طلاب إحدى المدارس خلال احتجاجات سابقة في الخرطوم (أ.ف.ب)
طلاب إحدى المدارس خلال احتجاجات سابقة في الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

إضراب المعلمين يشل التعليم في السودان

طلاب إحدى المدارس خلال احتجاجات سابقة في الخرطوم (أ.ف.ب)
طلاب إحدى المدارس خلال احتجاجات سابقة في الخرطوم (أ.ف.ب)

توقفت الدراسة بنسبة تقترب من 100 في المائة في غالبية ولايات السودان، لليوم الثاني على التوالي. وأغلقت المدارس الحكومية أبوابها أمام التلاميذ، بعد أن دخل المعلمون في إضراب شامل عن العمل، بسبب تجاهل مطالبهم بزيادة الأجور التي ظلوا يطالبون بها لأشهر دون أن تجد استجابة من الحكومة القائمة في البلاد.
ووفقاً لتقارير رصد «لجنة المعلمين» التي تقود الإضراب (غير حكومية)، لقي الإضراب تجاوباً كبيراً من المدارس الحكومية في العاصمة الخرطوم، وبقية ولايات البلاد. ووصف المتحدث الرسمي باسم اللجنة، سامي الباقر، الإضراب بأنه الأوسع في تاريخ البلاد، إذ تم بإجماع من المعلمين، على الرغم من محاولات السلطات وإدارات التعليم للتدخل في بعض الولايات، للتدخل لكسر الإضراب.
وكشف الباقر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن تلقي بعض المعلمين في مدارس بمدينة بربر، بولاية نهر النيل (شمال) تهديدات؛ لكنه أكد استمرار الإضراب بنسبة كبير في كل مدن الولاية.
وفي وقت سابق، أعلنت «لجنة المعلمين» الإضراب الشامل عن التدريس لمدة 3 أيام ينتهي اليوم، الخميس.
وقال الباقر إن اللجنة العليا للإضراب ستعقد بنهاية اليوم، الخميس، اجتماعاً لتقييم الإضراب ومناقشة المقترحات، والخروج بقرار مواصلته حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.
وأشار المتحدث باسم اللجنة، سامي الباقر، إلى أن اللجنة عقدت الأسبوع الماضي اجتماعاً مع وزير المالية، جبريل إبراهيم، الذي بدوره طلب أن يكون غير رسمي؛ حيث أكد الوزير على عدالة مطالب وحقوق المعلمين، ووعد بعقد اجتماعات بالإدارات العليا المختصة بالتعليم، للوصول إلى اتفاق ملزم لحل مسألة الأجور.
ومنذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، نفَّذت «لجنة المعلمين» إضراباً متقطعاً للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم؛ لكن استمرار التجاهل دفعهم للدخول في الإضراب الشامل.
ويطالب المعلمون برفع الحد الأدنى للأجور إلى 69 ألف جنيه، ما يعادل 120 دولاراً، وزيادة الإنفاق على التعليم بواقع 20 في المائة من الميزانية العامة للدولة، وزيادة علاوة القيمة الثابتة، بالإضافة صرف استحقاقات المعلمين السابقة، المتمثلة في بدل الملابس، والبديل النقدي، وفروقات الثلاثة أشهر.
ونشرت الصفحة الرسمية لـ«لجنة المعلمين» على «فيسبوك» صوراً وفيديوهات لعدد كبير من المدارس مغلقة الأبواب، في العاصمة الخرطوم ومدن وقرى الولايات الأخرى التي استجابت للإضراب.
وحسب رصد ومتابعة لجان العمل الميداني في «لجنة المعلمين»، أغلقت آلاف من المدارس الحكومية بمراحل التعليم الثلاث (الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية) بكل محليات ومدن ولايات السودان الـ18، بنسبة تقترب من 100 في المائة.
وكانت اللجنة قد دعت العاملين في التعليم في كل مدن وأرياف السودان للالتفاف لتحقيق مطالب المعلمين، وعدم الالتفات للوعود غير الجادة والتهديد من قبل السلطات لكسر الإضراب.
وفي 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، دفع المعلمون بمذكرة مطالب بالتزامن إلى الجهات المختصة في جميع ولايات السودان، لمعالجة قضايا التعليم بشكل شامل.
ويعاني المعلمون في السودان أوضاعاً اقتصادية وظروفاً معيشية صعبة، بسبب تدني المرتبات وضعف الخدمات المقدمة من قبل الدولة، بالإضافة إلى تدهور بيئة التعليم، جراء السياسات والأزمة السياسية بشكل عام في البلاد، وانعكاسها على كل القطاعات، وعلى وجه الخصوص قطاع التعليم.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
TT

السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

علقت الحكومة السودانية مشاركتها في نظام عالمي لرصد الجوع قبيل صدور تقرير من المتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، وهي خطوة من المرجح أن تقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.

وفي رسالة بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول)، قال وزير الزراعة بالحكومة السودانية إنها علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي «بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته». ومن المتوقع أن ينشر التصنيف اليوم الثلاثاء تقريرا يفيد بأن المجاعة انتشرت في خمس مناطق في السودان وقد تمتد إلى 10 مناطق بحلول مايو (أيار)، وفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز.

وجاء في الوثيقة «يمثل هذا تفاقما وانتشارا لم يحدثا من قبل لأزمة الغذاء والتغذية، نتيجة الصراع المدمر وضعف وصول المساعدات الإنسانية».