باكستان تتخوف من موجة أكبر من الهجمات الإرهابية خلال الأيام المقبلة

طالبان و«داعش-خراسان» والانفصاليون بإقليم بلوشستان الخطر الأكثر ترجيحاً

مسؤول أمني باكستاني يفحص مواطنين عند نقطة تفتيش على جانب الطريق خارج فندق ماريوت في إسلام آباد بعد إنذار أمني «إ.ب.أ»
مسؤول أمني باكستاني يفحص مواطنين عند نقطة تفتيش على جانب الطريق خارج فندق ماريوت في إسلام آباد بعد إنذار أمني «إ.ب.أ»
TT

باكستان تتخوف من موجة أكبر من الهجمات الإرهابية خلال الأيام المقبلة

مسؤول أمني باكستاني يفحص مواطنين عند نقطة تفتيش على جانب الطريق خارج فندق ماريوت في إسلام آباد بعد إنذار أمني «إ.ب.أ»
مسؤول أمني باكستاني يفحص مواطنين عند نقطة تفتيش على جانب الطريق خارج فندق ماريوت في إسلام آباد بعد إنذار أمني «إ.ب.أ»

تخشى الحكومة الباكستانية وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية خلال الأيام المقبلة، على خلفية تهديدات عديدة تظهر بشكل متزامن في البلاد. ويبدو أن الهجوم الانتحاري في إسلام آباد، والانفجار الذي تم بقنبلة في إقليم بلوشستان، والذي أسفر عن مقتل جنود باكستانيين، مجرد بداية لموجة أكبر من الهجمات الإرهابية التي يخشاها كثيرون.
ويمثل كل من حركة «طالبان-باكستان» وتنظيم «داعش-خراسان» في شمال غربي البلاد، والانفصاليين بإقليم بلوشستان في جنوب غربي البلاد، الخطر الأكثر ترجيحاً على الأمن الداخلي لباكستان. ويعتقد خبراء أن مستوى الخطر قد وصل إلى مستوى جديد إذا ما تم النظر إليه في ضوء بدء تلك الجماعات التعاون فيما بينها، حيث ربما تخطط بشكل مشترك لتنفيذ هجمات إرهابية.
وهناك مؤشرات قوية توضح تعاون الانفصاليين في إقليم بلوشستان مع حركة «طالبان-باكستان»، والتي بدورها تتعاون مع تنظيم «داعش-خراسان» في التخطيط للهجوم على مراكز حضرية في باكستان، فضلاً عن قوات الأمن الباكستانية. هناك مؤشرات متنامية باتجاه شنّ حركة «طالبان-باكستان» حالياً هجمات في المناطق الجنوبية من البلاد، التي كانت معقل الانفصاليين في إقليم بلوشستان. وقال مسؤولون إن لديهم معلومات استخباراتية تشير إلى تعاون كل من حركة «طالبان-باكستان» والانفصاليين في بلوشستان. وبالمثل تتعاون أيضاً حركة «طالبان-باكستان» مع تنظيم «داعش-خراسان».
لطالما تم وصف إعادة إحياء حركة «طالبان-باكستان»، في أعقاب صعود حركة طالبان في أفغانستان إلى السلطة في كابل، بأنها الخطر الأكبر على الأمن الداخلي للبلاد. مع ذلك هناك تباين في الآراء المتعلقة بهذا الشأن. دائماً ما تدعم القوى السياسية المعارضة في باكستان العمليات العسكرية ضد حركة «طالبان-باكستان»؛ للقضاء على هذا التهديد.
وهناك خطر آخر متعلق بالأمن الداخلي مصدره متمردو بلوشستان الذين يقودون حركة تمرد في إقليم بلوشستان ضد المؤسسة الأمنية الباكستانية. كذلك يمكن أن يصبح الانهيار الاقتصادي، بحسب الخبراء، خطراً آخر على الأمن الداخلي للبلاد ووحدتها، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لإنعاش الاقتصاد، وذكر مسؤولون أن الحكومة الباكستانية سوف تعلن عن أجزاء من سياسة الأمن الداخلي ليتم عرضها على الرأي العام.
وتواجه باكستان حالياً تهديداً متشعباً ومتعدد المصادر لأمنها الداخلي. وقد بدأ الإعلام الباكستاني بالفعل مناقشة كيفية التعامل مع الموقف الناتج عن تعاون حركة «طالبان-باكستان» مع الانفصاليين في إقليم بلوشستان.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.