توقع المخرج السعودي توفيق الزايدي، أن تصل إيرادات صالات السينما السعودية مع اقتراب نهاية العام 2022 إلى ما يقارب المليار ريال سعودي، بعد أن تخطت حاجز الـ900 مليون ريال نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبته السعودية في صناعة السينما بعد دخولها كمتلقٍّ في عام 2018.
وبيّن الزايدي لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية أصبحت بيئة مناسبة لصناعة الأفلام، مشيراً إلى أن دخولها مجالات السوق السينمائية بدءاً من بناء الصالات السينمائية، وصولاً إلى إقامة مهرجانات متخصصة، مثل «البحر الأحمر السينمائي» سنويّاً في جدة؛ غيّر معادلة الوضع.
وكشف الزايدي، أن فيلمه «نوره» الذي أخرجه وكتب السيناريو الخاص به، وصوّره في قرية صغيرة تابعة لمدينة العلا الأثرية، في مرحلة ما بعد الإنتاج، وقال إنه اختار العلا لتكون خلفية جغرافية لتصوير فيلمه الروائي الطويل؛ لأنه يرى أن الفيلم والعلا التي تُعد متحفاً فنياً يحكي تراثاً إنسانياً عريقاً، يتشابهان في رواية علاقة الإنسان بالفن.
وتدور أحداث الفيلم، الذي شارك فيه يعقوب الفرحان وماريا بحراوي وعبد الله السدحان، وغيرهم، بين «نادر» الفنان الذي تخلى عن الرسم وانتقل لتعليم أطفال قرية في غرب السعودية، و«نوره» الشابة التي تعيش مع شقيقها الصغير «نايف» حياة مستقلة، بعيداً عن أولياء الأمر الذكور بعد أن تُوفي والداهما في حادث سير عندما كانت طفلة، وتكتشف «نوره» أن «نادر» فنان، وتبدأ أحداث الفيلم تتناول علاقة اكتشاف فني بين «نادر» و«نوره»، وبينما يوقظ إلهام «نادر» الفني، يعرّف «نوره» على عالم من الاحتمالات خارج القرية.
السينما في منظور الزايدي هي إعادة كتابة الواقع، من خلال صنع عالم والعيش فيه، والسبب الذي جعله يميل إلى إخراج الأفلام هو شغفه برواية وسرد القصص بطريقة بصرية؛ لأنه يرى أن اللغة البصرية للفيلم السينمائي هي لغة إنسانية عالمية ومفتاح لفهم المعاني والرسائل المطروحة من قبل المخرج. بدأ الزايدي مسيرته الفنية من عمر 12 عاماً عندما كان يصور بكاميرته الخاصة مباراة كرة القدم التي يخوضها أبناء حارته وقت العصرية، في أحد الأزقة، وبعد انتهائها يقوم بالمونتاج واختيار الموسيقى المناسبة لها، ومن ثم انتظار أصدقائه بعد صلاة العشاء لمشاهدة الفيلم الذي صنعه، ورغم هذه المهارة التي أتقنها الزايدي في هذه السن المبكرة، فإنه لم يكن يعلم أن ما يقوم به هو أول صعود له على درج صناعة الأفلام السينمائية.
تجدر الإشارة إلى أن الزايدي بدأ في إخراج أفلامه الخاصة القصيرة في عام 2006، ويعدّ عضواً رائداً ومؤثراً في موجة السينما الجديدة في المملكة؛ إذ فاز فيلمه القصير «الجريمة المثالية» بجائزة أفضل مونتاج في مهرجان «جدة السينمائي» عام 2007، كما فاز فيلمه «الصمت» بجائزة الخليج للأفلام القصيرة في مهرجان «مسقط السينمائي الدولي» عام 2009، وعرض في أكثر من 20 دولة في العالم واختير من قبل المنظمة الأميركية «نحن نحدث هنا» لعرضه ضمن مكتبتهم الخاصة.
وفي عام 2014، كتب وأخرج فيلم «أربعة ألوان» بدعم من «Two Four 54» في الإمارات العربية المتحدة. وعُرض الفيلم في مهرجان «دبي السينمائي الدولي»، وظهر في سوق دبي السينمائي، وفي عام 2015 كتب وأخرج فيلم «الآخر» بتمويل من مؤسسة «مسك»، وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان «الرياض السينمائي» 2016، وشارك فيه الممثل السوري البارز محمد القص، والممثل السعودي مشعل المطيري.
15:2 دقيقه
المخرج توفيق الزايدي لـ «الشرق الأوسط» : فيلم «نوره» يشبه العلا في علاقته بالإنسان والفن
https://aawsat.com/home/article/4065376/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%80-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%C2%AB%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%87%C2%BB-%D9%8A%D8%B4%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D9%87
المخرج توفيق الزايدي لـ «الشرق الأوسط» : فيلم «نوره» يشبه العلا في علاقته بالإنسان والفن
- جدة: أسماء الغابري
- جدة: أسماء الغابري
المخرج توفيق الزايدي لـ «الشرق الأوسط» : فيلم «نوره» يشبه العلا في علاقته بالإنسان والفن
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة