«الحرية والتغيير» السوداني يرسل وفوداً إلى 6 دول لشرح «الاتفاق الإطاري»

الأمن يمنع متظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي

جانب من مسيرة في الخرطوم تطالب بالحكم المدني 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
جانب من مسيرة في الخرطوم تطالب بالحكم المدني 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

«الحرية والتغيير» السوداني يرسل وفوداً إلى 6 دول لشرح «الاتفاق الإطاري»

جانب من مسيرة في الخرطوم تطالب بالحكم المدني 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
جانب من مسيرة في الخرطوم تطالب بالحكم المدني 19 ديسمبر (أ.ف.ب)

تستعد قيادات تحالف «الحرية والتغيير»، أكبر فصائل المعارضة في السودان، لإرسال وفود في جولة خارجية إلى عدد من الدول العربية والأفريقية لحشد الدعم الإقليمي لـ«الاتفاق السياسي الإطاري» الذي وقّعه التحالف في 5 من الشهر الحالي مع قادة الجيش، ويهدف إلى تأسيس حكومة مدنية تتولى إدارة مرحلة انتقالية، مدتها 24 شهراً، تنتهي بعقد انتخابات برلمانية.
وقال عضو المجلس المركزي في التحالف، شريف محمد عثمان، لـ«الشرق الأوسط»، إن وفداً من التحالف سيبدأ جولة خارجية مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، لزيارة كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وقطر وإثيوبيا وتشاد وجمهورية جنوب السودان. وأضاف أن الهدف من الجولة مناقشة سبل دعم «الاتفاق الإطاري» والمساهمة في دعم الوصول إلى اتفاق نهائي لإنهاء الأزمة السياسية الحالية في السودان. وأشار عثمان إلى أن لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية في تحالف «الحرية والتغيير» تجري الترتيبات اللازمة لتسمية القيادات التي ستقود الوفود إلى تلك الدول.
وتشارك السعودية والإمارات في «الآلية الرباعية» التي تضم أيضاً الولايات المتحدة وبريطانيا، في قيادة الوساطة بين العسكريين والمدنيين، التي أحدثت اختراقاً كبيراً في الانسداد السياسي في السودان، عبر التوصل إلى تفاهمات بين قادة الجيش وقيادات «الحرية والتغيير»، انتهت بتوقيع «الاتفاق الإطاري» الذي من المقرر أن يتحول إلى اتفاق نهائي بعد معالجة بعض القضايا العالقة.
ومن المزمع أن تلتقي قيادات «الحرية والتغيير» بالمسؤولين في تلك الدول لإطلاعهم على آخر التطورات الراهنة في السودان، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي، الذي يتوقع أن يتم إعلانه نهاية يناير المقبل. ويمهد «الاتفاق الإطاري» لإنهاء تولي العسكريين السلطة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وشرع «التحالف» في التحضير لعقد ورش عمل حول القضايا المؤجلة التي تحتاج إلى مزيد من النقاش قبل التوصل لاتفاق نهائي، تنطلق خلال الأيام المقبلة، بمشاركة واسعة من أصحاب المصلحة. وأبرزها هذه القضايا؛ ملف العدالة الانتقالية، ومراجعة اتفاقية «جوبا للسلام»، وعملية الإصلاح للقطاعات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى الوصول إلى صيغة جديدة لتصفية نظام الرئيس المعزول عمر البشير، الذي حكم البلاد 30 عاماً.
ونصّ «الاتفاق الإطاري» على ابتعاد الجيش عن العمل السياسي، ودمج قوات «الدعم السريع» والحركات المسلحة الموقعة على «اتفاق جوبا»، في جيش وطني موحّد، ووضع كل الجيوش تحت سلطة رأس الدولة المدني. ويجد الاتفاق الإطاري معارضة من حركة «العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم و«حركة تحرير السودان» بزعامة مني أركو مناوي، بجانب الحزب الشيوعي و«لجان المقاومة».
في غضون ذلك، خرجت أمس مظاهرات في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى تطالب بالحكم المدني وإبعاد الجيش عن السياسة للتفرغ لمهامه الأمنية. لكن قوات الأمن تصدت لها بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والمياه الحارقة، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة. وقال عدد من المتظاهرين إن الشرطة استخدمت عنفاً مفرطاً تجاه أعداد كبيرة من المتظاهرين، وحالت دون عبورهم جسر النيل الأبيض إلى داخل الخرطوم والوصول إلى القصر الرئاسي.
وكانت لجان المقاومة، التي تقود الحراك الشعبي، قد دعت إلى مسيرة مليونية أمس تتوجه إلى القصر الجمهوري، استبقتها السلطات بإغلاق عدد من الجسور التي تربط مدن العاصمة المثلثة (الخرطوم، بحري، أم درمان) ونشر مئات من الجنود والسيارات المدرعة في المداخل الرئيسية. وتطالب لجان المقاومة بتنحي الجيش عن السلطة والعودة إلى الثكنات، وتشكيل حكومة مدنية، كما ترفض أي تفاوض أو شراكة تمنح العسكريين شرعية للاستمرار في السلطة.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.