تركيا لتمديد نفوذها في "الساحل والصحراء" الأفريقي

أبرمت اتفاقية لتطوير "العلاقات البحرية" مع دولة تشاد "الحبيسة"

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ ف ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ ف ب)
TT

تركيا لتمديد نفوذها في "الساحل والصحراء" الأفريقي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ ف ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ ف ب)

جدد تصديق البرلمان التركي أخيرا على اتفاقية عسكرية مع تشاد، طرح أسئلة عن الدور التركي المتنامي في القارة الإفريقية عموما، وفي منطقة الساحل والصحراء على وجه الخصوص، في وقت تشهد فيه المنطقة تراجعا للنفوذ الغربي، ونشاطا متصاعدا لتنظيمات إرهابية، وجماعات مسلحة".
ورغم محاولات المعارضة التركية الهجوم على الاتفاقية من زاوية تضمنها "تعزيز العلاقات البحرية والتنسيق المشتركة في مواجهة القرصنة"، في حين أن تشاد من الدول الحبيسة التي لا سواحل لها، إلا أن خبراء تحدثوا إلى "الشرق الأوسط" أكدوا أهمية الاتفاقية في تعزيز الحضور التركي بالمنطقة، وتقديم أنقرة لنفسها "بديلا لقوى دولية يتراجع نفوذها" بالغرب الأفريقي.
وأثارت اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين تركيا وتشاد جدلاً في لجنة الشؤون الخارجية، إذ انتقد نواب ينتمون لأحزاب معارضة الاتفاق، ووصفوه -بحسب تقارير إعلامية تركية- بـ"غير الجاد"، وتمت كتابته باستخدام تقنية "النسخ واللصق"، لأنه لا يوجد بحر في تشاد، يبرر توقيع اتفاقا لتعزيز التعاون البحري ومواجهة القرصنة.
وبحسب التقارير ذاتها، دافعت الخارجية التركية عبر ممثلها في المناقشات البرلمانية عن الاتفاقية، مؤكدة أنها "نمطية"، ولفتت إلى أنه"سبق لتركيا أن وقعت اتفاقية تعاون بحري مع زامبيا، وهي دولة أفريقية حبيسة أيضا".
إلى ذلك، أكد الباحث السياسي التشادي، علي موسى، أهمية الاتفاق العسكري التركي- التشادي، لافتا إلى أن توقيته "يضاعف من أهميته" فثمة قلق متنام لدى تشاد وبقية دول الساحل والصحراء من تداعيات انسحاب العديد من الدول الأوروبية العاملة في إطار عملية "برخان"، بما يعنيه ذلك من تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية للجماعات المرتبطة بتنظيمات مثل "داعش" و"القاعدة".
وأوضح في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" أن هذا الاتفاق يعزز الوجود التركي، وهو "وجود ملموس في المنطقة منذ عدة سنوات، ويزداد اتساعا وعمقا" لاسيما مع تراجع النفوذ الأوروبي، وتزايد المشاعر المناهضة للقوى الاستعمارية القديمة، الأمر الذي يفتح الباب أمام قوى إقليمية ودولية أخرى غير محملة بالإرث الاستعماري القديم كالصين وروسيا وتركيا.
وأضاف أن الاتفاق بين نجامينا وأنقرة "ربما يعزز تقارير سابقة عن وجود مفاوضات جادة للاعتماد على الصناعات العسكرية التركية، وبخاصة في مجال المسيرات، والتي يمكن التعويل عليها في المعارك التي يخوضها الجيش التشادي ضد التنظيمات الإرهابية".
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي التشادي، محمد إدريس ديبي، قام بزيارة رسمية إلى تركيا في 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أعلن الأخير أن بلاده مستعدة لتطوير التعاون العسكري والأمني مع نجامينا، والتي تواجه تهديدات كبيرة من قبل العديد من التنظيمات الإرهابية وجماعات المعارضة المسلحة.
وخلال زيارة ديبي إلى أنقرة، تم التوقيع على عدة اتفاقيات ثنائية في مجالات الزراعة والدبلوماسية والتعليم، وقال أردوغان إن بلاده "مصرة على تقوية العلاقات مع تشاد في كل المجالات"، وأضاف أن هدف تركيا الجديد يتمثل في وصول حجم التجارة الثنائية إلى 200 مليون، وفي مرحلة أخرى إلى 500 مليون دولار.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انتهاء عملية "برخان" لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، ذاكرا أن استراتيجية فرنسية تجاه القارة الإفريقية ستكون جاهزة خلال ستة أشهر، مع استمرار الدعم الفرنسي للدول الإفريقية وفقا للمبادئ التي سيتم تحديدها معهم.
من جهتها، أشارت الدكتورة أماني الطويل، الباحثة المصرية المختصة في الشؤون الأفريقية، إلى أن الاتفاق بين تشاد وتركيا، يأتي في إطار محاولات أنقرة الحثيثة من أجل توسيع نفوذها العسكري أفريقيا شرقا وغربا على حد سواء، لافتة إلى أن تركيا تملك في قاعدة عسكرية ولديها برامج تدريبية للجيش الصومالي، كما حاولت أنقرة في السودان الحصول على إحدى الجزُر في زمن الرئيس السابق عمر البشير، ولكنها أخفقت".
وأوضحت الطويل لـ"الشرق الأوسط" أن السياسة التركية في غربي أفريقيا تعتمد في الأساس على الآليات الاقتصادية والدينية عبر عامل الدين الإسلامي المشترك مع دول غربي القارة، إلا أن التحولات الأمنية والسياسية التي تشهدها دول المنطقة "ربما تدفع أنقرة إلى البحث عن دور أكثر فاعلية في المنطقة، يتجاوز مرحلة العلاقات الاقتصادية، ولعب دور عسكري وأمني أكبر، في منطقة تشهد هشاشة واضطرابات متواصلة".
وأضافت أن تركيا عملت على تعزيز وجودها في أفريقيا عبر العديد من الخطوات على مدى العقدين الماضيين، إذ خصصت عام 2005 ليكون عام أفريقيا في تركيا، وحصلت كذلك على صفة مراقب بالاتحاد الأفريقي، واختيرت في 2008 شريكا استراتيجيا للاتحاد الأفريقي، وهو ما وفر للشركات والمؤسسات التركية التواجد بقوة في العديد من الأقاليم الأفريقية، كما وقعت اتفاقيات أمنية مع بعض دول القارة، وفي مقدمتها ليبيا، التي تحظى فيها بنفوذ كبير.
يذكر أن أنقرة استضافت في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي قمة تركية أفريقية هي الثالثة من نوعها، اشترك فيها، 16 رئيس دولة وحكومة، بجانب 102 وزير أفريقي بينهم 26 وزيرا للخارجية، فيما أفادت تقديرات غير رسمية أن تركيا لديها 37 مكتبا عسكريا في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.