كندا تصنّف الأطباق ببصمتها الكربونية لتوعية الطلاب بالآثار البيئية

طلاب جامعة مونتريال يطلعون على سعر كل صنف غذائي (جامعة مونتريال)
طلاب جامعة مونتريال يطلعون على سعر كل صنف غذائي (جامعة مونتريال)
TT
20

كندا تصنّف الأطباق ببصمتها الكربونية لتوعية الطلاب بالآثار البيئية

طلاب جامعة مونتريال يطلعون على سعر كل صنف غذائي (جامعة مونتريال)
طلاب جامعة مونتريال يطلعون على سعر كل صنف غذائي (جامعة مونتريال)

بات في إمكان طلاب جامعة مونتريال للتقنيات المتعددة، منذ فترة قريبة الاطلاع بجانب سعر كل صنف غذائي على بصمته الكربونية، في إطار مبادرة توعوية تقدم معلومات مفاجئة لكثيرين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقول الطالبة في الهندسة الكيميائية إليزابيت لابونتيه «لقد فوجئت عندما رأيت أن طبقاً مكوّناً من اللحم حاز تصنيفاً أفضل من طبق نباتي».
وتحصل 3 أطباق ساخنة يوم الخميس من كل أسبوع، على تصنيف يراوح بين A وF، بما يوازي «مروحة معينة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون»، على ما يوضح باتريك سيغانا من مكتب التنمية المستدامة في الجامعة الكندية.
وتؤكد الطالبة ماري لوريو البالغة 22 عاماً، أن هذه المبادرة «من شأنها أن تساعد الطلبة على تحديد الأفضل للبيئة»، مقترحة تقليص أسعار الأطباق الأقل تلويثا للبيئة.
ويلفت دانييل فرنانديز، طالب الماجستير الذي يستعد لتناول شطيرة باللحم تحمل تصنيف B مقارنة بشطيرة فوكاتشا بالخضراوات نالت علامة D بسبب احتوائها على الجبن، إلى أن «التغيير الحقيقي في العقلية لدينا، يجب حقاً أن نعي هذا المعيار».
ولاحتساب البصمة الكربونية لكل طبق، استعانت الجامعة بمحللين من المركز المرجعي الدولي لتحليل دورة الحياة والانتقال المستدام، الواقع على بعد نحو مائة متر فقط من الحرم الجامعي.
واحتسب فريق صغير من الباحثين والطلبة البصمة الكربونية لكل مكوّن، «بالاستناد إلى قواعد بيانات تم تطويرها خلال دراسات سابقة».
ويوضح المدير العام المساعد لمركز البحوث فرنسوا سونييه «الأمر يبدأ فعلاً من الحقل، أي من لحظة زرع النبتة، وصولاً إلى تقديم الطبق في الكافيتريا».
ويضيف الباحث «بعض النتائج تدفع المستهلك إلى طرح تساؤلات، وهذا يكسر أفكاراً متوارثة»، متوقفاً عند البصمة الكربونية المرتفعة للجبن والأرز «الذي يشكل مصدراً مهماً لانبعاثات الميثان».
وتذكّر المحللة في الزراعة والأنظمة الغذائية لدى شركة «إكيتير» كارول آن لابيار، أن النظام الغذائي (بما يشمل إنتاج الأطعمة وتغليفها وتوزيعها)، يمثل «المصدر الأول لانبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي».
رغم أن المشروع المقام في الجامعة الواقعة بمقاطعة كيبيك فريد من نوعه في كندا، ظهرت مبادرات مشابهة في بعض المطاعم البريطانية أو في جامعة فرنسية سنة 2019.


مقالات ذات صلة

«كاوست»: «الربع الخالي» كان موطناً لأنهار ومروج خضراء

بيئة أدى تراجع الأمطار قبل 6 آلاف عام إلى تحوّل المنطقة مجدداً لبيئة قاحلة (واس)

«كاوست»: «الربع الخالي» كان موطناً لأنهار ومروج خضراء

كشفت دراسة بحثية علمية حديثة أن «الربع الخالي»، أكبر صحراء رملية متصلة في العالم لم تكن في الماضي كما نعرفها اليوم أرضاً جافة وقاحلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الظبي الرملي من الأنواع الأصيلة في السعودية المعرضة للانقراض (واس)

ولادة أول ظبي رملي لموسم ربيع 2025 في السعودية

احتفت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية بولادة أول ظبي رملي لموسم ربيع 2025، ليصل بذلك إجمالي عدد الظباء الرملية التي وُلدت في المحمية إلى 94 مولوداً.

«الشرق الأوسط» (تبوك)
بيئة تضاعف معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى 30 عاماً حيث ارتفع مستواه عالمياً بمقدار 10 سنتيمترات منذ بدء تسجيل بيانات ارتفاع المحيطات عبر الأقمار الاصطناعية في عام 1993 (رويترز)

«ناسا»: مستويات سطح البحار ارتفعت أكثر من المتوقع عام 2024

ارتفعت مستويات سطح البحار على مستوى العالم في عام 2024 أكثر من المتوقع بسبب التمدد الحراري لمياه البحار وذوبان الصفائح والأنهار الجليدية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لي زيلدين مدير وكالة حماية البيئة الأميركية حالياً يظهر أمام لجنة البيئة والأشغال العامة في مجلس الشيوخ الأميركي في مبنى الكابيتول واشنطن 16 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وكالة الحماية البيئة الأميركية تلغي منحاً بقيمة 20 مليار دولار

ألغت وكالة حماية البيئة الأميركية اتفاقيات مِنح تعود إلى فترة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قيمتها 20 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تستهدف السعودية زراعة أكثر من 100 مليون شجرة مانجروف (واس)

المانجروف والسواحل السعودية... جهود متواصلة لزراعة 100 مليون شجرة

برزت عدة حملات لزراعة أكثر من 10 آلاف شتلة على سواحل 5 مناطق في السعودية، تزامناً مع اليوم العالمي للأراضي الرطبة، بمشاركة لافتة من قبل المتطوعين.

غازي الحارثي (الرياض)

انطلاقة «أفلام السعودية»... رؤية جديدة تتجاوز التصنيفات التقليدية

يتناول المهرجان في دورته الجديدة سينما الهويّة ويقدم تأملات على تجارب سينمائية (الشرق الأوسط)
يتناول المهرجان في دورته الجديدة سينما الهويّة ويقدم تأملات على تجارب سينمائية (الشرق الأوسط)
TT
20

انطلاقة «أفلام السعودية»... رؤية جديدة تتجاوز التصنيفات التقليدية

يتناول المهرجان في دورته الجديدة سينما الهويّة ويقدم تأملات على تجارب سينمائية (الشرق الأوسط)
يتناول المهرجان في دورته الجديدة سينما الهويّة ويقدم تأملات على تجارب سينمائية (الشرق الأوسط)

يعود مهرجان أفلام السعودية بدورته الحادية عشرة، هذا المساء، برؤية تتجاوز حدود العرض، ليطرح أسئلة أعمق حول ماهية السينما، ومكانة الهوية، وعلاقة الفن بالجمهور. النسخة الجديدة من المهرجان لا تحتفل فقط بأفلام محلية وإقليمية، بل تضع المهرجان منصةً لإعادة النظر في مفاهيم راسخة، من بينها التصنيفات التقليدية بين السينما النخبوية والسينما التجارية، وتأملات في تجربة السينما اليابانية ذات الطابع المختلف.

المهرجان الذي تُنظمه «جمعية السينما»، بالشراكة مع «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء)، ودعم هيئة الأفلام، أصبح احتفالية سنوية ينتظرها عشّاق السينما، وتقدم دورته الحادية عشرة الأعمال السينمائية التي حصلت على حضور لافت، لمراجعتها، وطرح التساؤلات حولها، بما يشبه الاحتفاء بهذه التجارب، وما تعكسه من تقدم في صناعة الأفلام السعودية.

ينطلق المهرجان في مركز مسرح مركز «إثراء» مساء الليلة على مدى 7 أيام حافلة بالسينما (الشرق الأوسط)
ينطلق المهرجان في مركز مسرح مركز «إثراء» مساء الليلة على مدى 7 أيام حافلة بالسينما (الشرق الأوسط)

رؤية فنيّة

عن الرؤية الفنية للدورة الجديدة، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» مدير المهرجان أحمد الملا، موضحاً أن مما يُميز هذه الدورة تزامنها مع عدد الأفلام التي حصدت حضوراً جماهيرياً في دور السينما، مضيفاً: «يحاول مهرجان أفلام السعودية، من خلال البرامج المقدمة بالمهرجان، تجاوز التصنيفات التقليدية التي لطالما قسمت السينما إلى (نخبوية) و(جماهيرية)». ويرى أن هذه الرؤية لم تعد ملائمة للمشهد السينمائي السعودي، بل قد تكون عائقاً أمام تطوره.

ويشير الملا إلى أن هناك أفلاماً فنية استطاعت أن تصل إلى الجمهور بكل شرائحه، والمهرجان يُحاول أن يقدمها من خلال طرح السؤال: «كيف استطاعت ذلك؟»، ويتابع: «هذا دليل على أن هذه فكرة تقسيم الأفلام إلى فنية وأخرى تجارية، غير صحيحة، ويجب أن يُعاد النظر فيها»، مستشهداً بأفلام مثل هوبال ومندوب الليل، اللذين استطاعا كسر هذه الفكرة، بالمزاوجة بين الفيلم الفني والإيرادات العالية في شباك التذاكر.

ويؤكد الملا أن عزل الفيلم الفني عن التجاري يُعد تصنيفاً خطيراً وغير دقيق، باعتبار أن الفيلم الجيد قادر على تحقيق المعادلة بين الفن والإيرادات. كما يُنبه الملا بأن غالبية الأعمال السعودية تنجذب إلى الماضي والتراث، ونسبة قليلة منها تذهب نحو المستقبل والحاضر، ما يراه يطرح السؤال الجوهري في هذا السياق: لماذا؟

مدير المهرجان أحمد الملا (الشرق الأوسط)
مدير المهرجان أحمد الملا (الشرق الأوسط)

هويّة السينما

ويتنقل الملا في حديثه إلى محور الدورة الجديدة «سينما الهويّة»، موضحاً أن كثيراً من الأسئلة الفلسفية تستوقف الفنان، ويردف: «الفكرة والتفكر أمران مهمان لصناع الأفلام، ومن خلالهما تثار أسئلة مختلفة مثل: لماذا تشكلت هذه الحالة السينمائية؟ ما مبررات اختيار هذه الأزمنة تحديداً؟ ونحو ذلك، لأن الفكرة والتفكر من الضروري أن يكونا حاضرين في كل تجربة سينمائية واعية».

ويتابع الملا حول انتقال هذه الفكرة إلى تساؤلات الهوية، وكيفية تقديمها، قائلاً: «الهويّة ليست فقط ملمحاً ظاهرياً أو سطحياً، بل تتطلب أن تظهر بعمق في الفيلم، ويقدم المهرجان عروض أفلام من دول كثيرة، تناولت مضمون سينما الهوية بشكل مختلف». ويختتم حديثه بالقول: «المهرجان لا يُنتج ولا يتخذ مساراً، هو يطرح أسئلة وأفكاراً، ويفتح لصناع الأفلام الأفق للتفكر والتساؤلات».

المهرجان يعد حدثاً سنوياً ينتظره عشاق السينما في السعودية (الشرق الأوسط)
المهرجان يعد حدثاً سنوياً ينتظره عشاق السينما في السعودية (الشرق الأوسط)

برنامج المهرجان

ويُعدُّ المهرجان أقدم مهرجان سينمائي في السعودية؛ حيث انطلقت أولى دوراته عام 2008، ليصبح لاحقاً منصة محورية لدعم السينما السعودية وتعزيز مكانة صُنّاعها من خلال العروض والمنافسات والبرامج المتخصصة.

وتأتي هذه الدورة تحت عنوان: «سينما الهوية»؛ حيث يُركّز المهرجان على تقديم أفلام تعبّر عن الذات الفردية والجماعية، إلى جانب تسليط الضوء على تجارب عربية وعالمية مماثلة. وتتوزع العروض على عدد من المسابقات: الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة، والأفلام الوثائقية، إضافة إلى برنامج خاص بعنوان «أضواء على السينما اليابانية»، وعروض موازية تدعم التنوع الفني.

كما تحتضن دورة هذا العام أيضاً «سوق الإنتاج»، التي توفّر منصة للتواصل بين المنتجين والمخرجين والمستثمرين، وتضم 22 جهة عارضة، إلى جانب برامج توقيع الكتب، والندوات الثقافية، وغرف العرض الخاصة، ولقاءات الخبراء. ويستقبل المهرجان ضيوفه على السجادة الحمراء في حفلي الافتتاح والختام، كما يُنظّم يومياً لقاءات مفتوحة تجمع الجمهور بصنّاع الأفلام المشاركين لالتقاط الصور وتبادل الحوارات، في تجربة حية تقرّب الجمهور من كواليس الصناعة، وذلك طيلة أيام المهرجان السبعة؛ حيث يسدل الستار عن فعالياته مساء الأربعاء المقبل.