«نتفليكس» تسعى إلى بناء جسر للمحتوى العربي مع العالم

نهى الطيب: المنطقة غنية بالمواهب... وطموحنا المساهمة في دور محوَري بالمجتمعات الإبداعية

نهى الطيب رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في «نتفليكس»
نهى الطيب رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في «نتفليكس»
TT

«نتفليكس» تسعى إلى بناء جسر للمحتوى العربي مع العالم

نهى الطيب رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في «نتفليكس»
نهى الطيب رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في «نتفليكس»

تتطلع شبكة «نتفليكس» العالمية لتوفير جسر للمحتوى العربي إلى العالم؛ من خلال البحث عن القصص والرواة في الوطن العربي، حيث تعمل على تزويدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها لسرد أفضل نسخة عن قصصهم، وذلك وفقاً لنهى الطيب رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
الطيب قالت خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» إن مفهوم الشبكة «يتضمن البحث في العالم عن أجمل القصص وأعظم الرواة، ومن العمل كجسر تواصل بين هذه القصص ومحبيها من أعضاء الشبكة حول العالم». وأردفت: «نحن نعتقد أنه من خلال توفير نافذة عالمية تطرح قصصاً من جميع البلدان سواءً من كوريا الجنوبية أو البرازيل أو المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو العالم العربي، فإننا نمنح الناس فرصة لمشاهدة محتوى مميز وفريد لا يمكن العثور عليه في مكان آخر، وفي الوقت عينه توفير منصة للمواهب العربية وصانعي الأفلام لاكتساب معجبين من حول العالم».
وتابعت الطيب: «إننا نسعى لأن نكون منصة عالمية للسينما العربية، حيث يمكن لأي شخص في العالم مشاهدة أروع القصص العربية، كما نضع التنوع والتمثيل في صميم المحتوى الذي نقدمه لمنح مزيد من الأشخاص فرصة لرؤية قصصهم على الشاشة. ولقد أثبتت تجربتنا أن القصص التي تمثل شرائح مختلفة تلقى صدى وانتشاراً واسعين. ونحن راهناً نعمل مع مواهب جديدة ومتمرسة من العالم العربي لسرد مزيد من القصص، بالتعاون مع شركائنا في هذا القطاع لدعم المواهب الإبداعية، بالإضافة إلى منح رواة القصص من الإناث المساحة الكافية لتحقيق مزيد من المساواة».

شعار شبكة «نتفليكس» العالمية

صانعو المحتوى والأفلام في المنطقة
وحول وجود المواهب في العالم العربي، بالتحديد في منطقة الخليج، قالت نهى الطيب: «العالم العربي غنيّ بالمواهب الفريدة والمتميزة التي لا تشبه غيرها. ولقد عملنا بالفعل مع المواهب وصانعي الأفلام من جميع أنحاء المنطقة لإيجاد أرضية مشتركة تُثري هذا التنوع. ومن خلال عملنا مع المواهب الجديدة والمتمرّسة من المنطقة، وجدنا أن القصص التي تطرح مواضيع عالمية تلقى استحسان الجمهور من جميع أنحاء العالم، وإن كانت تحمل بصمة عربية بامتياز». وأضافت: «من الأمثلة المشرقة على ذلك؛ تعاوننا مع استوديوهات (ميركوت) و(تلفاز 11) و(سيني وايفز) في السعودية. إذ أظهرت أعمال مثل سلسلة أفلام ومسلسلات (مسامير) و(6 شبابيك في الصحراء) ومجموعة أفلام (مواهب سعودية واعدة) مدى غنى وتنوع المجتمع الإبداعي العربي. ورأينا كيف نجحت أعمال أخرى مثل (مدرسة الروابي للبنات) و(البحث عن علا) في إعلاء صوت الفئات الأقل تمثيلاً على الشاشة، بينما تطرّقت لمواضيع عالمية مهمة».
واستطردت الطيب شارحة: «غايتنا أن نستفيد من حضور (نتفليكس) وقوتها وتأثيرها بتوفير منصة تتيح للمواهب وصانعي الأفلام العرب إمكانية الوصول إلى العالمية، وكسب قلوب المشاهدين... إن مسلسل (مدرسة الروابي للبنات)، على سبيل المثال، حصد لمخرجته تيماء الشوملي كثيراً من التقدير، لما تركه من بصمة خارج العالم العربي، وما أثاره من حوارات بنّاءة داخل المنطقة. أما سلسلة مسلسلات وأفلام (6 شبابيك في الصحراء) و(مسامير)، فقد خلقت مساحة للمبدعين السعوديين لسرد قصصهم أمام الجمهور العالمي. ونحن بلا شك فخورون بالشراكات التي بنيناها مع رواة القصص من المنطقة بمرور السنوات».

أعمال في السعودية
على صعيد متصل، شددت الطيب، التي تشمل مسؤولياتها في الاستحواذ وترخيص المحتوى عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، على أنه في السعودية، مثلاً، حيث قطاع الترفيه في بداية نشأته ولديه الكثير ليقدمه، تبحث «نتفليكس» عن مواهب جديدة لديها قصص فريدة تروى. وفي مسلسل «وساوس»، كانت هناء العمير تطمح لإنتاج أول مسلسل تشويق ودراما في السعودية، «وحقاً، تخطى المسلسل كل التوقعات وتفوق في أسلوب سرد الأحداث وتقديم الشخصيات النسائية بطريقة فريدة وغير تقليدية».
ثم قالت إنه «في الآونة الأخيرة، عملنا مع (سيني وايفز) لتقديم مجموعة (مواهب سعودية واعدة)، ودعم وعرض المواهب الصاعدة من السعودية، لتصل أعمالهم إلى شريحة أوسع من المشاهدين. وأما في البلدان التي تمتلك إرثاً في مجال السرد القصصي، كالكويت ومصر، فنحن نعمل مع بعض من ألمع المواهب في المنطقة لتقديم قصص استثنائية من العالم العربي إلى أعضاء شبكتنا من حول العالم. إننا نعمل فعلياً على دفع حدود فن السرد القصصي في العالم العربي للوصول إلى آفاق جديدة. وبدا هذا جلياً من خلال الإعلان عن الموسم الثاني من (البحث عن علا) لهند صبري، ومسلسلي (‎القفص) و(الصّفقة) من بطولة عدد من المواهب اللامعة والمعروفة في الكويت».
جدير بالذكر أن «نتفليكس» كانت قد أعلنت في وقت سابق، عن مجموعة من الأعمال من المنطقة، بما في ذلك «محافظة مسامير 2» و«الخلاط» و«الصّفقة» و«الخطّابة» و«دبي بلينغ». وفي هذا الجانب قالت الطيب: «نتطلع لرؤية ما ستتركه هذه الأعمال من صدى داخل المنطقة وخارجها».

مستقبل العمل الإبداعي
من جانب آخر، حول مستقبل العمل الإبداعي في المنطقة تحديداً في السعودية، قالت الطيب: «كما سبق أن قلت... العالم العربي غني بالمواهب والمبدعين، وفعلاً سنرى مزيداً ومزيداً منهم في السنوات المقبلة. وهناك كثير من قصص المبدعين، من المنطقة ككل والسعودية تحديداً، التي تنتظر أن تبصر النور، وأنا على ثقة بأنهم يمتلكون المهارة والقدرات اللازمة لطرح هذه القصص بأساليب جديدة وفريدة من نوعها، ومن تقديم المملكة بصورة جديدة لم نعهدها». وتابعت: «إن ما تطمح إليه نتفليكس هو المساهمة بدور محوَري في المجتمعات الإبداعية بالمنطقة، وهذا يعني تطوير مجموعة المواهب ودعم الجديدة منها... ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال مضافرة الجهود والاستثمار في تنمية وتطوير المواهب، وتبادل المعارف عبر تقديم برامج تطوير المهارات، التي يدعمها فريق عملنا في قسم تطوير واستثمار المواهب الإبداعية». ومن ثم، استطردت موضحة: «نحن نسعى جاهدين لبناء شبكة قوية من المواهب لقطاع الترفيه العربي وخلق فرص جديدة للكتاب العرب وصانعي الأفلام وفرق العمل (تحت خط الإنتاج)، سواءً من خلال تقديم برامج التدريب أو الدعم المالي أو عقد الشراكات مع مؤسسات رائدة في القطاع أو مساهمتنا في المهرجانات السينمائية الإقليمية».

محتوى متوافق مع ثقافة المنطقة
وعن بعض تفاصيل خطط «نتفليكس» لإنتاج محتوى يتوافق مع الثقافة في المنطقة، قالت نهى الطيب: «نحن نتفهم حقيقة أن القيم الثقافية تختلف من بلد لآخر، ونعمل مع المبدعين والمواهب من مختلف أنحاء العالم لسرد القصص التي تمثل الناس من مختلف مشارب الحياة. وأيضاً نعمل مع كثير من رواة القصص العرب لمساعدتهم في سرد قصصهم بأسلوبهم وتصويرها هنا في هذه المنطقة. إننا نعتقد أن القصص الرائعة يمكن أن تأتي من أي مكان وتلقى إعجاب الناس في كل مكان... وكما ذكرت... رأينا ذلك يحدث مع بعض أعمالنا العربية مثل عمل (مدرسة الروابي للبنات)، وعمل (البحث عن علا). إننا ندرك تماماً أن لكل مجتمع أو أسرة خصوصيات ومعايير خاصة، ولذا نركز على تقديم مزيد من الخيارات لمتابعينا والقدرة على التحكم في المحتوى الذي يشاهدونه، كما نعمل على توسيع مكتبتنا الخاصة بالمحتوى المناسب للعائلة، ونقدم أيضاً أدوات الرقابة الأبوية لمساعدة الأهل في اتخاذ قرارات مناسبة بشأن ما تشاهده عائلاتهم».
وعن الأعمال المقبلة، أفادت الطيب: «نخطط لتقديم مجموعة رائعة من الأعمال العربية، منها مسلسلات وأفلام من السعودية والكويت والأردن ومصر، بينها مسلسل رسوم متحركة كوميدي، وفيلم يعكس حياة الشباب، ومنها أعمال تشويقية ودراما تاريخية... لدينا حقاً مجموعة متنوعة من أفضل المحتويات العربية ليستمتع بها المشاهدون في جميع أنحاء العالم».
ثم قالت: «في السعودية، نتطلع إلى إطلاق فيلم (الخلاط) العام المقبل، وهو مستوحى من مسلسل الخلاط الذي بدأ عرضه عام 2017، وهو من إنتاج استوديو (تلفاز 11)، وحصد المسلسل نحو 1.5 مليار مشاهدة على (يوتيوب)، ومواقع التواصل الاجتماعي. ويطرح الفيلم 4 مشاكل اجتماعية في 4 أماكن مختلفة، ليقدم أجمل ما في هذا العمل (السعودية). كذلك نعمل مع (تلفاز 11) على فيلم (الخطّابة)، وهو فيلم رعب وتشويق تدور أحداثه في مدينة العلا، ويروي قصة مشوقة عن الخيانة والانتقام... وسيعرض هذا الفيلم في مطلع عام 2023. بالإضافة إلى الموسم الثاني من المسلسل الكوميدي الشهير (محافظة مسامير)، الذي يطرح التحولات التي تحدث في المجتمع السعودي بأسلوب كوميدي شيق، عبر 8 حلقات وسيعرض عام 2023». واختتمت نهى الطيب جولتها، بالإشارة إلى أنه «سيصار إلى إطلاق مسلسل (القفص)، ومسلسل (الصّفقة) مطلع عام 2023، وهو مسلسل كويتي، يعرض قصة رائدتي أعمال تعطلان شبكة فساد في القطاع المصرفي بالكويت، في مسلسل درامي تدور أحداثه في حقبة أواخر الثمانينات. أيضاً عن مواسم جديدة من مسلسلي (مدرسة الروابي للبنات) و(البحث عن علا)، وعن توسيع نطاق الخيارات الترفيهية المتاحة أمام الأعضاء من خلال الاستثمار في الألعاب». وبحلول نهاية العام، ستتوافر 50 لعبة على «نتفليكس»، وجارٍ حالياً العمل على 55 لعبة أخرى من أجل مواصلة مساعي الشبكة العالمية في إثراء تجربة المشاهدة بأكملها.


مقالات ذات صلة

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

الاقتصاد «أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

وقَّعت «أدنوك للغاز» الإماراتية اتفاقية لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز غاز آند باور المحدودة»، التابعة لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، تقوم بموجبها بتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق مختلفة حول العالم، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وحسب المعلومات الصادرة، فإنه بموجب شروط الاتفاقية، ستقوم «أدنوك للغاز» بتزويد «توتال إنرجيز» من خلال شركة «توتال إنرجيز غاز» التابعة للأخيرة، بالغاز الطبيعي المسال وتسليمه لأسواق تصدير مختلفة حول العالم. من جانبه، أوضح أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك للغاز»، أن الاتفاقية «تمثل تطوراً مهماً في استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق انتشارها العالمي وتعزيز مكانتها كشريك مفضل لت

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

‏عيّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي نجليه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أولاً لحاكم إمارة دبي، وتعيين الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً لحاكم الإمارة، على أن يمارس كلٌ منهما الصلاحيات التي يعهد بها إليه من قبل الحاكم. وتأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم في إمارة دبي، وتوزيع المهام في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد لحاكم دبي ورئيس المجلس التنفيذي. ويشغل الشيخ مكتوم إضافة إلى منصبه الجديد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية في الإمارات، والن

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

سجل الإماراتي سلطان النيادي، إنجازاً عربياً جديداً كأول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، وذلك خلال المهام التي قام بها أمس للسير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، الذي جعل بلاده العاشرة عالمياً في هذا المجال. وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج المحطة الدولية، أهمية كبيرة، وفقاً لما ذكره «مركز محمد بن راشد للفضاء»، حيث أدى الرائد سلطان النيادي، إلى جانب زميله ستيفن بوين من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية. وعلّق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على «تويتر»، قائلاً، إن النيادي «أول

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، مرسوماً بتعيين نجليْه؛ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أول للحاكم، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً، على أن يمارس كل منهما الصلاحيات التي يُعهَد بها إليه من قِبل الحاكم. تأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم بالإمارة وتوزيع المهام، في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد للحاكم ورئيس المجلس التنفيذي. والشيخ مكتوم بن محمد، إضافة إلى تعيينه نائباً أول للحاكم، يشغل أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية الإماراتي، وال

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق «فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

«فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

أعلنت سلطة الطيران المدني في نيبال، اليوم (الاثنين)، أن رحلة «فلاي دبي» رقم «576» بطائرة «بوينغ 737 - 800»، من كاتماندو إلى دبي، تمضي بشكل طبيعي، وتواصل مسارها نحو وجهتها كما كان مخططاً. كانت مصادر لوكالة «إيه إن آي» للأنباء أفادت باشتعال نيران في طائرة تابعة للشركة الإماراتية، لدى إقلاعها من مطار كاتماندو النيبالي، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وأشارت «إيه إن آي» إلى أن الطائرة كانت تحاول الهبوط بالمطار الدولي الوحيد في نيبال، الذي يبعد نحو 6 كيلومترات عن مركز العاصمة. ولم يصدر أي تعليق من شركة «فلاي دبي» حول الحادثة حتى اللحظة.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
TT

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)

قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض. وترافق ذلك مع حالة من الإنكار لما كانت استطلاعات الرأي تُشير إليه عن هموم الناخب الأميركي، والأخطاء التي أدّت إلى قلّة التنبُّه لـ«الأماكن المخفية»، التي كان ينبغي الالتفات إليها.

لا ثقة بالإعلام الإخباري

وبمعزل عن الدوافع التي دعت جيف بيزوس، مالك صحيفة «واشنطن بوست»، إلى القول بأن «الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلام الإخبارية» لتبرير الامتناع عن تأييد أي من المرشحيْن، تظل «الحقيقة المؤلمة» أن وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً الليبرالية منها، كانت سبباً رئيسياً، ستدفع الثمن باهظاً، جراء الدور الذي لعبته في تمويه الحقائق عن الهموم التي تقضّ مضاجع الأميركيين.

صباح يوم الأربعاء، ومع إعلان الفوز الكاسح لترمب، بدا الارتباك واضحاً على تلك المؤسسات المكتوبة منها أو المرئية. ومع بدء تقاذف المسؤوليات عن أسباب خسارة الديمقراطيين، كانت وسائل الإعلام هي الضحية.

وفي بلد يتمتع بصحافة فعّالة، كان لافتاً أن تظل الأوهام قائمة حتى يوم الانتخابات، حين أصرت عناوينها الرئيسية على أن الأميركيين يعيشون في واحد من «أقوى الاقتصادات» على الإطلاق، ومعدلات الجريمة في انخفاض، وعلى أن حكام «الولايات الحمراء» يُضخّمون مشكلة المهاجرين، وأن كبرى القضايا هي المناخ والعنصرية والإجهاض وحقوق المتحولين جنسياً.

في هذا الوقت، وفي حين كان الجمهوريون يُسجلون زيادة غير مسبوقة في أعداد الناخبين، والتصويت المبكر، ويستفيدون من التحوّلات الديموغرافية التي تشير إلى انزياح مزيد من الناخبين ذوي البشرة السمراء واللاتينيين نحو تأييد ترمب والجمهوريين، أصرّت العناوين الرئيسية على أن كامالا هاريس ستفوز بموجة من النساء في الضواحي.

جيف بيزوس مالك «واشنطن بوست» (رويترز)

عجز عن فهم أسباب التصويت لترمب

من جهة ثانية، صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريين المعتدلين، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى في خلق صورة خدعت كثيرين، تساءلت عمّا إذا كان الديمقراطيون الذين يشعرون بالصدمة من خسارتهم، سيُعيدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المنحاز لهم، لمعرفة لماذا صوّت الأميركيون لترمب، ولماذا غاب ذلك عنهم؟

في أي حال، رغم رهان تلك المؤسسات على أن عودة ترمب ستتيح لها تدفقاً جديداً للاشتراكات، كما جرى عام 2016، يرى البعض أن عودته الجديدة ستكون أكثر هدوءاً مما كانت عليه في إدارته الأولى، لأن بعض القراء سئِموا أو استنفدوا من التغطية الإخبارية السائدة.

وحتى مع متابعة المشاهدين لنتائج الانتخابات، يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر، ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق. وبغضّ النظر عن زيادة عدد المشاهدين في الأمد القريب، يرى هؤلاء أن على المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام الإخبارية وضع مهامهم طويلة الأجل قبل مخاوفهم التجارية قصيرة الأجل، أو المخاطرة «بتنفير» جماهيرهم لسنوات مقبلة.

وهنا يرى فرانك سيزنو، الأستاذ في جامعة «جورج واشنطن» ورئيس مكتب واشنطن السابق لشبكة «سي إن إن» أنه «من المرجح أن يكون عهد ترمب الثاني مختلفاً تماماً عمّا رأيناه من قبل. وسيحمل هذا عواقب وخيمة، وقيمة إخبارية، وينشّط وسائل الإعلام اليمينية، ويثير ذعر اليسار». ويضيف سيزنو «من الأهمية بمكان أن تفكر هذه القنوات في تقييماتها، وأن تفكر أيضاً بعمق في الخدمة العامة التي من المفترض أن تلعبها، حتى في سوق تنافسية للغاية يقودها القطاع الخاص».

صعود الإعلام الرقمي

في هذه الأثناء، يرى آخرون أن المستفيدين المحتملين الآخرين من دورة الأخبار عالية الكثافة بعد فوز ترمب، هم صانعو الـ«بودكاست» والإعلام الرقمي وغيرهم من المبدعين عبر الإنترنت، الذين اجتذبهم ترمب وكامالا هاريس خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وهو ما عُدَّ إشارة إلى أن القوة الزائدة للأصوات المؤثرة خارج وسائل الإعلام الرئيسية ستتواصل في أعقاب الانتخابات.

وفي هذا الإطار، قال كريس بالف، الذي يرأس شركة إعلامية تنتج بودكاست، لصحيفة «نيويورك تايمز» معلّقاً: «لقد بنى هؤلاء المبدعون جمهوراً كبيراً ومخلصاً حقّاً. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الذي يتّجه إليه استهلاك وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن هذا هو المكان الذي يحتاج المرشحون السياسيون إلى الذهاب إليه للوصول إلى هذا الجمهور».

والواقع، لم يخسر الديمقراطيون بصورة سيئة فحسب، بل أيضاً تحطّمت البنية الإعلامية التقليدية المتعاطفة مع آرائهم والمعادية لترمب، وهذا ما أدى إلى تنشيط وسائل الإعلام غير التقليدية، وبدأت في دفع الرجال من البيئتين الهسبانيكية (الأميركية اللاتينية) والفريقية (السوداء) بعيداً عنهم، خصوصاً، العمال منهم.

يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق

تهميش الإعلام التقليدي

لقد كانت الإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص، قد أصغوا إلى «بودكاست» جو روغان مع ترمب، حين قدم تقييماً أكثر دقة لمواقفه ولمخاوف البلاد من المقالات والتحليلات التي حفلت بها وسائل الإعلام التقليدية، عن «سلطويته» و«فاشيته» لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والديمقراطية. ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام، خصوصاً الليبرالية منها، تلزم الصمت في تقييم ما جرى، رغم أن توجّه الناخبين نحو الوسائل الجديدة عُدّ تهميشاً لها من قِبَل الناخبين، لمصلحة مذيعين ومؤثّرين يثقون بهم. وبالمناسبة، فإن روغان، الذي يُعد من أكبر المؤثّرين، ويتابعه ملايين الأميركيين، وصفته «سي إن إن» عام 2020 بأنه «يميل إلى الليبرالية»، وكان من أشد المؤيدين للسيناتور اليساري بيرني ساندرز، وقد خسره الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة عند إعلانه دعمه لترمب. وبدا أن خطاب ساندرز الذي انتقد فيه حزبه جراء ابتعاده عن الطبقة العاملة التي تخلّت عنه، أقرب إلى ترمب منه إلى نُخب حزبه، كما بدا الأخير بدوره أقرب إلى ساندرز من أغنياء حزبه الجمهوري.