ليبيا: دعوات أميركية وغربية لوساطة أممية بين «النواب» و«الدولة»

وسط دعوات للبحث عن «بدائل» للقاعدة الدستورية

الدبيبة خلال حضوره حفلاً غنائياً في طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال حضوره حفلاً غنائياً في طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: دعوات أميركية وغربية لوساطة أممية بين «النواب» و«الدولة»

الدبيبة خلال حضوره حفلاً غنائياً في طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال حضوره حفلاً غنائياً في طرابلس (حكومة الوحدة)

استبقت أميركا وبريطانيا وألمانيا اجتماعاً مرتقباً لعقيلة صالح رئيس «مجلس النواب» وخالد المشري رئيس «مجلس الدولة»، الشهر المقبل، لمواصلة محاولة التفاهم بشأن «القاعدة الدستورية» للانتخابات، بالتلويح بـ«البحث عن بدائل» في حال تعثر هذه المحادثات، فيما أعلن عبد الحميد الدبيبة رئيس «حكومة الوحدة» المؤقتة اتفاقه مع من وصفهم بـ«شركاء ليبيا الدوليين» على «ضرورة التعجيل بالانتخابات».

وقال الدبيبة، في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، عبر «تويتر»، إنه يشعر بالأسى لحرمان 2.5 مليون ليبي العام الماضي من حقهم في انتخاب ممثليهم، واعتبر ما وصفه بهذا «الجرم» يتحمل مسؤوليته «المعرقلون المستفيدون من اختطاف قرار الليبيين منذ ما يقارب 10 سنوات»، على حد قوله.
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1606785527541387264
بدورها، أعربت أميركا وبريطانيا وألمانيا عن «القلق» بمرور عام على تأجيل الانتخابات المقررة في ليبيا العام الماضي، واعتبروا في بيانات منفصلة ومتزامنة، مساء أول من أمس، أن «إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في أقرب وقت ممكن في جميع أنحاء البلاد يظل هو المطلب الواضح للشعب الليبي ومُبتغاه».

وأكدوا التزامهم بدعم الحوار الليبي الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة، و«الاستعداد للعمل مع جميع الأطراف لدعم هذه الأهداف»، وكرّروا دعمهم رئيس البعثة الأممية عبد الله باتيلي. واعتبروا أن «الشعب الليبي يستحق حكومة موحدة ومنتخبة ديمقراطياً يمكنها أن تحكم من أجل مصلحة كلّ البلد وشعبه، فضلاً عن هيئة تشريعية بتفويض مجدد».
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1606719316354863105
ودعوا جميع الجهات الفاعلة الليبية والفاعلين الرئيسيين إلى العمل مع باتيلي من خلال التسوية والمشاركة البناءة، للوفاء بمسؤولياتهم تجاه الشعب الليبي من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار على المدى الطويل.

كما طالبوا جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك عقيلة والمشري، للالتقاء تحت رعاية الأمم المتحدة للاتفاق بسرعة على قاعدة دستورية، وقالوا إنه «إذا لم تتمكن المؤسستان من التوصل إلى اتفاق سريع بشأن خريطة طريق انتخابية نزيهة، فيمكن، بل ينبغي استخدام آليات بديلة لاعتماد قاعدة دستورية للانتخابات».

وحثّوا جميع الفاعلين الليبيين والأطراف الأساسية المعنية على التعاون مع باتيلي عن طريق التواصل البنّاء وتقديم التنازلات، والاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه الشعب الليبي على المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، وفيما يتعلق بحقوق الإنسان، وذلك لتحقيق الأمن والازدهار والاستقرار على المدى الطويل.

وتحدثت وزارتا الخارجية البريطانية والألمانية عن إمكانية «الاستعانة بآليات بديلة لتخفيف المعاناة التي تسببها الترتيبات السياسية الانتقالية المفتوحة التي عفا عليها الزمن، وطالبتا جميع الأطراف للتعجيل بالتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020 لأجل الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدتها، والدعم الكامل للجنة العسكرية المشتركة (5+5) في ذلك الصدد».

من جهته، دعا فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الموازية، مجلسي النواب والدولة إلى «تسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية وحكومة موحدة، تقود البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وإرجاع السيادة الوطنية».
وناشد، في بيان له، الليبيين كافة أن «يحذوا حذو الآباء المؤسسين في إعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة، وتجاوز الخلافات والانطلاق نحو المصالحة الوطنية الشاملة وبناء الدولة المدنية الحديثة».

إلى ذلك، سجّل «مجلس حكماء وأعيان طرابلس» اعتراضه على «ملتقى صناع المحتوى» الذي حضره الدبيبة وعدد من وزراء حكومته ووزراء وكبار مسؤولي الإعلام العرب، وبعض السفراء المعتمدين في العاصمة طرابلس، وطالب المجلس في بيان له بمحاسبة المسؤولين عنه.

وانتقد المجلس «صرف الحكومة أموال الدولة وإغلاق المحال التجارية المجاورة للحدث لمدة تتجاوز الأسبوع، في الوقت الذي يعاني المواطن أوضاعاً مالية صعبة»، مشدداً على أن ما حدث «ظلم صارخ بحق المواطن».

واحتج العشرات في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس على إقامة الملتقى حفلاً غنائياً بمشاركة مطربين عرب، بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال «في ظل تردي الأوضاع في عموم البلاد».

من جهة أخرى، رصدت وسائل إعلام محلية إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين الزاوية والعاصمة طرابلس بالسواتر الترابية عقب اغتيال عائلة كاملة بمنطقة الحرشة بمدينة الزاوية، ونقلت عن مصادر أمنية تحميلها حكومة الدبيبة «مسؤولية الانفلات» الأمني هناك.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.