كشف تقرير صحافي نُشر اليوم (الأحد)، عن وجود شبكة مجهولة من «المواطنين العاديين» تؤوي المتظاهرين في مختلف أنحاء إيران، وتحميهم من التعرض للاعتقال والبطش من قبل الحكومة، من خلال السماح لهم بالاختباء في منازل تابعة لأعضاء الشبكة.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية، فمن المستحيل معرفة عدد المتظاهرين الذين يتم إيواؤهم من قبل هذه الشبكة، لكن «سي إن إن» تحدثت إلى العديد من أولئك المتظاهرين، الذين تركوا وراءهم منازلهم وعائلاتهم ولجأوا لمنازل أعضاء الشبكة هرباً من «حملة القمع العنيفة» التي شنتها الدولة أخيراً.
ومن بين المتظاهرين الذين تحدثت معهم الشبكة الأميركية، شابة إيرانية أُطلق عليها الاسم الحركي «ليلى».
وقالت «ليلى»، إنها كانت في مرمى نيران الحكومة الإيرانية لسنوات بسبب عملها كناشطة في مجال الحقوق المدنية. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، صدر أمر بالقبض عليها بعد اندلاع الاحتجاجات، وبينما كانت قوات الأمن تطارد منزلها وعائلتها، لجأت «ليلى» إلى «منازل الغرباء».
وأضافت: «هذه المنازل هي عبارة عن شبكة مجهولة من المواطنين المهتمين، أو (الناس العاديين)، الذين تجمعهم مهمة مشتركة، وهي حماية المتظاهرين. إنهم يدعمون المظاهرات بهدوء من بعيد من خلال عرض منازلهم على النشطاء المحتاجين للاختباء من الحكومة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1606877401283235841?s=20&t=dLoY8zF38VxPBwI_w2bgCA
وتابعت: «لم أخرج من المنزل منذ أشهر. بالكاد أرى ضوء الشمس. أفتقد الوجود في الهواء الطلق. أفتقد القدرة على المشي بحرية. أفتقد عائلتي. أفتقد غرفتي».
وتقول «ليلى»، إن هذه الشبكة تُظهر أن النضال ضد النظام «مستمر بأشكال مختلفة».
ولفتت إلى أنها عرفت بأمر هذه الشبكة من خلال «صديقة موثوقة»، أخبرتها بأن هناك مئات المتظاهرين الذين لجأوا لهذه الطريقة للاختباء من السلطات.
وأشارت الشابة الإيرانية إلى أن صديقتها نقلتها لـ«المنزل الآمن» الذي تقيم به الآن ليلاً، وأنها «لا تعرف مكانها وأين ذهبت؛ لأنها ارتدت قناعاً وتستلقي في أرضية السيارة خلال الرحلة التي استغرقت ساعات، حتى لا يلاحظها أحد».
وباستخدام «الهاتف الموقد» (وهو هاتف جوال زهيد الثمن تم دفعه بشكل مسبق ومخصص للاستخدام المؤقت)، وشبكة «VPN» التي تقوم بتغيير عنوان جهاز المستخدم في الإنترنت («IP» لضمان خصوصية تصفحه)، تواصل «ليلى» عملها كل يوم، وتتواصل مع المتظاهرين الآخرين، وكذلك عائلات النشطاء المحكوم عليهم بالإعدام، وتشارك قصصهم على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة للمساعدة في الحفاظ على سلامتهم.
وأشارت «ليلى» إلى أن حياتها وحياة الأشخاص الذين تؤويهم الشبكة «توقفت عملياً»، إلا أن الشيء الذي يجعلها تتحمل كل هذا الضغط النفسي هو «الأمل البعيد في أن تتمكن يوماً ما من العيش في إيران حرة».
وهزت الاحتجاجات أنحاء البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، عقب وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، بعدما احتجزتها «شرطة الأخلاق» بدعوى «سوء الحجاب».
وطالب المتظاهرون بإسقاط المؤسسة الحاكمة، وعلى رأسها المرشد الإيراني علي خامنئي، في احتجاجات غير مسبوقة على مدى 43 عاماً من ثورة 1979.
وواجهت إيران انتقادات دولية وداخلية غاضبة بعدما أقدمت على إعدام اثنين من المحتجين هذا الشهر.
ووفقاً لنشطاء إيرانيين وجماعات حقوقية في الخارج، قُتل أكثر من 500 شخص خلال الاحتجاجات - معظمهم من المتظاهرين، لكن من بينهم أيضاً قوات أمن.
وقالت هذه المصادر أيضاً، إن أكثر من 18 ألف متظاهر تم القبض عليهم. ولم تؤكد إيران هذه المعلومات، لكنها لم تنفها أيضاً.
تقرير: مواطنون إيرانيون شكّلوا شبكة لإيواء المتظاهرين وحمايتهم
تقرير: مواطنون إيرانيون شكّلوا شبكة لإيواء المتظاهرين وحمايتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة