إردوغان يتهم الغرب بإيواء الإرهاب ومحاولة فرض معايير مزدوجة

هاجم اليونان بسبب المهاجرين وأميركا بسبب غولن

إردوغان يلقي كلمة (وكالة الأناضول)
إردوغان يلقي كلمة (وكالة الأناضول)
TT

إردوغان يتهم الغرب بإيواء الإرهاب ومحاولة فرض معايير مزدوجة

إردوغان يلقي كلمة (وكالة الأناضول)
إردوغان يلقي كلمة (وكالة الأناضول)

اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الغرب بالازدواجية، قائلاً إن بعض دوله تأوي الإرهابيين بينما تغلق أبوابها أمام المهاجرين الفارين من مناطق الصراعات، وتتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان في الوقت الذي لا تتمتع فيه بفضيلة مواجهة ماضيها الاستعماري.
وهاجم إردوغان دولاً غربية، لم يسمها، بإيواء إرهابيين بينما تغلق أبوابها أمام المهاجرين الفارين من مناطق الصراعات. ووصف موقف اليونان تجاه المهاجرين بـ«الوحشي».
ولفت الرئيس التركي، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر «القضاء الدستوري في العالم الإسلامي» في إسطنبول، أمس الجمعة، إلى أن العالم الإسلامي يتعرض لانتقادات جائرة، في معظمها، ولا أساس لها فيما يتعلق بالقانون والعدالة على وجه الخصوص.
وقال إن هناك جهوداً مخلصة تبذلها دول أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لتعزيز سيادة القانون والعدالة والديمقراطية والحريات، وإنه شاهد الإصلاحات في هذه المجالات في العديد من الدول التي زارها، مضيفاً أن هناك دولاً إسلامية تفوقت على نظيراتها الغربية في كثير من المجالات، لكن المقاربات الاستشراقية تجاه العالم الإسلامي والمسلمين ترخي بظلالها على تلك الجهود المخلصة والخطوات المهمة. وأضاف إردوغان أن الاستشراق، الذي وصفه بأنه مرض من الحقبة الاستعمارية، لا يزال مستمراً ليس فقط في الأوساط الأكاديمية، بل في أوساط العاملين بالسياسة والقانون الدوليين أيضاً، قائلاً إن «الذين لا يتمتعون بفضيلة مواجهة ماضيهم الاستعماري (في إشارة إلى الغرب) لا ينفكون يحدثوننا عن حقوق الإنسان وسيادة القانون».
وتابع أن «من لا يرون ضيراً في دعم التنظيمات الإرهابية الدموية يتشدقون أمامنا بقدسية حياة الإنسان»، محذراً من أن جعل قضية القانون وحقوق الإنسان أداة للمنافسة بين الدول هو مقاربة خطيرة وخاطئة.
وقال إردوغان إن الأزمة السورية التي أوشكت على إتمام عامها الثاني عشر تعد أبرز نموذج مرير ضمن هذا الإطار، معرباً عن أسفه لفشل الإنسانية في الامتحان على صعيد الأزمة السورية التي تسببت بمقتل أكثر من مليون سوري حتى اليوم. وأشار إلى أن المؤسسات والدول الغربية لم تبد رد فعل تجاه المأساة الإنسانية في سوريا إلا عندما وصل اللاجئون إلى أبواب الغرب، كما أن ردة الفعل تمثلت في صد المهاجرين وإبقائهم خلف الأسلاك الشائكة، عوضاً عن السعي لإيجاد حل للأزمة التي تشكل جوهر المشكلة.
وهاجم اليونان، قائلاً: «موقف جارتنا الغربية اليونان تجاه المهاجرين وصل إلى مستوى الوحشية... اليونان تضيف انتهاكاً جديداً إلى سجلها يومياً، بدءاً من إغراق قوارب اللاجئين بعرض البحر، وصولاً إلى إعادة المهاجرين قسراً بعد تعذيبهم وسلبهم مقتنياتهم».
وأضاف أن الدول الغربية لا تبدي ردة فعل تذكر تجاه ما سماه بـ«العجرفة اليونانية وممارساتها الظالمة باستثناء بعض التصريحات من باب رفع العتب، لم نر أي جهد يسعى لمنع هذا الظلم، وحماية حقوق المظلومين وبينهم أطفال ونساء».
وتابع إردوغان: «نشعر جميعاً بحزن عميق بسبب اللامبالاة تجاه المشاهد المخجلة الواردة من مراكز إيواء اللاجئين على الحدود والتي تعيد إلى الأذهان معسكرات (الاعتقال) النازية».
ويسود توتر بين تركيا واليونان، وتتبادلان الاتهامات حول المهاجرين وطالبي اللجوء، وعدم تطبيق بنود اتفاقية الهجرة وإعادة قبول اللاجئين الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس (آذار) 2016.
وقال إردوغان إن المؤسسات التي تتجاهل المهاجرين السوريين والعراقيين والأفارقة تتصرف بمنتهى التسامح عندما يتعلق الأمر بمن سماهم إرهابيي «تنظيم غولن الإرهابي»، في إشارة إلى «حركة الخدمة» التابعة للداعية التركي فتح الله غولن التي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016، و«حزب العمال الكردستاني».
ولفت إلى إيواء الولايات المتحدة الداعية فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999، وهو حليف وثيق سابق لإردوغان، قائلاً إن الأجهزة الأمنية الأميركية لم تطرق باب زعيم التنظيم (غولن) أبداً على الرغم من الوثائق الكثيرة التي قدمتها تركيا والتي تثبت تورطه في الإرهاب.
ورفضت الإدارتان الأميركيتان السابقتان للرئيسين باراك أوباما ودونالد ترمب تسليم غولن، مؤكدتين أنه أمر يخص القضاء. وطالبتا تركيا بتقديم أدلة دامغة تقنع القضاء الأميركي بتورطه في محاولة الانقلاب.
وأضاف إردوغان أن دولاً أوروبية لم تتخذ أي خطوات قانونية بشأن انقلابيين فارين على الرغم من الطلبات المتكررة من تركيا، في حين يتم إيواء هؤلاء الإرهابيين تحت غطاء مفهوم اللجوء السياسي الفضفاض، ويقوم «حزب العمال الكردستاني» (الانفصالي) بجمع ملايين اليوروهات في تلك الدول كل عام، لتمويل هجماته ضد سوريا والعراق وتركيا. وترفض تركيا حتى الآن انضمام السويد وفنلندا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعوى عدم التعاون في تسليم مطلوبين من «العمال الكردستاني» وحركة غولن، إلى جانب فرضهما، مع 10 دول غربية أخرى، حظراً على بيع الأسلحة والمعدات العسكرية لتركيا منذ عمليتها العسكرية (نبع السلام) ضد القوات الكردية في شمال شرقي سويا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
TT

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، والحرب في قطاع غزة، واتفاق الرهائن.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، أنه لا توجد أي بيانات أو معلومات رسمية بشأن المكالمة الهاتفية.

وذكرت تقارير أن الجانبين ناقشا اتفاقاً محتملاً بشأن الرهائن، والحرب ضد حركة «حماس» الفلسطينية في غزة، والوضع في سوريا.

وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، (الخميس)، بأن انطباعاً تَكوَّن لديه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعدٌّ لاتفاق حول إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال سوليفان، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، إثر لقائه نتنياهو: «نتطلع الآن إلى إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار» في غزة، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء المهمة وإعادة الرهائن جميعاً إلى ديارهم... لديّ انطباع أن رئيس الوزراء مستعد لإبرام صفقة».

وقال سوليفان إن مقاربة «حماس» للمفاوضات تغيّرت، ناسباً ذلك إلى إطاحة حليفها بشار الأسد في سوريا، ودخول وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس» الآخر، حيّز التنفيذ.