هل لعب مارتينيز دوراً حيوياً في فوز الأرجنتين بكأس العالم؟

حارس مرمى «راقصي التانغو» يتمتع ببراعة ودهاء في كيفية التسبب في توتر منافسيه

مارتينيز بعد التصدي لركلة الترجيح التي سددها كينغسلي كومان (رويترز)
مارتينيز بعد التصدي لركلة الترجيح التي سددها كينغسلي كومان (رويترز)
TT

هل لعب مارتينيز دوراً حيوياً في فوز الأرجنتين بكأس العالم؟

مارتينيز بعد التصدي لركلة الترجيح التي سددها كينغسلي كومان (رويترز)
مارتينيز بعد التصدي لركلة الترجيح التي سددها كينغسلي كومان (رويترز)

بينما كانت فرنسا متأخرة في نتيجة ركلات الترجيح بعدما نجح حارس المرمى الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز في التصدي لركلة الترجيح التي سددها كينغسلي كومان، جاء الدور على لاعب خط الوسط أوريلين تشواميني البالغ من العمر 22 عاما ليسدد ركلة الترجيح. وقطع تشواميني مسافة طويلة من دائرة المنتصف باتجاه نقطة الجزاء بينما كان مارتينيز يقف في انتظاره وهو يمسك الكرة بيده ويشير إلى الجماهير الموجودة خلف المرمى طالباً منهم التشجيع بجنون. وبدلاً من أن يعطي الكرة إلى تشواميني، ألقى بها جانباً، ليجبر اللاعب الفرنسي الشاب على الاستدارة بعدما وصل إلى نقطة الجزاء من أجل الحصول على الكرة.
أهدر تشواميني ركلة الترجيح بعدما سددها بشكل ضعيف، وهو ما جعل المنتخب الفرنسي في وضع سيئ بعد إهدار ركلتين متتاليتين. استغل مارتينيز الإحباط الشديد لمنافسه وبدأ يحتفل بشكل هيستيري في منطقة الست ياردات، وهو يهز كتفيه بطريقة مبالغ فيها. لقد فازت الأرجنتين أخيراً بكأس العالم، وأثار حارس المرمى الأرجنتيني، الملقب بـ«ديبو»، جدلاً شديداً باحتفاله غير اللائق بجائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى في البطولة، بينما كان يقف بجانب شخصية قطرية كانت تشعر بخيبة أمل شديدة.
وتجب الإشارة إلى أن حارس مرمى المنتخب الأرجنتيني دائماً ما يقوم بمثل هذه الأشياء المثيرة للجدل، ويمكن رؤية ذلك في المباريات التي يلعبها مع أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز كل أسبوع.
وحتى قبل أن يفعل ذلك أمام تشواميني، فعندما وضع كيليان مبابي ثم كومان الكرة على نقطة الجزاء استعداداً للتسديد، حاول مارتينيز بكل وقاحة تعطيل استعداداتهما من خلال مطالبته لحكم اللقاء، سيمون مارسينياك، بالتأكد من أن الكرة قد وضعت بشكل صحيح على نقطة الجزاء.
وخلال ركلات الترجيح التي لعبتها الأرجنتين العام الماضي أمام كولومبيا في الدور نصف النهائي لكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، وهي البطولة التي فازت بها الأرجنتين في نهاية المطاف، تعمد مارتينيز أن يشتت انتباه كل مسددي ركلات الجزاء من خلال وابل من الأحاديث التافهة، وهو الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في إهدار ثلاثة لاعبين كولومبيين لركلات الترجيح.
وبعد شهرين من ذلك، لعب مارتينيز دوراً حاسماً في قيادة أستون فيلا لتحقيق فوز نادر على مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد»، وتوسل مراراً وتكراراً للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مطالباً إياه بتسديد ركلة الجزاء التي حصل عليها مانشستر يونايتد في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، بينما كان المسدد الأول لركلات الجزاء في مانشستر يونايتد، برونو فرنانديز، يقف وينتظر التسديد. وعندما تقدم فرنانديز، أطاح بالكرة عالياً فوق العارضة، وهو الأمر الذي جعل مارتينيز يحتفل ويرقص أمام مُدرج «ستريتفورد إند».
وبعد فوز الأرجنتين بركلات الترجيح على هولندا في الدور ربع النهائي لكأس العالم، فعل مارتينيز ذلك مرة أخرى، واحتفل بقوة أمام جماهيره بعد أن أنقذ ركلة ترجيح من ستيفن بيرغيس، ثم وجه انتقادات لاذعة للمدير الفني لمنتخب هولندا، لويس فان غال، وحكم اللقاء في مقابلة صحافية بعد المباراة، بطريقة كانت من الممكن أن تؤدي إلى توقيع عقوبة عليه وحرمانه من المشاركة في الدور نصف النهائي.
ورغم أن محاولة مارتينيز اللاحقة لتشتيت انتباه راندال كولو مواني تسببت في حصوله على بطاقة صفراء، فإن ذلك جاء بعد فوات الأوان وبعد وقت طويل من التسبب في ضرر نفسي كبير للاعبين الفرنسيين. فرغم أن كولو مواني نجح في التسجيل، فإن ذلك لم يكن كافياً وانتهى الأمر بخسارة فرنسا. وقال مارتينيز عن الخدع التي يلجأ إليها في ركلات الترجيح: «لقد فعلت ما كنت أحلم به. ما حدث في كأس العالم هذه كان أكثر مما كنت أتخيله. لقد كنت هادئاً خلال ركلات الترجيح».
ومن المؤكد أن حلم مارتينيز كان كابوساً للاعبي فرنسا. لكن سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان القائمون على وضع قوانين ولوائح كرة القدم سيتخذون إجراءات صارمة ضد هذا النوع من الخدع التي أصبح اسم «مارتينيز» مرادفاً لها خلال السنوات الأخيرة. ورغم تصرفاته الغريبة في ركلات الترجيح، فإن المباراة كان من الممكن أن تنتهي في الوقت الإضافي ولا تصل إلى ركلات الترجيح لولا تصديه المذهل لتسديدة كولو مواني في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي!


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».