مخزون الغاز في ألمانيا يرتفع للمرة الأولى خلال شهر

وزير المالية يستبعد تقديم المزيد من المساعدات للأسر

عبّارة تحمل الغاز الطبيعي المسال ترسو على رصيف حوض بناء السفن في مدينة فلنسبورغ شمال ألمانيا (أ.ف.ب)
عبّارة تحمل الغاز الطبيعي المسال ترسو على رصيف حوض بناء السفن في مدينة فلنسبورغ شمال ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

مخزون الغاز في ألمانيا يرتفع للمرة الأولى خلال شهر

عبّارة تحمل الغاز الطبيعي المسال ترسو على رصيف حوض بناء السفن في مدينة فلنسبورغ شمال ألمانيا (أ.ف.ب)
عبّارة تحمل الغاز الطبيعي المسال ترسو على رصيف حوض بناء السفن في مدينة فلنسبورغ شمال ألمانيا (أ.ف.ب)

ارتفعت إمدادات الغاز في منشآت التخزين في ألمانيا، بشكل طفيف للمرة الأولى، منذ أربعة أسابيع أمس الجمعة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الطقس المعتدل في الآونة الأخيرة.
وامتلأت منشآت التخزين بنسبة 87.3 في المائة مساء الأربعاء، أي أعلى 0.1 نقطة مئوية عن اليوم السابق، طبقاً لما ذكرته هيئة «غاز إنفراستراكتشور يوروب» في أوروبا أمس الجمعة.
وفي الوقت الذي ظلت فيه الواردات منتظمة، تراجع الاستهلاك، وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية أن متوسط درجة الحرارة بلغت 5.4 درجة مئوية يوم الثلاثاء الماضي و6.2 درجة مئوية الأربعاء الماضي.
ويقول اتحاد مشغلي أنظمة تخزين الغاز والهيدروجين «إي إن إي إس» أن الطلب على الغاز يرتفع عند متوسط درجات حرارة ست درجات مئوية أو أقل، مشيراً إلى أن الطقس الشتوي الأكثر دفئاً في الآونة الأخيرة أسهم في زيادة التخزين.
ويأتي ذلك في وقت تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في تعاملات أوروبا الأربعاء الماضي لأقل مستوياتها منذ 14 يونيو (حزيران) الماضي، في ظل وصول شحنات الغاز الطبيعي المسال لمستويات قياسية مع وصول المخزونات لأكثر من المعدلات الطبيعية، ما هدأ المخاوف من حدوث نقص في المعروض خلال فصل الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز في أوروبا. وظلت درجات الحرارة في أغلب مناطق أوروبا معتدلة، ما يقلل الطلب على وقود التدفئة بالتزامن من تدفق إمدادات الغاز الطبيعي المسال، ما أسهم في خفض الأسعار. كما أدت زيادة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح إلى تقليل استهلاك الغاز.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن توم مارتستش مانسر رئيس إدارة تحليل أسواق الغاز في شركة بي سي آي إس بلندن القول إنه مع انتهاء موجة البرد والطقس المعتدل والرياح القوية المتوقعة غداً، بالإضافة إلى التراجع المعتاد للطلب الصناعي على الغاز خلال موسم عطلة عيد الميلاد فإن أسعار الغاز مرشحة لمزيد من التراجع.
وبلغ سعر الغاز الطبيعي في العقود الآجلة الهولندية تسليم الشهر المقبل 97.75 يورو لكل ميغاوات في الساعة، كما تراجع سعر الغاز في بريطانيا بنسبة 7.9 في المائة، وتراجع سعر الكهرباء في ألمانيا تسليم العام المقبل بنسبة 7 في المائة ليصل لأقل مستوياته منذ يونيو الماضي أيضاً.
وفي الوقت نفسه، فإن مستودعات الغاز الطبيعي في أوروبا مملوءة حالياً بنسبة 83 في المائة تقريباً وهو ما يزيد على متوسط الامتلاء خلال السنوات الخمس الماضية بحسب بيانات البنية التحتية للغاز في أوروبا.
من جهة أخرى ورغم أن الألمان يكافحون وسط ارتفاع الفواتير والتضخم، يقول وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر إنه يرى احتمالاً ضئيلاً لتزويد الجمهور بمواد إغاثة إضافية، مشيراً إلى كل المعونات المقدمة حتى الآن والعجز القومي.
وقال الوزير في تصريحات صحافية أن ما يصل إلى 200 مليار يورو (212 مليار دولار)، كان متاحاً لسقوف الأسعار ومعونات الإغاثة، عندما تم سؤاله عما إذا كانت ألمانيا قد وصلت إلى نهاية الخط، عندما يتعلق الأمر بالمعونات.
وأضاف أن الحكومة تقدم أيضاً إعفاءات ضريبة بقيمة 50 مليار يورو، للمواطنين، حتى عام 2024. وتابع: «بالتالي لدينا عجز تمويل حكومي عام هائل، العام المقبل. لقد ذهبنا إلى الحد الأقصى. لن نتجاوز ذلك».
وكان يشير إلى تقليص أسعار الطاقة، الذي يهدف إلى مساعدة الشركات والأسر في التكيف مع ارتفاع الأسعار، في الوقت الذي تتخلص فيه ألمانيا من الغاز الروسي الرخيص.
وتعتمد ألمانيا بشكل كبير على الطاقة من موسكو، لكن سارعت للعثور على مصادر أخرى منذ الأزمة الروسية الأوكرانية.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.