بايدن لزيلينسكي: مستمرون في دعمكم رغم استخدام روسيا الشتاء سلاحاً

وصفه بـ«القائد العظيم» أثناء استقباله في البيت الأبيض بعد 300 يوم على بداية الحرب

بايدن مستقبلاً زيلينسكي في واشنطن أمس (رويترز)
بايدن مستقبلاً زيلينسكي في واشنطن أمس (رويترز)
TT

بايدن لزيلينسكي: مستمرون في دعمكم رغم استخدام روسيا الشتاء سلاحاً

بايدن مستقبلاً زيلينسكي في واشنطن أمس (رويترز)
بايدن مستقبلاً زيلينسكي في واشنطن أمس (رويترز)

زيارة تاريخية بكل ما للكلمة من معنى، خطا فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى خارج بلاده، منذ بدء الغزو الروسي في شهر فبراير (شباط) الماضي، باتجاه الولايات المتحدة حيث استقبله الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض بعد وصوله إلى واشنطن أمس (الأربعاء).وأكد بايدن على دعم بلاده للشعب الأوكراني ولزيلينسكي، ووصفه بـ«القائد العظيم»، وذلك خلال لقاء جمعهما في المكتب البيضاوي. واضاف بايدن متوجهاً إلى الرئيس الأوكراني: «أنا سعيد لأنك تمكنت من المجيء إلى هنا»، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يصعد من حربه ضد المدنيين ويحاول استعمال فصل الشتاء كسلاح». وأضاف: «سوف نساعد أوكرانيا على تتبع سلام عادل».

من ناحيته، قال زيلينسكي لدى وصوله إلى واشنطن، إنه أتى إلى الولايات المتحدة لـ»أشكر الشعب الأميركي والرئيس والكونغرس لدعمهم الذي نحتاج إليه، وأيضاً لنستمر بالتعاون للاقتراب أكثر من فوزنا».
وخطوات زيلينسكي باتجاه واشنطن دلالاتها ضخمة وتتعدى رمزيتها حدود المصافحات التقليدية بين زعماء البلاد خلال اللقاءات الرسمية. فهذه زيارة خطط لها البيت الأبيض بمنتهى السرية منذ 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عندما وجه بايدن دعوة لنظيره الأوكراني لزيارة واشنطن، ترافقها دعوة من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي له لإلقاء خطاب رسمي أمام مجلسي الكونغرس.
وخيّمت السرية التامة على هذا المخطط «الجريء»؛ فزيلينسكي لم يغادر بلاده منذ بدء الحرب. وكان هناك تخوف فعلي من التحضيرات اللوجيستية للزيارة والتدابير الأمنية المحيطة بها، والتي ظهرت واضحة في شوارع العاصمة واشنطن، وأروقة الكونغرس المتأهب لاستقبال الرئيس الأوكراني في خطاب مسائي يتوجه به إلى أعضاء الكونغرس من الحزبين.
ولعلّ خير دليل على التخوف من هذه التفاصيل اللوجيستية والأمنية هو رفض بيلوسي تأكيد الزيارة حتى اللحظة الأخيرة، مع تكرار مستمر لسيناريو إلغائها. فلدى مواجهة الصحافيين لها في أروقة «الكابيتول» في وقت متأخر مساء الثلاثاء، قالت بيلوسي عن الزيارة: «لا نعلم بعد… لا نعلم».
وبعد منتصف الليل في العاصمة الأميركية، أصدر البيت الابيض بياناً رسمياً يؤكد فيه الزيارة. وأكّد البيان حصولها، وأوضح أنه سيتخللها لقاء مع بايدن، يليه مؤتمر صحافي مشترك، قبل توجه زيلينسكي إلى مبنى «الكابيتول» لتوجيه كلمته للمشرعين الأميركيين.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، على أن هذه الزيارة؛ التي تتزامن مع مرور 300 يوم بالضبط على بدء الغزو الروسي، «تسلّط الضوء على التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم أوكرانيا ما دام يتطلب الأمر ذلك، من خلال المساعدات الاقتصادية والإنسانية والعسكرية». وسيقف زيلينسكي إلى جانب بايدن في البيت الأبيض ليكون شاهداً على إعلان قد يؤثر على العمليات العسكرية الميدانية في أوكرانيا، هو تقديم صواريخ «باتريوت» لكييف. وتحدث مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض عن التفاصيل في اتصال مع الصحافيين، فقال إن «الرئيس بايدن سيعلن عن حزمة جديدة قيمتها مليارا دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا. ستتضمن قدرات مهمة جداً وجديدة: بطارية صواريخ «باتريوت»، والتي ستكون أساسية في الدفاع عن الشعب الأوكراني ضد الاعتداءات الروسية الهمجية على البنى التحتية الأوكرانية». وتابع المسؤول: «سوف ندرب القوات الأوكرانية على استعمال بطارية (باتريوت) في بلد ثالث؛ وهذا سيتطلب بعض الوقت».
تأتي هذه الزيارة في فترة عادة ما تكون هادئة في واشنطن، يعمها الفراغ في فترة الأعياد، لينتشر خبر الزيارة كالنار في هشيم هذا الفراغ، ويوقظ العاصمة من سباتها.
لكنها أيضاً فترة مفصلية على جدول الأعمال التشريعي. فالكونغرس بأغلبيته الديمقراطية ينهي أعماله لهذا العام، مستعداً لتسليم شعلة الأغلبية للجمهوريين في مجلس النواب مطلع العام المقبل. وحرص الديمقراطيون على أن تتزامن زيارة زيلينسكي وخطابه مع إقرار حزمة جديدة من المساعدات العسكرية والإنسانية لكييف بقيمة 45 مليار دولار. لتصل بذلك قيمة المساعدات التي أقرها الكونغرس حتى الساعة إلى نحو 100 مليار دولار.
لكن الأمر لن يكون بالسهولة نفسها في الكونغرس الجديد، خصوصاً في مجلس النواب الذي سيسيطر عليه الجمهوريون، في ظل دعوات البعض منهم إلى عدم تقديم «شيك على بياض» لأوكرانيا. وزيلينسكي يعلم ذلك جيداً، لهذا فهو سيستغل هذه الزيارة لحشد الدعم لبلاده، وطمأنة مخاوف المشككين؛ أبرزهم رئيس مجلس النواب المرتقب الجمهوري كيفين مكارثي.
لكنها مقاربة يرفض البيت الأبيض الاعتراف بها؛ إذ قال مسؤول هناك: «التوقيت لا يرتبط بتغيير موازين القوى في الكونغرس. وكما قلت من قبل؛ نحن واثقون بأن الدعم لأوكرانيا سيبقى قوياً وواسعاً في صفوف الحزبين، رغم بعض الإشاعات والاقتراحات التي تدل على عكس ذلك». وتابع المسؤول في رد مباشر على التساؤلات بشأن توقيت الزيارة: «الأمر لا يتعلق بتوجيه رسالة إلى حزب معين؛ بل توجيه رسالة إلى بوتين وإلى العالم مفادها بأن أميركا تدعم أوكرانيا ما دام الأمر يتطلب ذلك».
وتعيد زيارة زيلينسكي إلى الأذهان زيارة رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل إلى واشنطن في فترة أعياد الميلاد منذ 81 عاماً، بعد أيام قليلة من الهجوم الياباني على بيرل هاربر. وهي زيارة عززت من التحالف الأميركي - البريطاني في الحرب العالمية الثانية. وكأنها مقارنة عمل زيلينسكي على ترسيخها؛ اذ إنه قارن أكثر من مرة بين مقاومة بلاده لروسيا وتحدي بريطانيا للنازيين في الأيام التي سبقت دخول أميركا إلى الحرب العالمية الثانية. كما أنه ذكر هجوم «بيرل هاربر» في خطابه الافتراضي أمام الكونغرس في مارس (آذار) الماضي، قائلاً للمشرعين: «تذكرون (بيرل هاربر)؛ هذا الصباح الرهيب في 7 ديسمبر (كانون الأول) عام 1941 عندما أصبحت سماؤكم سوداء من الطائرات التي تقصفكم. تذكروا ذلك… بلادنا تعيش هذا كل يوم».
وخلال زيارته التاريخية، كان تشرشل قد التقى الرئيس الأميركي الأسبق فرنكلين روزفلت وأمضى معه وعائلته أعياد الميلاد، ثم ألقى خطاباً أمام الكونغرس في 26 ديسمبر 1941 قال فيه: «لن نستسلم. لن نخسر. سنستمر إلى النهاية». كلمات كررها زيلينسكي حرفياً في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني. فهل سيقتبس مقاطع أخرى من غرف حرب تشرشل؟


مقالات ذات صلة

الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

أوروبا ضابط شرطة يُطفئ سيارة محترقة في موقع غارة جوية روسية بطائرة مسيَّرة وسط الهجوم على أوكرانيا في زابوروجيا (رويترز)

الكرملين: موقف واشنطن «حاسم وواقعي» في تسوية الأزمة الأوكرانية

قال متحدث باسم الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا لن ترضى بتوقيع أوكرانيا على اتفاقيات سلام ثم الشروع لاحقاً في عرقلتها أو إفشالها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يصل إلى مقر إقامته في برلين (د.ب.أ) play-circle

ويتكوف وكوشنر في برلين لإجراء محادثات حول أوكرانيا بحضور زيلينسكي

وصل مبعوثان أميركيان، الأحد، إلى ألمانيا لإجراء جولة جديدة من المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)

كييف تتهم موسكو بقصف سفينة تركية في البحر الأسود بواسطة مسيّرة

اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها قصفت السبت بواسطة مسيّرة سفينة شحن تركية في البحر الأسود على متنها 11 مواطناً تركياً، وذلك غداة ضربة جوية روسية

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة جماعية في البيت الأبيض تضم الرئيسين دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين 18 أغسطس 2025 بمناسبة محادثات حول أوكرانيا (رويترز) play-circle

برلين تستضيف مفاوضات سلام متوترة على وقع تصعيد روسي كبير

من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين في برلين

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (إ.ب.أ)

زيلينسكي: بدء سريان عقوبات ضد نحو 700 سفينة «تستخدمها روسيا لتمويل الحرب»

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (السبت) بدء سريان العقوبات التي فرضتها بلاده ضد نحو 700 سفينة تقول إن روسيا تستخدمها لتمويل الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مسؤول إسرائيلي يتهم إيران بالوقوف وراء هجوم شاطئ بوندي

عناصر من الشرطة الأسترالية في موقع الهجوم (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأسترالية في موقع الهجوم (أ.ف.ب)
TT

مسؤول إسرائيلي يتهم إيران بالوقوف وراء هجوم شاطئ بوندي

عناصر من الشرطة الأسترالية في موقع الهجوم (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأسترالية في موقع الهجوم (أ.ف.ب)

تُجري السلطات الإسرائيلية تحقيقاً لمعرفة الجهة المسؤولة عن الهجوم الدامي الذي وقع في شاطئ بوندي اليوم، خلال احتفالات «عيد الأنوار اليهودي» (حانوكا)، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تدبيره من قِبل دولة أو جماعة بعينها.

وفي حال تورط دولة في الهجوم، تُعتبر إيران المشتبه به الرئيسي، بحسب موقع «واي نت» العبري.

ومع ذلك، يفحص المسؤولون أيضاً احتمالية تورط جماعات مسلحة، بما في ذلك «حزب الله»، و«حماس»، و«جماعة عسكر طيبة الباكستانية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في الهجوم.

وفي السياق ذاته، اتهم مسؤول أمني إسرائيلي إيران بتنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أن «طهران ووكلاءها كثفوا جهودهم لاستهداف مواقع إسرائيلية ويهودية حول العالم».

وقال المسؤول لصحيفة «إسرائيل هيوم»: «شهدت الأشهر الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في نشاط إيران لتدبير هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في أنحاء العالم. وهذا يشمل أستراليا، حيث اتخذت الحكومة، بناءً على تحذيرات استخباراتية محددة، إجراءات جزئية ضد السفارة الإيرانية، بما في ذلك طرد السفير».

وأضاف: «لا شك أن توجيه الهجوم انطلق من طهران».

وقتل 12 شخصاً وأصيب العشرات بينهم شرطيان في إطلاق نار وقع في شاطئ بوندي اليوم، خلال احتفالات «عيد الأنوار اليهودي» (حانوكا).

وذكرت الشرطة أن أحد المهاجمين من بين القتلى بينما الآخر مصاب وفي حالة خطيرة.

وفي الأشهر الأخيرة، حذرت إسرائيل من أن إيران تستعد لاستهداف الجالية اليهودية والمؤسسات اليهودية في الخارج.

وذكرت تقارير استخباراتية أن إيران «تقوم بتهريب الأسلحة وإنشاء خلايا تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي لتأجيج المزيد من الهجمات».

واتهم رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، إيران بالوقوف وراء هجومين معاديين للسامية في البلاد مطلع هذا العام، وأعلن قطع أستراليا علاقاتها الدبلوماسية مع طهران رداً على ذلك.

وصرح ألبانيز بأن جهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالي (ASIO) توصل إلى أن الحكومة الإيرانية هي من أمرت بإحراق مطعم «لويس كونتيننتال كيتشن» في سيدني في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بالإضافة إلى حريق كنيس إسرائيلي في ملبورن في ديسمبر (كانون الأول).


نتنياهو تعليقاً على «هجوم سيدني»: سياسة أستراليا «غذت معاداة السامية»

انتشار مكثف للشرطة الأسترالية في محيط شاطئ بوندي في سيدني (أ.ب)
انتشار مكثف للشرطة الأسترالية في محيط شاطئ بوندي في سيدني (أ.ب)
TT

نتنياهو تعليقاً على «هجوم سيدني»: سياسة أستراليا «غذت معاداة السامية»

انتشار مكثف للشرطة الأسترالية في محيط شاطئ بوندي في سيدني (أ.ب)
انتشار مكثف للشرطة الأسترالية في محيط شاطئ بوندي في سيدني (أ.ب)

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا خلال احتفالات «عيد الأنوار اليهودي» (حانوكا)، والذي أوقع 11 قتيلاً، بأنه هجوم «مروع» و«جريمة قتل بدم بارد»، متهمياً الحكومة الأسترالية بتغذية معاداة السامية.

وأشار نتنياهو إلى أنه أرسل رسالة في أغسطس (آب) إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، متهماً كانبرا فيها بصب الزيت على نار معاداة السامية.

وأضاف أن سياسات ألبانيز، التي تشمل الاعتراف بدولة فلسطينية، تشجع «كراهية اليهود» و«معاداة السامية»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع نتنياهو في تصريحات سبقت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: «للأسف، يتزايد عدد الضحايا كل دقيقة. لقد رأينا أقصى درجات الشر، ورأينا أيضاً ذروة البطولة اليهودية»، في إشارة إلى أحد المارة، الذي قال إنه يهودي، والذي صُوّر وهو ينتزع سلاحاً من يد أحد المهاجمين.

بدوره، عدّ الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إطلاق النار على شاطئ بوندي هجوماً على الجالية اليهودية.

وأضاف في بيان صادر من مكتبه، الأحد، أنه «في هذه اللحظة، شقيقاتنا وأشقاؤنا في سيدني يتعرضون لهجوم من جانب إرهابيين في هجوم وحشي للغاية على اليهود، الذين ذهبوا لإشعال أول شمعة لعيد الحانوكا على شاطئ بوندي».

وأشار هرتسوغ إلى أن إسرائيل دائماً ما دعت إلى اتخاذ إجراء لمواجهة ما وصفه بـ«الموجة الضخمة» من معاداة السامية التي تُؤثر على المجتمع الأسترالي.

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن واقعة إطلاق النار في أستراليا تأتي «نتيجة أعمال العنف المعادية للسامية هناك خلال العامين الماضيين»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف ساعر أن «على حكومة أستراليا، التي تلقت عدداً لا يُحصى من إشارات التحذير، أن تعود إلى رشدها».

وأكّدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية أن 10 أشخاص، من بينهم أحد مطلقي النار، لقوا حتفهم في الهجوم على شاطئ بوندي.

وأفادت الشرطة بأن مطلق نار آخر بات قيد الاحتجاز، لكن حالته الصحية غير معروفة.

كما أُصيب 12 بجروح، من بينهم شرطيان أصيبا بطلقات نارية.

وأضافت الشرطة أنه تم العثور على عبوة ناسفة بدائية الصنع، ويجري التعامل معها حالياً من قبل وحدة تفكيك المتفجرات.


عشرات القتلى والجرحى بإطلاق نار خلال احتفالات يهودية في سيدني (فيديو)

TT

عشرات القتلى والجرحى بإطلاق نار خلال احتفالات يهودية في سيدني (فيديو)

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الأسترالية مقتل 12 شخصاً وإصابة 30 آخرين على الأقل، في واقعة إطلاق نار خلال احتفالات بعيد يهودي على شاطئ بوندي في سيدني الأحد.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز في وقت سابق إن عشرة أشخاص قتلوا بينهم المهاجم، فيما قال رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيز إن المشاهد في شاطئ بوندي «صادمة ومؤلمة».

وأضاف في بيان: «تحدثت للتو مع مفوض الشرطة الاتحادية الأسترالية، وكذلك مع رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز. نعمل بالتنسيق مع شرطة نيو ساوث ويلز، وسنوافيكم بمزيد من التحديثات فور تأكيد المزيد من المعلومات».

وفي وقت لاحق، قال ألبانيز إن إطلاق النار هو «عمل إرهابي» و«هجوم مباشر على الجالية اليهودية». وأكد أن الشرطة ووكالات الأمن تعمل على تحديد كل المتورطين في الهجوم.

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر أشخاص يفرون من شاطئ بوندي في سيدني خلال واقعة إطلاق النار (أ.ف.ب)

وذكرت تقارير صحافية أن إطلاق النار وقع في أثناء الاحتفال بعيد يهودي.

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني يعد هجوماً على الجالية اليهودية. وأضاف في بيان صادر من مكتبه بالقدس: «في هذه اللحظة، شقيقاتنا وأشقاؤنا في سيدني في أستراليا يتعرضون لهجوم من جانب إرهابيين في هجوم وحشي للغاية على اليهود، الذين ذهبوا لإشعال أول شمعة لعيد الحانوكا على شاطئ بوندي».

وقال هرتسوغ إن إسرائيل طالما دعت لاتخاذ إجراء لمواجهة ما وصفه بـ«الموجة الضخمة» من معادة السامية التي تؤثر على المجتمع الأسترالي.

وأعلن مسعفون أستراليون الأحد أنهم نقلوا ثمانية أشخاص إلى المستشفيات، عقب إطلاق نار في شاطئ بوندي الشهير في سيدني.

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لأحد منفذي الهجوم

وقال متحدث باسم خدمة إسعاف ولاية نيو ساوث ويلز لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نستطيع أن نبلغكم بأننا قدّمنا العلاج لعدد من الأشخاص في موقع الحادث، ونقلنا في هذه المرحلة ثمانية أشخاص إلى مستشفيات مختلفة في سيدني».

وأطلق مسلحون النار على المشاركين في حفلة «عيد الأنوار» اليهودي (حانوكا) في سيدني بأستراليا الأحد، وتحدثت تقارير أولية عن سقوط 10 قتلى ونحو 60 جريحاً في الحادث.

وقالت الشرطة الأسترالية الأحد إنها اعتقلت شخصين بعد بلاغات وردت عن إطلاق أعيرة نارية عند شاطئ بوندي في سيدني، مما أسفر عن قتلى وإصابات. وقالت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز في بيان على «إكس»: «عملية الشرطة لا تزال جارية ونواصل حث الناس على تجنب المنطقة».

تفاصيل هجوم سيدني

ووقع الهجوم بينما حضر نحو ألفي شخص من أبناء الجالية اليهودية احتفالات حانوكا («عيد الأنوار») في شاطئ بوندي في سيدني.

وأفاد شهود عيان بأن مجهولاً ترجَّل من سيارة بالقرب من مكان الاحتفال وأطلق النار.

وبحسب تقارير، فقد جرى إطلاق النار من جسر قريب. وأظهرت لقطات من الموقع حشوداً مذعورة تفر في جميع الاتجاهات بينما يتقدم نحوهم مسلحون بأسلحة طويلة.

وأظهرت فيديوهات بعض الأشخاص على العشب وسط فوضى عارمة. ووصف أحد المشاركين اليهود في الاحتفال المشهد بأنه «كارثة» للجالية.

وذكرت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد أن الواقعة أسفرت عن عدة إصابات، وبثت شبكتا «سكاي» و«إيه بي سي» لقطات تظهر أشخاصاً راقدين على الأرض. وقال هاري ويلسون (30 عاماً) والذي شهد الواقعة للصحيفة «رأيت 10 على الأقل راقدين على الأرض والدماء في كل مكان».7

انتشار مكثف للشرطة الأسترالية في محيط شاطئ بوندي في سيدني (أ.ب)

وأفادت قناة «سكاي نيوز أستراليا» بمقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في إطلاق النار الجماعي على شاطئ بوندي.

وأفادت منظمة «زاكا» للاستجابة للطوارئ المجتمعية في إسرائيل بإصابة نحو 60 شخصاً، وتأكد مقتل 10 على الأقل في إطلاق النار على شاطئ بوندي، الذي قالت المنظمة إنه يعامل على أنه هجوم إرهابي استهدف الجالية اليهودية. أعلنت الشرطة المحلية في سيدني عن اعتقال شخصين مشتبه بتنفيذهما الهجوم في شاطئ بوندي.

وذكر أليكس ريفيتشين الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين في مقابلة مع «سكاي نيوز» أن إطلاق النار وقع في أثناء احتفال بعيد الأنوار اليهودي بدأ مع غروب الشمس هناك. وقال: «يتجمع أفراد من اليهود في أبهى صورة للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة. إذا تم استهدافنا عمداً بتلك الطريقة فهو نطاق يفوق إدراك أي منا. هذا أمر مروع».

وأضاف أن مستشاره الإعلامي أصيب في الهجوم. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على «إكس» أشخاصاً في شاطئ بوندي يتفرقون على وقع دوي إطلاق نار وصفارات إنذار الشرطة.

عاملة صحية تدفع نقالة بعد حادثة إطلاق نار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 14 ديسمبر الحالي. وأعلنت الشرطة الأسترالية عن احتجاز شخصين بعد ورود بلاغات عن إطلاق نار كثيف على شاطئ بوندي الشهير في سيدني وحثت الجمهور على الاحتماء (أ.ف.ب)

وأظهر مقطع فيديو آخر رجلين تجبرهما الشرطة على الاستسلام على جسر للمارة. ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحة هذه اللقطات بعد.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي: «نحن على دراية بوجود وضع أمني لا يزال جارياً في بوندي. نحث الناس في محيط المنطقة على متابعة المعلومات الصادرة عن شرطة نيو ساوث ويلز».

وذكرت هيئة البث الأسترالية (إيه بي سي) أن الشرطة طالبت المواطنين بتجنب الذهاب إلى المنطقة، وأكدت الشرطة أنها ألقت القبض على شخصين. وأوضحت الشرطة أن هناك عدة وفيات نجمت عن الواقعة.

وقال مراسل الهيئة ديجبي ويرثمولر الذي وجد في موقع إطلاق النار، وتحدث مع رجال الشرطة في قطاع الإعلام: «لقد أخبروني أنه تم تحييد مطلقي النار، وأنه لا يوجد تهديد حالياً على المواطنين في بوندي».

عمال الإنقاذ ينقلون شخصاً على نقالة بعد الإبلاغ عن إطلاق نار في شاطئ بوندي في سيدني الأحد 14 ديسمبر الحالي (أ.ب)

بدوره، ندد مجلس الأئمة الفيدرالي الأسترالي، وهو أكبر هيئة إسلامية في البلاد، بإطلاق النار «المروّع» الذي وقع عند شاطئ بوندي.

وقال المجلس في بيان: «قلوبنا وأفكارنا وصلواتنا مع الضحايا وعائلاتهم، ومع كل من شهد أو تأثر بهذا الهجوم الصادم عميق الأثر». وأضاف: «إنها لحظة لجميع الأستراليين، بمن فيهم الجالية المسلمة الأسترالية، للوقوف معاً بروح الوحدة والتعاطف والتضامن».