العليمي يجدد المطالبة بتصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب الدولي

دعا إلى دعم الإصلاحات الحكومية لتحسين الأوضاع الإنسانية

جانب من لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مع وفد البرلمان الأوروبي أمس (سبأ)
جانب من لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مع وفد البرلمان الأوروبي أمس (سبأ)
TT

العليمي يجدد المطالبة بتصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب الدولي

جانب من لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مع وفد البرلمان الأوروبي أمس (سبأ)
جانب من لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مع وفد البرلمان الأوروبي أمس (سبأ)

جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي الثلاثاء، مطالب بلاده بتصنيف الميليشيات الحوثية على لوائح الإرهاب الدولي، داعيا إلى مساندة مجلس الحكم الذي يقوده والحكومة في تحقيق الإصلاحات وتخفيف معاناة مواطنيه.
تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله في الرياض وفد البرلمان الأوروبي برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ديفيد ماكاليستر، وعشية إدلائه بمكاشفة مفصلة عن الأوضاع في بلاده خلال مقابلة مع قناة «العربية» أوضح خلالها الكثير من القضايا المتصلة بالتهدئة مع الحوثيين ومسار السلام وأداء مجلس القيادة الرئاسي.
وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي وضع الوفد الأوروبي أمام مستجدات الساحة اليمنية، والجهود المطلوبة لإحلال السلام والاستقرار، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
وفيما أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عن تقديره للموقف الأوروبي الداعم للشرعية الدستورية، والتخفيف من معاناة الشعب، بما في ذلك التدخلات الأوروبية الإنسانية والإنمائية في مختلف المجالات، أكد «أهمية مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية الإرهابية، ودعم الإصلاحات التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة كخيار أمثل لجلب السلام والحد من التداعيات الكارثية للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم».
ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي طالب «المجتمع الدولي بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية بالنظر إلى ممارساتها وانتهاكاتها الفظيعة للقانون الدولي التي فاقت فيها تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، وحلفاءها في الحرس الثوري الإيراني». ونسبت الوكالة إلى الوفد الأوروبي تأكيد «دعمه كافة الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار، وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن، وأهمية الضغوط الدولية المكثفة لإحياء العملية السياسية في البلاد». وكان العليمي أكد لقناة «العربية» أن استمرار تمسك الشرعية بالهدنة الإنسانية الأممية على الرغم من رفض ميليشيا الحوثي الإرهابية تمديدها هدفه تخفيف المعاناة الإنسانية في مناطق سيطرة تلك الميليشيات المدعومة من النظام الإيراني. وقال إن «عدم التزام الميليشيات الحوثية بفتح طرق تعز كان يمكن أن يكون مبرراً للحكومة الشرعية من أجل عدم تجديد الهدنة وإعادة إغلاق مطار صنعاء الدولي، وإيقاف تدفق المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، غير أن الحكومة جعلت تخفيف المعاناة الإنسانية هدفا رئيسيا لها».
وأضاف «اليوم توقفت الحرب من طرف واحد إلا من قبل الميليشيات التي أعلنت أنها ستستمر في مواصلة حربها، وهذا فضحها أمام الشعب اليمني أولا والمجتمع الدولي بأنها ليست مشروع سلام».
واعترف العليمي أن «الموقف الدولي يضغط على الحكومة الشرعية بحجة أنها دولة عليها التزامات أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي، في حين أن الميليشيات لا تأبه لأي شيء على الإطلاق». وقال: «الإدانات ليست كافية لردع هذه الميليشيات، بل لا بد من أفعال تضغط عليها للمجيء إلى طاولة المشاورات وإيقاف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار للشعب اليمني هذا هو المطلوب من المجتمع الدولي ومن المبعوث الأممي والمبعوث الأميركي وليس الإدانات».
وأشار العليمي إلى التشابه بين جرائم الميليشيات الحوثية وممارسات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين، مؤكداً وجود تخادم بين الميليشيات الحوثية والتنظيمين.
وقال: «كان لدينا معتقلون محكوم عليهم في قضايا إرهابية ومنها الاعتداء على المدمرة الأميركية (يو إس إس كول) تم الإفراج عنهم من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية وتم أيضا تزويدهم بالأسلحة والمعدات والأموال وأطلقوهم في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية للقيام بعمليات إرهابية».
وأكد أن العلاقة بين ميليشيا الحوثي الإرهابية وإيران، ليست وليدة ما بعد عام 2000 بل بدأت تتشكل في اليمن في عام 1983 بالتزامن مع تكوين «حزب الله» في لبنان، وكان رأس هذه المجموعة بدر الدين الحوثي والد زعيم الميليشيات الحالي عبد الملك، وصلاح فليتة والد محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، حيث قاموا بعمليات إرهابية في صنعاء.
وشدد العليمي على أهمية قرار مجلس الدفاع الوطني بشأن تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وذلك رداً على تصعيدها في استهداف المنشآت النفطية والملاحة الدولية واستمرار الهجمات العسكرية على كل الجبهات، مستعرضاً أهداف هذا القرار والإجراءات المتخذة في هذا الجانب والتي تستهدف القيادات الحوثية والشركات والمؤسسات التابعة لها بهدف تجفيف منابع تمويلاتها.
وجدد طمأنة الجميع بأن هذا التصنيف سيتجه لقيادات الميليشيات الإرهابية الحوثية وللمؤسسات التابعة لهذه القيادات والكيانات والأفراد بمن فيهم أولئك الذين وضعهم التحالف والمجتمع الدولي في القائمة السوداء.
وتطرق رئيس مجلس الحكم في اليمن إلى قضية صرف المرتبات وتعنت الميليشيات الحوثية، وأكد أنه ليست هناك أي مشكلة لدى الحكومة الشرعية بشأن صرف المرتبات في جميع أنحاء البلاد، وأن الحوثي هو من لديه مشكلة مع هذا الاستحقاق، خاصة بعد أن أصدر ما سماها «مدونة السلوك الوظيفي» التي تنص على أنه من لا يوالي الميليشيات الإرهابية فليس له مرتب.
ونفى العليمي وجود أي خلافات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدا أنه سيكون وجميع الأعضاء قريباً في العاصمة المؤقتة عدن، مشيرا إلى أن المجلس مستمر في عمله ويعقد اجتماعات دورية عبر تقنية الاتصال المرئي، ويتخذ العديد من القرارات بناءً على النقاشات التي تتم للملفات المدرجة ضمن جدول أعمال الاجتماعات.
واعترف رئيس مجلس القيادة اليمني بأن الحكومة «ستواجه ابتداءً من هذا الشهر مشكلات في مسألة صرف المرتبات بسبب اعتداءات الميليشيات الحوثية الإرهابية على الموانئ النفطية والتي تسببت بتوقف تصدير النفط عقب إغراق المضخة التي قال إنها ستكلف الدولة أكثر من 50 مليون دولار لإصلاحها في مدة لا تقل عن ستة أشهر».
وكشف عن وجود ثلاث مراحل لإصلاح الجيش والأمن من قبل اللجنة المكلفة بذلك، حيث سيتم في المرحلة الأولى إنشاء غرفة عمليات مشتركة في عدن، وفي الثانية توحيد مسرح العمليات وربطه بغرفة العمليات، والثالثة هي مرحلة الدمج التي قال إنها مرحلة ستأتي متأخرة، إذ لا يمكن تنفيذها في الوقت الحالي في ظل استمرار المعارك.
وتوعد العليمي بسقوط الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً سلماً أو حرباً وقال إن اليمنيين لن يقبلوا بهذا الوجود الإيراني على الإطلاق، مؤكدا أن كل التنازلات التي قدمها مجلس القيادة والحكومة ليست من أجل الميليشيات الحوثية الإرهابية بل من أجل اليمنيين.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.