الدولار لامس أعلى مستوياته مقابل الليرة اللبنانية

TT

الدولار لامس أعلى مستوياته مقابل الليرة اللبنانية

سجّل سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، يوم أمس، ارتفاعاً غير مسبوق منذ بدء الأزمة قبل ثلاث سنوات، بحيث وصل إلى حدود الـ45 ألف ليرة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على حياة اللبنانيين ويومياتهم لا سيما في فترة الأعياد، وذلك مع لجوء التجار إلى رفع الأسعار بطريقة عشوائية من دون حسيب أو رقيب.
وفيما كانت كل التقديرات تشير إلى أن سعر الصرف سيشهد انخفاضاً أو على الأقل ثباتاً نتيجة وصول عدد كبير من المغتربين في فترة الأعياد إلى لبنان وصرفهم لكميات من الدولار الأميركي على غرار ما كان يحصل في الفترات السابقة، يبدو أن الدولار يأخذ منحى تصاعدياً لأسباب عدة بحسب ما يشير الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان. ويعزو أبو سليمان هذا الارتفاع إلى عوامل عدة لم تكن موجودة في مواسم السياحة السابقة، ما فرمل سعر صرف الدولار حينها، ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «زيادة الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية تخطت تقريباً الـ74 ألف مليار ليرة ما يعني مزيداً من طبع الليرة، وبالتالي ارتفاع سعر الصرف»، مضيفاً: «رغم أن المركزي أعلن أنه يعمل فقط على بيع الدولار وليس شرائه عبر منصة (صيرفة)، يبدو أنه يتدخّل في السوق لشراء الدولارات لتأمين اعتمادات الكهرباء؛ أو كي يعود ويبيع الدولار بهدف خفض سعر الصرف»، متوقعاً أن يبقى هذا المسار تصاعدياً في الأيام المقبلة.
ويلفت كذلك إلى أسباب عدة؛ أبرزها استباق دفع رواتب القطاع العام ثلاثة أضعاف، والتوقعات برفع سعر سحب الدولار من المبالغ المحتجزة في المصارف وفق 15 ألف ليرة بدل 8 آلاف ليرة، إضافة إلى المضاربات والتلاعب في الأسواق التي تعلل بالتشنج والفراغ السياسي. وكانت مجموعة البنك الدولي قد أعلنت أن الخسائر المالية التي يعاني منها اقتصاد لبنان وماليته العامة، تعادل 3 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2021، مذكرة بأن إجمالي الخسائر المالية للبلاد وصل إلى 72 مليار دولار، وداعية إلى ضرورة إعادة هيكلة القطاع المصرفي المحلي.
لكن رغم ذلك، يرى البنك الدولي أن الوقت قد فات لتعويم القطاع المالي، نظراً لعدم توفر الأموال العامة الكافية لذلك، ولا سيما أن أصول الدولة لا تساوي سوى جزء بسيط من هذه الخسائر، مشيراً إلى أن «لبنان يعيش واحدة من أكثر الأزمات حدة على مستوى العالم»، ومتوقعاً انكماشاً اقتصادياً بنسبة 5.4 في المائة».
ويأتي كل ذلك في وقت تتزايد فيه الأزمات الاقتصادية والمعيشية في لبنان، وهو ما أشارت إليه «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها قبل أيام، موضحة أن غالبية الناس في لبنان عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، وتحدثت عن نظام الحماية الاجتماعية في لبنان الذي بات عاجزاً عن مواجهة الأزمة بالنسبة لكثير من الناس، مشيرة إلى أن 70 في المائة من الأسر يواجهون صعوبة في تغطية نفقاتهم أو يتأخرون دائماً عن دفع النفقات الأساسية.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

قطر ستعيد فتح سفارتها في سوريا

السفارة القطرية في دمشق مغلقة منذ يوليو 2011 (رويترز)
السفارة القطرية في دمشق مغلقة منذ يوليو 2011 (رويترز)
TT

قطر ستعيد فتح سفارتها في سوريا

السفارة القطرية في دمشق مغلقة منذ يوليو 2011 (رويترز)
السفارة القطرية في دمشق مغلقة منذ يوليو 2011 (رويترز)

قالت وزارة الخارجية القطرية، اليوم (الأحد)، إن «وفداً دبلوماسياً قطرياً وصل دمشق لإكمال الإجراءات اللازمة لافتتاح سفارة دولة قطر لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة».

وأضافت الوزارة في بيان: «الوفد جدد خلال لقاءاته مع الحكومة الانتقالية في سوريا التزام دولة قطر الكامل بدعم الشعب السوري». وظلت السفارة القطرية في دمشق مغلقة منذ يوليو (تموز) 2011 حينما سحبت الدوحة سفيرها من دمشق بعد الحملة التي شنها الرئيس المخلوع بشار الأسد على المحتجين في الشوارع، وتسببت في سقوط قتلى، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية استمرت 13 عاماً.