موسكو تترجم علاقاتها مع الرياض إلى واقع ملموس ومستعدة لمساعدة اليمنيين

سفير روسيا لدى السعودية: سنعزز العمل المشترك من أجل السلام والأمن الدوليين

موسكو تترجم علاقاتها مع الرياض إلى واقع ملموس ومستعدة لمساعدة اليمنيين
TT

موسكو تترجم علاقاتها مع الرياض إلى واقع ملموس ومستعدة لمساعدة اليمنيين

موسكو تترجم علاقاتها مع الرياض إلى واقع ملموس ومستعدة لمساعدة اليمنيين

تعتزم موسكو ترجمة علاقاتها الاستراتيجية مع الرياض إلى واقع ملموس، متطلعا لانعكاس إيجابي لهذه العلاقة على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وقال أوليغ أوزيروف، السفير الروسي لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «أؤكد أن المزاج العام السعودي - الروسي، رائق جدا، ويعمل لتعزيز دورهما المشترك من أجل السلام والأمن الدوليين، حيث إن علاقات بلدينا - حاليا - تغطي كل المجالات، التي لها أهمية استراتيجية لمستقبل الشرق الأوسط ككل».
وأضاف: «روسيا تنظر وبشكل إجمالي، إلى أهمية السعودية وثقلها السياسي والاقتصادي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وكقلب نابض للعالمين العربي والإسلامي، وبالتالي ضرورة تعميقها لمصلحة كل من الرياض وموسكو على حد سواء».
ولفت السفير الروسي لدى السعودية إلى أن استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 18 يونيو (حزيران) الماضي في سان بطرسبورغ، كان له دلالات عميقة، لأنه لقاء مهم جدا، إذ إنه وضع أسسا سليمة لعلاقات سعودية - روسية راسخة، مشيرًا إلى أن الرياض وموسكو - حاليا - أقرب إلى اتخاذ موقف مشترك من أي وقت مضى.
وأكد أوزيروف أن المباحثات الأخيرة بين الرياض وموسكو، كانت جادة وستفتح آفاق التعاون في المجال النووي السلمي، ومجال الفضاء، فضلا عن إطلاق استثمارات متبادلة وشراكات أخرى استراتيجية، خلال الفترة القليلة المقبلة.
وقال: «قبل أيام أذيع إعلان من قبل السعودية وروسيا، عن إطلاق مشروع استثماري بحجم عشرة مليارات دولار يشمل فروعا متنوعة من الاقتصاد الروسي، بما فيها مجالات الزراعة والطاقة والإسكان والبنية التحتية».
وتوقع أن يحصد البلدان ثمرة ذلك، من خلال المردود الاقتصادي والسياسي لمجمل الاتفاقيات الستة المعلنة، مما يعود - في رأيه بفائدة كبيرة تتمثل في نمو اقتصادي يخدم مصلحة شعبي البلدين، مع أنه لا يعتقد أن هناك رابطا مباشرا بين العمل الاقتصادي والسياسي.
أما فيما يتعلق بموقف سعودي - روسي مشترك لوضع حد للصراعات والتجاذبات في منطقة الشرق الأوسط، فأكد أوزيروف، أن بلاده تفصل بين السياسة والاقتصاد، غير أنه يرى أن تطوير العلاقات الاقتصادية يحسن الأوضاع والجو العام لصالح العلاقات بين البلدين ويفسح المجال لبحث القضايا السياسية.
من جهة أخرى، أكد أوزيروف أن روسيا تفكر في المساهمة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثة الشعب اليمني، قائلا: «روسيا - حاليا - على أتم الاستعداد لتقديم مساعدة إنسانية وإغاثة للشعب اليمني والنازحين واللاجئين منهم ضمن مساعدات دول أخرى».
وقال السفير: «أعتقد أن الرأي العام العالمي توحد واتفق حول ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين، وكان للسعودية موقف واضح وقوي، وكذلك بقية دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا أنهم أعلنوا أنهم يقدموا مبلغ 74 مليون دولار».
وتوقع أوزيروف أن تقدم روسيا على خطوة من خلال المنظمة الدولية لإغاثة الشعب اليميني، مبينًا: «مشاركتنا في ذلك وشيكة جدا، من خلال المنظمة الدولية بصورة مباشرة وعبر الطرق الممكنة كافة».
ويعتقد أن هناك فرصة لتوظيف العلاقات الاقتصادية السعودية - الروسية في خلق شكل من أشكال التقارب السياسي وإعادة الشرعية في اليمن، استنادًا إلى مبدأ ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد على ضرورة تنفيذ المرجعية لحل الأزمة اليمنية، والعمل على تنفيذ القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن حول الحوار الوطني والدفع بالمبادرة الخليجية من أجل إيجاد مخرج للحل السلمي للأزمة اليمنية.



السعودية تؤكد على التعاون السلمي لتحقيق الأمن العالمي

السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)
السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)
TT

السعودية تؤكد على التعاون السلمي لتحقيق الأمن العالمي

السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)
السفير عبد المحسن بن خثيلة يتحدث خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (البعثة السعودية بجنيف)

أكدت السعودية على التعاون الدولي السلمي كوسيلة لتحقيق الازدهار والاستقرار والأمن العالمي، مشددة على أهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وضرورة تنفيذها بشكل كامل لتحقيق عالم خالٍ منها.

جاء ذلك في بيان ألقاه السفير عبد المحسن بن خثيلة، المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف خلال أعمال اللجنة التحضيرية الثانية لـ«مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار»، حيث دعا بن خثيلة إلى بذل جهود دولية أكثر فاعلية لتحقيق أهداف هذه المعاهدة وعالميتها، حاثاً الدول غير الأطراف على الانضمام إليها، وإخضاع جميع منشآتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشدد على ضرورة وفاء الدول المسلحة نووياً بالتزاماتها بموجب المادة السادسة من المعاهدة، وأن الطريقة الوحيدة لضمان عدم استخدام تلك الأسلحة هي القضاء التام عليها، والحفاظ على التوازن بين الركائز الثلاث للمعاهدة، ومصداقيتها في تحقيق أهدافها، منوهاً بدعم السعودية للوكالة؛ لدورها الحاسم في التحقق من الطبيعة السلمية للبرامج النووية.

جانب من مشاركة السفير عبد المحسن بن خثيلة في افتتاح أعمال المؤتمر (البعثة السعودية بجنيف)

وأكد بن خثيلة الحق في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية بموجب المادة الرابعة من المعاهدة، مع الالتزام بأعلى معايير الشفافية والموثوقية في سياستها الوطنية ذات الصلة وأهمية التنمية الاقتصادية، داعياً جميع الأطراف للتعاون من أجل تعزيز الاستخدام السلمي لصالح التنمية والرفاه العالميين.

وبيّن أن المسؤولية عن جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية تقع على عاتق المجتمع الدولي، خاصة مقدمي قرار عام 1995 بشأن المنطقة.

وأدان السفير السعودي التصريحات التحريضية والتهديدات التي أطلقها مؤخراً أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين، عادّها انتهاكاً للقانون الدولي، وتهديداً للسلم والأمن العالميين.

ودعا إلى تكثيف التعاون بين الأطراف في المعاهدة لتحقيق نتائج إيجابية في «مؤتمر المراجعة» المقبل لعام 2026، بهدف تحقيق عالم آمن وخالٍ من الأسلحة النووية.