ما الذي تحتاجه الكرة السعودية لتواصل سطوعها عالمياً؟

الاحتراف الخارجي وصناعة النجوم محورا تجاذبات الوسط الرياضي عقب المشاركة المونديالية

الجماهير السعودية ما زالت تتطلع لمشاركات أقوى في نهائيات كأس العالم (إ.ب.أ)
الجماهير السعودية ما زالت تتطلع لمشاركات أقوى في نهائيات كأس العالم (إ.ب.أ)
TT

ما الذي تحتاجه الكرة السعودية لتواصل سطوعها عالمياً؟

الجماهير السعودية ما زالت تتطلع لمشاركات أقوى في نهائيات كأس العالم (إ.ب.أ)
الجماهير السعودية ما زالت تتطلع لمشاركات أقوى في نهائيات كأس العالم (إ.ب.أ)

ما الواجب الذي على الكرة السعودية فعله لتكون أكثر تنافسية في بطولات مثل كأس العالم؟ وهل بقاء اللاعبين في الدوري المحلي شكل عائقاً لبلوغ الأدوار الإقصائية؟ وهل العمل على صناعة النجوم يسير في الطريق الصحيح؟ تساؤلات عدة طرحتها الـ«الشرق الأوسط» على خبراء فنيين مارسوا كرة القدم في الأندية قبل توجههم للتدريب.
أكد محمد العبدلي مساعد مدرب فريق التعاون من جهته أن مشاركة الأخضر الأخيرة في مونديال 2022 أثبتت أنه ليس بعيداً بمستواه عن بقية المنتخبات، مشيراً إلى ضرورة محاكاة لجنة المسابقات الروزنامة العالمية في جدولة مواعيد المباريات، والعمل على احتراف اللاعب السعودي المتوقع مشاركته في المونديال القادم، وذلك عبر مراعاة عمر اللاعب والقيمة الفنية التي يمثلها داخل المستطيل الأخضر.

لاعبو المنتخب السعودي يحيون جماهيرهم بعد نهاية مشوارهم في المونديال (إ.ب.أ)

وقال العبدلي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتطلب العمل حالياً على برمجة المباريات بما يحاكي النظام العالمي من حيث خوض اللاعب مباراة كل ثلاثة إلى أربعة أيام ليعتاد على رتم المباريات المتتالية والسريعة، وهو ما عانى منه الأخضر في دور المجموعات خلال تقارب مواعيد المباريات، حيث لعب برتم عال في المباراة الأولى، بينما انخفض الرتم في المباراة الثانية وكذلك الثالثة».
وعن الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في المونديال، قال العبدلي: «أغلب لاعبي المنتخب المغربي محترفون في أوروبا ويلعبون بنفس نظام الدوري الأوروبي، وكذلك اللاعبون اليابانيون والأستراليون والكوريون وليس مستغرباً أن تتطور مستويات لاعبيهم بشكل كبير والاعتياد على رتم المباريات السريع».

من المواجهة التي جمعت الأخضر مع بولندا في كأس العالم (إ.ب.أ)

وأشار العبدلي إلى أهمية اختيار اتحاد الكرة السعودي عدداً من العناصر المميزة الشابة المنتظر مشاركتها في المونديال القادم وتسويقهم لخوض تجارب احترافية خارجية «على الأقل في الأندية التي بها تملك سعودي لاكتساب الخبرة، وهناك عدد من اللاعبين أعمارهم صغيرة وكانوا موجودين في المونديال الحالي، منهم سعود عبد الحميد وحسان تمبكتي وعبد الإله العمري وفراس البريكان، وكذلك هناك لاعبون مميزون بالفئات السنية تبلغ أعمارهم 18 عاما».

من مباراة الأخضر الأخيرة في المونديال أمام المكسيك (أ.ب)

ورأى العبدلي ضرورة مناقشة تقليص عدد اللاعبين الأجانب المحترفين، موضحاً «الأندية تشارك في الموسم الحالي بـ7 محترفين داخل الملعب وليسوا جميعاً بنفس الأداء، حيث تجد أن الاستفادة تكمن من 3 إلى 4 أجانب والبقية بنفس مستوى اللاعب السعودي».
واستطرد العبدلي: «كم ناديا يقوم بتغيير اللاعبين الأجانب كل فترة تسجيل... وهناك لاعبون سعوديون فنياً أفضل من محترفين أجانب وعلى سبيل المثال نادي الهلال يضم عدداً من اللاعبين المحليين المميزين، وقد يلعبون على حساب لاعبين أجانب، فلم إذن التعاقد بهذا الكم؟»، مؤكداً ضرورة حصر التعاقدات الأجنبية على 4 محترفين بشرط أن يكونوا صفوة الصفوة، على حد قوله.
وعن العمل القائم في الأندية فيما يتعلق بالفئات السنية، قال العبدلي: «العمل في الفئات السنية لا يرتقي للأهداف التي نأمل الوصول إليها لعدم وجود الاهتمام المطلوب... والمنتخبات هي من تهتم باللاعبين وتحاول القيام بدور الأندية، ويظل المنتخب يعمل في فترات قصيرة في الموسم، ومتى ما وجدت الفئات السنية الاهتمام والرعاية سيكون هناك منتج جيد ومميز».

رينارد يسعى لصناعة جيل جديد للمنتخب السعودي (أ.ف.ب)

بينما تحدث المدرب عبد العزيز الخالد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى الوعي الذي بات عليه اللاعب السعودي ورغبته في تطوير قدراته بالالتزام بالجوانب الاحترافية، أشار إلى أن ضعف الجوانب اللياقية والبدنية للاعب عادة ما تكون لعدم مشاركته في المباريات الرسمية، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على مشاركته مع الأخضر، وقدرته على خوض عدد من المباريات برتم فني قوي.
وأضاف «في تصوري المشكلة تتلخص في العدد الكبير للمحترفين الأجانب في الدوري، وهو الأمر الذي لم يعط اللاعب السعودي فرصة اللعب لدقائق أكثر، ومهما كانت التدريبات مستمرة إذا لم تكن هناك مباريات تنافسية يتعرض اللاعب خلالها للضغوطات والاحتكاك فلن يتطور مستواه الفني بشكل ملحوظ، خصوصاً في ظل عدم وجود احتراف خارجي للاعب الذي بطبيعة الحال مرتبط مع ناديه بعقد ذات مردود مالي جيد قد يدفعه لعدم قبول أي عرض لأندية خارج السعودية بقيمة مالية أقل». مشيراً إلى أن «الأندية الأوروبية عادة ما تقدم مبالغ مالية ليست كبيرة في البداية… وعلى اللاعب أن يثبت قدراته وإمكانياته للحصول على مبلغ أكبر».
وأوضح الخالد أن أحد الحلول المطروحة في هذا التوقيت هو حصر التعاقدات الأجنبية بـ4 لاعبين، وتشجيع اللاعب السعودي للاحتراف الخارجي، لمنح اللاعب فرصة أكبر للمشاركة، ومن ثم تسويقه للأندية الخارجية، مشدداً على رفضه فكرة الدوري الرديف مع الإبقاء على نفس عدد اللاعبين الأجانب باعتباره سيرهق الأندية.
وأضاف «عندما تتحدث عن عدد اللاعبين المحترفين الأجانب في دوري المحترفين ستجدهم 128 لاعبا، و108 لاعبين في دوري يلو للدرجة الأولى، وتجد من يشارك منهم مع منتخب بلاده في كأس العالم لا يتجاوز الـ8 لاعبين».
ودعا الخالد إلى ضرورة وجود خبراء لتحليل الواقع ومعالجته، والعمل على تطوير الإيجابيات وتعزيزها ومعالجة السلبيات... متمنياً أن يوجد خبراء وطنيون ممن يشهد لهم بالكفاءة، «منذ فترة طويلة نعتمد على العنصر الأجنبي ولم نستفد شيئا… وأنا لا أتحدث عن نفسي. وهناك مدربون ولاعبون سابقون لهم خبرة عريضة وقادرون على تحليل الوضع بشكل عام عقب الاطلاع على كافة التفاصيل ودراستها».
من جانبه يرى المدرب عبد اللطيف الحسيني أن وصول اللاعب السعودي لمرحلة احترافية عالية، يتطلب تأسيسا متكاملا في سن صغيرة لصناعة نجوم يخدمون الكرة السعودية، ومن ثم اختيار المميز منهم ودعم احترافه خارجياً لصقل موهبته ومهاراته واكتساب الخبرة.
وقال الحسيني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن العمل بالفئات السنية بالأندية لا يسير بشكل صحيح، مرجعا ذلك لاعتماد الأندية على اللاعب الجاهز في البطولات المحلية والقارية، مشيراً إلى أنه «قد لا نستطيع إرسال اللاعبين الصغار للاحتراف في أوروبا، ولكن بإمكاننا توفير بيئة محترفة لهم هنا وإعدادهم للاحتراف بتوفير كافة مقومات النجاح لهم من ملاعب وأجهزة فنية وإدارية على مستوى عال للإشراف على الأمور الفنية بدقة عالية والاهتمام بكافة الجوانب المتعلقة باللاعب».
وأضاف «اعتماد الأندية على اللاعب الجاهز وليس على اللاعب الذي تنتجه الفئات السنية جعل الاهتمام ليس كبيراً لهذه الفئات، حيث تجد 4 أو 5 فرق للفئات السنية تتمرن على ملعب واحد، وإذا رغبت في تحديد توقيت لكل فريق للتدرب على الملعب، فستجد أن هناك فريقا يتزامن وقت تدريبه على الملعب مع عودة أعضاء الفريق من المدرسة، ولك أن تتخيل أن اللاعب يتجه مباشرة للملعب للتدريب دون تغذية أو أي شيء، كذلك سيتزامن وقت تدريب الفريق الآخر في الفترة الأخيرة، حيث يصل اللاعب لمنزله في وقت متأخر، وفي اليوم التالي لديه دراسة لذلك العمل غير جيد في أغلب الأندية وليس الكل».
واستطرد الحسيني: «هناك أندية مثل برشلونة وريال مدريد تعمل بشكل احترافي كبير على الفئات السنية ولاعبوها لا يشاركون معها... ولكن هناك اهتمام كبير بتسويق لاعبيها لأندية تلعب في ذات الدوري الإسباني أو في درجة أقل وكذلك السماح للاعبين بالمغادرة إلى أندية أخرى خارج إسبانيا للاحتراف والمشاركة في المباريات التنافسية، سواء عبر بيع عقودهم أو إعارتهم، أما اللاعب السعودي أين سيلعب إذا لم يشارك مع ناديه».
ورأى الحسيني ضرورة إلزام الأندية بتأمين 3 ملاعب على الأقل للفئات السنية، في ظل الدعم الكبير الذي تجده من الدولة، مع إلزامها باستقطاب أجهزة فنية وإدارية على مستوى عال، وإتاحة الفرصة للاعب ومساعدته عند بلوغه الـ18 من العمر وقبل دخوله مرحلة النجومية والأضواء والعقود المليونية بالمغادرة للاحتراف الخارجي.
وأضاف «ليس بالضرورة أن تبحث الأندية في الخارج عن لاعبينا للتعاقد معهم، بل يجب علينا العمل على إرسال اللاعبين المميزين والتكفل برواتبهم وكافة الأمور المتعلقة بهم للتدريب مع هذه الأندية وعند إثبات اللاعب وجوده ومشاركته في المباريات ستجد النادي الأوروبي يتكفل برواتبه وكافة أموره».
وأشار الحسيني إلى أن «تأهلنا إلى كأس العالم في 2018 و2022، جاء بجهود اللاعبين الذين لعبوا خلال وجود 4 لاعبين محترفين أجانب في الدوري، والآن مع التوجه لتأسيس منتخب جديد بوجود 7 محترفين، سنصدم بكثير من المشاكل في مقدمتها عدم مشاركة اللاعبين في المباريات، وسينعكس ذلك على أن تكون هناك بعض المراكز التي لن يكون بها نجوم».
وأضاف «عدم مشاركة اللاعب السعودي سيضع مدربي المنتخبات في حرج كبير، عند اختياره القائمة التي سيضمها لمعسكر أو تلك التي سيشارك بها في البطولات، وهو ما سيدفعه لاختيار لاعبين قد لا يجدون فرصة للعب في أنديتهم لشح المميزين في مراكز محددة، فهل هناك وفرة في المهاجمين على سبيل المثال في الدوري، ستجد الإجابة لا باستثناء فراس البريكان الذي يلعب مع الفتح، أما الباقون لا يلعبون رغم أنهم جميعها لاعبون محترفون».
إلى ذلك، أكد المدرب الوطني علي كميخ امتلاك الرياضة السعودية مواهب كثيرة وكوادر فنية وإدارية حاصلة على مؤهلات تدريبية عالمية، مشيراً إلى أن عوامل النجاح موجودة وينقصها التحفيز والدعم، ومن ثم المحاسبة على أي قصور.
واتفق كميخ مع زملائه المدربين العبدلي والخالد والحسيني على ضرورة تقليص عدد اللاعبين المحترفين في الدوري، كون ذلك من الأمور التي تتطلب من اتحاد الكرة التوجه لها؛ لمنح اللاعب السعودي فرصة أكبر للمشاركة في المباريات، لافتاً النظر إلى أهمية التخطيط الجيد للمرحلة المقبلة.
وأضاف «من الظلم ألا يكون الأخضر في دور الأربعة في كأس العالم… وهو ما يحتم علينا تشكيل لجنة فنية من لاعبين دوليين مشهود لهم بالكفاءة لتولي مسؤولية تقييم كافة المسابقات من الفئات السنية إلى الفريق الأول… أين أحمد جميل وصالح النعيمة ويوسف خميس وغيرهم عن خدمة الكرة السعودية؟!».


مقالات ذات صلة

بعثة الأخضر تُحلق إلى ملبورن الأسترالية «فجر السبت»

رياضة سعودية يستعد الأخضر في شهر نوفمبر لخوض الجولتين الخامسة والسادسة (المنتخب السعودي)

بعثة الأخضر تُحلق إلى ملبورن الأسترالية «فجر السبت»

تغادر بعثة المنتخب السعودي، فجر السبت، إلى مدينة ملبورن الأسترالية، عبر مطار الملك خالد الدولي بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية مدرب منتخب أستراليا توني بوبوفيتش (أ.ف.ب)

مدرب أستراليا محذراً لاعبيه: منتخب السعودية قوي

كشف مدرب منتخب أستراليا توني بوبوفيتش، عن قائمة المنتخب الأسترالي المكونة من 26 لاعباً لمواجهة السعودية يوم الخميس المقبل في ملبورن.

نواف العقيّل (ملبورن)
رياضة عالمية يعدّ إيرانكوندا مهاجم بايرن إحدى أبرز المواهب الشابة الواعدة في أستراليا (رويترز)

مدرب أستراليا يستبعد إيرانكوندا ويستدعي لاعبين ذوي خبرات

استبعد توني بوبوفيتش مدرب أستراليا، اللاعب الشاب نيستوري إيرانكوندا، واستدعى اللاعبِين ذوي الخبرة: رايان غرانت، وميلوش ديغينيك، ومارتن بويل.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة عالمية توني كروس (د.ب.أ)

كروس: المنتخب الألماني عاد للوجود بين الفرق الكبرى

يرى توني كروس أن المنتخب الألماني عاد للوجود ضمن الفرق الكبرى في العالم، ولكنه شدد على أن من المبكر للغاية وضع آمال كبيرة على الفوز بلقب كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عربية منتخب تونس لكرة القدم يعلن تشكيلته لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا (المنتخب التونسي)

تونس تكشف تشكيلتها لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا

أعلن منتخب تونس لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تشكيلته لمواجهتَي مدغشقر وغامبيا في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب 2025.

«الشرق الأوسط» (تونس)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».