في وقت تتطلع فيه فنلندا إلى تعظيم شراكتها الاستراتيجية مع السعودية، كشفت دبلوماسية فنلندية أن هلسنكي تتجه إلى تكثيف التبادل الطلابي والسياحة والاستثمارات والتجارة مع الرياض في الفترة المقبلة، مبينة أن المشروعات الضخمة المدرجة في برنامج «رؤية 2030»، تقدم لبلادها فرصاً تجارية واسعة النطاق لمختلف الشركات الفنلندية.
وقالت إينو أريكا فيلجانين، السفيرة الفنلندية لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «ستكون فنلندا شريكاً ممتازاً في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في عدد من المجالات؛ حيث تتصدر دول العالم في العديد من القطاعات المستهدفة، سواء كانت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرقمنة والتعليم والرعاية الصحية وحلول الطاقة المتجددة وصناعة الألعاب والضيافة، إذ إن اقتصاداتنا وقطاعاتنا التجارية يكمل كل منهما الآخر».
وتابعت أن السعودية أهم وجهة تصدير لفنلندا في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن صادرات بلادها إلى السعودية بلغت في عام 2021 ما قيمته 298 مليون يورو، معظمها من السلع، بينما لا تزال حصة الخدمات محدودة.
ووفق فيلجانين، تشمل مجالات التعاون الجديدة بين البلدين: الألعاب والرياضة الإلكترونية والصحة والرفاهية، متطلعة إلى تعاون مكثف في مختلف القطاعات الأخرى بالمستقبل القريب، موضحة أن قطاع السياحة يلعب دوراً أساسياً في رؤية المملكة 2030، ما ولّد نطاقاً واسعاً للمشروعات المختلفة، قصيرة وطويلة الأجل قيد الإنشاء بالمملكة. واستطردت: «هناك متسع كبير لزيادة السياحة من فنلندا إلى السعودية والعكس أيضاً».
وكشفت عن اتجاه للتعاون في مجالات الصناعات الإلكترونية والتكنولوجيا والتعدين والاقتصاد الأخضر والهيدروجين والطاقة المتجددة، مضيفة: «كل هذه المجالات تنطوي على إمكانات كبيرة للتعاون بين بلدينا... تتمتع الشركات الفنلندية بقوة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة مثل شبكات الجيل الخامس، والشبكات الحيوية والاقتصاد الدائري وإنتاج الطاقة الخضراء وتكنولوجيا التعدين ومعالجة المعادن بطريقة مستدامة، بجانب القيم والحلول الخضراء لإنتاج الطاقة المتجددة الآخذة في الارتفاع أيضاً في فنلندا».
يأتي كلام الدبلوماسية الفنلندية في وقت تم إجراء عدد من الزيارات الناجحة رفيعة المستوى بين البلدين العام الجاري على المستوى الوزاري؛ حيث زار وزير التجارة الخارجية فيل سكيناري الرياض مرتين خلال العام، كما قام وزير التجارة السعودي ماجد القصبي بزيارة لهلسنكي على رأس وفد كبير مؤخراً، كذلك زار وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم هلسنكي أخيراً.
ومع ذلك، وفق فيلجانين، فإن فنلندا وخبراتها ليست معروفة على نطاق واسع في السعودية، حيث زيادة المعرفة بفنلندا وعروضها هنا في السعودية هي مجال تركيز السفارة، كاشفة عن هدف تحسين العلامة التجارية لبلدها من خلال مجموعة واسعة من الطرق كالطعام ونمط الحياة والثقافة والأفلام والرياضة، فضلاً عن تكثيف التبادل الطلابي والسياحة والاستثمارات والتجارة بين البلدين.
وزادت فيلجانين: «تشارك الشركات الفنلندية والخبراء في الأحداث التي تنظمها المملكة، كالأحداث المقبلة مثل منتدى مستقبل المعادن في يناير (كانون الثاني) 2023 ومنتدى العالمي Leap (ليب) في فبراير (شباط) المقبل».
فنلندا لشراكة استراتيجية مع السعودية في الهيدروجين والطاقة الخضراء
فنلندا لشراكة استراتيجية مع السعودية في الهيدروجين والطاقة الخضراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة